إمامة محمد رسول الله للأنبياء في المسجد الأقصى إعلان قِيادة دينية لكل الأديان وتبدأ عند اليوم العاصف.
أرسل الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام رسولا لكل العالم، وما يُرسل الله رسولا حتى يؤمن بما أُنزل من قبله ليكون من المؤمنين بالله وبكلمته،ولذا فرض الله عليه كل الشرائع التي أنزلها الله ،شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ.13.سورة الشورى.
ومن هنا يظهر معنى الإسلام الذي هو الطريقة الجامعة لكل العهود التي أخذها الله على كل الأمم ،وإذا عمل الإسلام بما وصى الله به موسى فرض الله علينا ما أمر به في التوراة ومن أهم ما أمر الله به رسول الله موسى عليه وآله الصلاة والسلام الخروج إلى الأرض المقدسة لعبادة الله فيها والحج إليها لإحياء أيام الله التي بدأ الله فيها إحياء الأرض وخلق الكون والذي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين ،وإذا قلنا أنه بارك فيها للعالمين فذلك يعني أنه بارك لليهود والمسيحيين والمسلمين ،ولذا ستكون هي الجامعة وحبل الله الذي يُمكن أن يجمعنا أمة واحدة.
وبهذا نُقيم الدين كله وليس بعضه لأن الله ما أرسل محمد عليه وآله الصلاة والسلام إلا ليجمع بين اليهود والمسيحيين لما اختلفوا وظلوا عن سبيل الله الذي أمرهم بعبادته فيه وهو الهيكل ( المسجد الأقصى) لقول الله تبارك وتعالى ،تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ،وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.64.سورة النحل.
ولا يكون الضلال إلا على الله وهذا يعني أن اليهود والمسيحيين أضلهم الشيطان عن الأرض المقدسة وأن القرآن سيكون رحمة لهم وهُدى إلى الله ،يعني أنه الدليل الأكبر على مكان الأرض المقدسة التي ستتحق فيها إمامة الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام لأهل الكتاب جميعا يهود وعرب ومسيحيين.
لأن العرب أيضا ضلوا عن الله وما هداهم الله إليه في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين للتأكيد الذي جاء في القرآن،
أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ
فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُم مُّنتَقِمُونَ
أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِم مُّقْتَدِرُونَ
فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ يُسْأَلُونَ.44.سورة الزخرف.
هنا نرى أن الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام دعا إلى الأرض المقدسة التي فيها صراط المعراج الذي هو الصراط المستقيم ،ولم يذكر الله أن العرب قومه على الصراط المستقيم، ولذلك يسألون الله في صلاتهم الأرض المقدسة في قولهم
(اهدنا الصراط المستقيم).
كما بين الله أن العرب سيُسألون عن الضلال الذي أضلوا به قومهم وأحلوهم دار البوار بدل دار السلام أورشليم .
وجاء في القرآن الأمر الصريح بجعل شريعة موسى وشريعة عيسى وشريعة محمد عليهم وآلهم الصلاة والسلام دستور الإسلام ليكون كل أهل الكتاب تحت إمرة واحدة ،أي قيادة دينية واحدة تؤمن بكل ما أنزل الله وتفصل بين الأمم الثلاث اليهود والمسيحيين والعرب،
الأمر الصادر من الله لليهود في القرآن بالإلتزام بما جاء في التوراة.
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.45.سورة المائدة.
الأمر الصادر من الله للمسيحيين في القرآن بالإلتزام بما جاء في الإنجيل.
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.47.سورة المائدة.
الأمر الصادر من الله للمسلمين في القرآن بالإلتزام بما جاء في القرآن.
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.48.سورة المائدة.
الأمر الصادر من الله لرسول الله محمد في القرآن بأن يحكم على اليهود والمسلمين والمسيحيين بما أنزل الله في الكتب الثلاث كل بما اعتنق ولا ضير أن يختار أي كان من الشرائع الثلاث لتكون الشريعة التي يُقاضى بها لأن الحكم لله في الشرائع الثلاث.
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ.50.المائدة.
ولهذا فرض الإسلام الحج لكل الأمم مُختلطا بما قدس الله في الشرائع الثلاث في الأرض المقدسة بخلاف حج اليهود الذي كان يقتصر على الهيكل ،أما حج الإسلام فقد أضاف البيت العتيق مسجد السامريين وأضاف حجر الزاوية ( الصفا) في القرآن والكتاب المقدس التي هي الربوة التي صلب عليها عيسى ابن مريم عليه وآله الصلاة والسلام والتي أرست عليها سفينة نوح عليه وآله الصلاة والسلام والتي أعاد الله فيها الشمس ليوشع عليه الصلاة والسلام ليُتم فتح الأرض المقدسة،وهي التي جعل عليها النبي يوشع حجارة تذكارا لتلك الآية.
كما أدخل الإسلام الربوة التي فجر الله فيها المياه لرسول الله إسماعيل عليه وآله الصلاة والسلام غرب الهيكل للحج وهي المروة ...
حان موعد اليوم العاصف في القرآن
الحمد لله الذي استجاب لنا وهدانا إلى الصراط المستقيم صراط المعرج في أرض الإسراء والمعراج التي تركها أهل الكتاب اليهود والمسيحيين والعرب خرابا وصدوا عن سبيل الله إليها ويدعون أنهم يؤمنون بالتوراة والإنجيل والقرآن وكلاهم كفر بما عاهد الله عليه أن لا يشرك به شيئا ولا يسجد لغيره أبدا وهم يسجدون لغير الله في هياكل آلهتهم وقد توعدهم الله بهذا اليوم العاصف الذي سيذهب بكل ما مكروا وستتبعهم اللعنة في كل زمان إلى يوم القيامة.
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ
وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ
جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ
وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ
قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ.31.سورة إبراهيم.
تفسير ،الجنة هي أرض الموعد ،والتي سيحولها الله إلى جنة.
الشجرة الخبيثة ،الشرق الكاسر الذي حرف كل الديانات السماوية .
الشجرة الطيبة.هي الشجرة المباركة أي الأرض المباركة قِبلة المغرب.
الأصل الثابت وفرعه في السماء. صراط المعراج الحبل الواصل بين الأرض المقدسة والعرش ،وفرعه هو اتصاله بكل الكواكب الحية في الكون .
تؤتي أُكلها كل حين .يبعث الله منها نوره ليُنير ظلمات العالم.
اليوم العاصف .هو اليوم الذي يظهر فيه للعالم أن اليهود والمسيحيين والعرب قد أضلوا العالم على الله وسعوا في خراب الهيكل خاصة والأرض المقدسة عامة فيذهب كل مكرهم وينبذهم العالم ولن يسمع لدعاتهم أبدا.
مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى
وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى.5.سورة الضحى.
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق