ألا إن العرب كذبوا على ربهم وفرقوا دينهم وكانوا شيعا.
بسم الله الرحمان الرحيم مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ
الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ
وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُون.17.َ
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ.18.البقرة..
كانت الأمثال في القرآن صورا فصل الله فيها
حقائق أراد إبداءها للمؤمنين بدينه.فمنها ما هو نضير لنضير ومنها ما يستحق التأويل
كالرؤية لا التفسير. مثل. أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ
وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ
فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ.19.البقرة.
وكان الأنبياء يرون في منامهم الرؤية فيؤولونها للناس أيضا حسب صورا رأوها في منامهم.وتعتبر
الأمثال في القرآن نبوات جاء بها القرآن ينتظر وقوعها تحقيقا وتصديقا.وفي هذا المثل
نرى صورة فرد أشعل نارا باعتبار المكان كان ظلاما فأضاء ما حوله وكان بالطبع حوله جمع
من الناس يتخبطون في الظلمات فلما رأوا النور قد أزاح تلك الظلمات وأبصروا ذهب الله
بمصدر النور الذي أشعل النار فأضاءت فركهم الله في ظلمات بلا بصائر ولا أبصار بل فقدوا
كل حواس السمع والبصر والنطق.فهم صم بكم عمي ولا يبصرون.وذلك هو المثل الصحيح الذي
أصاب العرب إذ جاءهم رسول الهدى والنور فعايشوا النور زمانه ولما ذهب اختلفوا وفرقوا
دينهم وكانوا شيعا بل أحزابا.فاتخذوا من شخصيات التفوا حولها إيمانا بهم أو مصلحة ينتظرونها
فكانوا رسلا لهم بدل الرسول النور عليه الصلاة والسلام.ولم تزل تراهم على ما هم عليه
إلى حد الساعة متمسكين بما افتراه جهلة بالدين وبالأمانة في زمن نعلم جيدا أنه زمن
الفتنة الكبرى وهم من أطلقوا عليها هذا الإسم ولا يسعون لتجنبها بل لا يحاولون. تشبثا
بما تسبب به آباءهم من قبل إذ قالوا (إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون
بل هم الضالون. )
فتجد من رسوله أبوبكر وآخر عمر وآخر وآخر
أحمد وآخر مالك والمرسلين كثر بينما رسول الإسلام واحد وكتابه واحد.
وقد برأ الله رسوله من الجميع شيعة وسنة
فقال.
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ
الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي
بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ.158.
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ
شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم
بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.159. .الأنعام.
فجعلوا سنن رسلهم أو رؤساء أحزابهم مصدرا
للتشريع فأحلوا ما طاب لهم وحرموا ما ضاقت به أنفسهم أن يفعل من غيرهم وهم يأتونه.
والحال أن الله أمر أن يحكم الناس بما أنزل
الله تبارك وتعالى في كتابه.كما أمر رسولهم عليه وآله الصلاة والسلام أن يحكم بين الناس
بما أنزل الله جل وعلا.إذ لا حرام إلا ما حرم الله ولا يحرم الرسول شيئا إلا بوحي منزل
في كتاب الله الذي جعله الله كما قال حكما عربيا.وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ
اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ.37.الرعد.ولكنهم اتبعوا الهوى فضلو وأضلوا كثيرا عن
سواء السبيل.
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ
الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِين.114.َ
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً
لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.115.الأنعام.وقد بدلوا
حكم الله بأحكامهم التي ابتدعوها فخانوا الله ورسوله.ورد في الحديث. نزل القرآن على
خمسة وجوه حلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا الحلال وحرموا الحرام واعملوا بالمحكم
وآمنوا بالمتشابه واعتبروا بالأمثال
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني
- المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 1/138
خلاصة حكم المحدث: حسن كما قال في المقدمة.وإني
من هنا أدعو شباب الإسلام إلى تجنب كل الفرق جميعا لكي لا يحملوا دينا أو صفة لم يوصف
بها المسلم زمن رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام.فإننا نسأل اليوم عن توجه
الرجل فيقول إما شيعي أو سني ولا يقول مسلم إطلاقا لأنها الحقيقة في داخله وقلب الولاء
لله ولرسوله وصار للطائفة ولا طائفية في الإسلام لأن الله حرم الفرقة جعل لنا كتاب
لا يمكن أن نختلف عليه أبدا لأنه منزل من حكيم خبر.وقد حرم الله علينا الإختلاف وأحلوه
وقالوا أنه رحمة بينما هو نقمة نعانيها اليوم وهو من أشد الفتن على الأمة .خاصة ونحن
في زمن قال فيه رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام. يوشك أن تداعى عليكم الأمم من
كل أفق ، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قيل : يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال
لا ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، يجعل الوهن في قلوبكم ، وينزع الرعب من قلوب عدوكم
؛ لحبكم الدنيا وكراهيتكم الموت
الراوي: ثوبان مولى رسول الله المحدث: الألباني
- المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8183
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وقال فيه الله تبارك وتعالى. أَوْ كَظُلُمَاتٍ
فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ
ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن
لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ.40.النور.
فبالرجوع إلى القرآن وترك الأكاذيب التي
لفقها الأولون على الدين ككل وعلى رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام ندرأ الفتن
ونمحو تلك الألقاب التي تفرق بيننا وتمنع الشعوب الإسلامية من توحيد الأمة تحت راية
الله الواحد.ولن ينفعنا إلا وحدتنا صفا واحدا كالجسد الواحد العربي والبربري والفارسي
والتركي والروسي والهندي والصيني وكل بلاد الأرض.
بسم الله الرحمان الرحيم. يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا
بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.67.المائدة .
محمد علام الدين العسكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق