السبت، 26 نوفمبر 2016

صوفي ايراني قتله صلاح الدين الايوبي لانه غلب جميع ائمة العرب قال ان الارض المقدسة في تونس.

 صوفي ايراني قتله صلاح الدين الايوبي لانه غلب جميع ائمة العرب قال ان الارض المقدسة في تونس.

الغربة الغربيّة قصة فيلسوف الإشراق "السهروردي" المقتول

     لمّا سافرتُ مع أخي عاصم من ديار ما وراء النهر إلى بلاد المغرب لنصيد طائفةً من طيور ساحل اللجّة الخضراء، فوقعنا بغتة في "القرية الظالم أهلها"، أعني مدينة قيروان. فلمّا أحسّ أنّنا قدمنا عليهم فجأة ونحن من أولاد الشيخ المشهور بالهادي بن الخير اليمانيّ، أحاطوا بنا، فأخذونا مقيّدين بسلاسل وأغلال من حديد، وحبسونا في مقعر بئر لا نهاية لسمكها. وكان فوق البئر المعطّلة التي عمّرت بحضورنا قصر مشيّد وعليها أبراج عدّة. فقيل لنا: لا جُناح عليكم إن صعدتم القصر متجرّدين إذا أمسيتم. أمّا عند الصبح فلا بدّ من الهُويِّ في غياب الجُبِّ.
وكان في قعر البئر ظلُمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجنا أيدينا لم نكد نراها. إلاّ أنّا في آونة المساء نرتقي القصر مشرفين على الفضاء ناظرين من كُوّةٍ. فربّما يأتينا حماماتٌ من أيوك اليمن مخبِرات بحال الحمى. وأحيانا يزورنا بروق يمانيّة تومض من الجانب الأيمن الشرقيّ وتُخبرنا بطوارق نجد ويزيدنا رياح الآراك وجدا على وجد. فنتحنّن ونشتاق إلى الوطن.
فبينا نحن في الصعود ليلا وفي الهبوط ليلا، إذ رأينا الهدهد دخل من الكوّة مسلّما في ليلة قمراء، وفي منقاره رقعة صُدّرت "من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشحرة" وقال لنا: إنّي أحطّت بوجه خلاصكما وجئتكما " من سبإ بنبإ يقين" وهو ذا مشروح في رقعة أبيكما.
فلمّا قرأنا الرقعة فإذا فيها أنّه من الهادي أبيكما وأنّه: بسم الله الرحمان الرحيم. شوّقناكم فلم تشتاقوا، ودعوناكم فلم ترتحلوا، وأشرناكم فلم تفهموا. وأشار في الرقعة إليّ بأنّك يا فلان: إن أردت أن تتخلّص من أخيك، فلا تنيا في عزم السفر، واعتصما بحبلنا وهو جوهر الفلك القدسيّ المستولي على نواحي الكسوف.
فإذا أتيت "وادي النمل" فانفض ذيلك، وقل الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني "وإليه النشور" وأهلِكْ أهلَك واقتلْ امرأتك "إنها كانت من الغابرين" وامض حيث تؤمر فـ"إنّ دابرَ هؤلاء مقطوع مصبحين" واركب في السفينة وقل "باسمالله مَجراها ومَرساها".




وشرح في الرقعة ما هو كائن في الطريق. فتقدّم الهدهد وسارت الشمسُ فوق رؤوسنا إذ وصلنا إلى طرف الظلّ. فركبنا السفينة وهي تجري بنا "في موج كالجبال" ونحن نروم الصعود على جبل طور سينا حتى نزور صومعة أبينا.
وحال بيني وبين ولدي "الموج فكان من المغرقين." وعرفت أنّ قومي "موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟" وعلمت أنّ "القرية التي كانتتعمل الخبائث" يجعل "عاليها سافلها" ويمطر " عليها حجارة منسجّيل منضود".
فلمّا وصلنا إلى موضع تتلاطم فيه الأمواج وتتدحرج المياه، أخذت ظئرى التي أرضعتني وألقيتها في اليمّ. وكنّا نسير في جارية "ذات ألواح ودسر". فخرقنا السفينة خيفة ملك وراءنا "يأخذ كلّ سفينة غصبا." والفلك المشحون قد مرّ بنا على جزيرة ياجوج وماجوج إلى الجانب الأيسر من الجوديّ. وكان معي من الجنّ من يعمل بين يدي، وفي حكمي عين القطر. فقلت للجنّ "انفخوا فيه حتى صار مثل النار". فجعلتُ سدّا حتى انفصلتُ عنهم.
وتحقّق "وعد ربّي حقّا" ورأيت في الطريق جماجم عاد وثمود، وطفت في تلك الديار "وهي خاوية على عروشها". وأخذت الثقلين مع الأفلاك وجعلتها مع الجنّفي قارورة صنعتها أنا مستديرة وعليها خطوط كأنّها دوائر. فقطعت الأنهار من كبد السماء. فلمّا انقطع الماء عن الرحى، انهدم البناء، فتخلّص الهواء إلى الهواء. والقيتُ فلك الأفلاك على السماوات حتى طحن الشمس والقمر والكواكب. فتخلّصتُ من أربعة عشر تابوتا وعشرة قبور عنها ينبعث ظلّ الله، حتى يقبضني إلى القدس "قبضا يسيرا" بعد أن "جعل الشمس عليه دليلا." ولقيت سبيل الله، ففطنت "انّ هذا صراطي مستقيما". وأختي وأهلي قد أخذتها "غاشية من عذاب الله" بياتا. فباتت في قطع من الليل مظلما، وبها حمّى وكابوس يتطرّق إلى صرع شديد. ورأيت سراجا فيه دهن وينبجس منه نور ينتشر في أقطار البيت، ويشتعل مشكاتها ويشعل سكّانها من إشراق نور الشمس عليهم. فجعلت السراج في فم تنين ساكن في برج دولاب تحته بحر قلزم وفوقه كواكب ما عرف مطارح أشعّتها إلا بارئها "والراسخون في العلم."
ورأيت الأسد والثور قد غابا،والقوس والسرطان قد طُويا في طيّ تدوار الأفلاك، وبقي الميزان مستويا إذا طلع النجم اليمانيّ من وراء غيوم رقيقة متألّقة ممّا نسجته عناكب زوايا العالم العنصريّ في عالم الكون والفساد.
وكان معنا غنمٌ، فتركناها في الصحراء. فأهلكتها الزلازل ووقعت فيها نارٌ صاعقة. ولمّا انقطعت المسافة وانقرض الطريق "وفار التنّور" من الشكل المخروط، فرأيتُ الأجرام العلويّة، اتّصلتُ بها وسمعتُ نغماتها ودستاناتها، وتعلّمت إنشادها، وأصواتُها تقرع سمعي كأنّها صوت سلسلة تُجرُّ عل صخرة صمّاء، فتكاد تنقطع أوتاري وتنفصل مفاصلي من لذّة ما أنال. ولا يزال الأمر يتكرّر عليّ حتى انقشع الغمام وتخرّقت المشيمة. وخرجتُ من المغارات والكهوف حتى تقضّيت من الحجرات متوجّها إلى عين الحيوة. فرأيتُ الصخرة العظيمة على قمّة جبل كالطود العظيم.فسألتُ عن الحيتان المجتمعة في عين الحيوة المتنعّمة المتلذّذة بظلّ الشاهق العظيم: إنّ هذا الطود ما هو؟ وما هذه الصخرة العظيمة؟
فاتّخذ واحد من الحيتان سبيله في البحر سربا. فقال "ذلك ما كنت تبغي. وهذا الجبل هو طور سيناء. والصخرة صومعة أبيك." فقلتُ "وما هؤلاء الحيتان؟"فقال "أشباهك، أنتم بنو أب واحد، وقع لهم شبيه واقعتك، فهم إخوانك."
فلمّا سمعتُ وحقّقت، عانفتُهم. ففرحت بهم وفرحوا بي. وصعدت الجبل، ورأيت أبانا شيخا كبيرا تكاد السماوات والأرض تنشقّ من تجلّي نوره. فبقيتُ باهتا متحيّرا منه. ومشيتُ إليه. فسلّم عليّ. فسجدتُ له وكدتُ أنمحق في نوره الساطع.
فبكيتُ زمانا وشكوتُ عنده من حبس قيروان. قال لي "نعمّا! تخلّصت. إلا أنّك لا بدّ راجع إلى الحبس الغربيّ، وإنّ القيد بعدما خلعته تامّا." فلمّا سمعت كلامه، طار عقلي وتأوّهت صارخا صراخ المشرف على الهلاك، وتضرّعتُ إليه.
فقال "أمّا العود فضروريّ الآن، ولكنّي أبشّرك بشيئين: أحدهما أنّك إذا رجعت إلى الحبس، يمكنك المجيء إلينا والصعود إلى جنّتنا هينا متى ما شئت. والثاني أنّك تتخلّص في الأخير إلى جنابنا تاركا البلاد الغربيّة بأسرها مطلقا."
ففرحتُ بما قال. ثمّ قال لي "اعلم أنّ هذا جبل طور سيناء. وفوق هذا جبل طور سينين مسكن والدي وجدّك، وما أنا بالإضافة إليه إلاّ مثلك بالإضافة إليّ.
ولنا أجداد آخرون حتى ينتهي النسب إلى الملك الذي هو الجدّ الأعظم الذي لا جدّ له ولا أب. وكلّنا عبيده، به نستضيء ومنه نقتبس، وله البهاء الأعظم وله الجلال الأرفع والنور الأقهر. وهو فوف الفوق ونور النور وفوق النور أزلا وأبدا. وهو المتجلّى لكلّ شيء، و"كلّ شيء هالك إلاّ وجهه."
فأنا في هذه القصّة، إذ تغيّر الحال عليّ وسقطت من الهواء في الهاوية بين قوم ليسوا بمؤمنين محبوسا في ديار المغرب. وبقي معي من اللذة ما لا أطيق أن أشرحه. فانتحبت وابتهلت وتحسّرت على المفارقة. وكانت تلك الراحة أحلاما زائلة على سرعة.
نجّانا الله من أسر الطبيعة وقيد الهيولى "وقل الحمد لله سيُريكم آياته فتعرفونها، وما ربّك بغافل عمّا تعملون" "وقل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون" والصلاة على نبيه وآله أجمعين.

                                             تمّت قصّة الغُربة الغربيّة  
                                         شهاب الدين يحي سهروردي
                                        مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بدأ حديثه ببيان أكد فيه أنه في بلاد ما بين النهرين لقوله 
( لمّا سافرتُ مع أخي عاصم من ديار ما وراء النهر إلى بلاد المغرب )،والنهر الذي عناه هو نهر النيل لكون رحلته أتت من المشرق .
كما ذكر أن رحلته كانت لكشف أمر في اللجة الخضراء وهي تونس الخضراءفي قوله ( لنصيد طائفةً من طيور ساحل اللجّة الخضراء).
كما أكد أن رحلته كانت في سبيل الله لقوله،
 فوقعنا بغتة في "القرية الظالم أهلها"، أعني مدينة قيروان.)
وذلك اعتمادا على ما جاء في الآية التالية.

فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا

وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا

الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا.76.سورة النساء.

ولوكن القرية الظالم أهلها يعبد الطاغوت ( كل معبود غير الله ) بين أنه من الذين يقاتلون في سبيل الله دفاعا عن عبادة الله في الأرض المقدسة واسنكارا لعبادة الشيطان في الكعبة الشامية فلسطين وحول الكعبة، آلهة العرب.

ومن قوله ((أحاطوا بنا، فأخذونا مقيّدين بسلاسل وأغلال من حديد، وحبسونا في مقعر بئر لا نهاية لسمكها. وكان فوق البئر المعطّلة التي عمّرت بحضورنا قصر مشيّد وعليها أبراج عدّة. ))

يذكر بئر معطلة وقصر مشيد الذي ورد في القرآن ذكره، 

وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ

فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ.47.سورة الحج.


تذكر الآيات أن الله عذب قوم مدين وقوم موسى بهلاكهم حتى بقيت القصور فارغة والآبار معطلة بلا زائر ،وهذا جرى على بني اسرائيل لما هُدم الهيكل وأيضا سيجري على العرب لما تهدم الكعبة ،ونرى أيضا أنه يُشير الى الحج لكون هذه الآيات نزلت في سورة الحج وذكرت ألاية الف سنة وهذا يعني أنه بعد الألف سنة سيعود الحج الى قِبلة المغرب كما كان زمن النبي سليمان عليه الصلاة والسلام.

وأما قوله ، 
وكان في قعر البئر ظلُمات بعضها فوق بعض، إذا أخرجنا أيدينا لم نكد نراها. إلاّ أنّا في آونة المساء نرتقي القصر مشرفين على الفضاء ناظرين من كُوّةٍ.

فذكره للآية ( ظلمات بعضها فوق بعض) التي جائت في سورة النور فهو ينبه الناس الى الزيتونة المباركة يعني الأرض المباركة ،المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين والتي
ستظهر لما تضل هذه الامة وتشتد فتنها ولا تجد 
للسلام سبيلا لقول الله تبارك وتعالى.


وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ

رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ

لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ

وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ

أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ.40.سورة النور.

والبيوت التي اذن الله ان ترفع هي بيوت الأرض المقدسة المسجد الأقصى والبيت العتيق ،مسجد السامريين ومسجد طور سين .
ويأكد هذا في قوله ،
 إذ رأينا الهدهد دخل من الكوّة مسلّما في ليلة قمراء، وفي منقاره رقعة صُدّرت "من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشحرة" وقال لنا: إنّي أحطّت بوجه خلاصكما وجئتكما " من سبإ بنبإ يقين" وهو ذا مشروح في رقعة أبيكما.


وهنا يُشر إلى المُخلص ،المسيا ،الامام المهدي والذي يظهر قرب شاطيء الوادي الأيمن للأرض المقدسة حيث يكون قد أفطر على مائه وقت ميلاده ،وكان يسمى هذا الوادي نهر جيحون 
وهو نهر مدينة السيلوام الجاري بسكون كما ورد في التوراة.
كما اشار أن كل كلامه كان القرآن مسطورا لقوله " وهو ذا مشروح في رقعة أبيكما.

ويأكد هذا في قوله ،
فلمّا قرأنا الرقعة فإذا فيها أنّه من الهادي أبيكما وأنّه: بسم الله الرحمان الرحيم. شوّقناكم فلم تشتاقوا، ودعوناكم فلم ترتحلوا، وأشرناكم فلم تفهموا. وأشار في الرقعة إليّ بأنّك يا فلان: إن أردت أن تتخلّص من أخيك، فلا تنيا في عزم السفر، واعتصما بحبلنا وهو جوهر الفلك القدسيّ المستولي على نواحي الكسوف.

أبيكما هو رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام ،وهو من شوق العرب إلى أورشليم دار السلام وزين لهم الوعد الأخَر 
فلم يشتاق العرب ،ودعاهم بالخروج إليها كما خرج بنوا اسرائيل من مصر اليها فلم يخروا،وأشار اليهم فلم يفهموا ،كما بين أن القرآن قال للخاصة من المؤمنين الذين أسلموا لله فعلا  اذا اردتم فعلا التخلص من العرب ومن دينهم ومن عبادتهم فيجب أن تهاجروا الى الله وأن تعتصموا بحبل الله الذي بينه في مقالته أنه صراط المعراج الذي تدور حوله الكواكب والذي أوله بالمسجد الأقصى وآخره بالعرش وذلك في قوله،
أردت أن تتخلّص من أخيك، فلا تنيا في عزم السفر، واعتصما بحبلنا وهو جوهر الفلك القدسيّ المستولي على نواحي الكسوف.




ولد السهروردي في منتصف القرن الثاني عشر وتحديدا عام 549هـ /1155م في بلدة سهرورد بالقرب من مدينة زنجان الحديثة الواقعة في شمال إيران بين قزوين وسلسلة جبال البرز المشهورة بارتفاعها الشاهق، ونشأ في مدينة مراغة ، من أعمال آنربيجان، المدينة القريبة إلى مسقط رأسهم التي أرسله إليها والده وهو ابن عشر سنين ليتعلم فيها على يد الشيخ مجد الدين الجيلي في مدرستهم فبدأ حياته العلمية صغيرا حيث شرع بقراءة القرآن والحديث وقواعد الصرف والنحو، ثم حضر دروس الفقه والأصول والمنطق والفلسفة حتى برع فيها، وهناك تعرف على زميل الدراسة فخر الدين الرازي وجرت بينهما نقاشات ومباحثات عديدة.

وأما قوله ،
فإذا أتيت "وادي النمل" فانفض ذيلك، وقل الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني "وإليه النشور" وأهلِكْ أهلَك واقتلْ امرأتك "إنها كانت من الغابرين" وامض حيث تؤمر فـ"إنّ دابرَ هؤلاء مقطوع مصبحين" واركب في السفينة وقل "باسمالله مَجراها ومَرساها".


ذكرت سورة النمل قصة موسى وفرعون وكيف جحد قوم فرعون بآيات الله رغم تيقنهم منها كما فعل العرب تماما ،كما ذكرت النبي داوود عليه وآله الصلاة والسلام وابنه سليمان 
وواقعة وادي النمل وكيف حشر الله لشليمان الانس والطير والجن والذي سيكون حشر مثله الى الإمام المهدي في أور شليم،

فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ

وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ

وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ

وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ

وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ

حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.18.سورة النمل.

وأما قوله ،انفض ذيلك، فهي كلمة موجهة لأهل شمال أفريقيا  قِبلة المغرب في القرآن ليتخلصوا مما لحق بهم واجتمع في الذيل( العرب)  وهم الراس وأساس الإيمان على مر الأزمان.

وشمال أفريقيا هو المكان الذي أشار الله اليه في القرآن بأنه الأرض التي يُحييها الله بعد موتها واليه النشور،

أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ

وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ.9.سورة فاطر.

ويُشير قوله (  وأهلِكْ أهلَك واقتلْ امرأتك "إنها كانت من الغابرين" وامض حيث تؤمر فـ"إنّ دابرَ هؤلاء مقطوع مصبحين" واركب في السفينة وقل "باسمالله مَجراها ومَرساها". )

وأهلك أهلك ،تُشير لفتنة في المشرق فيقتلون أنفسهم كما يجب أن يُشارك أهل المغرب في هذا القتل لكونه أمره فقال ( اقتل أهلك)وأيضا ربما ما نرى منه الآن في ليبيا اذ يقتل المغاربة أبناهم تبعا للعرب الضالين،ويأكد أن دابرهم مقطوعا قريبا لما تبدا الفتنة ،ويأمر بركوب سفينة آل اليبت التي هي مثل سفينة نوح التي أرست في الأرض المقدسة وهي تسير بأمر الله.


يتبع التفسير ان شاء الله ...
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.


ليست هناك تعليقات: