الخميس، 12 سبتمبر 2013

جبل حوريب ، صخرة حوريب ، وحوريب في تونس منطقة الهوارب وحاجب العيون بالقيروان .


حوريب هي منطقة الهوارب القيروان تونس.وجبل سينا في تونس.

حوريب هي منطقة الهوارب القيروان تونس.وجبل سين في تونس.
Horeb
هوارب
جبل هوريب = جبل الهوارب.
هوريب = منطقة الهوارب
صخرة هوريب = حاجب العيون.
منطقة الهوارب هي منطقة جبلية صخرية تابعة لولاية القيروان التونسية
توجد فيها عيون مثل عين البيضاء وعين ابن سعد كما توجد قربها منطقة حاجب العيون التي تنبع عيونها من الصخور وأطلقت عليها التسمية لأن الصخور كأنها تحجب العيون وكانت تسمى في عهد الرومان . «مَسْكِيلْيَانِي»، كما وردت باسم «مَازُوفْيَانَا»
ــــــــــــــــــــــــــــ

لما رفض بنوا إسرائيل محاربة القوم الجبارين أرض الفركسيس الذين كان منهم تلاميذ المسيح عليه وأمه الصلاة والسلام بقي بنوا إسرائيل جنوب وولاية القصرين وغربيها وشرقيها وكانوا يدورون في ولاية القيروان وولاية صفاقس وولاية قفصة وحتى ولاية تبسة (طيبة القديمة) وكذلك ولاية قابس.وكانت أسماء هذه المدن من قبل.
قادش = قابس
صفاقس = سين
قفصة = أدوم
تبسة  = تاباص



ذكرت التوراة أن جبل سينا(جبل هوريب،حوريب) يبعد عن مصر 
مسيرة ثلاثة أشهر يعني ما يقدر بــ 3000كلم على الأقل بما أن معدل السير في الشهر يصل بين 40كلم الى 45 كلم يعني 1000كلم في الشهر ونرى هذا الآن بين الاسكندرية منطقة خروج بني اسرائل من مصر (رأس الحكمة )وبين القيروا ن مرورا بجبل Arbataa (عرباطة ) قفصة تساوي 3000كلم تقريبا عبر الطريق المعبد بينما اليهود سلكوا الصحراء،

 سفر الخروج 19: 1
فِي الشَّهْرِ الثَّالِثِ بَعْدَ خُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي ذلِكَ الْيَوْمِ جَاءُوا إِلَى بَرِّيَّةِ سِينَاءَ.

بيزاسينا (بالإنجليزية: Byzacena ؛ بالفرنسية: Byzacène) هي منطقة جغرافية تناظر على وجه التقريب دولة تونس اليوم، ولكن كانات في وقت ما من التاريخ كيانات إدارية محددة.

عرفت هاته الأراضي تأثيرا قرطاجيا، وشهدت مبكرا استقرار من الشعوب اللوبيةءالفينيقية. هذه الشعوب اهتمت بالشواطئ والسواحل وأدخلت تقنيات الري. بعد الغزو الروماني، تم ضمها إلى مقاطعة أفريكا وإلى نائب إمبراطوري، مكلف بإدارة أراضي الأمير، وخاصة منذ عهد الامبراطور أغسطس.



القيروان = ترصة (رحيمة طرزة حاجب العيون الآن ).
مدينة تِرْصة


اسم عبري معناه "فرح وانشراح":

وهي مدينة جميلة للغاية (نش 6: 4) وكانت أصلًا للكنعانيين وهي إحدى مدنهم التي خربها يشوع بن نون وأعطاها لأسباط بني إسرائيل  (يش 12: 24) وكانت مركزًا لمملكة أسباط إسرائيل العشرة نحو خمسين سنة (1 ملو 14: 17 و15: 21 و33 و16: 6 و23) حتى بنى عمري السامرة (23 و24)
وهي رحيمة طرزة حاجب العيون الآن والحقيقة أنها نسبة لحمامها الساخن هناك إلى اليوم.

سوسة = حَضَيْرُوتَ
سبيطلة = السامرة.
وكانت ولايات تونس آنذاك عبارة عن ممالك متفرقة لكل ولاية ملك وحدود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
جبل حوريب
لقد جرت في هذا الجبل معجزات وأحداث عظيمة منها تجلي الله العظيم للجبل فجعله دكا وفيه تلقى الرسول موسى عليه وآله الصلاة والسلام الألواح وبالقرب منه وبالضبط في ما يسمى الآن ( حاجب العيون) حيث توجد المياه التي فجرها الله العظيم للرسول موسى عليه وآله الصلاة والسلام

1) سفر الخروج 17: 6
هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ.

 اتخذ السامري عجلا وألبسه حلي من الذهب وقال لقومه هذا ربكم .والسامري هو من مدينة السامرة (سبيطلة التونسية).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاء في معجم الكتاب المقدس

محلة رَفيديم


اسم عبري معناه "متسعات" وهي محلة لبني اسرائيل بين برية سين وسينا, حطوا فيها رحالهم أثناء ارتحالهم في البرية (خر 17: 1 و19: 2 وعد 33: 12 - 15). لم يكن فيها ماء فتذمر الشعب وضرب موسى الصخرة وخرج منها ماء (خر 17: 5 و6).
وفيها هزم يشوع عماليق وقومه إذ وقف موسى على تل ورفع يده مشيرًا إلى الله الذي عضدهم في القتال وكان إذا رفعموسى يديه غلب شعبه, وإذا خفضهما كان عماليق يغلب. فلما صارت يداه ثقيلتين دعمهما هرون وحور فكانتا ثابتتين إلى غروب الشمس فغلب شعبه وهزم عماليق (خر 17: 8-13).
وإليها جاء يثرون حمو موسى مع أهل بيته ونزل ضيفًا على موسى وسجد للرب مع شيوخ إسرائيل (خر 18: 1 -12).
أما مكانها فغير معروف على وجه التحقيق ولعلها في وادي رفايد شمال غربي جبل موسى. وهنالك وادي ردوا -وهو مجرى مياه باردة- يتصل بوادي رفايد وبه واحة عند سفح جبل رفايد.
ـــــــــــــــــــــ
وتسمى اليوم رقادة والتي ربما غير اسمها الأغالبة .
وهي تبعد حوالي 10كلم.جنوب غرب مدينة القيروان التونسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر سفر الخروج 19 ان جبل سيناء هو الجبل الذي اعطي الله موسي عليه وآله الصلاة والسلام الشريعة عليه , ولكن في تثنية 4 يقول إن الجبل الذي أعطي الرب موسي الشريعة عليه هو جبل حوريب
وفي الحقيقة أن حوريب هو أسم المنطقة وأما الجبل فاسمه (سين ).
وجبل سيناء بمصر الذي أُطلق عليه هذا الاسم في القرن الرابع بواسطة الملكه هيلانه مثله مثل كل الأسماء بالشام زمن التحريف والبهتان العظيم في التحالف اليهودي الروماني من أجل المصلحة وحين تقسيم الأدوار في الإفك الأعظم على الأرض كما فعلوا ذلك مع أرض فلسطين في القرن العشرين.
وما كانت كلمة حوريب إلا من الحرب لأن مكان الهوارب والتي كانت تشمل حاجب العيون كانت كالقلعة المحصنة للحرب حتى أن الجيوش الإسلامية اختارتها كمقر لها لما عزت أرض تونس   عام 27 هـ \647 م بقيادة عبد الله بن أبي صرح، بعد أن دخلوا مدينة «سفيطلة» (سبيطلة حاليا) وهزموا صاحبها «جرجير» شهرة البطريق «غريغوريوس. جيريون.»
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وكان الرسول موسى عليه وآله الصلاة والسلام قد وصل إليه عندما كان راعيا لصهره بمدينة مدنين في الجنوب طلبا لوافر العشب والمياه.

4) جاء في سفر التثنية 1: 2
أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا مِنْ حُورِيبَ عَلَى طَرِيقِ جَبَلِ سِعِيرَ إِلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ.
وإذا رأينا المسافة الرابطة بين الهوارب ولاية القيروان ثم إلى جبل عرباطة ولاية قفصة إلى ولاية قابس نجد أن 11يوما كافية للرحيل.
في نفس السفر.
1 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ.
2 أَحَدَ عَشَرَ يَوْمًا مِنْ حُورِيبَ عَلَى طَرِيقِ جَبَلِ سِعِيرَ إِلَى قَادَشَ بَرْنِيعَ.
3 فَفِي السَّنَةِ الأَرْبَعِينَ، فِي الشَّهْرِ الْحَادِي عَشَرَ فِي الأَوَّلِ مِنَ الشَّهْرِ، كَلَّمَ مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَاهُ الرَّبُّ إِلَيْهِمْ.
ــــــــــــــــ
الأردن هنا هو الأرطس وهو أحد أبناء لوط عبد في ما بعد واتخذ إلها وهي المنطقة المحاذية لجبل عرباطة والتي ما يزال يذكر عليها هذا الاسم إلى اليوم .
أما الأردن اليوم فما هو إلا من سيء المكر اليهودي الروماني ولفق الإسم لاسم النهر الذي كان اسمه الجرادن أي الحدائق.
Jordan.
وبرية العربة هي برية عرباطة وسوف هو اسم منطقة وادي سوف أي الجانب المحاذي لشط الجريد التونسي.
وفران هذه ادعوا أنها الفرات وهي منطقة الأفران بولاية صفاقس.

فارتحل بنو إسرائيل من برية سيناء فحلت السحابة في برية فاران وارتحلوا من جبل الرب- حوريب- مسيرة ثلاثة أيام إلى فاران
ــــــــــ

برية فاران:
برية واقعة بين حضيروت جنوباً إلى قادش شمالاً ممتدة شرقاً إلى جبال سعير وغرباً إلى هضبة التيه وبرية شور وتندمج فيها برية صين. وعلى أبواب برية فاران تجري الأحداث الآتية: -
2. حمى غضب الرب من أجل تذمر الشعب فاشتعلت فيهم نار الرب في طرف المحلة وأحرقت في طرف المحلة، ولكن بصلوات موسى خمدت النار ودعى إسم الموضع تبعيرة وهي كلمة عبرية معناها اشتعال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والمكان اليوم هو منطقة الشعال بولاية صفاقس .


وَحَضَيْرُوتَ هي ولاية سوسة التونسية.
ويقول جستنيان و يوسيفوس أن جبل موسى عظيم الارتفاع ومن المستحيل تسلقه لأنه حاد الصخور وشديد الانحدار ولا يستطيع أحد ان يطيل النظر إليه دون أن تؤلمه عيناه لأنه شديد الضوء.
تم أنه ذكر وادي قرب جبل حوريب وهو الأن موجود في منطقة الهوارب وعليه سدا يعرف بسد الهوارب.
كما ذكر وادي زرود في المنطقة نقسها .
سفر التثنية 2

13 اَلآنَ قُومُوا وَاعْبُرُوا وَادِيَ زَارَدَ. فَعَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ.
14 وَالأَيَّامُ الَّتِي سِرْنَا فِيهَا مِنْ قَادَشَ بَرْنِيعَ حَتَّى عَبَرْنَا وَادِيَ زَارَدَ، كَانَتْ ثَمَانِيَ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، حَتَّى فَنِيَ كُلُّ الْجِيلِ، رِجَالُ الْحَرْبِ مِنْ وَسَطِ الْمَحَلَّةِ، كَمَا أَقْسَمَ الرَّبُّ لَهُمْ
حاء في القرآن العظيم.

إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا

عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا

إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا.09.الإسراء.
وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.
كل ما بناه مكر اليهود والرومان من الكذب على الله العظيم وعلى المسيحيين خاصة وكل العالم عامة سيتبر تتبيرا ويهد فلا يبقى منه شيئا لأنهم قدسوا كل الأماكن كذبا وبهتانا وما كان في الشرق أي مقدسا إلا في الحجاز.

هيلانة كاهنة الشيطان في المشرق وقسطنطين المسيخ الدجال في المغرب والذين لعنوا من بني إسرائيل بالمال وبالحيل يمكرون.

كما يذكر السهرودي المقتول ان (جبل سينا في القيروان) والذي قتله صلاح الدين الايوبي لانه غلب كل علمائه واثبت انه لم يفتح الارض المقدسة لان الارض المقدسة في تونس،

الغربة الغربيّة قصة فيلسوف الإشراق "السهروردي" المقتول

لمّا سافرتُ مع أخي عاصم من ديار ما وراء النهر إلى بلاد المغرب لنصيد طائفةً من طيور ساحل اللجّة الخضراء، فوقعنا بغتة في "القرية الظالم أهلها"، أعني مدينة قيروان. فلمّا أحسّ أنّنا قدمنا عليهم فجأة ونحن من أولاد الشيخ المشهور بالهادي بن الخير اليمانيّ، أحاطوا بنا، فأخذونا مقيّدين بسلاسل وأغلال من حديد، وحبسونا في مقعر بئر لا نهاية لسمكها. وكان فوق البئر المعطّلة التي عمّرت بحضورنا قصر مشيّد وعليها أبراج عدّة. فقيل لنا: لا جُناح عليكم إن صعدتم القصر متجرّدين إذا أمسيتم. أمّا عند الصبح فلا بدّ من الهُويِّ في غياب الجُبِّ.
وكان في قعر البئر ظلُمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجنا أيدينا لم نكد نراها. إلاّ أنّا في آونة المساء نرتقي القصر مشرفين على الفضاء ناظرين من كُوّةٍ. فربّما يأتينا حماماتٌ من أيوك اليمن مخبِرات بحال الحمى. وأحيانا يزورنا بروق يمانيّة تومض من الجانب الأيمن الشرقيّوتُخبرنا بطوارق نجد ويزيدنا رياح الآراك وجدا على وجد. فنتحنّن ونشتاق إلى الوطن.
فبينا نحن في الصعود ليلا وفي الهبوط ليلا، إذ رأينا الهدهد دخل من الكوّة مسلّما في ليلة قمراء، وفي منقاره رقعة صُدّرت "من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشحرة" وقال لنا: إنّي أحطّت بوجه خلاصكما وجئتكما " من سبإ بنبإ يقين" وهو ذا مشروح في رقعة أبيكما.
فلمّا قرأنا الرقعة فإذا فيها أنّه من الهادي أبيكما وأنّه: بسم الله الرحمان الرحيم. شوّقناكم فلم تشتاقوا، ودعوناكم فلم ترتحلوا، وأشرناكم فلم تفهموا. وأشار في الرقعة إليّ بأنّك يا فلان: إن أردت أن تتخلّص من أخيك، فلا تنيا في عزم السفر، واعتصما بحبلنا وهو جوهر الفلك القدسيّ المستولي على نواحي الكسوف.
فإذا أتيت "وادي النمل" فانفض ذيلك، وقل الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني "وإليه النشور" وأهلِكْ أهلَك واقتلْ امرأتك "إنها كانت من الغابرين" وامض حيث تؤمر فـ"إنّ دابرَ هؤلاء مقطوع مصبحين" واركب في السفينة وقل "باسمالله مَجراها ومَرساها".
وشرح في الرقعة ما هو كائن في الطريق. فتقدّم الهدهد وسارت الشمسُ فوق رؤوسنا إذ وصلنا إلى طرف الظلّ. فركبنا السفينة وهي تجري بنا "في موج كالجبال" ونحن نروم الصعود على جبل طور سينا حتى نزور صومعة أبينا.
وحال بيني وبين ولدي "الموج فكان من المغرقين." وعرفت أنّ قومي "موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟" وعلمت أنّ "القرية التي كانتتعمل الخبائث" يجعل "عاليها سافلها" ويمطر " عليها حجارة منسجّيل منضود".
فلمّا وصلنا إلى موضع تتلاطم فيه الأمواج وتتدحرج المياه، أخذت ظئرى التي أرضعتني وألقيتها في اليمّ. وكنّا نسير في جارية "ذات ألواح ودسر". فخرقنا السفينة خيفة ملك وراءنا "يأخذ كلّ سفينة غصبا." والفلك المشحون قد مرّ بنا على جزيرة ياجوج وماجوج إلى الجانب الأيسر من الجوديّ. وكان معي من الجنّ من يعمل بين يدي، وفي حكمي عين القطر. فقلت للجنّ "انفخوا فيه حتى صار مثل النار". فجعلتُ سدّا حتى انفصلتُ عنهم.
وتحقّق "وعد ربّي حقّا" ورأيت في الطريق جماجم عاد وثمود، وطفت في تلك الديار "وهي خاوية على عروشها". وأخذت الثقلين مع الأفلاك وجعلتها مع الجنّفي قارورة صنعتها أنا مستديرة وعليها خطوط كأنّها دوائر. فقطعت الأنهار من كبد السماء. فلمّا انقطع الماء عن الرحى، انهدم البناء، فتخلّص الهواء إلى الهواء. والقيتُ فلك الأفلاك على السماوات حتى طحن الشمس والقمر والكواكب. فتخلّصتُ من أربعة عشر تابوتا وعشرة قبور عنها ينبعث ظلّ الله، حتى يقبضني إلى القدس "قبضا يسيرا" بعد أن "جعل الشمس عليه دليلا." ولقيثت سبيل الله، ففطنت "انّ هذا صراطي مستقيما". وأختي وأهلي قد أخذتها "غاشية من عذاب الله" بياتا. فباتت في قطع من الليل مظلما، وبها حمّى وكابوس يتطرّق إلى صرع شديد. ورأيت سراجا فيه دهن وينبجس منه نور ينتشر في أقطار البيت، ويشتعل مشكاتها ويشعل سكّانها من إشراق نور الشمس عليهم. فجعلت السراج في فم تنين ساكن في برج دولاب تحته بحر قلزم وفوقه كواكب ما عرف مطارح أشعّتها إلا بارئها "والراسخون في العلم."
ورأيت الأسد والثور قد غابا،والقوس زالسرطان قد طُويا في طيّ تدوار الأقلاك، وبقي الميزان مستويا إذا طلع النجم اليمانيّ من وراء غيوم رقيقة متألّقة ممّا نسجته عناكب زوايا العالم العنصريّ في عالم الكون والفساد.
وكان معنا غنمٌ، فتركناها في الصحراء. فأهلكتها الزلازل ووقعت فيها نارٌ صاعقة. ولمّا انقطعت المسافة وانقرض الطريق "وفار التنّور" من الشكل المخروط، فرأيتُ الأجرام العلويّة، اتّصلتُ بها وسمعتُ نغماتها ودستاناتها، وتعلّمت إنشادها، وأصواتُها تقرع سمعي كأنّها صوت سلسلة تُجرُّ عل صخرة صمّاء، فتكاد تنقطع أوتاري وتنفصل مفاصلي من لذّة ما أنال. ولا يزال الأمر يتكرّر عليّ حتى انقشع الغمام وتخرّقت المشيمة. وخرجتُ من المغارات والكهوف حتى تقضّيتُ من الحجرات حتى تقضّيت من الحجرات متوجّها إلى عين الحيوة. فرأيتُ الصخرة العظيمة على قمّة جبل كالطود العظيم.فسألتُ عن الحيتان المجتمعة في عين الحيوة المتنعّمة المتلذّذة بظلّ الشاهق العظيم: إنّ هذا الطود ما هو؟ وما هذه الصخرة العظيمة؟
فاتّخذ واحد من الحيتان سبيله في البحر سربا. فقال "ذلك ما كنت تبغي. وهذا الجبل هو طور سيناء. والصخرة صومعة أبيك." فقلتُ "وما هؤلاء الحيتان؟"فقال "أشباهك، أنتم بنو أب واحد، وقع لهم شبيه واقعتك، فهم إخوانك."
فلمّا سمعتُ وحقّقت، عانفتُهم. ففرحت بهم وفرحوا بي. وصعدت الجبل، ورأيت أبانا شيخا كبيرا تكاد السماوات والأرض تنشقّ من تجلّي نوره. فبقيتُ باهتا متحيّرا منه. ومشيتُ إليه. فسلّم عليّ. فسجدتُ له وكدتُ أنمحق في نوره الساطع.
فبكيتُ زمانا وشكوتُ عنده من حبس قيروان. قال لي "نعمّا! تخلّصت. إلا أنّك لا بدّ راجع إلى الحبس الغربيّ، وإنّ القيد بعدما خلعته تامّا." فلمّا سمعت كلامه، طار غقلي وتأوّهت صارخا صراخ المشرف على الهلاك، وتضرّعتُ إليه.
فقال "أمّا العود فضروريّ الآن، ولكنّي أبشّرك بشيئين: أحدهما أنّك إذا رجعت إلى الحبس، يمكنك المجيء إلينا والصعود إلى جنّتنا هينا متى ما شئت. والثاني أنّك تتخلّص في الأخير إلى جنابنا تاركا البلاد الغربيّة بأسرها مطلقا."
ففرحتُ بما قال. ثمّ قال لي "اعلم أنّ هذا جبل طور سيناء. وفوق هذا جبل طور سينين مسكن والدي وجدّك، وما أنا بالإضافة إليه إلاّ مثلك بالإضافة إليّ.
ولنا أجداد آخرون حتى ينتهي النسب إلى الملك الذي هو الجدّ الأعظم الذي لا جدّ له ولا أب. وكلّنا عبيده، به نستضيء ومنه نقتبس، وله البهاء الأعظم وله الجلال الأرفع والنور الأقهر. وهو فوف الفوق ونور النور وفوق النور أزلا وأبدا. وهو المتجلّى لكلّ شيء، و"كلّ شيء هالك إلاّ وجهه."
فأنا في هذه القصّة، إذ تغيّر الحال عليّ وسقطت من الهواء في الهاوية بين قوم ليسوا بمؤمنين محبوسا في ديار المغرب. وبقي معي من اللذة ما لا أطيق أن أشرحه. فانتحبت وابتهلت وتحسّرت على المفارقة. وكانت تلك الراحة أحلاما زائلة على سرعة.
نجّانا الله من أسر الطبيعة وقيد الهيولى "وقل الحمد لله سيُريكم آياته فتعرفونها، وما ربّك بغافل عمّا تعملون" "وقل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" والصلاة على نبيه وآله أجمعين.

تمّت قصّة الغُربة الغربيّة
شهاب الدين يحي سهروردي
مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق



الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.

ليست هناك تعليقات: