أعظم تحريف أحدثه بنوا أمية في الإسلام.دعوة إبراهيم كانت لبني إبراهيم وبني إسماعيل معا،رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّـــــــــــــــــــتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ.
لا يشك أحدا اليوم أن الدين الإسلامي الذي يقتل أتباعه بعضهم بعضا بتعاليمه وكل له حجة على الآخر وكل يُكفر الآخر أن الإسلام الذين بين أيدينا من المأكد أنه ليس الدين الذي أنزله الله بل دين المقتسمين (الطوائف) الذي جعلوا القرآن عضين يؤمنون بطرف ويكفرون بآخر.
وكل دين أنزله الله العظيم وكل به قوما اصطفاهم على علم من الناس وعلمهم وهداهم بأمره وجنبهم الوقوع في المعاصي بشتى الوسائل حتى لا تتلوث أنفسهم بالخطيئة فتتطبع بها فلا يقدرون أن يُغادروها أبدا.
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ.21.الجاثية.
ولما قاد المسلمين أبناء الجاهلية الذين اجترحوا كل السيئات وأُبعد أبناء الإسلام الذين تربوا في حجر رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام بين أخلاقه وجبرائيل عليه الصلاة والسلام وقبل ذلك كل تحت عناية الرحمان فما عرفوا في السيئات شيئا وما سجدوا يوما لصنم لترسب أدران الرجس في قلوبهم ،ضل أبناء الجاهلية المسلمين لأنهم لم يتخلصوا من الولاء للقبيلة وللهوية وللمعتقدات التي تربوا عليه خاصة والفتنة كانت شديدة عليهم إذ رفع الله مكانة الأرض المقدسة على الكعبة فجعل الحج إليها أربع مرات في السنة بينما في الكعبة مرة واحدة كما جعل القبلة التي يُصلون إليها المسجد الأقصى.وأعظم من ذلك كله أن الله العظيم أعلن لهم أنه سيُبدلهم بأمة أخرى تكون خيرا منهم وسيكتب لهم رحمته ووعدهم بجنة عدن على الأرض وفي أرضهم .فأدى ذلك كله إلى تحالف بين المهاجرين والأنصار واليهود عمل بكل طاقته ليُقوض هذا الإسلام الذي نزل في أرض العرب بينما أعطى كل شيء لقوم آخرين يزدريهم العرب لا بل يحقدون عليهم وهم بني إسرائيل حيث الأرض المقدسة غربا
لوجهة الكعبة التي وضعت في اتجاه الغرب محرفة التكعيب صوب الغرب.
إذ لم يتوجه باب الكعبة الذي حدد فيه إتجاه الصلاة لا إلى الشمال ولا إلى الجنوب ولا إلى الغرب ولا إلى الشرق بالضبط بل كانت نحو الشمال الغربي وذلك لتكون صوب المسجد الأقصى قبلة إبراهيم الخليل وقبلة جميع المرسلين والأنبياء عليه وآله الصلاة والسلام ،وحتى في تحديد قبلة المسلمين كان حجر ما يسمى مقام ابراهيم الشاهد عليها ليكون المثصلي متوجها إلى الكعبة والمسجد الأقصى معا لتكون الصلاة صحيحة.
ورغم أنهم أتوا بأحاديث نسبوها لعمر الذي جعلوا الله يتلقى الوحي عنه فيأتي بما قال ليكون الإفتراء أكبر وأشد إلا أنهم نسوا أن الله توعدهم بأن يُنطق جلودهم وأيديهم لتشهد عليهم فبقي مما كتبت أيديهم ما يُفند كذبهم وبهتانهم .
جاء في حديث صحيح يُبين أن القبلة الأولى كان نحو الكعبة.
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم قال ما وضعتُ قبلةَ مسجدي هذا حتَّى رُفعَتْ لي الكعبةُ فوضعتُها أمامها وفي روايةٍ أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وضع أساسَ المسجدِ حين وضعَه وجبرائيلُ قائمٌ ينظرُ إلى الكعبةِ قد كُشِفَ ما بينه وبينها ، وفي روايةٍ ما وضعتُ قبلةَ مسجدي هذا حتَّى فُرِّجَ لي ما بيني وبين الكعبةِ ، وفي روايةٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أقام رهطًا على زوايا المسجدِ ليعدِلَ القبلةَ فأتاهُ جبرائيلُ فقال : ضعِ القبلةَ وأنت تنظرُ إلى الكعبةِ ثمَّ قال بيدِه فانماطَ كلُّ جبلٍ بينه وبين الكعبةِ فوضع تربيعَ المسجدِ وهو ينظرُ إلى الكعبةِ لا يحولُ دون بصرِه شيءٌ فلمَّا فرغ قال جبرائيلُ بيدِه فأعاد الجبالَ والشجرَ والأشياءَ على حالِها
الراوي: - المحدث: السيوطي - المصدر: الخصائص الكبرى - الصفحة أو الرقم: 1/195
خلاصة حكم المحدث: هذه مراسيل يشد بعضها بعض
خلاصة حكم المحدث: هذه مراسيل يشد بعضها بعض
ولو كانت القبلة الأولى نحو المسجد الأقصى لكان لجعل المحراب اتجاه الكعبة.
وقد أبدلوا كلمة (مقام إبراهيم) بحجر لا يُساويارتفاعـه إلا 1.30 م، وقطره من الأسفل 40 سم، وسمكه 20 سم .
وهل يمكن أن يقف رجل ويملك اتزانه على حجر قطره أربعين سم وسمكه عشرين سم ؟
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.125.البقرة.
قال اتخذوا ،من ،مقام إبراهيم مُصلى.
إذا قلنا من مقام إبراهيم فهذا يعني أن المُصلى في مقام إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.فهل يمكن أن نجعل في هذا الحجر الصغير مُصلى؟
- مُصَلّى: ( اسم )الجمع : مُصَلَّيات
اسم مكان من صلَّى / صلَّى على
{ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }
المُصَلَّى : مكانُ الصَّلاةِ
المُصَلَّى : ما يُتَّخَد منْ فراشٍ ونحوِه ليُصلَّى عليه
لا يمكن أن يكون هذا الحجر حتى موضع سجادة لصلاة فرد واحد.
حديث الإفك الأعظم عن عمر ابن الخطاب.
لمَّا فرغَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ من طوافِ البيتِ أتى مقامَ إبراهيمَفقالَ عمرُ : يا رسولَ اللهِ ، هذا مقامُ أبينا إبراهيمَ ، الَّذي قالَ اللَّهُ سبحانَهُ :واتَّخذوا من مقامِ إبراهيمَ مصلًّى
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم:2413
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
غير عُمر دين أمة بكلمة واحدة فحول القبلة والحج والصلاة من الكعبة إلى مقام إبرهيم الأرض المقدسة والله إستجاب له.
فهل يُعقل هذا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وها هو القرآن حجة حجج الله على اليهود والمسيحيين والمسلمين يصد كل أمة عن ضلالها بكلمته الببينة التي لا تقبل الشك أبدا.
جاء في القرآن.
وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِيَنَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ..134.البقرة.
بدأت الآيات بالتحدث عن العرب الذين بُعث فيهم رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام فوصفهم بالجهل إذ قال ،الذين لا يعلمون،ووصفهم بالكفر إذا طالبوا أن يكلمهم الله كما سألوا أن تأتيهم آية ،وهذا ما فعله بنوا إسرائيل من قبلهم ولذلك قال تشابهت قُلوبهم.
وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِيَنَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
كما بين في الآيتين اللتان بعد هذه الآية أن العرب واليهود والنصارى هم أصحاب السعير لقوله.
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
لأنه جمعهم في الآية الأولى بــتشابهت قلوبهم وفي الآية الأخيرة ذكرهم بالإسم اليهود والنصارى .كما حذر الله رسوله وبالتالي المسلمين من اتباع ملة اليهود والنصارى الذين سلب منهم العهد ولا يُسلب العهد من أمة إلا إذا خرجت عن أمر الله الخالق.
كما ذكر أن الذين أتاهم القرآن وهم محمد وآل محمد عليه وآله الصلاة والسلام يتلون القرآن حق تلاوته وأكد أنهم من يؤمنون بالقرآن بينما وصف الشق الآخر بالخاسرين وذلك لقوله.
الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ.
وأيضا لذكر رسالة الحق التي أُرسل بها رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام كبشرى للمؤمنين ونذيرا من العذاب للكافرين جميعا وذلك إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ.
وهنا ينتقل الكلام نهائيا من العرب إلى بني إسرائيل مباشرة ليكون الخطاب التالي.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ
وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
نلاحظ هنا أن كل ألايات عُطفت بالواو لتكون مُتصلة بعضها ببعض بعد الخطاب الذي أتى لبني إسرائيل الذين فضلهم الله على العالمين وهم الأغلبية من بني إسرائيل القبائل العشر المفقودة الذين ما فُقدوا إلا لخروجهم من اليهودية إلى المسيحية ثم إلى الإسلام يعني هم أوفوا بعهد الله العظيم.
كما أنذرهم أن يتقوا يوم الحساب الدينونة التي ستكون بعد ظهور الإمام المهدي حيث لن ينفع يومها نفس نفسا ولا تنفع شفاعة ولا يُنصر من كفر بآيات الله جميعا .
ومن قوله ،
الكمات التي إبتلى الله بهن إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام هن الاتي أتين في الرؤية لتقديم إبنه قُربانا.
نعلم أن مكان إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام كان في الأرض المُقدسة أين نُصب إماما عالميا وقد سأل هذه الرتبة نفسها
لأحد من ذُريته فأكد الله له أنه لا يُعطي عهده للظالمين.
وهذا يعني أن هذا الوعد مُأجلا سيكون للإمام عالميا ولن يكون من الظالمين ،والظالمون هم الذين أنزلت فيهم رسالة وكفروا بها وهم العرب واليهود والنصارى والذين ذكرهم في أول الآيات حيث أكد أن قلوب الجميع مُتشابة.
وسيكون الإمام من الذين أتاهم الله القرآن ويتلونه حق تلاوته وهم آل بيت محمد عليه وآله الصلاة والسلام.
وأما قوله.
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.
البيت هنا للناس جميعا ولم يتم هذا الكعبة بل كان في المسجد الأقصى وسيكون قريبا إن شاء الله .ولم يكن في الكعبة تطهيرا زمن إبراهيم وإسماعيل عليه وآله الصلاة والسلام بل بناء فقط،بينما في المسجد الأقصى كان تطهيرا لكون المسجد الأقصى كان منذ نُزول آدم عليه وآله الصلاة والسلام.
وقد بين الله هنا أن المُصلى هو للركع السجود وهو مسجد وليس حجر كما ادعى العرب .
وهنا يبدأ نص دعوة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام وسؤاله لربه أن يكون من ذُريته إماما عالميا مثله.
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.
بين الله العظيم أن هذا البلد المذكور آمنا وأن الله سيجعله جنة كثيرة الثمرات وأن الله العظيم سيمتع من يحيا فيه من الكافرين قليلا ثُم يُدخله الله النار. ولا يكون هذا إلا في الوعد الأكبر الذي تمناه جميع الأنبياء حيث سيكون المسجد لجميع الناس فعلا لأنه لن يوجد كافر على الأرض بعد الدينونة التي سيفتح الله للظالمين نارا يُقيمون فيها ما دامت السماوات والأرض.
وأما الحياة قليلا ما هي إلا الفترة التي سيحكم فيها الإمام المهدي حتى نزول عيسى ابن مريم عليه وآله الصلاة والسلام.
وما كانت السعودية أرض الثمرات وهي الصحراء
الأكبر في المشرق.
كما نفهم من قوله.وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا.
فمن هو هـــــــــــذا الذي سيكون بلدا آمنا؟
هو طبعا ما قال فيه الله.وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى.
إذ تبين لنا أن مقام إبراهيم سيكون بلدا آمنا .
فهل حجر العرب سيتحول إلى بلد آمنا؟
أم هل سيبقى الحجاز بلدا آمنا والكعبة ستهدم؟
أم هو وعد الله العظيم في الأرض المقدسة الذي سيكون فيها حكم الإمام المهدي إلى الأبد كاهن لله العلي العظيم كما جاء في التوراة؟
الحقيقة بين أيديكم بينة ظاهرة من الله الذي تحدى بالقرآن خلقه جميعا.
كما إن دعوة إبراهيم وإسماعيل جاءت لبني إبراهيم وبني إسماعيل وهذا يعني أنها لبني إسرائيل وآل محمد عليهما وآلهما الصلاة والسلام وهذا لا ينطبق على ما حدث في الحجاز.
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
كما أن قوله وابعث فيهم رسولا منهم يُبين أن هذا الرسول سيكون من إسماعيل وإبراهيم عليهما وآلهما الصلاة والسلام أي من آل محمد وبني إسرائيل عليهما وآلهما الصلاة والسلام.
كما يُبين الله العظيم بصفة تقطع مع إفك العرب ونهائيا أن هذا الوعد ليس في أرض العرب لقوله.
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ
وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
العرب لم يُطبقوا ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام بل طبقوا ملة العرب.إذ أنهم لم يؤمنوا بالتوراة والإنجيل ولم يأمروا أهل التوراة أن يُطبقوها ولا أهل الإنجيل أن يعملوا به بل فضلوا الجزية التي تجلب المال الذي كان هدفهم من الإسلام.
ولذا هم من سفهوا أنفسهم.
كما نعلم من قول إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ.
أن هذا الوعد لن يكون إلا في إجتماع لبني يعقوب مُمثلا في عيسى رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام والقبائل العشر المفقودة من بني إسرائيل الذين آمنوا به،وسيكون من آلإسماعيل وآل محمد(بنيه) عليه وآله الصلاة والسلام مُمثلا في الإمام المهدي ومن آمن من المسلمين بملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.
كما نعلم من قوله ،
كما نعلم من قوله ،
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
أن هذا الأمر يخص أمة بني إسرائيل وليس العرب.تلك أمة قد خلت .
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.186.الأعراف.
وها هو الله يستدرهم من حيث لا يعلمون من أرض المنشر والمحشر ( تونس) التي تحالفوا عليها وعلى شعبها وقبل ذلك على دين الله الحق ليُحرفوه وجعل الله كيدهم في نحورهم فهاهم اليوم يقتتلون بما مكروا فيه ليتم وعيد الله فيهم.
فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ
وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُم بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ
محمد علام الدين العسكري.تــــونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق