القرآن يأكد أن العرب لغوا في القرآن ومعنى اللغو،
ائـْتوا باللّغو و الباطل عند قراءته .
اللغو، هو تبديل الحقيقة وافتراء الكذب لتضليل الناس عنها.
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ((لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ))لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ.29.سورة فصلت.
كلما أرسل الله نذيرا لقوم إلا دارت حرب شعواء بين النذير والقِلة التي تتبعه وبين الذين أُرسل إليهم ،وقضت سنة الله في رسالاته أن لا يُستجاب لنذير أبدا ،ورسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام كان نذيرا وبشيرا وليس هاديا لدرجة أن الله فصل من تكليفه هداية العرب فقال ،ليس عليك هُداهم.
وتزعم بنوا أُمية قوم محمد كما تزعم بنوا هاشم بقيادة الرسول القِلة المؤمنة والتي اضطهدت منذ ظهور الإسلام فحوصروا في شعاب أبي طالب بعد أن عُذب أتباع رسول الإسلام بشتى أنواع العذاب حتى هاجروا إلى المدينة هربا بدينهم ،وقد عمد بنوا أمية إلى تجنيد صفوف من المنافقين بين المسلمين تحضيرا للخطة التي رسمها اليهود والرومان لمنع هذا الدين من الظهور بالشكل الذي سيذهب بكل مصالح اليهود وبنوا أمية والرومان .
مصلحة بنوا أُمية كانت في إبقاء الحج في أرضهم .
ومصلحة اليهود كانت في ابقاء قداسة فلسطين التي يعلمون أن الله وعدهم فيها بالملك .
ومصلحة الرومان في إبقاء الفاتيكان مورد اقتصادي هائل لجمع الأموال التي يأديها المسيحيون على أنها كفارة للذنب.
بينما كانت مصلحة الرسول والذين اتبعوه عبادة الله في الأرض المقدسة التي أُسري برسولهم إليها ووعدهم الله بالملك فيها وبظهور رسالة الإسلام كما أنزلها الله على العالم بأسره .
وكانت المرحلة مرحلة حرب الغالب فيها ستثبت مصالحه كما أكد الله ذلك في قوله ،وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا ((لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ))لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ.
لَعَلَّـــــــــــــــــــــكُمْ تَغْلِـــــــــــــــــــــــــــبُونَ.
وكان على الإسلام لو طُبق كما أنزله الله أن يلغي قداسة كل ما حول الكعبة الذي كان مسرحا لحج الجاهلية ،
وكان عليه أن يُلغي قداسة فلسطين التي قدسها اليهود.
وأيضا الغاء قداسة الفاتيكان بظهور الأرض المقدسة التي كانت الفصل الأول في الإسلام بصفته ملة إبراهيم التي دعا إليها الإسلام بكل دقة حتى أنه ذكر ( أورشليم) التي فسر معناها الذي عجز عن تفسيره أهل الكتاب فقال،
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.25.سورة يونس.
وليس أكبر من هذا بينة على أن الإسلام يدعو الناس جميعا إلى الأرض التي بارك لهم فيها وهاجر إليها إبراهيم ونجى اليها نوحا وأمر موسى وبني إسرائيل وكل الأمم بالخروج إليها
بصفتها الفرض الأول في كل رسالة سماوية
من تخلى عنه كفر بالله صراحة ولذلك
قال الله مخاطبا كل العرب ،
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الأَسْفَلِينَ.29.سورة فصلت.
هؤلاء الذين لم يضلوا الناس لا بل من أضلهم العرب لأنهم قالوا حسب الآية (رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا )وقد وصفهم الله بالكافرين لأنهم لم يأتوا أول فصل في كل رسالة سماوية
وهو عبادة الله في الأرض المقدسة.
كما وصف الله العرب الذين أضلوا كل الناس عن عيادة الله بأعداء الله ،وليس أكبر من الجهر بعداوة لله من الصد عن السبيل إلى الله في الأرض التي اختارها لنفسه عند الصراط المستقيم صراط المعراج.فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ
ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ.
فلماذا تسرون على اتباع قوما أضلوكم عن الله وسيدخلون من اتبعهم إلى جهنم وسيسألون الله أن يجعلهم تحت أقدامهم؟
أليس بين أيديكم كتابا لا ينطق عن الهوى يُدين العالم بأسره على تركهم عبادة الله ؟؟؟
أتتبعون قوما هذا مآلهم ؟اليس القرآن بين أيديكم ،ابحثوا فيه هل آمنت أمة أرسل الله إليها نذيرا ؟؟؟ ألا ترون حالكم اليوم بدينهم الذي أسسوه لعبادة آلهتهم ؟؟؟أتتبعون قوما تركوا رسولهم واتبعوا اليهود والرومان المشركون ؟؟؟
والله يا قومي إني أخاف عليكم عذاب يوم لن تجدوا فيه ناصرا ولن تجدوا فيه ملجلأ من عذاب الله الذي توعد بعه أعداء الله.
وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ
وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ
فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ
وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاء فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ.26.سورة الصف.
لو آمنوا بكتاب الله ،دينكم الذي تفجرون أنفسكم لأجل اظهاره وتوردون أنفسكم بلاء عظيما من أجله لما قال الله فيهم ،بأنهم
لن يؤمنوا به يروا آيات الله التي طلبوها من رسولكم ووعدهم الله أن يروها ليُعذبهم بها لأنهم كذبوا بلقاء الله في الأرض المقدسة عند جبل عرفات ،جبل الهيكل ،المسجد الأقصى يوم عرفات وليس عرفة إذ كانت سنة الله عند اقامة الحج في المسجد الأقصى أن يرى الحجاج رعودا وبروقا آية يعلم بها الحجاج أن الله قبل زيارتهم وغفر لهم .
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
أَلا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاء رَبِّهِمْ أَلا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ.54.سورة الصف.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ
لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ.15.الحِجر.
ــــــــــــــــــــــــــــ
كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ
لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ
فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ
فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ
أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ
أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ
ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ
مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ
وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ لَهَا مُنذِرُونَ
ذِكْرَى وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ.209.سورة الشعراء.
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق