السبت، 24 مايو 2014

المهاجرين والأنصار وآل البيت في القرآن.


المهاجرين والأنصار وآل البيت في القرآن.
ليعلم كل مؤمن أن طاعة الله العظيم هي الإيمان ،وأمر الله في كلمته التي عاهد بها كل أمة أي كل ما قاله الله العظيم في كتابه ،وأن كلمته هي العقد الذي رضي به من أُرسل إليهم ونص العقد للمؤمنين كتاب الله،لليهود التوراة وللمسيحيين الإنجيل وللمسلمين القرآن.
وإن كل أمة لم تلتزم بأمر الله في كاتبها الذي أرسل الله إليها هي أمة خائنة حق عليها من الله العذاب.
وقد أمر الله العظيم اليهود أن يؤمنوا بعيسى رسول الله وبمحمد رسول الله وكذلك أمر المسيحيين بأن يؤمنوا بموسى ويؤمنوا بمحمد ،وكذلك آمر الله المسلمين أن يؤمنوا بموسى وأن يؤمنوا بعيسى وبمحمد عليهم وآلهم الصلاة والسلام ،وبما أنهم آمنوا بهؤلاء الرسل وجب على الجميع أن يؤمنوا بكتبهم التي كلفهم الله بإبلاغها إلى البشرية بصفتهم بشرا علم الله العظيم فيهم الصلاح والإيمان فزادهم من فضله وعلمهم ما لم يعلموا وأيدهم جميعا بروح الله القدس جبرائيل الأمين الناطق باسم الله والمكلف بإيصال رسالة ملكه رب الكون إلينا.
ومن هنا يجب أن نعلم أن كل المرسلين ومعهم الروح القدس ما هم إلا مُبلغين عن الله وأن الكلمة كلمة الله وأن كل من في الكون عبيد
لله رب الكون وخالقه لا ينفعونكم إلا بأمره إذا خول لهم ذلك
ومن هنا وجبت علينا طاعة الله والانتساب إليه
كما انتسب رُسُله وملائكته وروحه له
إن كنا حقا نؤمن بربنا وملكنا وسيدنا وخالقنا الذي لا يملك غيره أمرنا
ما بدلنا كلمته بكلمة أخرى وما والينا أحدا عليه وإن فعلنا
ذلك حتى مع الرسل والروح والملائكة
فإننا حقا مشركون.
وعندما نرى حال الكوكب اليوم وهو يسير إلى الهاوية وجب على رجال الله حقا وأتباعه حقا أن يُنادوا بكلمة الله التي جعلها الله في كل
كُتبه سواء لأنها جاءت من مصدر واحد ورسول من الله
نؤمن به جميعا وهو روح القدس عليه الصلاة
والسلام أمين كلمة الله والداعي إليه
بعلم به وبأمره ولا ينبئك
مثل خبير.
وإذا نظرنا في حال المسلمين اليوم وما لديهم من مذاهب وطوائف وإرث في الإسلام سطره قوما سرنا بتجاربهم فخبرناها وعلمنا أن
لا خلاص بها أبدا مهما عاندنا وحاولنا ولا مناص لنا بعد ذلك إلا أن
نعود لكلمة الله ونطبقها حرفا حرفا دون زيادة أو نقصان ونذر كلما خرج عنها كأنها لتوها نزلت.

ومن أخطاء المسلمين الكبرى  التي يجب  التخلص منها لبناء أمتنا التي قلنا أن كل الإرث الإسلامي ولو جمع لن يجمعنا أبدا دون التخلص من كل ما فرقنا ومن أهم وسائل الفرقة التي كانت السبب في فرقتنا وفي الخروج عن الإسلام أصلا، هم الذين قدسهم المسلمون دون يُقدسهم الله العظيم ولننظر ما جاءت به كلمة الله.
فماذا قال الله العظيم في من نقدسهم اليوم وهم أدوات فرقتنا؟

كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ.
يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ.6.سورة.الأنفال.
ذكر الله العظيم في القرآن ثلاثة فرق كان بهم كيان المسلمين .جاء في القرآن.

وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.122.آل عمران.
قال هنا ،من أهلك وهؤلاء أهل البيت .
ثم قال طائفتان منكم أن تفشلا وهما المهاجرين والأنصار.
ونلاحظ أن الله العظيم أكد أن فرقيا من المهاجرين كانوا كارهين لأمر الله العظيم الذين قالوا أنهم آمنوا به ومن آمن بالله كان جنديا له يؤتمر بأمره مهما أمر دون تردد وترمرم .
وقد نبه القرآن العزيز من بعض المهاجرين والأنصار الذين كانت لهم أطماع سلطوية وعدهم اليهود والنصارى بها على أنها وحي في التوراة التي أمر رسول الله محمد بأمر الله فيها أن يؤمن بها المسلمون ،ومن هؤلاء من قربهم الرسول وأهله .جاء في القرآن.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ.

هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.

إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ.120.آل عمران.
كما ذكر الله العظيم أن من الذين هاجروا ومن الأنصار من آمن بالله وجاهد في سبيله فقال.

وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ

وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.75.الأنفال.
نرى أن خطاب الله هنا موجها للرسول وأهله في قوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ.
وفي قوله. وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنكُمْ.
في الأولى لأن كلمة البطانة تعني الحاشية المقربون في الحكم .
وفي الثانية لأن الله العظيم ذكر للمخاطبين أن الذين آمنوا من المهاجرين والأنصار هم المؤمنين حقا.وذلك لقوله. وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا. وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ.
فمن هم من يُخاطبهم الله العظيم هنا غير أهل البيت؟
ويثبت قول الله العظيم. وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.ذلك صراحة لقوله أولوا الأرحام أي قرابة رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام.
فالمهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض وأهل البيت أولوا الأرحام أولى بعضهم ببعض.
كما بدأت سورة الأنفال بذكر الخصام في قوله (ذات بينكم).جاء في القرآن.
بسم الله الرحمن الرحيم

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ

أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.4.الأنفال.
جمع الله العظيم طاعة الرسول بطاعته لأنه الناطق الرسمي باسمه والمتكلم عنه وخليفته في أرضه.
وبين أن المؤمنون حقا هم الذين يسمعون كلمة الله ويُطيعون أمره مهما كان،ولذلك قال .وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.
قال هنا كلمة الله ولم يقل كلمة الرسول لأن الكلمة لله والرسول ما هو إلا ناقل موصل مُبلغ لرسالة ،اللهُ من أرسلها.
فلماذا تتبعون كلمات الناس والله عاهدكم على كلمته؟
وقد بين الله العظيم لرسوله أن من المهاجرين والأنصار من آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم وكانوا حلفاء لليهود كي يحرفوا
دين الله ويُشتتوا جمع المؤمنين.جاء في القرآن.

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِن جَاؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ.43.المائدة.

بين الله العظيم أن القوم الذين يدبرون أمر الذين قالوا آمنا بأفواهم  هم اليهود لقوله. وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ.
وبين أن وراء اليهود قوما آخرين لم يأتوا إلى رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وهم الرومان الذين حرفوا المسيحية ويخافون أن يكشف الإسلام أمرهم فأرادوا أن ينجنبوا ذلك بانتخابهم كبراء العرب لتحريف الإسلام وخطته التي أُنزل لأجلها وهي ملة إبراهيم
عليه وآله الصلاة والسلام التي تجعل الأرض المقدسة
وقدس الأقداس مركزا للإيمان بصفتها أساس
الأديان والإيمان.وخاصة لما سمعوا
ما جاء به القرآن فيهم.


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ

يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.16.سورة.المائدة.
وبما أن اليهود والرومان تحالفوا على طمس كل معالم الأديان في الأرض المقدسة كان هذا أكبر رعب ينزل عليهم وهو كشف
حقيقتهم وابطال الفاتيكان وكنيسة القيامة التي كانت تسمى
الكعبة الشامية وأمر رسول الله بهدمها.
وأكد الله العظيم على ذلك فقال.
لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ.
ولا يكون الحذر إلا من أمر عظيم يخاف عليه أن يُكشف.
وبين أنهم يُحرفون الكلام عن مواضعه ،والمواضع
تطلق على الأماكن .
وقد أوصوا أتباعهم من العرب أن لا يأخذوا بما يخص الأرض المقدسة لمصلحة الجميع ،العرب تبقى لهم الكعبة مشرعا اقتصاديا ولا يقتسم معهم أهل الأرض المقدسة الحج إلى قدس الأقداس،والرومان يبقى لهم الفاتيكان مشروعا اقتصاديا يجلب لهم أموال المسيحيين،واليهود يبقى لهم أساس لقيام دولة الوعد الأخير.وعلى هذا تحالف ثلاثتهم على تحريف دين الله .
كما أكد الله العظيم على أنه ألقى على العرب  الفتنة وفتنوا حتى استحقوا عذاب الدنيا والآخرة فقال.
وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.
وهذا يعود على من بدأ بهم الله العظيم الآية حيث قال.

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُواْ.
والاثنان أهل الحجاز .
وقد أكد الله العظيم على أنهم سيصيبهم الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة ،بعد ما حذرهم من إتباع اليهود والمسيحيين في ذلك الزمان لعلمه بما يُخططون له لتحريف الإسلام فقال.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.

فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ.

وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ.53.المائدة.
وذلك هو حزي الدنيا الذي ستلحقهم به اللعنة من كل الذين آمنوا وخاصة من المسلمين الذين اتبعوهم ثقة فيهم وعلى أنهم أصلح الصالحين فيهم ويستغرب حينها المسلمون مما علموا من الحق عنهم فيقولون. أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ.
وذلك لما يظهر المؤمنون الذين وصفهم رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وقربهم على أصحابهم (بإخوانه).
حيث يقول الله العظيم فيهم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ.57.سورة.المائدة.
وهو الأمر الذي ذكره الله ووعد به المؤمنين من المسلمين والذي جاء فيه. فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ.
ويشير هنا لأمر يأتي من عند الله وهو ظهور الإمام المهدي الذي يعمل بأمر الله وحينها يصيب الذين كفروا من العرب وأضلوا أمة كاملة بل العالم كله عن أعظم رسالة لجمع البشرية والمؤمنين من الديانات الثلاث أمة واحدة مؤمنة تعمل بأمر ربها في كل الكوكب.
وذكر أنهم يُجاهدون في سبيل الله لا في سبيل الصحابة ولا الطائفية بكل أسمائها ولا العربية ولا اليهودية ولا المسيحية ولا يخشون أحدا إلا الله ولا يُبلغون كلمة إلا كلمة الله تبارك وتعالى فيفوزون بأعظم فضل يؤتيه الله قوما على الأرض وهو الفضل العظيم لأنه من سيكون السبب
في وحدة البشرية أمة واحدة وجلب السلام إلى العالم.
وهم الذين سيتبعون الإمام المهدي الذي سيهديهم إلى صراط الله المستقيم في الأرض المقدسة حيث سيظهر لهم مجد الله وآياته التي ستحول الأرض نفسها إلى جنة ،كما سيرون الملائكة بأعينهم
والروح ونور الله تبارك وتعالى على الأرض وهم من جنده المكرمون.
وذلك لقوله.
وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ.

الله ورسوله وآل بيت رسوله ،هذا هو حزب الله .

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ

يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ

فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ

أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ

اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ

إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ

وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.19.سورة.الحديد.

محمد علام الدين العسكري.تــــــــــــــــــــونس.

ليست هناك تعليقات: