القرآن يقُود المؤمنين من المشرق إلى المغرب
(المسجد الأقصى) في وعد الآخرة للمسلمين تزامنا مع وعد الآخرة لليهود.
مما لم يفهم العرب من القرآن وعد الآخرة ظنا منهم أنه وعد بعد الموت والفناء والقيامة الكبرى بينما جعل الله العظيم لكل أمة وعود هي بمثابة مواعيد لا بدا أن تُدركها تلك الأمة .
وكما كان لليهود دورتين تنبأ بهما القرآن يجدوا
بعدهما العذاب الأليم جعل الله كذلك للمسلمين
دورتين دورة يعلون فيها علوا كبيرا
ودورة يستبدلهم الله العظيم بأمة
أخرى كما فعل ببني إسرائيل.
كما جعل للمؤمنين من المسلمين الصادقين وآل محمد ومن بني إسرائيل دورتين دورة يُضطهدون فيها ودورة يرثون فيها كل الأرض .
معنى وعد الآخــــــــــــــــــرة.
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.
هذا الوعد السيء أي الوعيد وذكر أنه وعد وليس وعيد لكونه يحمل خيرا في أول أمره.
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا.
وهذا وعد ليس في وعيد وهو الوعد الذي سيجمع الله فيه الصالحين من بني إسرائيل وهم السمامريون القبائل العشر المفقودة الذين آمنوا بعيسى رسول الله وبمحمد رسول الله عليهما وآلهما الصلاة والسلام وليس كما يدعي بعض المفسرين والذين قالوا أنه وقع في جمع الصهاينة في فلسطين وما كان الله جامعهم لذلك الجمع ولكنه جامع الصالحين منهم في الأرض المقدسة التي لم يُغادروها ولم يبدلوها ببنت بابل فلسطين.
ومن هنا نعلم أن وعد الآخرة هو ميعاد في الأرض قبل البعث سيلقاه من وعدهم الله أو توعدهم وما كان الله ليُخلف ميعاد وعد به أو توعد به قوما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف سيهدي الله المؤمنين إلى التي هي أقوم .
بسم الله الرحمن الرحيم
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.10.الإسراء.
معنى كلمة الأقــــــــــــــــــوم.
- أَقْوَمُ: ( اسم )اسم تفضيل من قامَ / قامَ إلى / قامَ بـ / قامَ على / قامَ لـ
أكثر عدلاً ، وقربًا من الصواب هذا الرأي أقومُ من غيره ،
هُوَ أقْوَمُ عَمَلاً مِنْ غَيْرِهِ : أعْدَلُ ، وَأكْمَلُ ،
إنَّ هَذَا القُرْآنَ يهْدِي لِلَّتِي هِيَ أقْوَمُ ( قرآن ) : أيْ لِلْحَالَةِ الَّتِي هِيَ أرْفَعُ وَأَتَمُّ ، وَهِيَ تَوْحِيدُ اللَّهِ
{ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ }: أعون على إقامة الشهادة.
قرأ أنسٌ هذه الآيةَ : ?إِنَّ نَاشِئَةَ الَّليلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَصْوَبُ قِيلًا? ( المزمل : 6 ) فقال له بعضُ القوم : يا أبا حمزةَ ، إنما هي ( وأقومُ ) فقال : أقومُ وأصوبُ وأهيأُ ، واحدٌ
الراوي: سليمان بن مهران المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 1/29
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وقد اقترنت التي هي أقوم بوعد الآخرة إذ أنه قال.
إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا.
كما بين البشرى للمؤمنين الذين يعملون الصالحات كما بدأت الآيات بالحديث عن المسجد الأقصى فقال.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.
لما نزل القرآن كان اليهود قد أتموا خطتهم لتحويل مكان الأرض المقدسة بمكان آخر والذي استمروا فيه منذ عهد النبي أرمياء عليه الصلاة والسلام والذي أخذوه من شمال أفريقيا وفي طريقهم إلى فلسطين رجموه في مصر ولذلك عرف الله
العظيم المسجد الأقصى بقوله الذي باركنا حوله
ولا تُستعمل الذي إلا للتعريف من بين جمع
للدلالة على المقصود.
وبما أن المسجد الأقصى في الحقيقة مسجدين مسجد يحمل الإسم فقط ومسجد يحمل المعنى والإسلام عرف الله العظيم الذي في الأرض المقدسة لقوله مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ.
كما أن الله تبارك وتعالى أراد من إسراء محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ومن معراجه أن يُريه آيات الله في السماء وأن يُباركه بزيارة الأرض المقدسة إذ أنه لا يُمكن لرسول أو نبي أن تكتمل بركاته حتى يزور الأرض المقدسة أين يوجد الصراط المستقيم الذي منه تعرج الملائكة والروح إلى السماء وتنزل منه والذي هو أيضا باب السماء الوحيد الذي سيخرج منه الصالحون من البشر في يوم النهاية إلى الجنة .
كما أراد الله العظيم أن يُري رسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام ما وعده في وعد الآخرة بعد ما قدر فشله في هداية قومه لأمر أراده الله تبارك وتعالى وليدخر ذلك الأمر لقوم أكثر إيمانا من أهل الجزيرة الذين بعث الرسول فيهم.
كما بين الله العظيم مكان بني إسرائيل الصالحين بالمكان الذي أرست فيه سفينة نوح واستقر فيه أبناءه والمؤمنون عموما
وآله خاصة والذين استقرت بهم السفينة في الأرض المقدسة
لقول الله تبارك وتعالى .وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ.29.سورة.المؤمنون.فقال.وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا.
كما جمع بني إسرائيل مع من هم من ذرية نوح عليه وآله الصلاة والسلام ولا بدا أن يُجازي الله ذُرية نوح لأنه كان عبدا شكورا.
ومن بني نوح المعروفين إلى اليوم
4 وَبَنُو يَاوَانَ: أَلِيشَةُ وَتَرْشِيشُ وَكِتِّيمُ وَدُودَانِيمُ.
5 مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ.
6 وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ.
7 وَبَنُو كُوشَ: سَبَا وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَبَنُو رَعْمَةَ: شَبَا وَدَدَانُ.
ترشيش في تونس والجزائر ـ وكتيم هي كتامة في الجزائر ـ وبنوا حام في الجنوب التونسي أهل الحامة قابس ـ ومصرايم مصر وسبتكا سبتة في المغرب الأقصى ـ وكنعان في شمال أفريقيا .
كما أن الله تبارك وتعالى فصل ما وعد به من يُعرفون اليوم ببني إسرائيل (الصهاينة) فقال.
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.
ولنعلم أن المسجد المذكور هنا ليس المسجد الأقصى الحق ذكر الله إسمه (المسجد) وما عرفه ليقول المسجد الأقصى لقوله.فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ.
وما كان العرب قد دخلوا على بني إسرائيل مسجدا إلا في فلسطين زمن عمر ابن الخطاب وأخرج منه اليهود .
كما بين أنهم سيعودون مع الدجال مرة أخرى فيجعلهم الله في جهنم هم وإبليس عليه لعنة الله عليه فقال.
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا.
وذلك بعد أن يرحمهم الله ويقبلهم الإمام المهدي مع المؤمنين .
كما بين الله العظيم كيف سيأخذ الفريقين بالعذاب الأليم فقال.
وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا
انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً.21.الإسراء.
وهكذا فضل الله العظيم الذين اضطهدهم العرب من المسلمين الذين آمنوا بمحمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ولم يعصوا أمره بعد موته في آل بيته وأيضا الذين اضطهدهم اليهود مع الرومان من بني إسرائيل لما آمنوا بعيسى وهم القبائل العشر والسامريين في شمال أفرريقيا بوعد الآخرة بينما عجل للعرب والصهاينة ما استعجلوا من خير الدنيا ليسلبهم منه ويدخلهم جهنم يوم الدين (الدينونة) في الحياة الدنيا مع إبليس وحزبه.
كما بين الله العظيم من هم الذين سيفوزون من الفريقين فقال
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا
وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاء رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا
وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا
إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا.30.الإسراء.
فهم ذي القربى وفقراء المسلمين وأهل الصفة (الصوفية) أهل شمال أفريقيا.
كما بين منهم الذين ضلوا السبيل والذين سيُعذبهم الله العظيم فقال.
وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا
انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً.48.الإسراء.
وها هو القرآن بين أيديهم 1400سنة لم يفهموا منه هذا وما علمو منه أن الأرض المقدسة والصراط المستقيم في ترشيش تونس رغم الله العظيم بين المسافة الفاصلة بين الكعبة والمسجد الأقصى بمسيرة أربعة أشهر وهل أكثر من هذا تفصيلا؟
كما بين الله العظيم أن الكافرين الذين عصوا الله ورسوله من الفريقين سيتبعون الدجال (إبليس) وسيُدخلهم الله النار وسيجعل لهم شجرة الزقوم طعاما فقال.
قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً
قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاء مَّوْفُورًا
وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً.65.الإسراء.
بينما سيكون المؤمنون في حماية الله تبارك وتعالى ولن يجعل للدجال عليهم سلطانا.
وحينها يأتي الله وجند السماء والمرسلين ويُحاسب الذين عصوا الله ورسوله واتبعوا أربابهم الأغنياء واستبدلوا كلمتهم بكلمة الله وهداهم بهدي رسول الله فيأتي كل أمة بإمامهم الذين اتبعوه بدل الرسول ويُحاسبهم الحساب الأوفى ولذلك قال
يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً
وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً
وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً
إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا.
وضعف الحياة هو عذاب الضعف أي المضاعف مرتين لأن الله سيُحيي من عصوا أمره مرة أخرى ليعذبهم ما دامت السماوات والأرض في جهنم الأرض .
وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا
وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسًا
قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً.48.الإسراء.
مدخل الصدق أنه أرسله إلى العرب فبلغ الرسالة بصدق بعناية الله تبارك وتعالى رغم ما تعرض له من العرب المشركين والذين آمنوا منهم ومُخرج الصدق يعني الخُروج منهم إلى قوم يؤمنون به وينصرونه وهم أهل الصفة أبناء شمال أفريقيا .
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.157.الأعراف.
وهم الذين قال الله فيهم.
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا
وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً
قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا
قُلِ ادْعُواْ اللَّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً
وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا.111.الإسراء.
ورغم أن الله تبارك وتعالى بين للعرب أن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وهي الأرض المقدسة حيث الصراط المستقيم الذي جعله الله في سورة الفاتحة مقرونا بيوم الدين (الدينونة ) التي يقرأونها في اليوم أكثر من 20مرة ورغم معرفتهم بأن الصراط في أرض المحشر والمنشر إلا أنهم أعرضوا عنه وأكثر علمائهم يعلمون ذلك جيدا إلا أنهم حافظوا على ما وجدوا عليه آباءهم من قبل الذين تركوا الحج إلى الله في الأرض المقدسة وجعلوه للكعبة وحدها وكأن الله تبارك وتعالى تخلى عن أرضه المقدسة من أجل العرب .ولذلك قال فيهم.
وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ
وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ
وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ
حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ.77.المؤمنون.
وهم اليوم في العذاب الموعود أو هم في بدايته وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون.
محمد علام الدين العسكري،أورشليم،تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق