قصة .جرجيس النبي عليه الصلاة والسلام إبن الجنوب التونسي والذي مازالت اسم مدينة جرجيس باسمه إلى اليوم. مع العلم أن قرطاجة الفنيقية هي تابعة للشام الفنيقية آناذاك.
فعن ابن عباس (رض)أن الله تعالى بعث جرجيس (ع) إلى ملك في الشام يقال له ذو ذانة كان يعبد صنما فنصحه وأرشده إلى عبادة الله تعالى ومنعه عن عبادة الأوثان وقال له لا ينبغي للخلق أن يعبدوا غير الله تعالى ولا يرغبوا إلا إليه فقال له الملك: من أي أرض أنت؟قال: من الروم وقاطن في فلسطين ثم أمر بحبسه وبعده امر بأن يمشط جسده فمشطه بمشط من حديد حتى تساقط لحم بدنه ثم نضجه بالخل ودلكه بأشياء خشنه ثم كوى جسمه بمكوي من حديد وكل أرادته إهلاكه بأنواع العذاب ولما لو يقتل اوتده بأوتاد طوال في رأسه فسال دماغه ولم يمت فوضع في بطنه صخرة عظيمة .فلما اقبل الليل وقد تفرقت الناس جاءه ملك من قبل الله تعالى فقال له: ياجرجيس ان الله تعالى يقول لك اصبر وابشر ولا تخف أن الله معك يخلصك وإنهم سيقتلونك أربع مرات وفي كل ذلك يدفع الله تعالى عنك الألم والأذى, وقد كتب عليك ذلك وهو اعلم بالعواقب ,ثم أن الملك جلده بالسياط على ظهره وبطنه ثم رده إلى السجن , ثم أن الملك كتب إلى أهل مملكته أن يبعثوا إليه بأمهر السحرة فبعثوا إليه بساحر فاستعمل كل ما قدر عليه من السحر فلم يعمل فيه شيئا ثم عمد إلى سم فسقاه إياه فقال جرجيس :بسم الله الذي يضل عند صدقه كذب الفجرة وسحر السحرة , فلم يضره , فقال الساحر: لو أني سقيت هذا السم أهل الأرض لنزفت قواهم وعميت أبصارهم ثم قال الساحر جرجيس (ع):فأنت النور المضيء والسراج المنير والحق المبين أشهد أن إلهك حق وما دونه باطل آمنت به وصدقت رسله واليه اتوب مما فعلت واليه أنيب.... الخ فقتله الملك , ثم أعاد جرجيس إلى السجن وعذبه بألوان العذاب فلم يمت فقطعه فلقاه في بئر فمات. ثم خلا الملك العين بخصاصته وجلسوا على الطعام وشراب لهم ......الخ. فتغير الكون وأظلمت الدنيا وأتت سحابه سوداء وأبرقت وأرعدت وجاءت بالصواعق ورجفت الأرض وتزلزلت الجبال حتى أشفقوا أن يكون هلاكهم وأمر الله تعالى وميكائيل (عليه السلام)فقام على راس الجب وقال:قم ياجرجيس بأذن الله تعالى وبقوته الذي خلقك فسواك فقام جرجيس(عليه السلام)حيا سويا وأخرجه ميكائيل من الجب وقال له: اصبر وابشر ثم انطلق جرجيس إلى الملك وقال له : بعثني الله تعالى وأحياني ليحتج بي عليك فقام صاحب الشرطة وقال: آمنت بإلهك الذي بعثك بعد موتك واشهد انه الحق وجميع الآلهة دونه باطل وأتبعه أربعة آلاف شخص فآمنوا وصدقوا جرجيس فقتلهم الملك جميعا بالسيف ثم أمر بلوح من نحاس فأوقد عليه النار حتى احمر فبسط عليه جرجيس وأمر بالرصاص فأذيب وصب في فيه ثم ضرب الأوتاد في عينيه ورأسه ثم انتزعها وفرغ الرصاص مكانها فلما رأى ذلك لم يقتله أوقد عليه النار حتى مات وأمر برماده فذراه في الرياح.
والملخص مما بقي من أحواله أن الله تعالى أحياه بقدرته ثم بعثه إلى لملك وعنده جمع كثير من أصحابه . فقال رجل من أصحاب الملك: أن تحتنا أربعة عشرا منبرا ومائدة بين أيدينا وهي من عيدان شتى منها ما يثمر ومنها ما لا يثمر فسئل ربك أن يلبس كل شجرة منها حياتها وينبت فيها ورقها ويثمرها فان فعل ذلك فاني أصدقك فوضع جرجيس (عليه السلام) ركبته على الأرض ودعا ربه تعالى فما برح من مكانه حتى أثمر كل عود فيها ثمرة فلما شاهدوا لم يكن لهم بدمن التسليم والأيمان. فلما رأى الملك ما حدث أمر به فمد بين خشبتين ووضع المنشار علي رأسه فنشر حتى سقط نصفين ووقع المنشار من تحت رجليه ثم وضعه في قدر عظيم وطبخ لحمه وأظلمت الأرض وبعث الله اسرافيل فصاح صيحة خر الناس منها على وجوههم ثم أحياه الله تعالى فقام سويا بقدرة الله ثم بعثه الله تعالى إلى اللعين الجبار فلما رآه الناس تعجبوا منه فقال أللمك: أن تركت هذا الساحر هلك قومي .ثم اجتمعوا كلهم وأرادوا قتله بالسيف وان لا يرفعوا اليد عنه حتى يهلك . فقال جرجيس لا تعجلوا علي؟ ثم قال : اللهم أن أهلكت أنا ,عبدت الأوثان أسألك أن تجعل اسمي بين الناس صبرا لمن يتقرب إليك عند كل هول وبلاء ثم ضربوه عنقه بالسيف فمات وكانوا في خارج القرية فأسرعوا إلى دخولها فهلكوا كلهم.
جاء في الأسفار.
وَالْيَبُوسِيَّ وَالأَمُورِيَّ وَالْجِرْجَاشِيَّ |
وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ». |
«مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ. ــــــــــــــــــــــــــ والأمويون هم المور في شمال أفريقيا والجرجاسيين هم أهل مدينة جرجيس في الجنوب التونسي . والكنعانيون هم من كانت عاصمتهم تلابت { تل أيبك ، أي تل الملحمة } والملحمة تعني المجد. وهي مجدون .أو مجدو. وبالقرب منها بيت لحم أفراتة . مدينة فريانة التونسية اليوم وهي في الحقيقة ، بيت الملحمة ، وليس بيت لحم كما يقول أهل الكتاب. الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق