ال
نطالب بخلافة عالمية تُطبق القرآن حرفا حرفا وإلغاء الطائفية وأفكارها .
بسم الله الرحمان الرحيم .الحمد لله رب البشرية الأدرى بهم والأولى بأمرهم والأعلم بحالهم وأفكارهم ومصلحتهم حكيم السماوات والأرض العزيز العليم.
إن تونس اليوم نقطة يتطلع إليها العالم عموما والعالم الإسلامي خاصة. فوجب عليها أن تحمل الأمانة الإلهية كاملة باعتبارها التي أذن الله العلي الأعز أن تكون هي أساس الثورة العالمية المعاصرة ، وباعتبار شعبها من أفضل الشعوب التي لا تحمل الأحقاد والضغائن لأحد كما لا يحمل ذلك أي شعب على الأرض.
وبأخذها بأمر الله الذي لا حكم لسواه على خلقه تكون قد أرضت الله العظيم وبالتالي خلقه جميعا.
أما إذا أخذت بحكم غيره أغضبت الله وبالتالي خلقه.
وأمام كل بناء أمثلة ليقيم عليها ما أراد من البناء وعليه الاختيار من بينها الأفضل .
وكل دستور وجب عليه مراعاة ما عليه منطقة نفوذه بحذافيرها ومنطقتنا شديدة الاختلاف بل هي منطقة الفتن والتي طال ما استُغلت ضد هذه الأمة فكانت العامل الأساسي لإسقاطها وخرابها وما توحدت إلا واضطهد فريقا منها صغر أم كبر والتاريخ يثبت ذلك.
ولنكون هذا الدستور وجب علينا إخضاعه إخضاعا تاما ملزما غير مفرطا أو ملبسا لأفكار أو اجتهادات أخرى داخلية أو خارجية.
استقلالا بكتاب الله العظيم وعودة لما أظهر الإسلام أول مرة لأنه في كل زمان غيره كانت هناك فتنة، ووجب علينا أن لا نقلد تلك الأنظمة مهما كانت عزيزة على البعض منا لأن لنا أسوة واحدة أمرنا الله العظيم بإتباعها وقد أخذنا العهد على أنفسنا مع الله أن لا نعصي له أمرا مهما كان مرا في أنفسنا،وكانت تلك الأنظمة هي التي جبلت على الطائفية وتزكيتها إتباعا للهوى وليس إتباعا لله خاصة وكل طائفة تقول اليوم أنا الناجية وأنا الأمثل.
وكذلك كانت الأحزاب والتي بدورها فرقت كلمة المسلمين لا بل كفرتهم وهم يلهجون بالشهادة سرا وعلانية ويكفي المرء أن يشهد بها وأن يعمل صالحا وأن يؤمن باليوم الآخر وهذا كل الإسلام.ومن قال غير ذلك فقد عصا الله وأتى بما لم يأتي به.
ولنرى ما الموجد في منطقتنا وكيف أمر الله التعامل معهم ؟
1 ــ الطوائف.السنة والشيعة والسلفية والوهابية ...
إذا قلنا أننا سنقيم هذه الخلافة على منهاج أهل السنة فقد أقصينا طرفا من الأمة ومن أقصيته كان لك ضدا مهما قربته إليك أو أرضيته لن يرضى. وكذلك إذا قلنا على منهج الشيعة أو السلفية أو غيرهما فلن يرضى الآخرين كما قلنا مهما قربناهم لنا.لا بل ستكون فتنة في الحالتين.
الله العظيم أمر في القرآن أن نكون أمة واحدة ومن عمل بغير هذا كفر بكتاب الله العزيز.وعليه أن يستمع لأمر الله مظهرا له الولاء التام ظاهرا وباطنا.
{ الحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــل } .
تقطع الخلافة العالمية مع كل كتب المذاهب وأئمتهم جميعا ودون استثناء . فيكون للأمة كتابا واحدا واسما واحدا أطلقه الله العظيم على الأمة ألا وهو الإسلام باعتبار أن من أطلق على نفسه أو طائفته اسما غيره فقد اعتنق دينا غير الإسلام واتخذ ذلك الإمام المتبع رسولا.
ولا يرضى مسلما بكتاب غير كتاب الله العظيم ولا برسول غير رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
2 ـــ المسيحيون. في مصر وسوريا ولبنان ...
إذا حكم حاكم الله العظيم حكم بما أمره الله العظيم إذ هو خليفته على الناس وعامل بأمره عليهم والله العظيم أمر المسيحيين في القرآن أن يحكموا بما جاء في الإنجيل.وإذا كان رعية من رعايا الخلافة على أمر فتأتيه أنت بأمرك فقد ظلمته ولا يرضي الله أن تظلم لأنه ليس من صفاته الظلم وما أمر به وقد حرمه على نفسه .
كما أن الله كرم بني آدم وأعطاهم حرية الاختيار وبالتالي الفكر ولم يجعل عليهم سيدا غيره ليستعبدهم ويكونون عباده بدله.وما على الرسول إلا البلاغ المبين بالحكمة والموعظة الحسنة لا السيف أو الرصاص أو القنابل.
كما أن الله العظيم جعل لكل دين شريعة ونسك يُطالب حاكم شريعته بالحكم وليس له الحق بمطالبة الناس بالنسك لأن كل النسك هي بين العبد وربه يدعو إليها ولا يُكره عليها ،وما كان الأمر المُكره أحيانا أو إلزاما إلا من طرف الأب لأبنائه قصد
التعليم والتربية الروحية للنشىء.
ولنا في ذلك آية من الله العزيز الأعز.
قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.14.
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ.15.
قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.16.الحجرات.
فالإسلام هو برنامج عمل علمي له أهداف مبينة بنيت على أسس قيمة ومؤسسات فاعلة تضطلع بدورها المنوط إليها، لتحقيق العدالة البشرية والسعي لكمالها بتنمية مقدراتها وقدراتها خدمة للصالح العام وهذا الأمر يفرض على الجميع لأنه هو الإصلاح بغض النظر عن تدينهم من عدمه ومن حاربه فقد أعلن الحرب على الله ولذلك كان الآمر الناهي عن الفساد في الأرض . فالإسلام يسعى لتحقيق قوت الناس وكرامتهم والعدالة بينهم وإصلاح الأرض التي هي مقر للجميع ليس مباح لأي كان أن يفسد فيه لإلحاق الضرر بالآخر كما أن ما تحمله الأرض في باطنها هو ملك لكل أبنائها فهو ما ادخره الله العظيم لخلقه جميعا وليس لفئة دون أخرى .
جاء في القرآن العزيز.
مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا18.
وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا.19.
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا.20.الإسراء.
وهذا يعني أنه على الحاكم بأمر الله أن يضمن حق الكافر والمشرك كما يفعل مع المؤمن .
حتى أن الزكاة في كل الديانات السماوية لا يحجر إعطاؤها حتى للكافرين لأنه مال الله الرحيم.
3 ـــ اليهود .في كل المناطق تقريبا.
يؤمر اليهود بتطبيق التوراة في ما بينهم والالتزام بما جاء فيها وتطبق شريعتها مثلهم مثل المسلمين والنصارى.
ويلتزمون بكل ما جاء فيها وتكون حكمهم الذي يُطبق عليهم في القضاء.
4 ـــ المساجد والكنائس والكنيس والدير ...
كل هذه التسميات هي أمكنة أمر الله العظيم بها فهي بيوت الله العظيم تؤدى فيها صلاة المصلين مهما كان دينهم إذا اضطروا لذلك .كما يحجر وجود أي تماثيل فيها لأن ذلك حرام في الديانات الثلاث.
خلاصة الأمر أن يكون الدستور بنص القرآن للمسلمين وبنص الإنجيل للمسيحيين وبنص التوراة لليهود وبهذا وحده تكون كلمة الله هي العليا وليس كلام المضلين الذين فرقوا دين الله ولا يزالون في ذلك منهمكين.
وليس هذا تفكيرا من مفكر أو كاتب أو باحث بل إنه كلام الله أمر به الجميع في القرآن فقال.
أمر الله إلى اليهود في الــــــــــــــــــــــــقرآن.
عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.45.المائدة.
بين الله العظيم هنا أن كل يهودي لم يُطبق التوراة أنه كافر.
أمر الله إلى المسيحيين في الـــــــــــــــــــــقرآن.
وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ.47.المائدة.
بين الله العظيم هنا أن كل مسيحي لم يُطبق الإنجيل كافر.
أمر الله إلى المسلميـن في القـــــــــــــــــــرآن.
وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ.50.المائدة.
بين الله العظيم هنا أن رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام حاكما على العالمين بأمر الله بشريعة أمرت بكل كتب الله كأنة أنزلها إلى البشر وجبت رعايتها وككلمة من الله وجب تقديسها.
كما بين أن كل حاكم من المسلمين لم يحكم بما أنزل الله فهو فاسق وكافر وظالم .
كما أن الله العظيم أمر رسوله أن لا يتخلى عن هذا الأمر ولا يزد عليه ولا يُنقص منه شيئا وحذره من فتنة قومه له ليزيدوا أو يُنقصوا مما أنزل الله إليه في القرآن.
وبهذا فقط تتحقق ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام
والكلمة السواء التي أتى بها القرآن وليس التي أمر بها رؤساء الأديان المارقة عن الإسلام مما يُسمون الطوائف أو المذاهب ودون إستثناء.
محمد علام الدين العسكري.القصرين.تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق