الاثنين، 25 مارس 2013

حقيقة التشهد في الصلاة .ومعاني الرفع والركوع والسجود (جديد)




وفي أكثر العبادات شيوعا ااختلف المسلمون فتراهم يصلون بأشكال
مختلفة ولم يجتمعوا حتى فيها واتبعت كل فرقة فرية قرائها الذين لم
يفهموا حتى معنى الحركات في الصلاة ولا مفهوم ما يؤدون بين يدي الله تبارك وتعالى .وذلك مما حرف الطائفيون رغم أن الصلاة لم تنقطع في البيت الحرام .ولكن كل ما حكم حاكم افترى فرية حتى يمعن في الاختلاف.وقد قالت طوائفهم أو أحزابهم.
أما الحنفية : فيرون رفع السبابة عند النفي في الشهادتين ، يعني عند قوله : " لا " ، ويضعها عند الإثبات
2. وأما الشافعية : فيرون رفعها عند قوله : " إلا الله
وعند المالكية : يحركها يميناً وشمالاً إلى أن يفرغ من الصلاة
وعند الحنابلة : يشير بإصبعه كلما ذكر اسم الجلالة ، لا يحركها
قال الشيخ الألباني : هذه التحديدات والكيفيات لا أصل لشيء منها في السنة ، وأقربها للصواب مذهب الحنابلة لولا أنهم قيدوا التحريك عند ذكر الجلالة " تمام المنة " ( ص 223 )
وفي النسائي ( 1270 ) وأبي داود ( 989 ) " كان يشير بأصبعه إذا دعا ولا يحركها
وهذه الزيادة ( ولا يحركها ) ضعفها ابن القيم في زاد المعاد(1/238) وضعفها الألباني في تمام المنّة (ص218)
ب‌. عن وائل بن حجر قال : قلت : لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها قال ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها

رواه النسائي ( 889 ) . وصححه ابن خزيمة ( 1 / 354 ) وابن حبان ( 5 / 170 ) .وصححه الألباني في إرواء الغليل (367)

وقد استدل الشيخ ابن عثيمين بهذا الحديث ( يحركها يدعو بها ) على أن تحريك السبابة في التشهد يكون عند كل جملة دعائية . قال في الشرح الممتع .

دلت السنة على أنه يشير بها عند الدعاء لأن لفظ الحديث ( يحركها يدعو بها ) ، فكلّما دعوت حرِّكْ إشارةً إلى علو المدعو سبحانه وتعالى على هذا فنقول :

السلام عليك أيها النبي ـ فيه إشارة لأن السلام خبر بمعنى الدعاء ـ السلام علينا ـ فيه إشارة ـ اللهم صلّ على محمد ـ فيه إشارة ـ اللهم بارك على محمد ـ فيه إشارة ـ أعوذ بالله من عذاب جهنّم ـ فيه إشارة ـ ومن عذاب القبر ـ إشارة ـ ومن فتنة المحيا والممات ـ إشارة ـ ومن فتنة المسيح الدجال ـ إشارة ـ وكلما دعوت تشير ، إشارةً إلى علو من تدعوه سبحانه وتعالى ، وهذا أقرب إلى السنّة اهـ


من السنة عند الإشارة أن ينظر إلى السبابة

قال النووي
والسنة أن لا يجاوز بصره إشارته وفيه حديث صحيح في سنن أبي داود ويشير بها موجهة إلى القبلة وينوي بالإشارة التوحيد والإخلاص . " شرح مسلم " ( 5 / 81 )

وهذا الحديث الذي أشار إليه النووي هو حديث عبد الله بن الزبير المتقدم ولفظه عند أبي داود (989) : ( لا يجاوز بصره إشارته) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود


حني الإصبع عند الإشارة جاء من حديث نمير الخزاعي عند أبي داود ( 991 ) والنسائي (1274 )

والصلاة ظاهرة في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كيفية في ما ورد في هذا الحديث.فلماذا يجعلونها بكيفيات مختلفة؟
أقول أن الصلاة فرضت في العرش العظيم وهي عبارة عن لقاء بين الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبين ربه.وكان الرسول عليه وآله الصلاة والسلام حين وصل للمكان الذي حدد الله بين يديه
أدى كل ما علم من التحيات لله ربه أولها رفع اليدين ثم الركوع ثم السجود ويجب أن تؤدى تلك الحركات كتحيات لله يقصدها المصلي
لأن كل حركة نقوم بها بين يدي الله لها قصد. كما يجب أن نعني ما نقول من الدعاء و من القرآن .أي بحضور تام قولا وفعلا.ولذلك نقول في التشهد التحيات الزكيات لله وتلك هي التحيات.ولا يجوز أن
نرفع من السجود دون التحية الأولى وهي برفع اليدين ومع كل تكبيرة لأن المثول بأي وضع أمام الله يستوجب التحية .وقد قالوا أن الرفع يعني حركة تعبر عن أن الانسان يترك وراء ظهره الدنيا وكل شيء.فكيف يترك الدنيا وهو عليها وفي نفسه يدعو الله خيرها.
أما التشهد فقد حذف نصه في ما يقال عند تحريك السبابة وبقي التحريك متعدد وليس مفردا .ولماذا أطلق عليه التشهد أليس لتعدد الشهادات خاصة و المصلي يشيح بنظره إليه . آمن المسلم بالله و بكل المرسلين لذلك أطلق على الإسلام ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.فنقول عند تحريك الإصبع المرة الأولى .اشهد أن لا لإله إلا الله وأن إبراهيم رسول الله . وفي التحريك الثاني أشهد أن لا إله إلا الله وأن موسى رسول الله . وفي التحريك الثالث أشهد أن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله .وفي الرابعة أشهد أن لا لإله إلا الله وأن محمدا رسول الله .ثم نشير بإشارة كأنها الإنتهاء.وهي آخر الشهادات.حتى إذا جاء الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام
كانت شهادتنا به حاضرة في صلاتنا دون ن تحذف شهادتنا برسول الله صلى الله عليه وله وسلم.
وما جرنا لكل هذا الإختلاف هو تدخل من ليس لهم الحق في التدخل في الرسالة من الناس.وكذلك العصبية التي كانت في كل أمة وقد نبه الله تبارك وتعالى رسوله محمد لذلك في قوله. وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ.49.المائدة.واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك صدق الله العلي العظيم.



محمد علام الدين العسكري.

ليست هناك تعليقات: