السبت، 16 يناير 2016

القرآن يأكد أن العرب نقضوا العهد مع الله وأنه سيُبدلهم بأمة أُخرى.


القرآن يأكد أن العرب نقضوا العهد مع الله وأنه سيُبدلهم بأمة أُخرى.
إن كل أمة لا تُمؤن بكتابها الذي عاهدت الله عليه وتدعي ذلك قولا لا فعلا هي أمة منافقة  سواء من اليهود أو المسيحيين أو المسلمين وسيجمعهم الله مع المشركين في جهنم الأولى قريبا وفي جهنم الأخيرة .

معنى كلمة العهــــــــــــد.

نقول عهد الله لبني إسرائيل بأمره ،أي أنه أعطاهم الرسالة وتعهدوا بحفظها والعمل بها وأن لا يُفرطوا في أي أمر منها،وهذا ينطبق أيضا على الأمة التي استبدلهم بها وهم العرب في المشرق.نقول،رَجُلٌ عَهِدٌ : يُعْنَى بِالأُمُورِ وَيَحْفَظُهَا ، أَوْ هُوَ مُحِبٌّ لِلْوِلاَيَاتِ وَالْعُهُودِ،عَهِدَ وَعْدَهُ : حَفِظَهُ ، وَفَّاهُ ، 
العَهْدُ ‏‏ : الوصيّةُ ؛ 

وليُّ العَهْد : وارث الملك،فِي عُهْدَتِهِ : تَحْتَ مَسْؤُولِيَّتِهِ ، فِي رِعَايَتِهِ ،

العهْد القديم: 
 أسفار الكتاب المقدَّس التي كتبت قبل ميلاد المسيح عليه السلام .


العهْد الجديد: 
( في المسيحيّة ) كتاب يحتوي الأناجيل الأربعة وأعمال الرُّسل والرَّسائل والرُّؤيا .

العهد الأخير ،القرآن .
إذا العهود هي الرسالات السماوية التي كلف الله بها اليهود فتركوها وكلف بها المسيحيون فتركوها وكلف بها العرب فتركوها .
فمن كلف الله برسالاته جميعا ليجمع ما تركته الأمم كله في عهد واحد؟؟؟

العهد اتفاق بين الله وبين أمة عن طريق وسيط كلفه الله ببيان بنود العهد والسهر على تطبيقها وأخذ العهد من الأمة التي قبلت بالعهد وينص العهد على أن يعمل الذين قبلوا كلمة الله بما جاء في العهد كلمة كلمة ولا يُفرطون منه في شيء لأن أي إخلال ببند من بنود العهد يُعتبر جريمة استحقت الأمة المعاهدة على ارتكابه العذاب ،كما أن على الله الوفى بما جاء في العهد من تكفله بالأمة في الدنيا ونصرها وهدايتها دائما إلى الأفضل وأن يدخلها الجنة الموعودة في الدنيا والآخرة.
قال الله العلي العظيم في اليهود ،


مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ..5.الجمعة.

وهذا يعني أنه لما تخلى اليهود عن العهد مع الله الذي كتاب الله التوراة سلب الله منهم العهد وأبدلهم بأمة أُخرى ،وإذ كان الفصل الأول في التوراة هو الخروج من مصر إلى الأرض المقدسة لعبادة الله فيها والذي أخل به اليهود رغم أنه الأكبر في كل رسالة سماوية واختاروا لهم المشرق ليطغوا فيه بآيات الله .

وقد بين الله أن العرب تركوا القرآن في حياة رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وذلك في قوله.


وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا

وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا

الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلا

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا

فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا

وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا

وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا

وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ( لهم) الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا

وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا

وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا

إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا


أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا.44.الفرقان.

إن قوله، وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ،يُبين أن الذين يتحدث عنهم القرآن هم الذين كانوا قد آمنوا بالقرآن وأحبوه والتزموا به إذ لا يكون الهجر إلا بعد الوصال .معنى هجر،
هَجْرُ الأَحْبَابِ : تَرْكُهُمْ ، الِابْتِعَادُ عَنْهُمْ بِجَفَاءٍ وَكَانَ يَلْزَمُ تَعَهُّدُهُمْ .هجر بيته: تركه وأعرض عنه :- هجَر المعاصي / الدِّراسة / الوظيفة - { وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً }.هجر حبيبته،تركها بعد حب.

وأما قوله،وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا.
   
فالقرية التي قصدها القرآن هي القرية التي بجوار الكعبة التي عذب الله فيها أصحاب الفيل قبل وصولهم إلى الكعبة.

كما يُبين الله العلي أن العرب الذين آمنوا قد تراجعوا من أجل آلهتهم والحج إليها فبين أنهم قالوا ، لقد كاد أن يضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها ،ومن قولهم كاد يتبين لنا أنهم ابتعدوا عنها ثم عادوا إليها .

وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا

إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا

كما يُبين الله في وعيده إليهم في المستقبل استمرارهم على عبادة آلهتهم، وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا.

وحكم عليهم بالضلال ولا يكون الضلال إلا بعد الهدى .

وظهر ذلك بمُجرد أن فارقهم رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام حتى بدأوا في قتل بعضهم بعضا ولو استمر هُداهم لما وقعوا في تلك الفتنة التي محت الإسلام إلى اليوم.
جاء في القرآن.

فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ

أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا

إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ

فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ

أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ

وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.34.سورة محمد.


ولما جاءت رسالة الإسلام لتفصل بين اليهود والمسيحيين في ما اختلفوا فيه وكانت الأمة الأقوى مكرا ونفوذا في ذلك الومن الأمة التي أشركت في عبادة الله الواحد وهم الرومان ومعهم اليهود الذين كفروا برسالة عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام واضطهدوا اخوانهم أبناء الأسباط العشر مع الرومان 
وكرهوا أن تكون رسالة عيسى كاملة تأيد التوراة
وما جاء فيها غير أنها تبدل القيادة من قوم
إلى قوم باسم دين جديد يذهب بتقدم 
اليهود على الناس فسعى اليهود والرومان المشركين ضد الإسلام لكي لا يُنصف الذين آمنوا من السامريين وأبناء الأسباط العشر والبربر بصفة عامة ،خاصة وقد انقلبوا عليهم ونزعوا منهم الملك في المملكة البيزنطية التي ورثت قرطاج وعلى حدود روما سابقا ،فما كان عليهم إلا أن يفعلوا بالإسلام ما فعلوا بالمسيحية وهم الذين أشار الله إليهم في قوله ،
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ.

وفعلا أطاعوهم في بعض الأمر فحولوا الحج من الأرض المقدسة إلى الكعبة تماما كما فعل الرومان واليهود إذ تركوا ترشيش الأرض المقدسة غربا وبنوا لكل منهما هيكلا تُشد له الرحال وتُجلب له الأموال، الفاتيكان ،والكعبة الشامية فلسطين التي جعلها الله لهم شراكا ليقع فيه الجميع وليفتك بعضهم ببعض منذ ظهور الإسلام إلى هذا اليوم.

ومما يأكد على أنهم ضمن الذين هم مع الرسول عليه وآله الصلاة والسلام  قوله،
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ
وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ.

احباط الأعمال يكون بعد العمل الطيب ،واخراج الأضغان لا يكون إلا لمن أظهر الود والحب والتقرب وهو يُظمر الشر،وقوله لو نشاء لأريناك هم بسماهم ،يدل على أن الله كشف له عليهم وبين له أيضا أنهم سيأتونك ويُحدثونك عن بعض أحلامهم وحقيقتهم كسؤال عن أمر الحج مثلا أو أمر اليهود ...

كما بين الله أنه سيبتلي المسلمين ليُظهر للناس المجاهدين منهم حقا والمنافقين وسيكون هذا الإبتلاء العودة إلى سبيل الله الذي أضل عنه العرب أجدادهم أو أئمتهم ،والسبيل هو الطريق والطريق إلى الله بينه الله في القرآن في الأمر بالحج إلى الأرض المقدسة في رحلة مفروضة تشد لها الرحال تدوم أربعة أشهر من الكعبى إلى ترشيش تونس.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ

ويأكد ذلك قوله ،  مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى،إذ أن الوعيد في المستقبل فيجب أن يكون تبين الهدى أيضا في المستقبل 
وهادي الأمة هو الإمام المهدي الذي سيهدي الأمة والعالم إلى الأرض المقدسة ويدعو إلى الله كما فعل موسى ونوح وجميع المرسلين عليهم وآلهم الصلاة والسلام.


وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ

وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ

اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ


عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ.9.الرعد.

ومن الأجدى بالمسلمين حقا أن لا يكونوا مع من قتلوا رسولهم وسخروا منه اتكالا على كثرتهم ونكلوا بأبنائه وأضلوهم طيلة 1400 سنة واليوم يجعلونهم عبيدا لهم يُدخلونهم في حروب لا طائل من ورائها ولا حكم في القرآن حكم بها، ولا يُمكن لدين أن يأمر بالقتال وراء الفاسقين .
والله أمر المؤمنين حقا أن يُقاتلوا الذين حرفوا دينهم وجعلوهم يسجدون إلى آلهتهم بدل الله في عرفة التي كانت معبدا للشمس بدل عرفة في الأرض المقدسة التي فيها الله والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله.

كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ

كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ

اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ

فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ

أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ

وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ

مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ اللَّه شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ


إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ.18.التوبة.

وهذا ما قال رسول الله محمد رسولكم واجب الطاعة في عرفة الذي نصبوا فيه نُصُب الشيطان ألان وكان من قبل تُعبد فيه الشمس وتستمر يوما من شروقها إلى غروبها.

 خرَجْنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُهلِّينَ بالحجِّ فقدِمْنا مكَّةَ فطُفْنا بالبيتِ وبينَ الصَّفا والمروةِ ثمَّ قام فينا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( مَن لكم منكم ساق هَدْيًا فلْيحلِلْ ولْيجعَلْها عمرةً ) فقُلْنا: حِلٌّ مِن ذا يا رسولَ اللهِ ؟ قال: ( الحِلُّ كلُّه ) فواقَعْنا النِّساءَ ولبِسْنا وتطيَّبْنا بالطِّيبِ فقال أناسٌ: ما هذا الأمرُ! نأتي عرفةَ وأُيورُنا تقطُرُ مَنِيًّا فبلَغ ذلك النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام فينا كالمغضَبِ فقال: ( واللهِ لقد علِمْتُم أنِّي أتقاكم ولو علِمْتُ أنَّكم تقولون هذا ما سُقْتُ الهَدْيَ فاسمَحوا بما تُؤمَرون به ) فقام سُراقةُ بنُ مالكِ بنِ جُعشُمٍ فقال: يا رسولَ اللهِ عمرتُنا هذه الَّتي أمَرْتَنا بها أَلِعامِنا هذا أم للأبدِ ؟ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( بل للأبدِ )
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان

الصفحة أو الرقم: 3924 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه.



وهذا لا يعني أن كل الصحابة قوم محمد عليه وآله الصلاة والسلام كفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا،أي بالملك الذي لم يكتبه الله لهم بل لآل الرسول بعد كما كانت سنة الله في آل ابراهيم الذين هم الأنبياء والمرسلين الذين آل إليهم أمر إبراهيم الخليل عليه وآله الصلاة والسلام ،فمن قومه من آمنوا وأخلصوا.

جاء في القرآن.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا


لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا.24.الأحزاب.

والطرف المضاد لهؤلاء الصحابة أو قوم محمد عليه وآله الصلاة والسلام هم من قال الله فيهم.

إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا

هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا

وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا

وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلاَّ يَسِيرًا

وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولا

قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لّا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلا


قُلْ مَن ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُم مِّنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا.17.الأحزاب.



الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.


ليست هناك تعليقات: