مِلَّة :
جمع مِلَل :
شريعة أو دين ،
وهي اسم لما شرَّع اللهُ لعباده بوساطةِ أنبيائه ليتوصّلوا به إلى السّعادة في الدنيا والآخرة
" مِلَّةُ الإسلام / النصرانيّة ، اليهودية
.جاء في القرآن.لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا
إِنَّهُمْ إِنْ
يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ • المِلَّة الآخرة
:
جاء في القرآن
العظيم.
وَإِذِ ابْتَلَى
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ
إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.124.البقرة.
من هذا الكلام
يتبين لنا أن إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام إماما لكل الناس .والإمام هو
بمنزلة الكاهن في اليهودية والأب في المسيحية وهو المكلف شرعا برسالات الله كلها
وأمانة الله العظيم التي أنزلها لعباده.
ونحن نعلم أن
إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام قد أقام مذبحا في المغرب لأهل المغرب وبنى مكة المكرمة لأهل المشرق
فثبتت عالمية رسالته .
والملة في
الحقيقة هي الجماعة المعروفة باتجاه خاص بها تعرف به.
والعالم ملتين
ملة الإيمان وملكة الكفر.
أتباع الله
العظيم خالق الكون الجبار.
وأتباع إبليس رأس
الفساد في السماء الدنيا.
والرسول
إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام صالح المؤمنين وأبوهم جميعا وما جاء رسول إلا من
ذريته ، فهو يمثل كل الأمانة التي من حملها وجب عليه أن لا يفرط فيها من شيء.
وقد أطلق الله
العظيم على الدين الإسلامي صفة ، ملة إبراهيم.
لأنه مصدقا
لما بين يديه من الكتب السماوية وآمرا بها لذلك كان مهيمنا على الدين كله.
فاليهودي حسب
القرآن إذا آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ورضي بشريعة الله العظيم في التوراة
أصبح مسلما ضمن الله العظيم له الجنة.
والمسيحي حسب
القرآن إذا آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ورضي بشريعة الله العظيم أصبح من
مسلما ضمن الله العظيم له الجنة.
والمسلم حسب
القرآن إذا آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا ورضي بأحكام الله العظيم في القرآن
،أصبح مسلما ضمن الله العظيم له الجنة.
وتلك هي
الكلمة السواء التي دعا إليها القرآن بين المسلمين والمسيحيين واليهود فقال.
قُلْ يَا أَهْلَ
الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ
إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا
مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ.64.آل
عمران.
جاء في سفر
رؤية يوحنا اللاهوتي .
9 وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: طُوبَى لِلْمَدْعُوِّينَ
إِلَى عَشَاءِ عُرْسِ الْخَرُوفِ!». وَقَالَ: «هذِهِ هِيَ أَقْوَالُ اللهِ الصَّادِقَةُ».
10 فَخَرَرْتُ أَمَامَ رِجْلَيْهِ لأَسْجُدَ لَهُ،
فَقَالَ لِيَ: «انْظُرْ! لاَ تَفْعَلْ! أَنَا عَبْدٌ مَعَكَ وَمَعَ إِخْوَتِكَ الَّذِينَ
عِنْدَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ. اسْجُدْ للهِ! فَإِنَّ شَهَادَةَ يَسُوعَ هِيَ رُوحُ
النُّبُوَّةِ».
وملة إبراهيم
عليه وآله الصلاة والسلام هي روح النبوة والإيمان بالله وتسليم الأمر لحكمه العادل
الذي فيه خلاص البشرية كلها.
وما السجود
إلا لله رب الكون العظيم .
واليوم قد خرج المسلمون واليهود والمسيحيون على حكم الله واتبعوا
أهواءهم وكفر بعضهم بعضا تظهر كلمة الله في رسالته العالمية في القرآن سبيلا بينا
لمن أسلم لله حقا وأحب لقاء الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام مؤمنا لا فاسقا
عن أمر الله .
مع العلم أن
الجميع يعلم أن مجيئه قريب جدا .
جاء في القرآن
العزيز خطابا لليهود وأمرا من الله الخالق العظيم ليطبقوا شريعة الله في التوراة
إن أبوا أن يدخلوا في الإسلام.
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا
هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ
وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ
عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي
ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.44.
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ
بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ
بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن
لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.45.المائدة.
كما جاء في
القرآن العزيز خطابا للمسيحيين وأمرا من الله الخالق العظيم ليطبقوا شريعة الله في
التوراة إن أبوا أن يدخلوا في الإسلام.
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ
الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ.46.
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ
اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.47.المائدة.
كما جاء في
القرآن العزيز خطابا للمسلمين وأمرا من الله الخالق العظيم ليطبقوا شريعة الله في
التوراة إن أبوا أن يدخلوا في الإسلام.
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم
بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ
الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ
أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ
إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.48.
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ
اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا
أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن
يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ.49.المائدة.
وبهذا يكون كل
الموحدين أخوة في الإيمان على ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.
لكن الجميع
أعرض عن أمر الله العظيم واتبعوا أهواءهم وقد أكد الله رب الكون هذا الأمر في
القرآن العظيم لقوله.
وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ
مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ
إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.111.
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ
مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.112.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى
عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ
الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ
يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.113.البقرة.
كفر اليهود النصارى كما كفر النصارى
اليهود وكذلك فعل الذين لا يعلمون من المسلمين .فلعنت كل أمة أختها فضلوا جميعا.
وليس السبب هو فقط سوء فهم لدليل أو
اقتناصه من غير كتب الله العظيم التي تتضمن الشريعة ليحقوا الباطل أو يبطلوا الحق
المبين في الكتاب بل هو أيضا تزكية للنفس والطائفة وبالتالي معصية لأمر الله
العظيم وإعراض عن حكمه وإتباعا للهوى والشيطان.
محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق