عودة التابوت والملائكة إلى الأرض المقدسة في القرآن علامة لمحو كل ما افترى العرب وأهل الكتاب في الدين .
الملك في الأرض المقدسة بأمر الله يتطلب وجود التابوت المقدس الذي يتلقى عبره خليفة الله الأوامر اليومية لولاية الله على الأرض والتي بشر بها القرآن والتوراة والإنجيل.
جاء في القرآن ،
هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا.44.سورة الكهف.
معنى، هنالك ،
هناكَ أَو هُنالِكَ : لِلْمكَان الْبعِيدِ ، مثل : هُنَا بيْت مُحمَّد. وهُناك مدْرستُه.(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء).ومن هنا نعلم أن المكان المقصود هو الأرض المقدسة والتي يجب أن تكون بعيدة عن الكعبة.
وأما قوله ( الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ) فذلك يعني أن هذه الولاية ليست كالتي قبلها يدعي أهلها أنها لله كذبا عليه وافتراء بل هي حقا بادارة الله مع حضور الملائكة وآيات الله .
وأما قوله ( هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا )فيدل على أن ثواب الله لهذه الأمة التي سيختارها سيكون أفضل ثوابا ممن ادعوا أنهم خلفاء لله منذ هدم هيكل سليمان وابتدأ الملك الجبري بقتل رجال الله والاستلاء على الحكم بالقوة.
وقد بين القرآن أن الأمة التي سيختارها الله هم البربر على امتداد تواجدهم ويتمثل هؤلاء في القرآن بــ ( أهل الصفة) الذين أوفوا بعهد الله كاملا فآمنوا بكل الرسالات السماوية رسالة بعد رسالة.والذين اضطهدوا على امتداد حكم الطغاة في زمن اليهود والرومان والعرب وهم أهل شمال أفريقيا عموما.
وقد بين القرآن زمن ظهور خلافة الله على الأرض (ولاية الله ) فأكد أنها تظهر لما ينتهي أمر العرب وعهدهم مع الله بطغيانهم بالرسالة واستبدادهم بها.كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى.81.سورة طه.
وتلك سنة الله في رسالاته ومع الأمم التي تكفر بنعمته.
وضرب الله مثلا للمشرق والمغرب والذي نراه اليوم بأعيننا حيا فبينما يموت أهل شمال أفريقيا في البحار فرارا من الفقر يفسق العرب بمال الحج وما أنعم الله عليهم من خيرات البترول في الغرب وفي كل العالم .
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا
لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا
وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا
وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا.45.سورة الكهف.
وقد ذكر القرآن كيف سينتهي أمر العرب وعهدهم مع الله فأكد أن ذلك مرتبط بعودةالملائكة إلى الأرض ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ) وتتأكد عودة الملائكة بظهور الهيكل ( المسجد الأقصى الحق)الذي بناه سليمان عليه الصلاة والسلام
وتظهر فيه آية للناس .
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا
وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا
يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا
وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا
وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا
الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلا
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا
فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا
وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا
وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا
وَكُلا ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا
وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لا يَرْجُونَ نُشُورًا
وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا
إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا.44.الفرقان.
وقد ذكر القرآن أن رؤية الملائكة كانت في أمرين وهما ،
الملائكة التي أرسلها الله لتدمير قوم لوط وقد رآهم رسول الله إبراهيم وأهل بيته عليه وآله الصلاة والسلام وأيضا رآهم لوطا وقومه على السواء وهذا يعني أن الرؤية كانت عامة للجميع.
وأيضا لما أراد الله أن يُظهر التابوت المقدس تمهيدا لحكم داوود عليه وآله الصلاة والسلام رآى الملائكة المؤمنون والكافرون على السواء.
إذا الإحتمالين واردين ظهور الملائكة بالتابوت المقدس أو نزولهم لعذاب العرب تحديد في الجزيرة العربية أين أخذ الله العهد من العرب ونقضوه،أو نزول الملائكة على الهيكل لإعادة التابوت المقدس إليه ايذانا بعودة عهد الله .
ويظهر من الآية ،يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا،أي إن في الأمرين عذاب للعرب لقوله ويقولون حجرا محجورا ،وهذا يقصد قولهم ان مقام ابراهيم أمام الكعبة وهو حجر الكعبة : أي المانع من المرور فيه أثناء الطواف.والذي اعتمدوا عليه في تزوير الحج وتبديله من الأرض التي بارك الله فيها للعالمين إلى ما حول الكعبة على خط حج الجاهلية بالتمتام والكمال.ولذلك قال في الآية التي تليها،وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا. أي إن الله سيذهب بكل ما مكروا في الإسلام ويبين دينه للناس كما أراده ملة ابراهيم التي لا تنقض عهدا.
كما سمى الله أهل شمال أفريقيا بـــ(أصحاب الجنة ) وسمى العرب بــــ( أصحاب النار )أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا. ويظهر هنا معنى ،هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا.بمعنى انه اذا حكم الله حول الأرض الى جنة واذا حكمتم حولتم الأرض الى جهنم كما ترون الآن.
كما بين الله تبارك وتعالى أن السماء ستتشقق بالغمام وينزل من خلالها الملائكة( وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا )
وهذا الأمر ثابت من القدم لما يريد الله أن يقدس موضعا ما ليحج الناس اليه في الأرض المقدسة.سفر المكابيين الثاني 2: 8
وَحِينَئِذٍ يُبْرِزُ الرَّبُّ هذِهِ الأَشْيَاءَ، وَيَبْدُو مَجْدُ الرَّبِّ وَالْغَمَامُ كَمَا ظَهَرَ فِي أَيَّامِ مُوسَى، وَحِينَ سَأَلَ سُلَيْمَانُ أَنْ يُقَدَّسَ الْمَوْضِعُ تَقْدِيساً بَهِيًّا،
وهذا يعني أن هذا الأمر سيتكرر مرة أُخرى في قِبلة المغرب عند جبل إشعيا النبي ( الشعانبي) أعلى قِمة في تونس.
ويكفي شهادة من الله على العرب أنهم تركوا رسالة الله واتبعوا اليهود إلى يوم الناس هذا،وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا.
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق