السبت، 24 أبريل 2021


إصرار العرب على الحنث العظيم هو الإسرار على عبادة الجاهلية بالحج حول الكعبة وليس حول الأقصى.


وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ13،سورة لقمان،
Lo! this Qur'an guideth unto that which is straightest, and giveth tidings unto the believers who do good works that theirs will be a great reward.


الله أمر رسوله أن يقول للعرب قومه الذين بُعث فيهم،

وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ،وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ،أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ،قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ،لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ،ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ،لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ.52الواقعة،





الحنث هو عدم الإلتزام بالعهد لذلك قال الله إن العهد كان مسؤولا،
كما سُميت الديانات السماوية (بالعهد) فنقول لليهودية

 (العهد القديم) والمسيحية (العهد الجديد) وأكد القرآن ذلك 
في قوله مخاطبا قوم محمد رسول الله الذي بُعث فيهم 
وهم أهل الجزيرة العربية،

وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.7.المائدة.

وهذا يعني أن العرب قطعوا عهدا مع الله أن لا يعبدوا الا الله وأن يعملوا بكل القرآن الذي فيه نص الميثاق الذي 
واثقوا الله عليه إذ قالوا،

آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ285.البقرة.

يعني أن هذا الأخير إذا تُرك منه أمرا وقع العرب في الحنث العظيم والذي هو التراجع عن العهد الذي قطعوه مع الله.
يعني على المسلم الذي عاهد الله على القرآن أن يؤمن بما آمن الرسول لأن العهد هنا على الرسول وعلى قومه ،
آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ )

وحدد الله الإيمان لكون العهد نص ملزم يكتتب بين طرفين متعاهدين وهنا الطرفين (الله) و(محمد رسول الله وقومه)،
فبين الله محتوى هذا العهد في كلمات،
كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا  ) 

هنا لا يمكن للمسلم أن يتهرب من نص ورد في العقد الذي رضي به وتعهد بالعمل به لله مهما كانت الظروف لأن الاخلال بطرف
من العهد أو العقد يُعتبر تراجعا عنه وهذا يأدي العقاب 
لأنه جرم من أجل انتهاك عقد،وعليه فالايمان
بكل ما أنزل الله الزامي ،فرض لا يمكن
التخلي عنه ،يعني على المســــلم أن
يؤمن بالتوراة والانجيل والقرآن.
وأن لا يفرق بين رسول الله ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم وآلهم الصلاة والسلام وأن يوقن أن دعوتهم في القرآن والتوراة والانجيل واحدة والى أمر واحد ولا يمكن أن تخالف رسالة رسالةُُ أخرى فتأمر بعبادة الله في مكان مغاير للذي فرضته أية رسالة انزلها الله لأن الشريعة واحدة ولذلك أعلن الله للمسلمين في القرآن أنه شرع لهم نفس ما أمر به ابراهيم ونفس ما أمر به موسى ونفس ما امر به عيسى ولذلك أوصاهم أن لا يتفرقوا في الدين،

شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ ((((((((أَقِيمُوا الدِّينَ

 وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ )))))))كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ13الشورى.

ويبين لنا قوله ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) أن العرب كرهوا هذه الدعوة لأنها سنتهي حجهم لمكة مركز تجارتهم 
وانهم برفضهم هذا الأمر لن يهديهم الله اليه في قدسه 
لقوله ،
(  
 اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ)

والحنث العظيم وقع في اليهود عند خروجهم من مركز عبادة الله  قِبلة المغرب والذي بينت مكانها التوراة على أنها في ترشيش
وليس فلسطين والتي لم تقدس الا سنة 330م،
ثم تبعهم المسيحيون في تقديسها ولما جاء القرآن أُسري بالرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام اليها فبين للعرب أنها ليست فلسطين ولا كعبتها الشامية والتي كان يسافر اليها رسول الله محمد متاجرا بأوال أمنا خديجة قبل الزاج بها وبعده 
وهذا الخبر بلبل اليهود والمسيحيين على حد سواء 
لكون القرآن يدعو لقِبلة أخرى غير فلسطين والتي إن ظهر لن يمكن لليهود ملكها ولن تتحقق نبوءات عودة نزول عيسى رسول الله من السماء وبالتالي على هذا الأمر أن يخمد في مكانه ولو بقتل رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام.

وبين الله في القرآن لليهود أن كل ذلك سيتحقق بعد ملك فلسطين ووعدهم إن رجعوا لله أن يهديهم الى القدس الحقيقية
وأن يجعل مكان العرب جهنم بفلسطينهم ومكتهم،



والقرآن يدعوا لعبادة الله حجا الى قِبلة المغرب،
عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا،إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا.9الاسراء.



كما أمر القرآن بالخروج لعبادة الله كما دعت التوراة وذلك في سورة إبراهيم،

الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ


اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ


الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ


وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ


وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ


وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ


وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ


وَقَالَ مُوسَى إِن تَكْفُرُواْ أَنتُمْ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ


أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ


قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ10.سورة ابراهيم.


وآيات كثرة في القرآن تحرم حج الجاهلية وـامر بالخروج للقدس والحج اليها لكن العرب رفضوا الحج للقدس الحقيقة قِبلة المغرب في القرآن.


الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.


  ا

ليست هناك تعليقات: