تاريخ الفرشيش Pharisee; (الاموريون) منذ السبي البابلي حتى انشاء مملكتهم بين الجزائر وتونس.
كما ترون ان الذين ترجموا النصوص العبرية او المسيحية ارادوا تزييف الحقائق لكون اسم الفرشيش معروف عالميا
في ارض البربر قبل الاسلام وبعده.
وردج الاسم بصيغتين Pharisee والاخرى
Pharisees
فكان الاصل الانقليزي ادق (فريسيس) وهو الاسم الروماني الذي لا ينطق كلمة (ش) فنتاكد انه فرشيش.
وياكد هذا اسم كتاب (الافركسيس) وهو كتاب الفه (لوقا الطيب)
كلمة "لوقا" غالبًا اختصار للكلمة اللاتينية "لوقانوس Lucanus " أو "لوكيوس" وتعني "حامل النور"، أو "المستنير".
الإنجيلي والرسول:
هو ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس في أسفاره وكرازته وأتعابه.
هو الوحيد من بين كتاب العهد الجديد الذي لم يكن يهوديًا بل كان أمميًا، غالبًا من (إنطاكية) اوتيكا عاصمة تونس؛ قبل الإيمان المسيحي دون أن يتهود. هكذا شهد يوسابيوس المؤرخ الكنسي في تاريخه، وهكذا تقول كل التقاليد القديمة.
"أَمَّا الَّذِينَ تَشَتَّتُوا مِنْ جَرَّاءِ الضِّيقِ الَّذِي حَصَلَ بِسَبَبِ اسْتِفَانُوسَ فَاجْتَازُوا إِلَى فِينِيقِيَةَ وَقُبْرُسَ وَأَنْطَاكِيَةَ، وَهُمْ لاَ يُكَلِّمُونَ أَحَدًا بِالْكَلِمَةِ إِلاَّ الْيَهُودَ فَقَطْ." (أع 11: 19).
وكان اسمهم زمن رسول الله ابراهيم عليه واله الصلاة والسلام
(الاموريون) الموريون الذين كانوا يملكون شمال
افريقيا.
الأمُورِّيون
شعب كان يتكلم لغة سامية. وقد حكموا أجزاء من فلسطين وسوريا وبابل (افريقية وليبيا والمغرب) بعض الزمن. وكان البابليون (المغاربة واسبانيا)من قبل سنة 2000 ق.م. يدعون سوريا وفلسطين، أرض الأموريين. وكان حمورابي القسنطيني الذي عمل الشرائع والقوانين، أشهر ملوك هذه الأسرة. وكانت ماري، وهي واقعة على نهر الفرات بالمغرب الاقصى وتدعى الآن، مراكش،موروكس، عاصمة الأموريين في أوائل الألف الثانية قبل الميلاد.
ويذكر (تك 10: 16) أن سلسلة نسب الأموريين ترجع إلى كنعان. وكان الأموريون في عصر إبراهيم أهم قبيلة في الأرض الجبلية في جنوب فلسطين (شمال تونس والجزائر وصيقلية)(تك 14: 7، 13) وفي وقت الخروج كان الأموريون ما زالوا يقطنون ذلك الإقليم (عدد 13: 29؛ تث 1: 7، 19، 20، 44). وكانوا قبل الخروج قد افتتحوا ما وراء الأردن من نهر أرنون في الجنوب إلى جبل حرمون في الشمال (عدد 21: 26-30؛ تث 3: 8؛ 4: 48؛ يش 2: 10؛ 9: 10؛ قض 11: 22) وكان سيحون (صهيون)(عدد 21: 21) ملك الأرض الواقعة بين أرنون واليبوق، وعوج ملك باشان (عدد 21: 33). أموريين وقد هزم العبرانيون هذين الملكين واحتلوا أرضهما، وقد غزا يشوع الأموريين الذين كانون يقطنون الأرض الجبلية في غرب فلسطين (يش 10: 5، 6)
الفرشيش.
ربما بدأت نشأتهم في أرض السبي عندما انفصل الشعب عن الهيكل والكهنوت والذبائح، فأنكب البعض على تفسير الناموس والشريعة، وقد ظهر كيانهم واضحًا في القرن الثاني قبل الميلاد خلال الفترة المكابية، عندما استدعى الأمر الدفاع عن الإيمان اليهودي ضد الغزو الهيليني، فهم من نسل الحسيديم(((المخلصون)))) الذين شاركوا في الثورة التي قام بها متاتيا وأولاده الخمسة ضد أنطيوخس أبيفانوس، وجاء في سفر المكابيين الأول: "حِينَئِذٍ اجْتَمَعَتْ إِلَيْهِمْ جَمَاعَةُ الْحَسِيدِيِّينَ ذَوِي الْبَأْسِ فِي إِسْرَائِيـــلَ"(1مك 2 : 42)، واسم "الحسيديم" (الحسيديين) من الفعل العبري "حِسِد" أي الإخلاص والوفاء والألفة والمحبة والشركة، فهم أنصار المكابيين الذين ثاروا ضد حكم السلوقيين، ومن الحسيديم هؤلاء خرج الفريسيون(الفرشيش) والأسينيون ((((بيزاسينا بالسواحل التونيسية))))نحو سنة 150 ق. م. كما ذكر التاريخ صراعهم مع يوحنا هيركانوس (134 - 104 ق. م) ومع ابنـه إسكندر حناوس (103 - 76 ق. م) الذي صلب منهم ثمانية آلاف شخصًا.
وعندما استولى بومبي على أورشليم سنة 63 ق. م التزموا جانب السلم وتجنبوا إثارة النزاع مع روما، فانشق عنهم جماعة الغيوريين الذين لا يرون ملكًا غير الله، وقاوموا الاحتلال الروماني بقوة السلاح، ولكن عندما اشتعلت الثورة ضد الرومان قبيل سنة 70م شارك الفريسيون في هذه الثورة، وقد ترتّب عليها خراب أورشليم وحرق وهدم الهيكل وزوال مجد اليهود، فحاولوا جمع حطام اليهودية متمركزين حول الناموس والشريعة، وفي عصر السيد المسيح كان عددهم نحو ستة آلاف يعملون في الزراعة والتجارة والحرف المختلفة، ولكن تأثيرهم على الشعب كان قويًا، والحقيقة أنـه ليس جميع الفريسيين قد فسدت حياتهم، بل كان منهم أناس أتقياء مثل نيقوديموس، ويوسف الرامي، وغمالائيل معلم الناموس الذي تتلمذ على يديه شاول الطرسوسي، وقسم البعض الفريسين إلى عدة فئات، منها:
1ــ الفريسي ذو الكتف: وهو الذي يتفاخر بأعماله، واضعًا شارات على كتفه تميزه عن الآخَرين.
2ــ الفريسي المرضوض أو الأعمى: وهو الذي يسير في طريقه ويكاد يغمض عينيه حتى لا ينظر وجه امرأة، فيحمل في جسده بعض الكدمات والرضوض نتيجة لسيره مغمض العينين.
3ــ الفريسي المسنَّم أو المدق: وهو الذي يسير منحنيًا خافضًا رأسه عازفًا عن مباهج الدنيا، فهو أشبه بالمدق في الهاون.
4ـ الفريسي الحاسب: وهو الذي يحصي أعمال الخير التي يصنعها، والمعاصي التي يرتكبها، ثم يعادل بين حسناته وسيئاته.
5ــ الفريسي المحب: وهو أفضل أنواع الفريسيين، منهم سمعان الفريسي الذي دعى السيد المسيح للعشاء في بيته (راجع وليم باركلي - تفسير إنجيل لوقا، والراهب أولوجيوس البرموسي – الحياة اليهودية في عصــر المسيح ص 95).
ويرى "راندال. إيه ويس" Randall A. Weiss أنه كانت هناك نواحي إيجابية للفريسية، أقرها السيد المسيح (مت 23 : 2 ـ 3)، فيقول: "مـن المؤسف أن كلمة "الفريسية" أصبحت مصطلحًا سلبيًا.. لدرجة أنه يرد في قاموس Roget's College كمرادف لكلمة "رياء". الحوار اللاذع بين يسوع والعديد من الفريسيين يبدو أنه مصدر معظم المواقف الازدرائية ضد الفريسيين والتعليقات القاسية الحادة المتضمنة في العهد الجديد ليست هيَ المصدر الوحيد لإهانة أشكال معنية من الفريسية. لم يُعفَ الفريسيون من الانتقاد على أيدي اليهود أنفسهم. فالتلمود نفسه يقدّم إدانته للرياء السائد بين الفريسيين.. لقد ذكر يسوع عبارة "الويل لكم أيها الفريسيون" سبع مرات، ويُذكَر في التلمود سبعة أنواع من الفريسيين، خمسة منهم مراءون..
يمكن الافتراض بأن الفريسيين كانوا متحمسين بنوايا صادقة تبغي الالتزام بالمثاليات الكتابية العالية. لقد أرادوا إيفاء متطلبات التوراة إلى أقصى حد ممكن. المساومة لم تكن طريقة مقبولة للعيش بالنسبة لهم. يخبرنا يوسيفوس أنه: "كان هناك طائفة من الرجال من اليهود الذين كانوا يقدرون ذواتهم اعتمادًا على الحنكة التي كانت لديهم في ناموس آبائهم، وجعلوا الناس يصدقون أنهم أصحاب مكانة متميزة أمام الله". كان الالتزام بالمعايير الموسوية الخيار الوحيد للفريسي الملتزم.. لم يكن الفريسيون أشرارًا، أو آثمين، أو أوغاد يسببون الانشقاقات، كما يصوّرهم البعض. حتى يسوع نفسه قدم رأيًا كثيرًا ما يتغافله المسيحيون الأمميون. كان ليسوع بعض الأمور الإيجابية التي قالها عن الفريسيين.. (مت 23 : 2 ـ 3).. لقد تحدّث عن الفريسيين بشكل عام، لكنه أدرج في كلامه الانتقاد الذي نجده في مصادر تلمودية ضد الأنواع السيئة منهم..
البعض قد يتهكّم على الفريسيين كما لو كانــوا لا يمتلكون أي سمات جيدة. وهذا من الواضح يمثل نظرة مغلوطة في ضوء حقيقة أن يسوع اعترف بقيمة نواياهم، حتى وإن لم ترقَ أفعالهم لمستوى نواياهم"(48).
عقائد الفريسيين:
1ــ رفض الفريسيون الاصطباغ بالصبغة اليونانية وقاوموا الثقافة الهيلينية، وحافظوا على عهد الختان بعكس الصدوقيين ومن شايعوهم الذين تهاونوا فيه.
2ــ آمن الفريسيون بالحياة الآخروية والأرواح والملائكة وخلود الإنسان والقيامة العامة والدينونة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. كما آمنوا أن الله يدبر كل شيء، فجميع الأمور في يده، وليس للإنسان يد ولا دور لأن الأمر كله بيد الله، فالله هو وحده الذي يقود مجرى التاريخ فقالوا: "كل شيء سبقــت رؤيته في السماء" (ديفيد أ. دي سيلفا - مقدمة للعهد الجديد ص 106)، فآمنوا بنظرية القدرية بينما رأى الصدوقيون أن الإنسان هو الذي يرسم خريطة حياته.
احترام الشعب وثقته بالفريسيين:
اكتسب الفريسيون ثقة الشعب واحترامه وتقديسه بسبب علمهم الغزير، وتمسكهم الشديد بالشريعة، ومقاومتهم للثقافة اليونانية، فكان الصدوقيون في خلاف دائم معهم، بينما شايعهم الكتبة وتآلفوا معهم، بل أن بعض صغار الكهنة من الصدوقيين ساروا في ركاب الفريسيين، فصار للفريسيين سطوة وسلطة أدبية بين الشعب، ويقول "الدكتور القس فهيم عزيز": "وفي بداية العهد الجديد ظهر الفريسيون كجماعة لها سلطانها الطاغي على مستوى الأمة كلها، فقد كانت لها السيطرة داخل السنهدريم وخارجه، ومع أن الصدوقيين المنافسين لهم والهرودسيين كانت لهم السلطة السياسية في الأمة إلاَّ الروح الفريسية كانت قد امتلكت الشعب"(52).
يقول "ألفريد أيديرشيم": " لقد كان من الصعب علينا أن نتقدَّم كثيرًا في الجليل وفي اليهودية دون أن نلتقي بشخصية غريبة ومؤثرة تختلف عن كل من حولها وسرعان ما تستولي على كل التفاتنا. هذه الشخصية هيَ الفريسي Pharisee وسـواء تودَّدنا إليه أم خُفناه، سواء نفرنا منه أو داهناه، سواء احترمناه أم سخرنا منه.. ننظر إلى الفريسي وهو يجول خلال الجمهور الذي إما أن يفسح له الطريق باحترام أو يتتبعه بنظراته بروح الاستطلاع، أما هو فيبدو غير متأثر بتاتًا باحترامهم أو حُب استطلاعهم.. فإذا سرت وراءه لرأيته يقف من حين لآخر ليتلو صلواته الرسمية، فإذا حل ميعاد الصلاة وقف فجأة في وسط الطريق ليتلو جزء منها ثم يستأنف سيره ويتلو جزء آخر وهكذا، لا يكون هناك شك في أن غرضه إظهار عبادته في الأسواق وزوايا الشوارع.. وإن كان حامل الأحمال يضع أحماله.. ولا يجب أن يكون هناك ما يقاطعه أو يقلقه، وقيل أن تحية ملك لا تُرَد بتاتًا، لا بل أن التفاف ثعبان حول كعب أحد ما كان ليثير اهتمامه. ولم تكن أوقات الصلاة الوضعية وحدها هيَ التي تستدعي كل اهتماماته وتقواه بل كان يكرر ذلك عند دخوله أي قرية أو عند خروجه منها.. ويتم نفس الشيء عند مروره في حصن، أو في مواجهة خطر، أو مقابلة شيء جديد أو غريب أو جميل أو غير منتظر، وكلما طالت صلاته كان ذلك أفضل"(53).
وكان الفريسيون ينتظرون المسيا ابن داود المولود في بيت لحم لكي يخلّص البلاد من المستعمر الروماني، ويرفع مملكة إسرائيل فوق كل ممالك الأرض، وكانوا يدركون جيدًا أن المسيا لا بد أنه سيولد في بيت لحم بحسب نبوة ملاخي النبي، حتى عندما دافع نيقوديموس عن السيد المسيح: "أَجَابُوا وَقَالوُا لَهُ أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضًا مِنَ الْجَلِيلِ. فَتِّشْ وَانْظُرْ إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِــنَ الْجَلِيلِ " (يو 7 : 52).. "أَلَمْ يَقُلِ الْكِتَابُ إِنَّهُ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ وَمِنْ بَيْتِ لَحْمٍ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَ دَاوُدُ فِيهَا يَأْتِي الْمَسِيحُ"(يو 7 : 42)، وعندما جاء المسيا وأعلن محبة الله للجميع حتى للخطاة، رفضه الفريسيون، وعندما صنع قوات شفاء وعجائب يوم السبت ظنوه أنه يحطم وصية السبت، وبهذا بدأوا يتآمرون عليه، وحتى بعد صلبه وقيامته لم يشفي هذا غليل الفريسيين، بل راحوا يضطهدون أولاده في الكنيسة الأولى اضطهادًا قاسيًا.
وقد خالفوا رسول الله عيسى عليه وامه الصلاة والسلام لما لم يتبع ماربهم في الثورة ضد الرومان .
عندما رأى الفريسيون تمسك السيد المسيح بالناموس وإعلانه التمسك به والدفاع عنه، حتى أنه قال أن السماء والأرض تزولان ولا يزول حرف واحد ولا نقطة واحدة من الناموس، قبلوه وأرسلوا إليه يستوضحونه عن فحوى رسالته، وربما حاول بعضهم أن يكسبه لصفوفهم، والبعض مثل سمعان الفريسي دعاه إلى بيته، ولكن إذ رأوا شعبية السيد المسيح تطغى على شعبيتهم، وأنه يجلس مع العشارين والخطاة، ويُعلّم كمن له سلطان وليس مثلهم ولا مثل الكتبة، ويطرد الأرواح الشريرة، بدأوا يشعرون بالغيرة منه والتشكيك في رسالته: "قَالُوا هذَا لاَ يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ إِلاَّ بِبَعْلَزَبولَ رَئِيسِ الشَّيَاطِينِ" (مت 12 : 24).. "وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ" (مت 19 : 3).. "حِينَئِذٍ ذَهَبَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَصْطَادُوهُ بِكَلِمَةٍ.. مَاذَا تَظُنُّ أَيَجُوزُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ أَمْ لاَ" (مت 22 : 15، 17) واتهموه أنه يكسر السبت وأكتمل رفضهم له ومحاولتهم الانقضاض عليه عندما أعلن عن لاهوته، أنه ابن الله، الكائن قبل إبراهيم،
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق