حكم الملوك والرؤساء والخلفاء تاركي الجهاد في سبيل الله

حكم الملوك والرؤساء والخلفاء تاركي الجهاد في سبيل الله

خلاف رسول الله عليه وآله الصلاة والبركات والسلام.

ذكرت هذه الكلمة في القرآن في معاني مختلفة نتبين منها معانيها.

لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ثم لاصلبنكم اجمعين.

فالخلاف هنا المضاد المخالف وليس المضاد فقط.كما تبين كيفية القطع هنا.

فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون.

فسرت هذه الآية بغير ما أتت به.فالفرح بالمقعد والكسب لا يجتمعون إلا لدى من كان حاكما.ذكر الفرح والفرح بالفوز يظهر ونيل المنى والمبتغى.والمقعد لا يقال مع الفرح إلا بنيل منصب . مَقْعَد : 

جمع مَقَاعِدُ : 

1 - مصدر ميميّ من قعَدَ / قعَدَ بـ / قعَدَ على / قعَدَ عن / قعَدَ في / قعَدَ لـ : " { فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللهِ } ". 

2 - اسم مكان من قعَدَ / قعَدَ بـ / قعَدَ على / قعَدَ عن / قعَدَ في / قعَدَ لـ : مكان الجلوس " { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ } - { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ 

• أخَذ مَقْعَده : جلس ، - هو مِنِّي مَقْعَد القابلة : شديدُ القُرْب 

3 - ما يُجْلس عليه " مَقْعَد مُريح ، - مقاعد الدراسة ". 

4 - سُلْطة " وصل إلى مَقْعَد الحُكم "

ولو كان يراد به البقاء والقعود عن الجهاد لقال بقعودهم.وليس بمقعدهم.وخلاف أي الذي خلفهم رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام أو خلفوه على مقاعد ولائية .فهم مخلفين من طرف الرسول أي هو من خلفهم وراءه .ولو لم تكن كذلك لما نسبوا إليه أو كانوا المخالفين له ،فهم على خلاف معه.وإذا نظرنا إلى جمع الخليفة يتبين لنا أنها تكون خلائف وليس خلاف.إلا أن تكون خلاف بتشديد اللام .

ثم جعلناكم خلائف في الارض من بعدهم لننظر كيف تعملون.

كما أنهم كانوا يأمرون الناس بقولهم لا تنفروا في الحر.مثما جرى مع علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام. فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي أَيَّامِ الْحَرِّ قُلْتُمْ هَذِهِ حَمَارَّةُ الْقَيْظِ أَمْهِلْنَا يُسَبَّخْ عَنَّا الْحَرُّ وَ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالسَّيْرِ إِلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ قُلْتُمْ هَذِهِ صَبَارَّةُ الْقُرِّ أَمْهِلْنَا يَنْسَلِخْ عَنَّا الْبَرْدُ كُلُّ هَذَا فِرَاراً مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرِّ فَإِذَا كُنْتُمْ مِنَ الْحَرِّ وَ الْقُرّ ِتَفِرُّونَ فَأَنْتُمْ وَ اللَّهِ مِنَ السَّيْفِ أَفَرُّ يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَ لَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَ عُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ.

ومثله لمُزاحِمٍ العُقَيْلِي: وقد يَفْرُطُ الجَهْل الفَتى ثم يَرْعَوِي*** خِلافَ الصِّبا، للجاهلينَ حُلوم.

وأَنشد أبي ذؤيب: فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في دِيارٍ كأَنـَّها*** خِلافَ دِيارِ الكاهِلِيّةِ، عُور.

ُ فقُلْ للذي يَبْقَى خِلافَ الذي مضَى: تَهَيّأْ لأُخْرى مِثْلِها تمضي كما مضى.

ويبين ذلك قوله. ·

فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ 

فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَدًا وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُواْ مَعَ الْخَالِفِينَ .

والرجوع هنا ليس مؤكدا لاستعماله فإن رجعك الله.وهذا يعني أنك لو رجعت إليهم بعد ذهابك والذهاب هنا ليس مبينا أمن الموت هو أم من غزوة تبوك.وذلك ليبين الحكم في من هم مثل هؤلاء عند المسلمين. الذين يخلفون رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ولا يسعون للجهاد في سبيل الله مثل حكامنا اليوم.فالصلاة حرام عليهم والقيام على قبورهم للدعاء إليهم لأنهم كافرون.

وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ 

وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ 

وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ 

رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ .87.التوبة.

والخوالف تعني الذين لا يحق عليهم الجهاد كالأعمى والأعرج والصغار ولا أقول النساء بل بعض النساء.

وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم.

أما هذه فهي قضية تخص العامة من الناس الذين يتخلفون عن الجهاد وما عدد هؤلاء إلا ثلاثة تاب الله عليهم .

وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه الى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت واليه انيب.

ذلك بان الله نزل الكتاب بالحق وان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد. 

جعل الله علينا حجة نحتكم إليها لا تقبل معانيها رأيين أو معنيين ومن لم يقبل بالقرآن حجة وأراد غيره فهو قد كفر بالقرآن . وقد حرم الله اختلاف المسلمين الذي آمنوا بالقرآن العظيم ووصف كل الذين اختلفوا في كتاب الله أنهم في شقاق بعيد كل البعد عن التسليم لأمر الله .

ومن كذب المسلمين على الله أنهم زكوا الاختلاف ووصفوه بالرحمة بينما هو النقمة بعنها والكفر بعينه وما أخل الله الاختلاف في الدين أبدا ولا الشورى فيه أي العمل به حسب الرأي.

وقد نهانا الله تبارك وتعالى عن الاختلاف فقال.

ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم.105.آل عمران.

فهل لكم من عودة إلى كتاب الله العلي العظيم لتنقضوا أنفسكم من غضب الله والخزي والنار .فبادروا قبل أن يأتيكم العذاب وأنتم لا تشعرون.

ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون

وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ 

· لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ 

أما الاختلاف المحبذ والمطلوب أيضا والذي تستقيم به أمور المسلمين هو الشورى في كل أمور المسلمين.

محمد علام الدين العسكري.القصرين.تونس. —