مثل العرب وآل البيت وأهل الصفة،وهدم الكعبة والخلافة في الأرض المقدسة في سورة محمد.
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ.3.سورة محمد.
بين الله العظيم أن هناك فريقان ،فريق كان قبل الإسلام كافرا ،وفريق كان قبل الإسلام مؤمنا .
كما ذكر ما فعل الفريق الكافر فقال ،أنه من الكافرين ثُم أنه صد عن سبيل الله بعد ما جائته البينة أي القرآن.
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ.
كما بين أن الفريق الذي كان مؤمنا لما جاء الإسلام آمن أيضا بما نُزل على محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ.
قال والذين آمنوا وعملوا الصالحات ،هذا في السابق قبل الإسلام ،وأضاف أنهم آمنوا أيضا بما نُزل على محمد عليه وآله الصلاة والسلام ،يعني أعاد كلمة الإيمان مرتين في آية واحدة .
كما بين أن الذين كفروا أي الذين كانوا يعبدون الأصنام قبل الإسلام وهم العرب سيُضل أعمالهم بصدهم عن سبيل الله، أي الطريق إلى الله في الأرض المقدسة والذي ألغاه العرب تماما من الإسلام ،الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ.
كما يذكر القرآن فئة ثالثة قُتلوا في سبيل الله وهم آل بيت رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام فقال،
وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ
سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ
وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.
في الآيات وعد مُأجل ذٌكرت فيه الهداية والصلاح وأيضا دخول جنات عدن وهي التي ذكر الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام أن فيها الكوثر والحوض المورود على الأرض
في وعد المسلمين الثاني والذي تنزل فيه الخلافة في
الأرض المقدسة .
كما بين أن مآل العرب الذين رفضوا السجود إلى الله في الأرض المقدسة وطلب المغفرة في بيت الله الأقدس فقال.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ.11.سورة محمد.
قال دمر الله عليهم ،كما فعل بالذين من قبلهم اليهود الذين رفضوا التوراة وعبدوا آلهة أُخرى بدل عبادة الله في مسجده الأقدس.
والعرب أيضا رضوا أن يُحيوا شعائر آلهتهم في حول الكعبة بدل إحياء شعائر الله في الأرض المقدسة من أجل عوائد الحج والتجارة التي كانت مهنة الذين استولوا على الحكم بعد
وفاة رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ولهذا قال،
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ.
كما يُحدد الله المكان بالضبط لئلا يبقى لدى الناس شك فقال
( وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ ) .
وهذا بيان صريح بهدم الكعبة وسلب العهد منهم كما جرى لبني إسرائيل لما طغوا بما أتاهم الله .
إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ
أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ.14.سورة محمد.
بين الله أن عاقبة الذين رفضوا الحج إلى الله في أرضه المقدسة فأكد أن بلادهم ستكون نارا ،بينما وعد آل البيت وأهل الصفة الذين آمنوا بما أُنزل على محمد بعد ايمانهم بعيسى رسول الله عليهما وآلهما الصلاة والسلام بأن يُدخلهم لجنة تجري من تحتها الأنهار وهي الأرض المقدسة في شمال أفريقيا حيث ستتحول الصحاري إلى أنهار بعد أن يُفجر الله فيها نهر الحجر الأسود الذي تحته أعظم بحر تحت الأرض .
كما بين الله أن العرب اتفقوا مع اليهود والمسيحيين الرومان أن يُطيعوهم في بعض الأمر وما بعض الأمر إلا تقديس الكعبة الشامية ( فلسطين) والإعراض عن الحج إلى المسجد الأقصى لكي لا يٌبطل المسلمون بالإسلام خطة اليهود في تكوين دولة لهم في المشرق كما وعدهم الله في القرآن والكتاب المقدس.
ومن أجل هذا الأمر وجب عليهم قتل كل آل البيت
والذين آمنوا معهم ليحكم التجار بنوا أمية
المسلمين ويُنفذوا أوامر اليهود
حتى أن كعب الأحبار أصبح
إمام كل المسلمين في
زمن بني أُمية.
فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ
فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ.29.سورة محمد.
وكما توعدهم الله بأن يُخرج مكرهم ويُبينه للناس ها هي آيات الله تشهد عليهم وتكشف أمرهم لما حان زمن عذابهم الذي لن يرده مكر ولا قوة ولا بترول ولا مال ولا حرب استباقية
نشروها في كل البلاد الإسلامية.
ولنعلم أنه وعدا مأجلا يكشف الله لنا في آياته عما نعيشه الآن من فتن ومن سوء ذكر بين الأمم حتى بات البعض في الغرب يخافون أن يقولوا أنهم مسلمون.
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.34.سورة محمد.
نرى أن الصد عن سبيل الله أي الطريق إلى الله الذي بين الله في القرآن مسافته في رحلة مفروضة تُشد لها الرحال تدوم أربعة أشهر ذُكر في السورة ،3 ، مرات.
الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ.1.محمد.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ.32.محمد.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ.34.سورة محمد.
كما بين الله العظيم أن العرب يظنون أنهم مُهتدون بينما هم صدوا عن السبيل الذي يُأدي إلى عبادة الله الحقيقة في مقر الحج الذي تُقره جميع الرسالات السماوية وترتكز عليه كل الرسالات السماوية لأن العبادة الفعلية هي الحج والحج لا يُمكن بحال من الأحوال أن يُبدل من الأرض المقدسة لوجود صراط المعراج الصراط المستقيم الذي تعرج وتنزل عبره الملائكة والروح جند الله وحرس السماء ورُسل الله إلى خلقه.
وكيف يُترك التابوت المقدس وسيلة الإتصال الوحيدة بين الناس ورب الكون ؟ وكيف يختار المؤمن بدل الأرض المقدسة التي فيها شعائر الله التي بينها الله في الحج والتي أتت بصفة أشمل من التي في التوراة على مكان آخر ليس فيه شعائر الله ؟
وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ
وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ
أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ
أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ.45.سورة الزخرف.
من لا يخاف هذا الوعيد أُقسم أنه لا إيمان له لأن وعد الله رب الجنود لا يُرد.
فَإِمَّا نَذْهَبَـــــــــــــــــــنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَـــــــــــــــــــــــــــقِمُونَ.
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق