السبت، 24 أغسطس 2013

الإمام المهدي في سورة يـــــس



الإمام المهدي في سورة يـــــس


ما من رسول أرسله الله العظيم إلا أمره بعبادة الله في أرضه المقدسة وفي أقدس معبد على الأرض وهو المسجد الأقصى أو قدس الأقداس والتي فيها الصراط المستقيم الرابط بين العرش والأرض ومنه تعرج الملائكة والروح إلى العرش وتنزل إلى الأرض والذي منه عرج محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وأيضا عبره يعرج المؤمنون يوم القيامة إلى الجنة ويمنع الظالمين من العروج فيه وهو الطريق الوحيد المستقيم في الكون الرابط بين السماوات السبع والعرش.
بسم الله الرحمن الرحيم

يس

وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ

إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ


عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.4.يــــــس.

إذا رسولنا أمره الله العظيم بإحياء الأرض المقدسة فهل أظهر العرب أو حتى المسلمون جميعا أمر الأرض المقدسة في القرآن ؟ أبدا لأن أجدادهم قالوا بالكعبة فقط دون أقدس مقدسات الله العظيم وهي الأرض المقدسة بصفتها أرض كالملة واسعة كبيرة تعدد مقدساتها بينما الكعبة لا يوجد غيرها مقدس في الحجاز إلا غار حراء الذي نزل فيه الوحي.



وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.39.الأنعام.

وقد بين الله العظيم أن كل من تخلى على الأرض المقدسة هو ضال لا دين له.

أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ

قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ

فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ


قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.28.الملك.

ولكن الله يمهل ولا يُهمل وسينتقم ممن أضاعوا أقدس مقدساته وأبدلوها بما هو أدنى منها في الحجاز وما هو كذب وبهتان وذي الخلصة في فلسطين أو الفاتيكان فقال.

فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ

أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ

فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ


وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ.45.الزخرف.


بسم الله الرحمان الرحيم. ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون.68.يــس.
بدأت سورة يـــس بالقسم بالقرآن العظيم على أن محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام من المرسلين وبوصف صريح للعرب وقد أكد أنه حق القول على 
أكثرهم فهم لا يؤمنون.وهم القوم الذين بعث فيهم . وأكد الرحمان تبارك وتعالى على أنهم لا يؤمنون سواء أنذرهم أم لم ينذرهم فقد لبث فيهم سنين ما تقدمت الرسالة شيئا .وأمره أن ينذر من اتبع الهدى من غيرهم وأن لا فائدة في نذرهم.وجاءت الآية. إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ.12.يــس.
ويتكلم هنا عن الصالحين الذين مضوا قبلنا ولذلك قال واضرب لهم مثلا أصحاب القرية.وجاءت الأفعال هنا بصفة الجمع عن الروح الذي كان من نوعهم السيد الأمين جبرائيل عليه الصلاة والسلام لأنهم هم الذين يحيون الموتى ويكتبون ما قدموا وآثارهم .وقال وكل شيء أحصيناه في إمام مبين ولم يقل في كتاب مبين إشارة لكون كل تراث الأنبياء والمرسلين جعله الله آية المهدي وهو الإمام المبين الذي يبين للناس الحقيقة التي عمل الضالون من بني إسرائيل على طمسها.وقد أشار القرآن لذلك في قوله. وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ.46
فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ.47.إبراهيم.

وكان مكرهم هذا كله ضد رسول الله عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام ولدينهم من بعد ما تبين لهم أن قبلتهم أصبحت لدين آخر ولأمة أخرى فعملوا كل المكائد لطمسها ودنسوها لتخرب وتصير مهجورة .وخاصة لما علموا أن الله وعدهم بدولة في أرض فلسطين فقتلوا أنبيائهم من أجل ذلك وهاجروا إلى فلسطين تاركين بيت الله خرابا لا يسكنها أحدا إلى الوقت المعلوم وهو رجوع الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام.وقد أشار القرآن إلى هذا في قوله.
وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ 

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيم.114.ٌ 

وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.115.البقرة.

ولنعد لسورة يـــس.حيث قال . وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ.13.يـــس.
ضرب الله لنا الأمثال للتفكر وما كان للتفكر فهو يحمل سرا .فمثلا التفكر في الخلق يحمل الحقيقة ومن وصل للحقيقة بلغ اليقين.والدين الإسلامي دين علم قبل كل شيء فهو يخاطب العقل قبل النفس وما جاء فيه هو حقيقة مادية ترى وتحس في كل شيء أتى به.مصداقا لقوله تبارك وتعالى . فورب السماء والأرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون. ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين.
وقد كانت الأمثال واقعا سيعاش أو واقعا يرى أو حدثا مضى .وتؤول تلك الأمثال ولا تفسر منها ما هو كالرؤية ومنها ما هو حدث مثله سيحدث في الأمة بضفة مشابهة .وقد أشار القرآن لذلك في قوله. أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.214.البقرة.
ولنضرب لذلك مثلا.عندما يقول الله تبارك وتعالى. وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ.34.النور.نرى ما هذا المثل الذي دل عليه هذا الذكر والذي يفهم في ما جاء بعده وهو الإمام المهدي في مثل ذي القرنين وهذا صالح مضى في من قبلنا.
والمثل أصحاب القرية أن الله يبعث ثلاث من المهتدين يمهدون وه الرابع .وهم في ما يعرف عند آل البيت بالحسني واليماني والخرساني والرابع المهدي .وقد أشار في قوله . وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ.28

إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ.29.يـــس.
إلى أن المهدي علامة من علامات الساعة حيث يسمعون الصيحة الكبرى.
وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ..32.يــس.ولما هنا من لم يلم لما.وهذه إشارة إلى الحشر.ثم يصف الآيات التي تأتي مع المهدي من إحياء الأرض والجنات وتفجير العيون وكذلك إشارة إلى ظلام وآية في الشمس وأخرى في القمر.كما يشير لركوب آخر يخلقه الله للناس كما خلق السفينة من قبل لنوح بأمره وهذا يشير لتقدم وسائل النقل.
وتأتي الآية. وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.48.يـــس.
لتؤكد أن كل ما جاء قبله ما هو إلا وعدا وعده الله هذه الأمة فيقولون على لسانهم متى هذا الوعد لأنهم بالفعل سألوا رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام لما بين لهم هذا .وهذا يدل على أنهم أخفوا الحقيقة ولم يظهروها للناس كما سمعوها.
ومن هذه الآية تظهر علامات أخرى منها الصيحة ومنها اشتعال النار من الأخضر من الشجر وهو الغاز اليوم .كما سبق في علمه أنهم سيقولون ما يقول بعض الشيعة أو أكثرهم أن المهدي ولد منذ سنين كثيرة وأنه لا يزال شابا.فقال ومن نعمره ننكسه في الخلق أي تكون خليقته مشوهة بفعل الطبيعة التي لا تخول للناس العيس أكثر من المائة سنة.
والله أعلم وهو من أهدى و علم تبارك وتعالى الرب المعلم والمدبر الأكرم والسلطان الأعظم ربي وسيدي ومولاي.

محمد علام الدين العسكري

ليست هناك تعليقات: