نبوءة الحرب الصليبية الأولى في فلسطين ونصر المسلمين واحتلال فلسطين مرة أُخرى وتحريرها لما يكثر فساد اليهود
في الأرض.
وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً
ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا
إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا.8.الإسراء.
الكتاب المذكور هنا هو كتاب الله التوراة والذي جعله الله هُدى لبني إسرائيل والذي أكد فيه لبني إسرائيل أن لا يتخذوا غير الله ملكا عليهم يوكلون لهم أمرهم.ولذلك أُطلق عليهم شعب الله المختار .
وذكر أنه جمعهم بذرية من نجاهم الله العلي من الطوفان ممن آمن مع نوح ومن ذرية نوح عليه وآله الصلاة والسلام
والذين استقرت بهم السفينة في الأرض المقدسة لقول الله العلي،
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ.29.سورة المؤمنون.
والمنزل المبارك هنا هي الأرض المُباركة وهي الزيتونة المباركة وهي الأرض التي باركها الله وبارك فيها للعالمين.
وكما ذكرت التوراة في ذكر ارساء سفينة نوح
عليه وآله الصلاة والسلام الزيتون .
سفر التكوين 8: 11
فَأَتَتْ إِلَيْهِ الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ الأَرْضِ.
أما الآية ،وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا .
هنا يقصد بالكتاب القرآن بما أنه رسالة عالمية دعا إليها بني إسرائيل أكثر من غيرهم ليؤمنوا بها وما وعد بها سواهم
في القرآن وفي الأرض المقدسة بلدهم هم وذية نوح
عليه وآل الصلاة والسلام فقال.
وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ
وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.158.الأعراف.
وذكر الله العلي أن بني إسرائيل سيعلوا أمرهم مرتين بعد نُزول القرآن وكل ما علوا أشعلوا حربا لأن الله ذكر الفساد مع
العلو في الأرض .
فكان العلو الأول لما أشعلوا نار الحرب بين المسلمين والصليبيين في أروبا لعلهم يصلون لوعد الله الذي
كتبه لهم في التوراة والقرآن ،فاحتلوا فعلا البلاد
وعاثوا في المنطقة فسادا وقتلا .
وذلك كان العلو الأول والفساد الأول الذي استمر حتى أتى طلاح الدين الأيوبي فدخل المسجد وحرر فلسطين وانتهت الحرب.
وذلك لقوله. فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً.
ثم رد الله لهم الكرة على العرب مرة أُخرى فألبوا الصليبيين أيضا ليصنعوا لهم وطنا في فلسطين وكان لهم ذلك .
وذلك لقول الله تبارك وتعالى ،
ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا .
هنا يُبين الله العلي أنهم نفس القوم وهم العرب في المشرق لقوله ثم رددنا لكم الكرة عليهم.
ثم أن الله العلي أكد أنهم سيُغلبون بما ذكره الله في الوعد الأخير لليهود فقال،إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا .
وجعل الله العلي علامة زوال مُلكهم فسادهم في الأرض وبعدهم عن الإحسان والإيمان والإلتزام بأمر الله العلي في التوراة.
ونرى اليوم ما يصنعون في العالم بأسره.
وأما قوله.
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا.
فهذا يخص الفترة التي تأتي بعد خُروجهم من فلسطين وهزيمتهم التي لا ريب فيها بوعد الله تبارك وتعالى فبين الله العلي أن الله
سيرحمهم ولا تكون الرحمة إلا من العذاب ،كما بين أنهم سيعودون ولا نرى لهم عودة إلا مع الدجال الذي
سيُحرق جيشه بالنار كما جاء في التوراة.
سفر زكريا 14
12 وَهذِهِ تَكُونُ الضَّرْبَةُ الَّتِي يَضْرِبُ بِهَا الرَّبُّ كُلَّ الشُّعُوبِ الَّذِينَ تَجَنَّدُوا عَلَى أُورُشَلِيمَ. لَحْمُهُمْ يَذُوبُ وَهُمْ وَاقِفُونَ عَلَى أَقْدَامِهِمْ، وَعُيُونُهُمْ تَذُوبُ فِي أَوْقَابِهَا، وَلِسَانُهُمْ يَذُوبُ فِي فَمِهِمْ.
وبهذا تكون النار لهم فراشا مع جند الدجال.
محمد علام الدين العسكري،تُــــــــــــــونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق