أنصار الله في القرآن من سيجمعون الأمة الإسلامية تحت إسم واحد لا طائفية فيه وسينصرهم الله.
تفرقت الأمة كجميع الأمم إلى طوائف من أجل السلطة التي كانت ولا تزال الأمر الذي يُشتت الأمة وها نحن في أحلك فترة تمر بها الأمة على مر الزمان ونرى مُدعي الإسلام اليوم لا يزالون يُنكرون الإسلام كتسمية لمن شهد أن لا إله إلا الله
ويتشبثون بأربابهم الطاغوت الذين كانوا السبب
في تشتت الأمة بخروجهم عن القرآن إلى
الأحاديث التي أسسها إمامهم كعب
الأحبار.فما استطاعت الأمة
من قيام بهم ولن تقوم
بما لديهم إذ أنهم جعلوا للإسلام رُسلا عدة مُختلفين يكفر بعضهم بعضا.
وإذا سألت أيا منهم قالوا أنهم مسلمون كذبا على الله وعلى الإسلام.وقد أخبرنا الله تبارك وتعالى بما سيؤول إليه أم المسلمين فقال.
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ.30.الأعراف.
قال كما بدأكم تعودون أي كما بدأ فيكم أمر الله بظهور الإسلام فآمنت منكم طائفة وكفرت طائفة ستعودون لهذا الحال
في آخر الزمان.
والطائفييون يرون أنهم هم الحق ووحدهم المؤمنون ولذلك تراهم يُكفرون اخوتهم المسلمون الطائفيون مثلهم وهم في هذا صادقون لأنهم يعلمون حقيقة بعضهم جيدا لأنهم في نفس سوق الشيطان يعملون.
ولذلك جاء في سورة الصف .
بسم الله الرحمن الرحيم
سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ.4.سورة.الصف.
يقولون أنهم مسلمون ويُحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا وما كان المسلمون حقا إلا صفا واحدا وأمة واحدة وشريعة واحدة وكلمة واحدة لا يتنازعون فيها أبدا إلا أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأؤلائكهم المسلمون حقا ولذلك قاليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ
والمقت هو.مَقَتَ: ( فعل )
مقَتَ يمقُت ، مَقْتًا ، فهو ماقت ، والمفعول مَمْقوتٌ
مَقَتَ الرَّجُلَ : أَبْغَضَهُ أَشَدَّ البُغْضِ { كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ }
ما أَمقَتَهُ عندى : تخبر أَنه ، مَمْفوت عندك
وما أَمقتنى له : تخبر أَنك شديد المقت له.
وقد أعلن الله العظيم أنه أكبر مقتا عليهم وهم منافقون يقولون ما لا يفعلون ولو أنهم فعلا كانوا مسلمون لكانوا صفا وحدا كالجدار المسبوك لا تتزحزح منه حجرة ولا طرفا.
وقد ضرب الله العزيز لهم مثلين حدثا لرسولين أرسلهما الله تبارك وتعالى وهما موسى وعيسى عليهما وآلهما الصلاة والسلام واللذان تعرضا لأذى قومهما وهو ما يُبين
لنا أن الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام
تعرض هو أيضا للأذى وكذب من قومه .فقال.
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ.6.سورة.الصف.
وبين الله العظيم أنهم يفترون على الله الكذب وهم يدعون إلى الإسلام فقال.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى(يدعو) إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.7.الصف.
والحقيقة أن كلمة يُدعى يظهر من سياق الآية أنها (يدعو) لأن الذي يدعو الناس هو الذي يفتري الكذب وليس المتلقي الذي يُدى إلى الإسلام فهو إما أن يؤمن أو يكفر.
وقد بين الله أنهم بإفترائهم الكذب يُريدون أن يُطفئوا نور الله بكلماتهم الكاذبة فقال.
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ.8الصف.
وقد بين الله تبارك وتعالى أنه سيظهر دينه على الأرض كلها رغم كذبهم وافترائهم على الله ورسوله فقال.
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.9.الصف.
وقد جاء الخطاب الأول موجها للمؤمنين فقال يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ.وأردف بالخطاب الثاني موجها أيضا للمؤمنين وهو يقصد المسلمين فقال.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.10.الصف.
فالخطاب الأول يلومهم على تشتتهم وتمزقهم والثاني يُدرج فيه الحل الأمثل لهم ليتبعوه فينجوا من العذاب الأليم .
وهو الذي يكمن في هذه الآيات.
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ.14.سورة.الصف.
فالحل ظاهر بين وهو أن يكونوا أنصارا لله وليس لعمر أو أبي بكر أو علي أو الحسين أو للسنة أو للشيعة أو للسلفية أو لأي فئة من الناس فعندما يُنادى لله يفزع الجميع جُنودا للله وحده.
كما بين أن الذين سيكونون أنصارا لله سينصرهم الله على الذين كانوا أنصارا للطائفية التي مزقت الأمة ودمرتها وساهمت مع أعدائها في شل حركتها .
فهنيئا لأنصار الله وسُحقا لأنصار الطائفية والحزبية في أمة الله المجيد التي تؤمن بالكتاب كله ولا تُفرط منه كلمة من أجل منصب أو حتى من أجل الدنيا كلها.
فقولوا كما قال الحواريون نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ.
محمد علام الدين العسكري ،تـــــــــــونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق