الحل الوحيد لجمع شتات الأمة هو العودة لكتاب الله ولهدي الرسول وترك كل هدى غيره.

اعتمد كل المسلمين في التمهيد لكتبهم الدينية هذا الحديث الذي لو طبقوا ما جاء فيه ما اختلفوا وما تفرقوا وما تنازعوا أمرهم وما أباحوا سفك دماءهم وكانوا بحق أمة واحدة كما أمرهم الله تبارك وتعالى.

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله ، وإن أفضل الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار أتتكم الساعة بغتة ، بعثت أنا والساعة هكذا ، صبحتكم الساعة ومستكم ، أنا أولى بكل مؤمن من نفسه ، من ترك مالا فلأهله ، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي ، وأنا ولي المؤمنين

الراوي: جابر بن عبد الله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1353

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

إذا طلب الصدق فلا أصدق من الله تبارك وتعالى وكلام الله تبارك وتعالى يقين لا ظن فيه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر كان كلام الله أمرا عليه ليس له عنه حولا ولا لغيره بدلا.ومن كان يؤمن أن محمدا عليه وآله الصلاة والسلام رسولا وحيدا للإسلام ما قبل هديا غير هده لأنه من كتاب الله الذي لا يعلم سره غيره بعد الله وجبرائيل رسول رسول الله عليهما الصلاة والسلام.

بسم الله الرحمان الرحيم. وكيف تكفرون وانتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.101.آل عمران.

وكلمة الهدي في هذا المعنى تعني التبيين والإظهار .قال الله العلي العظيم. وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الآية) (4) سورة إبراهيم.وما بين الرسول عليه وآله الصلاة والسلام أمرا إلا كان له حجة عليه من القرآن العظيم لأنه يعمل بأمر الله تبارك وتعالى الذي أمره أن يحكم بينهم بما أنزل الله ولا يتبع أهواءهم.قال الله العزيز الأعز. وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله إليك فان تولوا فاعلم إنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون.49.المائدة.وما أنزل الله على المسلمين غير القرآن المجيد فلا أسفار في الإسلام ومن لم يحكم بالقرآن فقد خرج عن كلام الله تبارك وتعالى وهدي رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام .قال الله ملك الناس الأعز. بالبينات والزبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون.44.النحل.ولا ذكر لنا سوى القرآن العزيز.

وما اختلف المسلمون في الله تبارك وتعالى ولا في رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ولكن في ما سواهما .أ فتخذوهم رسلا بدل رسولهم أم هداة سواه أو أربابا كما فعل النصارى من قبل؟قال الله إله الناس جل جلاله. اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون.31.التوبة . والأحبار والرهبان يقابلهم عندنا الأئمة والشيوخ والمسيح يقابله محمد عليهما الصلاة والسلام .وكلمة الرب تعني المربي وليس الإله لذلك جمع الله بينه وبين المسيح في قوله – من دون الله والمسيح - في الهدي لأن المسيح عليه وأمه الصلاة والسلام يهدي بهدي الله تبارك وتعالى .

ونحن اليوم نمر بمرحلة تتلمس فيها أمتنا النهوض من الركود والإذلال والفرقة إلى أن يكون لها دورا في هذا العالم ولن يكون لها ذلك إلا بوحدة عماديها الأكبر وفرقها التي لا تحصى داخل المنظومتين المسلمتين ولن تتوحد الأمة على منهاج طائفة من الطوائف الموجودة اليوم لتمسك كل طائفة بما ورثت دون إعادة النظر في صحة ما لديها من عدمه تعصبا للفئة وليس للدين.

وعلى شباب الإسلام اليوم أن يسعى بكل ما علم للدفاع عن كتاب الله وشريعته وحكمه وهدي رسوله عليه وآله الصلاة والسلام والقطع مع كل هدي دونه للذود عن سنة رسولهم الحقيقية التي مرجعها القرآن العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأن يسعوا لتنقيتها مما لحقها من سنن خرى أيا كانت ومن أي كان حتى يعود الإسلام إلى أول عهده ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام ويتصف أتباعه بصفة واحدة لا بصفات ما أنزل الله بها من سلطان وهي تخرج من الملة لكونها خالفت تسمية الله التي جعلها الله صفة للإسلام. وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير.صدق الله العلي العظيم.

محمد علام الدين العسكري.