حرب الشرق الأوسط التي بدأت الآن ستكون إيذانا بانتهاء عهد العرب واستبدالهم بأمة أخرى وحُلول ملة إبراهيم خلافة على منهاج النبوة.
جعل الله العظيم لكل أمة أجلا فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون .ولا ينزع الله الخالق من أمة فضلا أتاها إلا إذا طغت به .وقد جمع الله العظيم لأهل المشرق العرب كل الخير ،الدين والرزق.
وقد جعل الله العظيم هذا الحال الذي هم عليه الآن علامة على انتهاء عهده معهم وبالتالي سلبهم كل ما أتاهم .
جاء في القرآن.
وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ.
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ.
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.
فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ.
إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.25.سورة يونس.
بدأت الآيات بوعد للعرب بظهور آيات الله تبارك وتعالى.
ثم بين أنه رحمهم عندما كانوا رُعاة يقتل بعضهم بعضا فأنزل له آياته (القرآن) فرفعهم بها فأصبحوا ظاهرين لكنهم بعد هذا العطاء مكروا في آيات الله وحرفوا الإسلام ومزقوا الأمة.
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِّن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُم مَّكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ.
كما بين لهم أنه من قدر لهم الخير بأمره ( وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا .
ثم يأتيهم بريح عاصف ،عدو يتسلط عليهم فيذلهم .يأتيهم من كل مكان.فيسألون الله تبارك وتعالى فيرحمهم. جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ.
فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم .
والبغي هو الظلم والإفتراء بالقوة على الضعفاء وهذا ما نراه بينا في كل الأقطار الإسلامية مستغلين ما أتاهم الله العظيم من خير ليطغوا به ،وفي قوله بغير الحق يتبين لنا أن إدعاءهم نشر الإسلام أو العمل على بناء الخلافة الإسلامية ما هو إلا كذب وافتراء وما فعلوه إلا ليمنعوا تمدد الثورة التي أفزعتهم.
ومن قوله.إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.
نعلم أنهم في أوج عزهم سيأتيهم الله بعذاب ينزع عنهم الله العظيم كل ما أتاهم جميعا في يوم واحد وفي نفس اليوم
يستبدلهم الله العظيم بأمة أخر بين الله العظيم أنها في الأرض المُقدسة فقال.وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
كما بين الله العظيم أن عذابه سيكون بإهلاك القُرى .
ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ
وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.135.سورة.الأنعام.
ومن قوله ،
إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ.
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ.
نعلم أن الله العظيم سيستخلف قوما غير العرب وبعد انتهاء عهده معهم.
كما بين الله العظيم أن هذا الوعد سيكون في مكان فيه آيات على الأرض وذلك في قوله.
قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ.103.سورة.يونس.
إن في ذكره. مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ.
إذا علمنا أن آيات السماء التي نراها هي الكواكب والنجوم فماهي الآيات التي في الأرض؟
قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ
فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.97.آل عمران.
إن أول بيت وُضع للناس هو بالأرض المقدسة لنُزول آدم عليه وآله الصلاة والسلام فيها .والكعبة اسمها الكعبة حتى في القرآن.
كما أن الله العظيم بين أن مقام إبراهيم فيه آيات بينات.
ولا يمكن أن حجر المقام في الكعبة أن يحمل آيات
بينات وعرضه .40صم.
وإنما قصد الله العظيم بمقام إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام الأرض التي سكنها وهي الأرض المقدسة والتي كان رسولا فيها بينما اختار الله العظيم إسماعيل عليه وآله الصلاة والسلام رسولا في الجزيرة العربية والمشرق بصفة عامة.
وهذا يُبين أن الآيات التي في الأرض هي البينات التي في الأرض المقدسة والتي مع المسجد الأقصى سبعة أماكن.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ.
بين الله هنا أن المسجد الأقصى هو الذي بارك الله العظيم حوله.
ولو كان المقصود المسجد الذي في فلسطين ما عرفه الله العظيم بقوله الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي .واستعمل التعريف هنا ليفصل بين المُزيف الحقيقي.ولما أراد الله العظيم أن يذكر الذي في فلسطين ما عرفه بالذي باركنا حوله ولا بالأقصى إذ قال.
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا.7.الاسراء.
قال .لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ.
كما بين الله العظيم أن المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله لا يحج الناس إليه زمن ظُهور الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام في قوله.وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّه غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ.
وفي قوله من إستطاع إليه سبيلا نعلم أن المسجد الأقصى الحق الذي بارك الله حوله لا يُعرف سبيله .
إذ أن السبيل هو الطريق الموصل إليه والمعروف به .وذلك كما قال الله العظيم.
فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً.88.النساء.
وهذا يعني أن الضال لا يُعرف له طريقا مُعينا إذ أنه لا يستقر على نهج مُعينا.
كما حدد الله العظيم القوم الذين سيرثون أمانة الله تبارك وتعالى كاملة ودون أي نُقصان وهم.
لمن كتب الله الإيمان برسالة الإسلام وتطبيقها بحذافيرها ؟ هل هم العرب أم أهل الكتاب الذين أسلموا من سكان شمال أفريقيا القبائل العشر المفقودة؟
كأنِّي أنظُرُ إليه أسودَ أفحَجَ يقلَعُها حَجَرًا حَجَرًا - يعني الكعبةَ -
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حبان - المصدر: صحيح ابن حبان - الصفحة أو الرقم:6752
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
محمد علام الدين العسكري.تــــــــــــونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق