الثلاثاء، 10 يونيو 2014

الفرق بين الآخرة ووعد الآخرة في القرآن. من أراد وعد الآخرة والكوثر فليعلم أن الله لم يترك محمدا وأن من عانده هو الأبتـــــــــــــــــــــــــــــــر عما قليل.


الفرق بين الآخرة ووعد الآخرة في القرآن.
من أراد وعد الآخرة والكوثر فليعلم أن الله لم يترك محمدا 
وأن من عانده هو الأبتـــــــــــــــــــــــــــــــر عما قليل.
بسم الله الرحمن الرحيم

وَالضُّحَى

وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى

مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى

وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.5.سورة.والضحى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ

فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ

إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ.3.سورة.الكوثر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من أراد وعد الآخرة والكوثر فليعلم أن الله لم يترك محمدا 
وأن من عانده هو الأبتـــــــــــــــــــــــــــــــر عما قليل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.5.سورة.والضحى.


ذكر الله الآخرة في كُتُبه على أنها جزاء لما بعد القيامة وهي إما النار أو الجنة.
وذكر وعد الآخرة على أنه الوعد الأخير ، آخر الأيام في التوراة،ووعد الأخرة في القرآن.
وأيضا في هذا الوعد جنة ونار وفناء لأكثر البشرية لكي لا يبقى على الأرض إلا المؤمنين كما حصل في الكرب العظيم زمن نوح رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.وقد ميز القرآن بين الكلمتين لنعلم أيهما سيكون في الحياة الدنيا كوعد لتجديد الإسلام وظهوره على الدين كله وبلوغه كل كوكب الأرض في حكومة ستدعى مملكة الله التي سيأسسها الله نفسه بسلطانه وقدرته في الأرض ليحكم فينا كما يحكم في سدرة المنتهى أعلى الكواكب على الإطلاق .فيحول كوكب الأرض من حالته التي هو عليها اليوم إلى الحالة التي كان عليها أول مرة .
جاء في القرآن العزيز نور العالم.


وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ

حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ

وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ

إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ

لَوْ كَانَ هَؤُلاء آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ

لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ

إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ

لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ

لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ

إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ

قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ

فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ

إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ

وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ

قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ.112.سورة.الأنبياء.

يصف الله تبارك وتعالى حال العالم اليوم حيث يقول وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون.أي يُحجر على كل أمة فسقت في الأرض وعذبناها أنها لا تعود في أقوام يُمثلونهم في أفعالهم فيكونون تماما كما كان أسلافهم.وذلك يعني إجتماع كل الموبيقات التي فُعلت من قبل في الأرض جميعا باختلاف أنواعها مثلا كقوم لوط عليه الصلاة والسلام وكقوم شعيب عليه الصلاة والسلام وكقوم نوح عليه الصلاة والسلام ولكل قوم مثلا حيا نراه اليوم في العالم لا يُستحى من فعلهم لا بل يسعون ليشرعوا لهم أحكاما تضمن لهم فعلهم المشين كالزواج المثلي.

ويتواصل هذا الأمر حتى تظهر الديناصورات على الأرض فتخرب كل ما أحيا البشر من الأرض حتى تكون الأرض بلا نبات كعهدها بعد الطوفان.وهم يأجوج مأجوج نوعان غير عاقلان وليس كما ذكر في التوراة عن قوم أرض يأجوج ومأجوج والذين سيظهر منهم الدجال .

وبظهور الديناصورات حدد الله العظيم ذلك الوعد فقال.وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ
إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ.

وخشوع البصر أو شخوصه يعني تثبيته على هيئة واحدة دون طرفة عين إما للسماء أو إلى الأرض أو للأمام.
وفي ذلك اليوم يفتح الله من النار التي هي هذه الأرض نفسها شيئا منها يكون عظيما حتى كأنه سيكون نورا يضيء من شدة براكينه ليحي الله العظيم من كان أشد عتُوا على الله وتحريفا لكلمته وضلالا لبشرية فيُدخله مع الشيطان في النار لكون الله نفسه أصبح حاكما على الأرض  فلا مجال للشيطان ولا للفسق أو الخروج عن أمر الله.
جاء في القرآن.

فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ

عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ

أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ

كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا يَعْلَمُونَ

فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ

عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ

فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ

يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ

خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ.44.المعارج.

الذين كفروا هنا هم العرب وذلك لأنهم كانوا يُهرعون إلى رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام ليُدخلهم الجنة الموعودة في الأرض بعد ما أخبرهم بها.

فأخبر الله رسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام أنه سيُبدلهم بقوم آخرين خيرا منهم  بعد كُفرهم بالإسلام وبعدهم عن طاعة الله في ما أنزل من الكتاب وطاعة رسوله في آل بيته .
وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ.

فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ

عَلَى أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ.

وأكد أنهم سيخرجون من الأجداث ،والأجداث تطلق على ما أحكم غلقه كبيوت النحل أو الغرف التي نراها اليوم أو القبور .
كأنهم إلى آلهتهم يركضون وهذا دليل على أن الوجهة ذلك اليوم واحدة لشخوص أبصارهم ولإفاضتهم في سبيل واحد وهو إلى أرض المحشر التي عملوا على طمسها رغم أن القرآن حدد مكانها وحتى مدة السير إليها والتي قال أنها منهم إليها في مسيرة أربعة أشهر.وستكون نارا هي سبب هذا الهروب.


 فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( خبَّرني بهنَّ آنفًا جِبريلُ ) . قال : فقال عبدُ اللهِ : ذاك عدوُّ اليهودِ منَ الملائكةِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم : ( أما أولُ أشراطِ الساعةِ فنارٌ تَحشُرُ الناسَ منَ المشرقِ إلى المغربِ .
لراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3329
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وجاء هذا الحشر أيضا في القرآن لما يكشف الله العظيم عن الأرض المقدسة والمسجد الأقصى في المغرب فقال.

يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ

خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ

فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ

وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ.45.القلم.

وفعلا أنه سيستدرجهم من مكان لا يعلمونه.

كما بين الله العظيم أن الصالحين منهم ومن العالم سيُبعدون عن تلك النار وذلك لقوله.إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ.

وبين الله العظيم في قوله.

يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ.

طي السماء أي اجتيازها من أعلاها إلى أدناها أي من العرش إلى الأرض فيكون المقر الأعظم الذي سيكم الله فيه و]اتيه بجند السماء في الأرض السابعة السفلى بينما كان في الأرض السابعة العليا (سدرة المنتهى).
وبين بما لا يدع مجالا للشك أنه سيُورث الأض  للصالحين الذين لم يُبدلوا دين الله وحافظوا على عهده معهم وما اتبعوا كلمة لغيره فكانوا حقا له وحده دون أن يتخذوا أربابا غيره 
في الأرض .إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ
فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ.



ولنبين الفرق بين وعد الآخرة في القرآن والآخرة .
جاء في القرآن العظيم.

فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً

ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.7.سورة.الإسراء.

قال. فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ . يعني الأخيرة ، وليس الآخرة التي نقصد بها الحياة الأخرى بعد يوم القيامة وصعود المؤمنين إلى السماء وحياتهم في كل أقطار الأرض مُكلفين كالملائكة والروح بالكون كله.

وهذا الوعد لمن كفروا من بني إسرائيل وهم الأقلية بعيسى ومحمد عليهما وآلهما الصلاة والسلام .

أما الوعد الحسن لمن آمنوا من بني إسرائيل بعيسى ومحمد عليهما وآلهما الصلاة والسلام وهم القبائل العشر المفقودة من بني إسرائيل في شمال أفريقيا وتركيا وألمانيا  وفي إسبانيا خاصة وفي العالم عامة  فقد قال فيهم.

وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا

وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا

وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً

قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا

وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً

وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا.سورة.الإسراء.

وهم فعلا العالمون من بني إسرائيل الذين تحملوا أكبر اضطهاد على وجه الأرض من أجل دينهم وما بدلوا الكفر بالإيمان حتى أتاهم رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام فدخلوا الإسلام فريحين بتحقيق وعد الله لهم بالمنقذ الذي أنهى عذابهم .

وسيتم  بذلك وعد الله لرسوله موسى عليه وآله الصلاة والسلام في قومه فيُدخل الصالحين الأرض المقدسة ويجعل لهم فيها جنات وأما الظالمين فسيحشرهم إلى النار التي إختاروا هم والظالين من كل أمة أن يكونوا لها وقودا وذلك لقوله في القرآن.

قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ

وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُواْ بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ

سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ

وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.147.الأعراف.

كما وعد الله رسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام مثل ما وعد موسى عليه وآله الصلاة والسلام فيحرم من عصوا الله ورسوله وآل رسوله من الجنة الموعودة ويدخلهم النار بينما يغفر للذين جاهدوا في سبيل الله من بعد ما فُُتنوا وتعذبوا من أجل إعلاء كلمة الله في الإسلام وهم اليوم كُثر والحمد لله وذلك في قوله تبارك وتعالى.


فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ

إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ

إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ

وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ

إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ

مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ

لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ

ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ.110.النحل.

فقوله هنا عن الآخرة ما هو إلا الكرة الثانية للإسلام أو الكفل الثاني للمسلمين الذين سيجعلهم الوارثون بظهور الإسلام على الدين كله بأمر الله الذي لن يُرجعه أحدا.

كما بين الله العظيم مثلا للقوم الذين فرقوا الدين والأمة وهم مركز قرن الشيطان تحديدا فقال.

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ

وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ

وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ.113.سورة.النحل.


كما تُذكر كلمة الآخرة ببينة كاملة تامة بينة لتُخبرنا أن هذه الآخرة إنما يعني بها الله تبارك وتعالى وعد الآخرة أي الوعد الأخير قبل أن تقوم الساعة ويُحطم الكون كله ليُعيد الله بناءه في سماوات أخرى واٍض أخرى غير التي نراها الآن أو هي الآن،وذلك في قوله.

وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ

إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ

وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَّعْدُودٍ

يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ

فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ

خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ

وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ.108.سورة.هود.

كذلك تعني مثل ذلك إذا أراد الله أن يأخذ الظالمين أخذهم بعداب أليم .
وقوله.خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ.

يعني أنه قبل أن تقوم الساعة لأن الساعة ستقوم على كل الكون .

كما وردت كلمة ( الآخرة) في آيات أخرى يعني الله بها الوعد الأخير .وهي.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ

الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ

أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ

أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ

لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ.24.سورة.هود

كما قسم الله تبارك وتعالى العرب المسلمين زمن رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام قسمين قسم وعده فضلا من لدنه وقسما حرمهم من وعد الآخرة فقال.

الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ

مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاء فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ.179.آل عمران.

فمن أراد منكم الجنة الموعودة والوعد الأخير فليأتي الله مسلما له أمره مذعنا لكل كتبه مؤمنا بكل رُسله فليس بينكم وبين الموعد إلا قليلا.

محمد علام الدين العسكري،أورشليم،تونس.

ليست هناك تعليقات: