الثلاثاء، 6 مايو 2014

نبوءة في القرآن .يوم العرض ،الصيحة ،والزلزال المدمر ،والتسونامي،وعذاب ثلاثة أُمم .الحاقة.


نبوءة في القرآن .يوم العرض ،الصيحة ،والزلزال المدمر ،والتسونامي،وعذاب ثلاثة أُمم .الحاقة.


حاقَ بـ يَحيق ، حِقْ ، حَيْقًا ، فهو حائِق ، والمفعول مَحيق به 
حاقَ بِهِ أَحاطَ بِهِ 
حاقَ البَيْتَ كَنَسَهُ 
حاقَ الرَّصيفَ مَلَّسَهُ 
حاقَهُ الضَّرَرُ أَصابَهُ ، مَسَّهُ ، حَلَّ بِهِ ، أَلْزَمَهُ حاقَتْ بِهِ الخَسائِرُ لَمْ يَحِقْ بِهِ ضَرَرٌ 
حاقَ بِهِ السَّيْفُ أَثَّرَ فيهِ 
حاق الشَّيءُ به : دهاه ، أصابَه وأحاطَ به { وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ } 
حاق به الأمرُ : لزِمَه ووَجَب عليه ، نزل به وحلَّ { فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } 
حاقَّ صَديقَهُ خاصَمَهُ 
وفلانٌ نَزِقُ الحِقاقِ : يخاصمُ في صغائر الأشياء 
وبلغت الجاريةُ نَصّ الحِقاق : أدركت وكَمُل عقلُها

تحاقَّ يتحاقّ ، تَحاقَقْ حاقَّ ، تَحَاقًّا ، فهو مُتحاقّ 
تَحَاقَّا تَخاصَما وادَّعى كل منهما الحق لنفسه.
بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَاقَّةُ

مَا الْحَاقَّةُ

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ.3.سورة.الحاقة.
 الحاقة هي النازلة لإحقاق الحق بالقوة القارعة.
جاء في الحديث.
ليس أحدٌ يُحاسَبُ يومَ القيامةِ إلَّا هلك . فقلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أليس قد قال اللهُ تعالَى : فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إنَّما ذلك العرْضُ ، وليس أحدٌ يُناقَشُ الحسابَ يومَ القيامةِ إلَّا عُذِّب
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6537
خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

يبين هذا الحديث أن يوم العرض هو يوم من أيام الله التي يتعهد فيها ملكه على الأرض فيحكم على على الظالمين ويُنجي
المؤمنين.ومن علامات الساعة يوم الحشر إلى الأرض
المقدسة التي تحالف عليها كل الظالمين والخونة
الذين خانوا عهد الله وعملوا بالدين لمصالحهم
الذنيوية وأؤلائك من سيحيق بهم العذاب
القريب الأليم ليعلم الجميع أن البعث
حق ،لأن الله تبارك وتعالى 
سيضرب للناس من
البعث مثلا.
 شيبَتنِي سورةُ ( هُودٍ ) و أخواتُها ( الْوَاقِعَةِ ) و ( الْقَارِعَةِ ) و ( الْحَاقَّةِ ) و ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ) و ( سَأَلَ سَائِلٌ )
الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4916
خلاصة حكم المحدث: حسن

كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ

فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ

وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ

سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ

فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ

وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ

فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً

إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ

لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ.12.سورة.الحاقة.

ذكر الله العظيم ثلاثة أقوام كان قد أصابهم العذاب من قبل لما طغوا في الأرض وأفسدوا وعصوا رُسُل الله .
ومن هذه الآيات نعلم أن الله يتوعد ثلاثة أقوام موجودون الآن أتتهم رسالات الله العظيم رب الكون فعصوا رُسُلهم ونكثوا العهد.
وهم طغاة العرب وطغاة اليهود وطغاة المسيحيين.
ونحن نرى اليوم أنهم الأكثر فسادا على الأرض ،وقد توعد الله العظيم البشر بأن يتفرغ لهم بجنده وأنه يأجل هذا الأمر ليوم موعود ليُبيد بناء الشيطان ويُظهر بناءه بالقوة التي يفتخر بها الأقوام الثلاث اليوم على الأرض.
وقد ذكر الطوفان ليُذكرنا بما سبق أن فعل للبشرية من قبل
ولينذرنا أن الحاقة ستكون عامة كالطوفان لا بل هي أشد
هولا وتجربة.
ومما يجعلنا نتأكد أن في هذه السورة رسالة أراد الله الخالق أن يُوصلها للناس قوله.لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ.

والأذن الواعية هنا هو العقل الذي يسمع القول فلا يمر عليه حتى يعلمه لثقته بمن أرسله.

كما يظهر من ألوان العذاب التي عذب بها الأقوام الظالين قبلنا 
أن هناك عذاب بالريح وعذاب بتسونامي وعذاب بالطاغية وهي 
إجتماع أنواع العذاب مثل الصيحة والزلزال ،وذلك ما أراد الله العظيم أن يُخبرنا به.

فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ

وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً

فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ.15.سورة.الحاقة.

فالنفخ في الصور هي الصيحة ،والدك هو الزلزال .وتلك علامات لما هو آت .
سوف ترون قبل أن تقوم الساعة أشياء ستنكونها عظاما يقولون هل كنا حُدثنا بهذا فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة . . . . حتى قال سوف ترون جبالا تزول قبل حق الصيحة
الراوي: سمرة بن جندب المحدث: الألباني المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/168
ومعنى وقعت الواقعة أي صارت وحانت .والواقعة هي المعمعة أو المعركة أو الحادثة. 
ومعنى ستنكنونها أي ترون في أنفسكم أنها عظيمة.
منأكَنَّهُ في نفسه أسَرَّه وقال أبو زيد كَنَّهُ و أكَنَّهُ بمعنى واحد في الكِنِّ وفي النفس.

والأشياء العظام هي آيات كتمها الضالون من العرب عن الإسلام 
وحين تُبدى للناس يرون أنها شيء جديد لم يسمعون به من قبل 
فتعظم في أنفسهم .مثل ظهور الأرض المقدسة في شمال أفريقيا 
فيستغرب من ذلك المسلمون ويحتارون كيف أخفى من وثقوا بهم هذا الأمر وهو ليس بهين في أي دين لأن من يقدس الله 
العظيم قدس ما قدس أولا.
والنفخ في الصور هو إعلان الأمر ويُمكن أن يكون بصيحة من السماء بعذاب كما يمكن أن يكون مجرد إعلام بأمر يصل
العالم كله.وهذا ممكن اليوم بوسائل الإعلام.

وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ

وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ.17.سورة.الحاقة.

إنشقت السماء أي فُتحت وانفرج بابها .
ومعنى واهية أي شديدة الإنزال نقول.
وهَى السَّحابُ : انفجر شديدًا بالمطر .
وقد ذكر القرآن العظيم هذا الإنزال من السماء يوم مجيء الله إلى الأرض ليجازي البشر وليُعيد البناء أيضا كما بدأه من قبل من الأرض لكونها أساس الكون.فقال.
  1. إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.159.سورة.الأنعام.

  1. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
  2. وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ.113.الأنعام.


  1. وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
  2. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ.106.سورة.الأنبياء.

ومعنى كلمة نطوي السماء .أي نأتيها من أعلاها إلى أسفلها كما تكون الكتُب بين يدي الكاتبين .نقول نطوي الأرض طيا .
طَوَى البِلاَدَ طُولاً وَعَرْضاً : قَطَعَهَا .

وفي الآية يذكر الأرض وليس الجنة وهذا وعد من الله للصالحين الذين يجعلون كلمة الله هي العليا ولا يتبعون البشر بدل الله رب المجد والكون والجنود.


يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ.18.سورة.الحاقة.

والعرض هنا عرض على الله في أرض الله المقدسة ولا يمكن أن نُعرض على الله إلا في أرضه المقدسة ولذلك قال إبراهيم
الخليل عليه وآله الصلاة والسلام.
فامن له لوط وقال اني مهاجر الى ربي انه هو العزيز الحكيم.
وقال اني ذاهب الى ربي سيهدين.

ومن لم يهاجر إلى الأرض المقدسة لم يهاجر إلى الله.


ولا إيمان لأمة لم ترفع الأرض المقدسة مكانتها التي أعطاها الله العظيم رب الدين.

ستخرجُ نارٌ من حضْرَمَوْتٍ – أو من نحو بَحْر حضْرَمَوْتٍ – قبلَ يومِ القيامة ، تُحْشرُ الناسَ . قالوا : يا رسولَ اللهِ فما تأمُرُنا ؟ فقال : عليكُم بالشّامِ
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الترمذي المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2217
خلاصة حكم المحدث: حسن غريب صحيح
والشام هنا هو الشام المقدس وليس الشام الذي قدسه الظالمون من اليهود والرومان وأكمل الأمر العرب فكانوا سواء.

 أُعْطِيتُ في عليٍّ أنَّهُ يَقْضِي دَيْنِي ويُوَارِي عَوْرَتِي وأنَّهُ الذَّائِدُ عن حَوْضِي وهوَ مِشْكَاةٌ لي في طَرِيقِ الحَشْرِ ولِوَائِي مَعَهُ يومَ القيامةِ . . . . . .
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الذهبي المصدر: تلخيص العلل المتناهية - الصفحة أو الرقم: 83

وفيها سيكون يوم العرض على الله.

فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ

إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ

فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ

فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ

قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ

كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ.24.سورة.الحاقة.

الكتاب هو العهد الذي عاهدت عليه الأمم ربها ،التوراة ،الإنجيل ،القرآن.ومن كان مؤمنا بالله إستشهد بكتابه الذي فيه
الحجة الدامغة عليه وفيه بندا أو فصلا من الفصول
يقول بيوم الحساب ،فيقول أني صدقت بكتاب
الله وأنا أسير طبقا لما فيه فهاؤم كتابي
إقرأوا ما فيه.

عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِه {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قال : ( يُدعَى أحَدُهم فيُعطَى كتابَه بيمينِه ويُمَدُّ له في جِسمِه سِتُّونَ ذراعًا ويَبيَضُّ وجهُه ويُجعَلُ على رأسِه تاجٌ مِن لؤلؤٍ يتلَألأُ قال : فينطلِقُ إلى أصحابِه فيرَوْنَه مِن بعيدٍ فيقولونَ : اللَّهمَّ بارِكْ لنا في هذا حتَّى يأتيَهم فيقولُ : أبشِروا فإنَّ لكلِّ رجُلٍ منكم مِثْلَ هذا وأمَّا الكافرُ فيُعطَى كتابَه بشِمالِه مُسوَدًّا وجهُه ويُزادُ في جِسمِه سِتُّونَ ذراعًا على صورةِ آدَمَ ويُلبَسُ تاجًا مِن نارٍ فيراه أصحابُه فيقولونَ : اللَّهمَّ أَخْزِه فيقولُ : أبعَدَكم اللهُ فإنَّ لكلِّ واحدٍ منكم مِثْلَ هذا
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم: 7349
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
وإمام كل أمة كتابها .واليمين هو العهد أيضا والميثاق الذي أقسمت كل أمة عليه .وأصحاب اليمين هم الذين حافظوا
على أحكام قسمهم وعهدهم مع الله الخالق.
فيجعلهم الله العظيم في جنة أشجارها 
عالية وثمارها قريبة وهذا يبين
لنا أمرا سيحدثه الله في الطبيعة بحيث تصبح قليلة الرياح وخصبة بحيث تعلوا أشجارها وتعظم ثمارها حتى تتدلى 
من ثقلها بأغصانها.
وتلك الجنة الموعودة على الأرض إن شاء الله العظيم.


وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ

وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ

يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ

هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ

خُذُوهُ فَغُلُّوهُ

ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ

ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ

إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ

وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ

وَلا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ

لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِؤُونَ.37.سورة.الحاقة.

وأما أصحاب الشمال ،أي الذين أرادوها عوجا واتبعوا أهواءهم .
والشمال ضد اليمين وهم الذين نقضوا العهد مع الله واتخذوا
دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وزينتها.
وهم الذين إتبعوا عبادا من دون الله فزكوا
كلامهم على كلمة الله وجعلوا لله أندادا
يأتمرون بأمرهم ويتركون أمر الله
وأيا كانت تلك العباد ولو كانوا
ملائكة أو رسلا أو أقل 
من ذلك أو أكثر.
فلما يرون ما وعد الله العظيم في كُتُبه قد تحقق وظهر لهم عيانا وقتها تُصدمهم الحقيقة فيتمنون الموت لقولهم يا ليتها كانت القاضية ويقولون أن كل سلطانهم الذي بنوه في الأجيال قد تهدم إذ كُشف أمرهم للناس وهم من طلبوا الملك بغير حق وآثروه
على رضا الله وعلى دينهم .وهم الذين كانوا السبب في 
فساد كل أمة ودين على الأرض فيبعثهم الله 
في الخلق الثاني لكي تصبر أجسادهم
على النار ولا تندثر بالنار التي
سيفتح منها بابا لهم خاصة 
مع إبليس قبل يوم 
القيامة.

فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ

وَمَا لا تُبْصِرُونَ

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ.40.سورة.الحاقة.

قال فلأقسم بما تُبصرون وما لا تبصرون .وهنا تأكيدا للقسم وليس نفيا. وما نُصر وما لا نُبصر ما هو إلا من آيات صنعها الله أكانت عنا غيبا أم شيئا نراه.
وكم من شيء لا نبصره وما نبصر من الكون إلا مقدار ذرة منه مهما إمتدت أبصارنا أو مددناها.
إنه لقول رسول كريم.الرسول الكريم هنا هو الأمين جبرائيل روح الله عليه الصلاة والسلام إذ أن القرآن أو التوراة أو الإنجيل 
هو الذي تلاه على المرسلين وما كانت كلمة الله 
من المرسلين بل من روح القدس.
جاء في القرآن.

  1. إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
  2. ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ
  3. مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ
  4. وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ.23.التكوير.


وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ

وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ

تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ

وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ

لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ

فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ.47.سورة.الحاقة.

الكلام هنا موجه لجبرائيل عليه الصلاة والسلام لأنه هو الذي نزل به من عند الله .
ونفى أن يكون قول شاعر قليلا ما نفقه قول الشعراء المؤمنين .
ولا بقول كاهن قليلا ما نذكر من تذكيرهم لنا بآيات الله
الخالق.


وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ

وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ

وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ

وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ

فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ.52.سورة.الحاقة.

أمر الله العظيم رسوله وكل المرسلين أن يُذكروا الناس بكلمته 
حتى أنه قال لرسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام .
وجاهدهم به جهادا كبيرا.
فنعم الجهاد بكلمة الله وتذكير المؤمنين بكلمته التي فيها خلاصنا وليس في سواها خلاص ولا حق ولا سلام في الدنيا والآخرة
ولو أن البشرية اليوم رجعت إلى كلمة الله في كتبه وليس
التي في الكتب التي إكتتبها الضالون لتكون مضادة
لكلمة الله ومُقارعة لها لتبطلها وتظهر هي
لكان الناس أمة واحدة بحكم واحد
وربا واحد لا تسمع تربية
غيره .

محمد علام الدين العسكري،أورشليم،شمال أفريقيا.


ليست هناك تعليقات: