الأئمة نوعان .أئمة الكفر .وأئمة يهدون
بأمر الله.فما معنى .الإمام؟
يَا دَاوُودُ إِنَّا
جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ
الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ
اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ.26.ص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم يؤم أمة
فهو الموصول بالأمة و بالله مثل ما نقول حبل الله . وأمة من مت اليه بقرابة : وصل إليه
وتوصل.إن إبراهيم كان أمة أي موصولا بمن حوله ومن بعده و بالله العظيم فهو الأصل في
خلافة الله في أرضه ومنه يكون كل من له صلة بالله والأمانة.
.والإمام من تقدم
على الناس وتوكل عليهم وتولى أمرهم فهو إمامهم ورئيسهم ووليهم .جاء في الحديث.
- من أم الناس فأصاب
الوقت فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا عليهم
الراوي: عقبة بن
عامر المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي
داود - الصفحة أو الرقم: 580
خلاصة حكم المحدث:
سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
ومن هنا يتبين
لنا أنه يتحمل أمرهم أمام الله تبارك وتعالى.
والإمامة في
الدين هي قيادة الناس وبالتالي الشهادة عليهم ولا يمكن ليشر أن ينصب شاهدا إلا من الله تبارك وتعالى.
قال الله
العلي الأعز.
وَوَهَبْنَا لَهُ
إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ.72.
وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ
الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ.73.الأنبياء.
قال . وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ. أي أنهم فاعلون بأمر
الله وحيا في الرؤية كما كان عليه إسحاق ويعقوب عليهما الصلاة والسلام.
والإمامة منة
من الله العزيز الحكيم على الرسل وآلهم .
ولقد مننا على موسى وهارون.114.الصافات.
وَنُرِيدُ أَن
نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ
الْوَارِثِينَ.5.القصص.
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ.24.السجدة.
والإمام يصل
به هدى الله العظيم إلى اليقين وهي أعلا درجات الإيمان.
إذا الإمامة
قيادة ورئاسة ومسؤولية أمام الله وشهادة .
وهي أيضا عهد
الله الذي يتعهد به إلى من اصطفى من عبادة.قال الله العزيز الأعز.
وَإِذِ ابْتَلَى
إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ
إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ.124.البقرة.
ومن هنا نفهم
أن الإمامة لا تكون إلا من الله تبارك وتعالى إذ أن الله العظيم ابتلى إبراهيم
تمحيصا فنجح في الامتحان فنصبه إماما لكل المؤمنين وإمامته باقية إلى يوم القيامة
من خرج عليها ليس له التزاما بأمر الله.
ومن هنا أيضا
نعلم أن الإمام هو خليفة الله في الأرض.
وهذا النوع هم
الذين يهدون بأمر الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أئمة الكفر.
نرى هذا الأمر
بالدين أو بغيره أناس يطلبون الحكم فيجمعون الناس على آراء خاصة بهم ومغايرة سواء
لمن خرجوا عليهم أو مغايرة للدين ليكون لهم منهاجا خاصا بهم يسيرون الناس على
منواله كالأحزاب أو الطوائف وغاية هؤلاء دائما تكون طلب الحكم والرئاسة.
ولننظر في ما
يهمنا في الدين .
أكبر شيء أو
فتنة حصلت في الديانات الثلاث هي فتنة الحكم التي يهبها الله تبارك وتعالى
للمؤمنين اصطفاء منه وهي البركة من الله.
وبدأت في ابني
آدم عليه الصلاة والسلام وفي أبناء إسحاق عليه الصلاة والسلام وفي بني إسرائيل من
بعد موسى عليه وآله الصلاة والسلام وفي العرب من بعد محمد عليه وآله الصلاة
والسلام والجميع اعترضوا على ما اختار الله العظيم لرسالاته .ففي اليهودية افتك
بني يهوذا من بني لاوي الأمانة وفي العرب افتك الصحابة من آل البيت الأمانة .
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ
فَتِيلاً
انظُرْ كَيْفَ
يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُّبِينًا
أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ
وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَن يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا
أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ
مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا
أَمْ يَحْسُدُونَ
النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ
الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا
فَمِنْهُم مَّنْ
آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا
إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ
جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا
وَالَّذِينَ آمَنُواْ
وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ
ظَلِيلاً
إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ
النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا.58.النساء.
فالدين أمر
الله وعهده يرثه من يشاء ولم يكن أمر الناس حتى يطلونه أو يسعوا إليه.
ومن هنا خرجت
الفرقة والفتنة وطهر الشيطان داعيا هؤلاء إلى حزبه ليفسدوا حزب الله .
فاقتاد كل داع
أمة من الناس استخفهم فأطاعوه وماتوا من أجله .
جاء في القرآن
العزيز.
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم
بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ.29.
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ
اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ
الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ.30.
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ.31.
مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا
شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.32.الروم.
قال من
المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا.
وهم كل من
خرجوا عن أمر الله العظيم من يوم توفي رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام إلى
اليوم وأقصد من قادوا المسلمين إلى ما يسنى بالطوائف . وهم الذين ادعوا العلم
بالإسلام ونسبوه لأنفسهم كأنهم رسلا جاءتهم رسالة من الله فأعلنوا أنهم أولياء
الله زكاهم على الناس واصطفاهم ليكونوا أنبياء بعد رسول الله عليه وآله الصلاة
والسلام.
إن كل من نظر
في دين الله العظيم ونسب ذلك لنفسه بدل الله ورسوله فقد جعل نفسه رابا اتخذ للناس
منهجا مغايرا لما أنزل الله وبين رسوله
عليه وآله الصلاة والسلام.
محمد علام
الدين العسكري.القصرين.تونس.