كيف فضل الله المغرب على المشرق في القرآن.
لطال تباهى أهل المشرق على أهل المغرب بأنهم أهل النور والهدى بينما يرمون أهل المغرب بأنهم بربر جهلة لا يعلمون من الدين ولا الحضارة شيئا،بينما القرآن فضلهم عليهم صراحة ولكي يُذهبوا هذا الأمر من الدين الإسلامي لفقوا أحاديث تصف البربر أي أهل شمال أفريقيا بأبشع الصفات نسبوها إلى رسول العالمين ليبنوا في قلوب أهل شمال أفريقيا التبعية في الدين لأهل المشرق وكأن الله العظيم اصطفى المشرق على المغرب.
وحتى الأحاديث الصحيحة الوارد في أهل المغرب جعلوها لسوريا أو الشام .ولذا نرى أبناء شمال أفريقيا يتبعون أهل المشرق ولا يتعدون ما قال أئمتهم وكأن أئمتهم رًسلا أو أنبياء كلفهم الله العظيم برسالة الإسلام ،كما نرى شبابنا اليوم ينساقون إلى دعاة المشرق بطاعة عمياء كلمتهم على رقابهم كأنهما أنزلها الله.
ولنرى في القرآن حقيقة هذا الأمر .
بين الله العظيم في القرآن معنى كلمة (المغرب) فقال.
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.258.البقرة.
بين الله العظيم بمسار الشمس منطقة المغرب والمشرق من المحيط إلى المحيط .فالمحيط الهادي مشرق والأطلسي مغرب وفي ما بينهما البحر الأحمر الحد الفاصل بين القارتين أفريقيا وآسيا.
وبالنظر إلى ما يُسمى اليوم بالأمة العربية نلاحظ أن فيها مشرق ومغرب كما ذ:ر في القرآن و الحديث يوجد منطقة تسمى ما بين المشرق والمغرب أي لا شرقية ولا غربية وكانت تُسمى في التاريخ المغرب الأوسط.
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ.
ومعنى رب المشرق والمغرب وما بينهما آسيا وأروبا وأفريقيا
وهي المناطق التي كانت معروفة للفراعنة.
وبذلك أيضا أُطلق على آخر المغرب عند المحيط الأطلسي اسم ( المغرب الأقصى).
وعندما يقول الله تبارك وتعالى.
قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ.144.البقرة.
بدأت الآيات بالتحدث عن أهل الكتاب الذين يدعون أن إبراهيم وإسماعيل ويعقوب والأسباط عليهم الصلاة والسلام كانوا يهودا بينما اليهودية ظهرت في عهد الرسول موسى عليه وآله الصلاة والسلام .
ثم بدأ بالحديث عن العرب فقال.
سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
معنى السفهاء.
السَّفِيهُ : الجاهلُ
ثوبٌ سَفِيهٌ : رديءُ النسْجِ
وزِمامٌ سَفِيهٌ : مضطربٌ
هنا يظهر لنا أن السفهاء هم الذين لا يمتثلون لأمر الله تبارك وتعالى في ما أنزل من القرآن كأمر لا بدا من تنفيذه بالرضا والطاعة.
كما يتبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أن القبلتين كانت إحداهما في المغرب والثانية في المشرق.ومن هنا نعلم أن أرض الأسباط كانت في شمال أفريقيا .كما يتبين لنا أن الله جعل أمانته مرة في المغرب ومرة في المشرق.لقوله. لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
وفي قوله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم نعلم أن الله العظيم أخص أحدهما بالهداية إلى الصراط المستقيم الذي في أرض المحشر والمنشر وتعرج وتنزل منه الملائكة والروح بين الأرض والسماء كما سيكون يوم الطامة الكبرى سبيل النجاة من النار
(كوكب الأرض) إلى الجنة في الكواكب الأخرى حيث الجنة.
وهذا يعني أن الهداية ستكون لآهل المغرب .
وقد بين الله العظيم أن الإسلام جاء ليحكم بين اليهود والنصارى في ما اختلفوا فيه،
تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.64.النحل. ليكون الدين الحاكم الجامع الذي يلتقي فيه اليهود والنصارى أمة واحدة وتكون تلك الأمة العاملة بالإسلام الأمة التي فصلت بين مُختلفيْن لتجمعهما بالحقيقة التي تُرضي اليهودي والنصراني إذ هدتهما للحقيقة التي في كُتبهم .
ولذلك كان الإسلام آمرا لليهود والنصارى ليُقيموا كلمة الله في التوراة والإنجيل والقرآن ليكونوا مُسلمين مثل إبراهيم ويعقوب والأسباط عليهم الصلاة والسلام وذلك بحفظ كل أمانة الله التي أنزلها إلى إبراهيم وآل إبراهيم ،وبهذا أطلق الله على الإسلام (ملة إبراهيم).وبهذا أيضا يكون المسلم شاهدا على الناس جميعا بما أنزل الله لهم ويكون الرسول محمد وآله شاهدون على الجميع بما كلفهم الله من حمل الأمانة في خلافته على الأرض.
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ.
ومن يكون شاهدا على الناس لا يشهد إلا بعلم وسلطان مُبين، والسلطان المُبين هنا هو القرآن الذي أنزله الله كما قلنا ليفصل بين الذين سبقون في الإيمان واختلفوا في أديانهم وفي الإختلاف في الدين ضلال،وإذا كان القرآن أنزله الله العظيم ليفصل بين اليهود والنصارى في ما اختلفوا فيه فلا بدا أن يقضي بينهما في أمر الأرض المقدسة أين يُعبد الله ،والله تبارك وتعالى يقضي في هذه الآية بين اليهود والمسيحيين بقضاء الإسلام الدين الوسط والكلمة السواء في القبلة التي يرضى بها الجميع وهي قبلة إبراهيم الخليل عليه وآله الصلاة والسلام في الأرض المُقدسة.
وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ.
وكيف يكون تحويل القبلة فتنة ليعلم الله العظيم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه؟
الفتنة هي التجربة التي يُجرب الله بها الأمم وهي إمتحان لينجح فيه الموقن بالله الخالق ويخسر فيه الذي لا يؤمن بالله الواحد بل كان في الأمة منافقا لا يُظهر حقيقة ما في نفسه للناس.
ولو أن القبلة حُولت من الأرض المُقدسة إلى الكعبة فهل تكون فتنة للعرب المسلمين؟
أبدا بل هذا يُفرحهم جدا .وإن كانت حُولت من الكعبة إلى المسجد الأقصى غربا فتلك حقا هي الفتنة الكبرى لأن في تحويلها نعمة على أمة أخرى غير العرب وذلك بالحج إليها خاصة والحج في الأقصى أربع مرات في السنة مع زيارة سبعة أماكن مُقدسة في الأرض المُقدسة في كل الأوقات.
ولما تحالف العرب الأولون مع اليهود بزعامة كعب الأحبار وشياطين الرومان الذين ادعوا المسيحية قتل أتباع الديانات الثلاث الأرض المُقدسة التي بين الإسلام حتى المسافة الفاصلة بينها وبين الكعبة بالكلم.
وقد وعد الله العظيم بلاد المغرب (شمال أفريقيا )في القرآن أن يُحييه ويجعل فيه نوره ويهدي الناس إليه.
أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ
وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ
فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ
وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ
ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ
وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.135.الأنعام.
يشهد الله العظيم أن المشرق في الظلمات لي بخارج منها بين ما يشهد أنه سيحيي المغرب بعد موت خبره بكيد اليهود والرومان والعرب والذي أحيوا به المشرق وألبسوه ما لم يكن له.ولذلك قال.أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.
وقد بين الله العظيم أن أكابر القوم من المشرق هم من مكروا هذا المكر فقال.وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ.
وبين أن مكرهم سيكون ضدهم عقابا على ما افتروا على الله الكذب وقدسوا فلسطين بدل الأرض المقدسة ترشيش تونس.
وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ.
وقد أشار في قوله اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ.
- حَيث: ( اسم )
ظرف للمكان يُبنى على الضمّ ويضاف للجمل وهو مبهم يوضِّحه ما بعده ، وقد يدلّ على الزمان ، وقد يسبقه بعض حروف الجرّ خاصّة ( من )( إلى ) سأزورك حيث تتجمَّع أسرتك ، { وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
إلى المكان الذي سيجعل فيه رسالته الإسلامية التي لم تُطبق يوما على كونها ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.
ولن تتحقق إلا في شمال أفريقيا حيث الزيتونة التي لا شرقية ولا غربية.
جاء في الحديث.
في قولِهِ عزَّ وجلَّ ((زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ)) قالَ ملَّةِ إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ لا يهودِىٌّ و لا نصرانيٌّ.
ولم يترك الله الأمر بلا تحديد بل بينه فأخبر أنه في الأرض المقدسة حيث الصراط المستقيم في أرض السلام السيلوام المقدسة ترشيش تونس.فقال.
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ
لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.
وقد بين أنه سيكون معهم فلا يجدون غالبا لهم أبدا.
وهذا ما أكده حديث رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام.
سأَلْتُ نافعَ بنَ عُتبةَ بنِ أبي وقَّاصٍ قُلْتُ : حدِّثْني هل سمِعْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكُرُ الدَّجَّالَ ؟ قال : أتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعندَه ناسٌ مِن أهلِ المغرِبِ أتَوْه لِيُسلِّموا عليه وعليهم الصُّوفُ فلمَّا دنَوْتُ منه سمِعْتُه يقولُ : ( تغزونَ جزيرةَ العرَبِ فيفتَحُها اللهُ عليكم ثمَّ تغزونَ فارسَ فيفتَحُها اللهُ عليكم ثمَّ تغزونَ الرُّومَ فيفتَحُها اللهُ عليكم ثمَّ تغزونَ الدَّجَّالَ فيفتَحُه اللهُ عليكم )
الراوي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص
المحدث: ابن حبان -
المصدر: صحيح ابن حبان -
الصفحة أو الرقم: 6672
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
وليوضح أكثر ذكر المحشر الذي نحن الآن على أبواب زمانه حيث سيحرق الله الجميع بنار تحشرهم إلى الأرض المقدسة غصبا.وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ.
ثم يُدينهم مع الشيطان ويُدخلهم لجهنم .
كما يُبين الله العظيم أن الظالمين من الإنس يوليهم ظالمين من الجن ليُضلوهم عن صراط الله المستقيم فقالوَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ.
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ
كما بين أنه سيستخلف قوما غيرهم فقال.وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.
وليعلم الجميع أن هذا يخص العرب خاصة والمشرق عامة قال
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.
وهذه شهادة من الله أنهم كانوا ظالمين وكفى بالله شهيدا.
وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا
وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا
وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا
إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالا وَجَحِيمًا
وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا
يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلا
إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولا
فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلا
فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا
السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا
إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا.19.المزمل.
وهذا أيضا يُظهر أن الدينونة في المغرب .رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا.
محمد علام الدين العسكري.شمال أفرقيا ،تونس.