العرب أبشع من اليهود تحريفا ،آية إنك لا تهدي من أحببت نزلت فيهم والأنبياء الكذبة قالوا أنها في أبي طالب عليه الصلاة والسلام.
جاء في تفسير ابن كثير.
( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ( 56 ) وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا ولكن أكثرهم لا يعلمون ( 57 ) ) . [ ص: 246 ] يقول تعالى لرسوله ، صلوات الله وسلامه عليه : إنك يا محمد ( إنك لا تهدي من أحببت ) أي : ليس إليك ذلك ، إنما عليك البلاغ ، والله يهدي من يشاء ، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة ، كما قال تعالى : ( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء ) [ البقرة : 272 ] ، وقال : (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ) [ يوسف : 103 ] . وهذه الآية أخص من هذا كله ; فإنه قال : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) أي : هو أعلم بمن يستحق الهداية ممن يستحق الغواية ، وقد ثبت في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان يحوطه وينصره ، ويقوم في صفه ويحبه حبا [ شديدا ] طبعيا لا شرعيا ، فلما حضرته الوفاة وحان أجله ، دعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإيمان والدخول فيالإسلام ، فسبق القدر فيه ، واختطف من يده ، فاستمر على ما كان عليه من الكفر ، ولله الحكمة التامة . قال الزهري : حدثني سعيد بن المسيب ، عن أبيه - وهو المسيب بن حزن المخزومي ، رضي الله عنه - قال : لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد عنده أبا جهل بن هشام ، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عم ، قل : لا إله إلا الله ، كلمة أشهد لك بها عند الله " . فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ، أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه ، ويعودان له بتلك المقالة ، حتى قال آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب . وأبى أن يقول : لا إله إلا الله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما لأستغفرن لك ما لم أنه عنك " . فأنزل الله عز وجل : ( ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى ) [ التوبة : 113 ] ، وأنزل في أبي طالب : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) . أخرجاه من حديث الزهري . وهكذا رواه مسلم في صحيحه ، والترمذي ، من حديث يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : لما حضرتوفاة أبي طالب أتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا عماه ، قل : لا إله إلا الله ، أشهد لك بها يوم القيامة " . فقال : لولا أن تعيرني بهاقريش ، يقولون : ما حمله عليه إلا جزع الموت ، لأقررت بها عينك ، لا أقولها إلا لأقر بها عينك . فأنزل الله : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ) . وقال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن كيسان . ورواه الإمام أحمد ، عن يحيى بن سعيد القطان ، عن يزيد بن كيسان ، حدثني أبو حازم ، عن أبي هريرة ، فذكره بنحوه . [ ص: 247 ] وهكذا قال ابن عباس ، وابن عمر ، ومجاهد ، والشعبي ، وقتادة : إنها نزلت في أبي طالب حين عرض عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول : " لا إله إلا الله " فأبى عليه ذلك ، وقال : أي ابن أخي ، ملة الأشياخ . وكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو سلمة ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن سعيد بن أبي راشد قال : كان رسولقيصر جاء إلي قال : كتب معي قيصر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابا ، فأتيته فدفعت الكتاب ، فوضعه في حجره ، ثم قال : " ممن الرجل ؟ " قلت : من تنوخ . قال : " هل لك في دين أبيك إبراهيم الحنيفية ؟ " قلت : إني رسول قوم ، وعلى دينهم حتى أرجع إليهم . فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونظر إلى أصحابه وقال : ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ) . وقوله : ( وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) : [ يقول تعالى مخبرا عن اعتذار بعض الكفار في عدم اتباع الهدى حيث قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) ] أي : نخشى إن اتبعنا ما جئت به من الهدى ، وخالفنا من حولنا من أحياء العرب المشركين ، أن يقصدونا بالأذى والمحاربة ، ويتخطفونا أينما كنا ، فقال الله تعالى مجيبا لهم : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا ) يعني : هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل ; لأن الله جعلهم في بلد أمين ، وحرم معظم آمن منذ وضع ، فكيف يكون هذا الحرم آمنا في حال كفرهم وشركهم ، ولا يكون آمنا لهم وقد أسلموا وتابعوا الحق ؟ . وقوله : ( يجبى إليه ثمرات كل شيء ) أي : من سائر الثمار مما حوله من الطائف وغيره ، وكذلك المتاجر والأمتعة ( رزقا من لدنا ) أي : من عندنا ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) فلهذا قالوا ما قالوا . وقد قال النسائي : أنبأنا الحسن بن محمد ، حدثنا الحجاج ، عن ابن جريج ، أخبرني ابن أبي مليكة قال : قال عمرو بن شعيب ، عن ابن عباس - ولم يسمعه منه - : أن الحارث بن عامر بن نوفل الذي قال : ( إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا ) .
جاء في القرآن العزيز.
التفسير.
يقول الله العظيم لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام لقد أرسلنا موسى عليه وآله الصلاة والسلام من قبلك ،فظلموا فبدلناهم بقومك الذين أردنا أن نكون قد أبطلنا حجتهم علينا أن يقول ما جاءنا من نذير.فلما افتكرناهم لم يحمدوا الله على ما أتاهم بل قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى وقد كانوا قد كفروا بموسى من قبل وما كانوا مؤمنين وقالوا أنه هو وأخاه هارون عليه وآله الصلاة والسلام ساحران .
وقد عرفوا التوراة لوجود اليهود في بلادهم قبل الإسلام وما آمنوا بما أوتي موسى وفي التوراة هدى ونور.
فقال لرسوله عليه وآله الصلاة والسلام قل لهم فأتوا بكتاب أهدى من القرآن والتوراة أتبعه وأكون معكم في ما حكمتم به.
ولقد وصلنا لهم القول ، أي كيف فعلنا بقوم موسى لما كفروا واتبعوا أهواءهم .أي أنه سلب منهم العهد وأبدلهم بأمة غبية كما جاء في التوراة.
بينما قال للعرب أنه سيبدلهم بأمة خيرا منهم .
وهم الذين آتاهم الله الكتاب من قبلهم وهم المسيحيين الحقيقيين الذين عذبوا ممن حرفوا المسيحية الرومان وأرادوها عوجا ثلاثية كما أمر اليهود ودبروا ليضربوا كل عقيدة كما ضربوا عقيدتهم وهم القبائل العشر المفقودة (السامريون أي الأفارقة)الذين آمنوا بعيسى ومحمد وأوفوا بعهد الله.
وذلك لقوله.
وهذا القول يتحدث عن المستقبل لقوله وإذا يتلى عليهم قالوا.
وهذا الوعد الأفضل على الإطلاق في كل مراحل الإيمان الذي أحب رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام أن يكون قومه أصحاب هذا الوعد الأفضل .فقال له الله إنك لا تهدي من أحببت.
فهل ثمة أية إشارة لفرد مهما كان؟
هنا الكلام في الجمع وليس في المفرد.
كقوله.
قال وقالوا.ولم يقل وقال.
وهل أبو طالب عليه وآله الصلاة والسلام جبانا مثلهم؟
فكلنا نعرف دفاعه عن رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وتحمله الحصار في شعاب مكة وأذى قريشا له، لكنه
تحمل كل الأذى في سبيل إظهار دعوة رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام .
ويأتي الوعيد الذي لا مرد له من الله ليقول لهم .
وهذا يدل على أن الله العظيم سيصيبهم بعذاب أليم .وقد ذكر الله العظيم هذا الأمر في قوله.
كما يحدد الله العظيم المكان الموعود بالعذاب في قوله ( في أمها رسولا) وهي مكة أو المدينة.
كما يؤكد ذلك ما جاء في.
وهذا يصف حالة الغنى الذي أصبح به آل صعود قارون العرب فكان ضد قومه مع أعداءهم ونكل بهم في كل بلاد المسلمين.
كما يظهر الله العظيم أن في هذه الآيات وعد ووعيد. فالوعد الحسن لأهل المغرب (السامريين أي الأفارقة) والذين سيجددون الإسلام كما أنزله الله ويعم كل الأرض بهديه الذي لا يوجد في أي كتاب على الأرض. فقال.
وسيناون في هذه الأيام القليلة القادمة فيسألون أين شركاءكم الذين بينوا لكم الإسلام بهذه الطريقة
التي سمحت لكم بقتل أنفسكم وأنتم أمة واحدة.
محمد علام الدين العسكري، ترشيش، تونس.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق