الجمعة، 27 سبتمبر 2013

الفتح في الإسلام يدخل الناس إليه طواعية ولا يفرض فرضا بعكس ما جرى في أغلب البلاد عبر التاريخ.


الفتح في الإسلام يدخل الناس إليه طواعية ولا يفرض فرضا بعكس ما جرى في أغلب البلاد عبر التاريخ.

عندما يرسل الله العظيم رسولا للبشرية لا بدا أن تكون تلك الرسالة أسست لكي تجعل الناس يتلقونها كسبيل للخلاص ،رأوا فيها المخرج الوحيد لحل مشاكلهم المستعصية ونهاية للظلم الذي كان يحيط بهم وسبيلا للخروج من الخصاصة إلى الرفاهية.
ولذلك نجد أن الدين الإسلامي كان أول من دخله العبيد الذين هم أكثر فئة تتعرض للظلم حينها .
وما كان دين من الأديان بغير قيادته الربانية خلاصا بل كان رعبا على الناس فبات نوع جديد من الاستعباد المبطن باسم الله يستغله الأغنياء والأقوياء لطلب الغنى أو الجاه.
وحال الجزيرة وبيئتها حين ظهور الإسلام كان مواتيا لبروز هذه النوعية من الناس وكانت الأكثرية ككل دين .
(وما كان أكثرهم مؤمنين.)
وقد تربى العرب حينها على غزو بعضهم بعضا وكان ذلك من أهم الموارد التي تعتاش منها القبائل،مما جعل الكثير منهم يدخلون الإسلام
لهذا السبب حتى أن الكثير منهم لا يقاتلون إلا من أجل الغنائم.
وقد صرح القرآن بذلك.فقال.
1.    
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
3.     إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
4.     قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
5.     يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.17.الحجرات.

كما وصف هنا أيضا الفئة الغنية التي تسعى للجاه والسلطان والذين يمنون على رسول  الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام إسلامهم وكأنهم هم أصحاب الفضل في نصره بينما الله العظيم كفيل بنصر دينه ورسوله الذي أرسله.
كما كان وجود اليهود عاملا قويا في اعتقادهم أن هذا الدين سيبلغ أهله العالم ولذلك سارع الكثير منهم للسطو على الرسالة منهم من ادعى النبوة ومنهم من دخل الإسلام منافقا ليطلب الحكم ومنهم من أظهر أنه الأجدر بنصرة الدين وذلك حسب وعود علمها اليهود من كتبهم فوعدوهم بذلك وأكدوا لهم تصدرهم للخلافة وقيادة الأمة.
فكونت تلك الوعود إسرارا عظيما في قلوب بعض الصحابة الذين تصدروا أمر الأمة بعيدا عن الدين فأدخلوا الشورى في أمر الله بينما جعلا الشورى في أمرهم وليس في أمره.
فجعلوا الخلافة شورى بين المسلمين بينما الخلافة رتبة دينة يتحملها الناطق باسم الله والمفوض من عند الله والذي رباه الله ليكون أهلا لحمل أمانته وبالتالي هو خليفته في الأرض كلها وعلى الناس جميعا وليس على المسلمين فقط.
جاء في القرآن في حق النبي داود عليه وآله الصلاة والسلام.
1.     ا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
2.     وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ
3.     أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
4.     كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ.29.سورة.ص.

قال فاحكم بين الناس وليس بين المسلمين أو المؤمنين.
كما أكد الله العظيم أنه لا يساوي بين الضالين والظالمين وبين المختارين والمنافقين أو المفسدين.
1.    
وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
2.     وَآتَيْنَاهُم بَيِّنَاتٍ مِّنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ
3.     ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ
4.     إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ
5.     هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ
6.     أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ.21.الجاثية.

ومن هذه الآيات نتأكد أن الذي أمر الله به في بني إسرائيل أمر به في المسلمين لقوله ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها.
كما أكد أنه لا يساوي بين من أفسد في حياته وبين من لم يفسد وشتان بين الصحابة في هذا الأمر فمنهم من قتل في الجاهلية ومنهم فجر ومنهم من عبد الآلهة بينما رجال الله العظيم مسيرون منذ خلقوا ولو أراد الشر ما تركهم الله العظيم أن يصلوا .
واتخذ العرب هذا السبيل البعيد عن الإسلام وعن أمر الله في فتوحاتهم فابتلاهم الله ببعضهم فمنهم من تطاول حتى على هدم الكعبة لا بل على قتل أسباط الإسلام.
وجعلوا بالإسلام إمبراطورية عربية تدمر كل شيء أتت عليه مثلها من الفرس والرومان من قبلهم إلا قليلا من الفتوحات التي هي بالفعل إسلامية كفتح مصر الكنانة الحبيبة.
وها نحن نرى الأحزاب الإسلامية أو الفصائل الإسلامية تتبع نفس الخط بالقوة لتفرض الإسلام فرضا. الإسلام أو الموت.
فأضحى الإسلام رعبا على الناس وقد عشت الفترة الأولى من ظهور الحركة الإسلامية في تونس فكنا ندعى مجاهدين وكان الناس يتعاطفون معنا ويساندونا ويكرموننا وحتى بعض أفراد الأمن يحترموننا لاختيارنا رغم أنهم سجانون واليوم أصبح المجاهد بالأمس يدعى اليوم إرهابي ويشيح الناس وجوههم عنه كأنهم رأوا منكرا .


والذي يستحقه الإسلام اليوم هو فتح اقتصادي ومثالا للعدالة والسماحة ومعالجة لمشاكل المجتمع وضرب المثال لكل العالم في نموذج راق يظهر للعالم حسن التدبير والتسيير والسعي لتقدم البشرية وجمعها كما جاء رسولنا محمد عليه وآله الصلاة والسلام رحمة للعالمين.
جاء في القرآن العزيز.

بسم الله الرحمن الرحيم
1.     إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ
2.     وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا
3.     فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا.سورة النصر.

قال ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
هم الذين يطلبون الدخول إلى الإسلام رغبة في ما يحمله هذا الدين
من خير له وللناس.
وقال واستغفر لهم الله لما عملوا قبل الإسلام ليتوب الله عليهم.
ولا أظن أن الطرق التي توخاها أحزاب اليوم توصلنا لهذا الأمر وهم قد أمعنوا فرقة بين شعوبهم في بلدانهم فكيف بالبلدان الأخرى.


ليست هناك تعليقات: