هل حرف العرب القرآن وبالتالي الإسلام ؟وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.هل كانت يدعو وحرفت يُدعى؟وهل يفتري الكذب من يدعو أم من يُدعى؟
عندما يكون المرء داعيا إلى إلى شيئ فهو مبلغا أمرا مُبينا يُظهره للناس كشيء هو الأعلم به كالخبير في أي مجال من العلم وبالتاليس فهو المقدم والمكلف على دلك الأمر وعلى المتلقي الأخذ منه أو التخلي عن دعوته أو علمه ولا يكون للمتلقي أي أمر في دعوته أو علمه إلا أن يُحاوره فيه ويُجادله فيه .
وقد جاء في القرآن.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.10.الصف.
المسلمون الأولون هم الذين يُبلغون عن الله تبارك وتعالى بعد ما تبنوا رسالة الإسلام بعد وفاة الخبير الأكبر بالإسلام واستبعاد أكبر الخبراء بعد الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام بالإسلام وهم آل بيت النبوة، فكانوا هم الداعون بإسم الله العظيم
والمبلغين عنه والناطقون بإسمه لرسالة الإسلام.
ولهذا بدأت الآيات بالوعيد لمن يفتري على الله الكذب وهو يدعو برسالته وانتهت بالجزاء الذي نُسب للذين آمنوا أي للمسلمين الذين يدعون برسالة الإسلام وهم يفترون على الله الكذب وذلك في قوله.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.
عادة العذاب الأليم يكون للذين كفروا وليس للذين آمنوا ولكن في هذه الآية جاء العذاب للذين آمنوا وهنا هم المسلمون .
وبين أنهم بدعوتهم الباطلة يُريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم أي بدعوتهم الباطلة والتي دعوا بها بدون تكليف من الله وبالتالي دون هدى منه تبارك وتعالى.
ويتبين هذا الأمر لنا بصفة مؤكدة لا تدع مجلا للشك بما بدأت به السورة وهو.
بسم الله الرحمن الرحيم
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ.4.سورة.الصف.
والذي يقول ما لا يفعل ما هو إلا منافقا يُظهر أمرا للناس ويُخفي أمرا بحيث يعلم الحق ويقول به ولا يعمل به .
كما أن الله العظيم ضرب لهم مثلا من الذين كفروا بني إسرائيل الذين آذوا رسول الله موسى عليه وآله الصلاة والسلام فأزاغ الله قلوبهم بسبب إذائهم لرسوله ،وكذلك في تكذيبهم لرسول الله عيسى عليه وآله الصلاة والسلام فقال.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ.6.سورة الصف.
وتمثل إذاء المسلمون لرسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام في إذاء آل بيته الذي أوصاهم لا بل فرض الله على المسلمين مودتهم في الإسلام ومن أذاهم فقد أذى رسول الله جدهم عليه وآله الصلاة والسلام لأنهم أقرب المقربين إليه وأعزاءه ومن أحب أحدا وجب عليه أن يُحب أهل بيته .
وكما كفر بنوا إسرائيل بعيسى عليه وأمه الصلاة والسلام لما علموا أن الرسالة التي أخبرهم بها تُخرجهم من الحكم وتعطى لأمة غيرهم كفرت قريش أيضا لأن الله أخبرهم أن الحكم أتاه الله في الإسلام لآل رسولهم كما جرت سنة الله العزيز في رسالاته أجمعين.
وقد بين الله العظيم لنا في هذه السورة كيفية خلاص المسلمين من هذا الأمر الذي ورثوه عن أمة خانت رسولها ورسالتها كما وعدهم بالنصر والفتح الأعظم الذي سيبلغ كل الكوكب .فقال.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ.14.سورة.الصف.
إن الصف الذي أراد الله أن نكون فيه هو صف ينصر الله وحده بكلمته وحده وبالتالي هو كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وليس طوائف يُكفر بعضها بعضا ويقتل بعضها بعضا وبهم لن تتحقق كلمة الله العظيم ولا وعده على أيديهم لأنهم لا يدعون بدعوته ولا يُجاهدون في سبيله هو بل في سبيل أمرائهم ومُجيشيهم.
والجنات التي تجري من تحتها الأنهار هي الجنات الموعودة في الأرض المقدسة والتي لن يدخلها إلا من كان حقا عبدا لله وحده ولا يُشرك به أحدا في الأرض ولا في السماء.
وقد سبق الوعد بإدخال المؤمنين لتلك الجنات الوعد النصر والفتح الأعظم الذي ضرب لنا الله في القرآن عامة أكبر الأمثال
وهما مثلين تكررا في القرآن مرات عديدة وهما أكبر ما ذكرا في القرآن العزيز مثل فرعون ومثل نوح وبالتالي بنوا إسرائيل وقوم نوح والذان كان اتجاههما إلى الأرض المقدسة بهلاك قوم نوح وهلاك فرعون .
فهل كانت الآية على هذا النحو وأبدلها العرب
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يَدعُو إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.؟
محمد علام الدين العسكري.القصرين،تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق