الرد على من قال ( آيات شيطانية ).ماذا ألقى الشيطان في أمنية كل رسول؟
بسم الله الرحمان الرحيم.
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ
ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.60.الحج.
الله تبارك وتعالى يقول.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
لنفهم المعنى أولا كيف يلقي الشيطان وبماذا يلقي في أمنية كل رسول وما هي أمنية كل رسول؟
كل رسول يتمنى أول ما يتمنى لنفسه ثم لأله ثم لأمته .فقد سأل إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام لنفسه.
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) (
وسأل إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام لآله أولا فقال (ومن ذريتي ) فقال له الله تبارك وتعالى (لا ينال عهدي الظالمين).وسأل لأمته فقال.واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير.126.البقرة.
كما سأل رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام لأمته.
جاء في الحديث.
زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الأصفر أو الأحمر والأبيض يعني الذهب والفضة وقيل لي إن ملكك إلى حيث زوي لك وإني سألت الله عز وجل ثلاثا أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وإنه قيل لي إذا قضيت قضاء فلا مرد له وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين وستعبد قبائل من أمتي الأوثان وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3207
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
يعني تكمن أمنية كل رسول في بقاء رسالته قائمة كما تمناها دائما ولا يندثر ذلك الدين ولا تسقط رايته ولا أتباعه وأن يحقق الذي كان يرجوه بعد موته .
لكن مع الأسف الشديد لا بدا لكل أمة أن تضل عن ما أتاها الله وتتبع الهوى ويتدخل الشيطان في تلك الأمنية فيلقي فيها أحدا من الناس فيحدث الفتنة فتنقسم الأمة ويندثر الدين فلا يبقى منه سوى الإسم وبعض النسك التي اعتاد علينها الناس كما يعتادون على فعل أي عادة في الحياة.
وقد ألقى الشيطان في كل أمة فتنة ومديرا لتلك الفتنة وهو الذي ألقاه الشيطان في أمنية ذلك الرسول.
نعود لنفهم معنى الإلقاء .
ألقى . ألقى . يُلقي ، ألْقِ ، إلقاءً ، فهو مُلْقٍ ، والمفعول مُلْقًى.
(يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)
والشيطان مثل الروح يدخل في الجسد فيلقي ما يشاء في ذلك الجسد ويسيره كيف أراد لينفذ ما يدريده بذلك الجسد بما حمل من فكر أو عضلات.
وقد ألقى ابليس لعنه الله في أمنية موسى عليه وآله الصلاة والسلام رجلا اسمه السامري فأضل قومه وأخرجهم من الإيمان إلى الكفر .قال الله العلي العظيم.
قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي.طه.96.
تنبهت لما لم يتنبهون إليه ولم يفكروا به إذ أنه لا يمكن لهم فعل ذلك وهم حديثي عهد برسولهم يتطلعون إلى أكثر إيمانا.
وقبض قيضة من أثر الرسول أي إنه مسك بالقوة زمام أمر الرسول في قومه بعده وكأنه مكانه لاتباع أثره في الحكم والقيادة ولكنه خان ذلك الأثر الذي تقمصه ولم يحافظ عليه.وظهر بغيره.(كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ)وليس للعهد إلا الوفى أو نقض العهد والظهور بغيره.
• نبَذ الأمرَ : أهمله ولم يعمل به. نبذ المجتمع فلانًا : أهمله وتخلَّى عنه - نبذه نبذ النواة : أهمله ولم يكترث به.وتظهر تلك القيضة في زينة القوم الذين انتدبهم لإعانته على ذلك الأمر.قال الله العلي العظيم.قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا اوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك القى السامري.87.طه.
هذا ما كان في دين موسى عليه وآله الصلاة والسلام.وأما في دين الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام لهو شيسه جدا بذلك حيث انتدب الشيطان أحد اليهود الذين ادعوا انهم من أتباع الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام فادعى بألوهية عيسى واعتمد على كلمة الرب والتي لا تعني الإله ليجعلها فعلا تعني الإله ولا حرج في اطلاقها في معناها على البشر.قال الله العلي العظيم.
اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون.31.التوبة.
وكانت كلمة الرب حينها تقال للملك و للمربي أي المعلم وكانوا ينادونه أيضا (يا معلم) كما كانوا ينادونه يا ملك اليهود.كما اعتمد على كلمة الأب وهو أيضا المربي كما يقال للشيخ في الصوفية الأب الروحي وهو المعلم أيضا .ولا حرج في قولها لمن يعطيك الطريقة فتتبعه كإمام لك .وبما أن الروح الأمين جبرائيل عليه الصلاة والسلام هو معلم المعلم يمكن أن يقول له الأب في ذلك الوقت.
وأما الدين الإسلامي فاختار له الشيطان بعض العرب الذين لم يرضيهم أن يكون آل البيت هم ورثت الكتاب والحكم في الإسلام فخطط لذلك الأمر مع اليهود أيضا فكانوا ينشرون التوراة المحرفة وليس الحقيقية بين العرب حتى وصلت إلى بعض أصحاب رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام .جاء في الحديث.أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم قال فغضب وقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم به بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي به لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/122
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم الصلاة والسلام .جاء في الحديث.
ومن التوراة جاءت أحكام المرأة والتي لا وجود لها في القرآن العظيم مثل الرجم ومثل النقاب وعدم الاعتراف بعمل المرأة ،وكذلك بدعة الناسخ والمنسوخ والتي جعلت المسلمين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضكاليهود تماما. ومنها أيضا تحريم الآلات الموسيقية وما حرم الله على الناس آلة ولو كان ليحرم لحرم السيف.فالآلة بيد الإنسان وهو الذي يصخرها لخدمة الشر أو الخير .وكذلك تحريم الصور.والأعمال الفنية بصفة عامة وكأنهم يريدون للناس أن يكونوا آلات مبرمجة ليس لديها تكريم ولا فكر.
كما أن العرب علموا أن الله ساواهم بأهل الكتاب وأمرهم أن يكونوا أمة واحدة يكون لكل شرعة ومنهاجا يعملون به كل بما آمن فيكون الحكم كله لله في كل الكوكب .وكانت تلك الفترة فترة غنائم والتي جندت العرب في الإسلام وليس الإيمان ولا أقول كل العرب بل أكثرهم وإذا كان ذلك الحكم قائم لن تكون لهم حينها غنائم من المسيحيين ولا من اليهود لكونهم مؤمنين.والله تبارك وتعالى أمرهم أن يكونوا اخوة.قال الله العلي العظيم.
انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون.10.الحجرات.
فهل المسلمين أخوين ؟ أم اخوة وهل الخصومات لا تكون إلا بين اثنين ؟ أم إن الأخوين هم اليهود والنصارى؟ لكنهم ارجعوها لأنفسهم ولو كانت كذلك لقال فاصلحوا بين أنفسكم. أو اخوانكم.
كما أن الصحابة أباحوا قتل النفس من أجل منع الزكاة ووصفوا عدم طاعتهم بالردة فأعملوا السيف في الناس إلى حد الساعة.
وهكذا ألقى الشيطان في أمنية كل رسول فخرب تلك الأمنية وجعلها فتنة للناس.
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
ومنها نعلم ونتأكد أن الله توعدهم بالعذاب بعد سنين تتعدى الأف سنة لذكره ذلك باشارة اليوم الكوني .وقد أعطى مثالا على ذلك من عذاب القرى التي عذبها الله لضلالها بعد هداه وخانوا الأمانة الإلهية.في قوله.
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ.
ثم يعلن أن هذا بيان أطلق من لدن نذير حذرهم من الوقوع في مثل ما وقع فيه الأولون .جاء في الحديث.
ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك . وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قال من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2641
خلاصة حكم المحدث: حسن.
و نحن نعلم من القرآن أنه خرج من بني إسرائيل صاحب للرسول موسى عليه وآله الصلاة والسلام وهو السامري والذي استولى على الدين وعلى بني إسرائيل فقادهم بمكره هو وزينة القوم أي أغناء القوم أي الرأس مالية رغم وجود وصي موسى هارون عليهما وآلهما الصلاة والسلام .وهذا المثال لا بدا أن يكون له مثلا فينا.وهو أبوبكر الخليفة الأول مع زينة القوم من المهاجرين والأنصار.
فانقسمت الأمة إلى فئتين أولا وهما فئة الكفر ممثلين في من سطوا على الحكم بعيدا عن أمر الله وحكمه بشهادة ثاني رجل في تلك الفرقة وهو عمر ابن الخطاب.جاء في الحديث.
عن أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 6/305
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وبقوله. فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا.
يعترف أن الأمر كان خارج أمر الله الذي لا تحل فيه الشورة أصلا .لأن الشورى تحل في أمر المسلمين عامة في الاقتصاد والحرب وغيره.ولا يمكن أن يتشاور المسلمون في فرض فرضه الله تبارك وتعالى أيا كان لأنه أمر مسلم به ليس فيه إلا السمع والطاعة.
والذين أشار الله إليهم في قوله.
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.
والفرقة الثانية هم آل البيت خاصة ومن والاهم عامة وقد كانوا أقل عددا من الآخرين تصديقا لقول الله تبارك وتعالى.
إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا.25.الجن.
وقد أشار الله إليهم بقوله.
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.
كما أنه أظهر أنهم سيهاجرون ويقتل منهم وفعلا كان ذلك فتخللوا كل البلاد الإسلامية هربا بأرواحهم من بلد إلى بلد من في المشرق والمغرب .وقد أشار الله إلى ذلك في قوله.
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ.
وهذا اعلان بالفرج عن آل البيت والذي أكد الله تبارك وتعالى أنه سيدهلهم مدخلا يرضونه وهو سببا يكون لهم رضا في الدنيا والآخرة وتلك بشارة لظهور دولتهم العالمية بالرسالة العالمية التي أورثهم الله الأمانة كاملة فيها غير منقوصة شهداء على كل الناس مضطلعين بدين الله الذي أنزله في كل الكتب السماوية كما مرهم ربهم وسيدهم الذي اصطفاهم لذلك.وقد جاء في الآية التي تليها.ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.60.الحج.
وهذا بيان لما سيقوم به الإمام المهدي خليفة الله في أرضه والذي ستجتمع عليه كل الأمم عند اقتراب نزول الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام فينصره الله بأمر من هنده .
وهكذا كان ما ألقى الشيطان في أمنية كل رسول ونبي فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ولا أشد قسوة من وأد ابنته حية وهي تزيل التراب عن لحيته .فالأب لا يستطيع أن يضع ابنته في القبر ميتة إلا مرغما .قال الله العلي العظيم.
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
ومع كل ذلك وعد الله الذين أوتوا العلم وهم آل البيت عليهم الصلاة والسلام أن الله سيبين لهم الحق فيهدون به الذين آمنوا .
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
محمد علام الدين العسكري.القصرين .تونس.
بسم الله الرحمان الرحيم.
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ
ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.60.الحج.
الله تبارك وتعالى يقول.
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
لنفهم المعنى أولا كيف يلقي الشيطان وبماذا يلقي في أمنية كل رسول وما هي أمنية كل رسول؟
كل رسول يتمنى أول ما يتمنى لنفسه ثم لأله ثم لأمته .فقد سأل إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام لنفسه.
رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) (
وسأل إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام لآله أولا فقال (ومن ذريتي ) فقال له الله تبارك وتعالى (لا ينال عهدي الظالمين).وسأل لأمته فقال.واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا امنا وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره الى عذاب النار وبئس المصير.126.البقرة.
كما سأل رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام لأمته.
جاء في الحديث.
زويت لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطيت الكنزين الأصفر أو الأحمر والأبيض يعني الذهب والفضة وقيل لي إن ملكك إلى حيث زوي لك وإني سألت الله عز وجل ثلاثا أن لا يسلط على أمتي جوعا فيهلكهم به عامة وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وإنه قيل لي إذا قضيت قضاء فلا مرد له وإني لن أسلط على أمتك جوعا فيهلكهم فيه ولن أجمع عليهم من بين أقطارها حتى يفني بعضهم بعضا ويقتل بعضهم بعضا وإذا وضع السيف في أمتي فلن يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإن مما أتخوف على أمتي أئمة مضلين وستعبد قبائل من أمتي الأوثان وستلحق قبائل من أمتي بالمشركين وإن بين يدي الساعة دجالين كذابين قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبي ولن تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل
الراوي: ثوبان المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3207
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
يعني تكمن أمنية كل رسول في بقاء رسالته قائمة كما تمناها دائما ولا يندثر ذلك الدين ولا تسقط رايته ولا أتباعه وأن يحقق الذي كان يرجوه بعد موته .
لكن مع الأسف الشديد لا بدا لكل أمة أن تضل عن ما أتاها الله وتتبع الهوى ويتدخل الشيطان في تلك الأمنية فيلقي فيها أحدا من الناس فيحدث الفتنة فتنقسم الأمة ويندثر الدين فلا يبقى منه سوى الإسم وبعض النسك التي اعتاد علينها الناس كما يعتادون على فعل أي عادة في الحياة.
وقد ألقى الشيطان في كل أمة فتنة ومديرا لتلك الفتنة وهو الذي ألقاه الشيطان في أمنية ذلك الرسول.
نعود لنفهم معنى الإلقاء .
ألقى . ألقى . يُلقي ، ألْقِ ، إلقاءً ، فهو مُلْقٍ ، والمفعول مُلْقًى.
(يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)
والشيطان مثل الروح يدخل في الجسد فيلقي ما يشاء في ذلك الجسد ويسيره كيف أراد لينفذ ما يدريده بذلك الجسد بما حمل من فكر أو عضلات.
وقد ألقى ابليس لعنه الله في أمنية موسى عليه وآله الصلاة والسلام رجلا اسمه السامري فأضل قومه وأخرجهم من الإيمان إلى الكفر .قال الله العلي العظيم.
قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي.طه.96.
تنبهت لما لم يتنبهون إليه ولم يفكروا به إذ أنه لا يمكن لهم فعل ذلك وهم حديثي عهد برسولهم يتطلعون إلى أكثر إيمانا.
وقبض قيضة من أثر الرسول أي إنه مسك بالقوة زمام أمر الرسول في قومه بعده وكأنه مكانه لاتباع أثره في الحكم والقيادة ولكنه خان ذلك الأثر الذي تقمصه ولم يحافظ عليه.وظهر بغيره.(كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ)وليس للعهد إلا الوفى أو نقض العهد والظهور بغيره.
• نبَذ الأمرَ : أهمله ولم يعمل به. نبذ المجتمع فلانًا : أهمله وتخلَّى عنه - نبذه نبذ النواة : أهمله ولم يكترث به.وتظهر تلك القيضة في زينة القوم الذين انتدبهم لإعانته على ذلك الأمر.قال الله العلي العظيم.قالوا ما اخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا اوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك القى السامري.87.طه.
هذا ما كان في دين موسى عليه وآله الصلاة والسلام.وأما في دين الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام لهو شيسه جدا بذلك حيث انتدب الشيطان أحد اليهود الذين ادعوا انهم من أتباع الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام فادعى بألوهية عيسى واعتمد على كلمة الرب والتي لا تعني الإله ليجعلها فعلا تعني الإله ولا حرج في اطلاقها في معناها على البشر.قال الله العلي العظيم.
اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا الها واحدا لا اله الا هو سبحانه عما يشركون.31.التوبة.
وكانت كلمة الرب حينها تقال للملك و للمربي أي المعلم وكانوا ينادونه أيضا (يا معلم) كما كانوا ينادونه يا ملك اليهود.كما اعتمد على كلمة الأب وهو أيضا المربي كما يقال للشيخ في الصوفية الأب الروحي وهو المعلم أيضا .ولا حرج في قولها لمن يعطيك الطريقة فتتبعه كإمام لك .وبما أن الروح الأمين جبرائيل عليه الصلاة والسلام هو معلم المعلم يمكن أن يقول له الأب في ذلك الوقت.
وأما الدين الإسلامي فاختار له الشيطان بعض العرب الذين لم يرضيهم أن يكون آل البيت هم ورثت الكتاب والحكم في الإسلام فخطط لذلك الأمر مع اليهود أيضا فكانوا ينشرون التوراة المحرفة وليس الحقيقية بين العرب حتى وصلت إلى بعض أصحاب رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام .جاء في الحديث.أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم قال فغضب وقال أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده لقد جئتكم به بيضاء نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي به لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 2/122
خلاصة حكم المحدث: إسناده على شرط مسلم الصلاة والسلام .جاء في الحديث.
ومن التوراة جاءت أحكام المرأة والتي لا وجود لها في القرآن العظيم مثل الرجم ومثل النقاب وعدم الاعتراف بعمل المرأة ،وكذلك بدعة الناسخ والمنسوخ والتي جعلت المسلمين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضكاليهود تماما. ومنها أيضا تحريم الآلات الموسيقية وما حرم الله على الناس آلة ولو كان ليحرم لحرم السيف.فالآلة بيد الإنسان وهو الذي يصخرها لخدمة الشر أو الخير .وكذلك تحريم الصور.والأعمال الفنية بصفة عامة وكأنهم يريدون للناس أن يكونوا آلات مبرمجة ليس لديها تكريم ولا فكر.
كما أن العرب علموا أن الله ساواهم بأهل الكتاب وأمرهم أن يكونوا أمة واحدة يكون لكل شرعة ومنهاجا يعملون به كل بما آمن فيكون الحكم كله لله في كل الكوكب .وكانت تلك الفترة فترة غنائم والتي جندت العرب في الإسلام وليس الإيمان ولا أقول كل العرب بل أكثرهم وإذا كان ذلك الحكم قائم لن تكون لهم حينها غنائم من المسيحيين ولا من اليهود لكونهم مؤمنين.والله تبارك وتعالى أمرهم أن يكونوا اخوة.قال الله العلي العظيم.
انما المؤمنون اخوة فاصلحوا بين اخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون.10.الحجرات.
فهل المسلمين أخوين ؟ أم اخوة وهل الخصومات لا تكون إلا بين اثنين ؟ أم إن الأخوين هم اليهود والنصارى؟ لكنهم ارجعوها لأنفسهم ولو كانت كذلك لقال فاصلحوا بين أنفسكم. أو اخوانكم.
كما أن الصحابة أباحوا قتل النفس من أجل منع الزكاة ووصفوا عدم طاعتهم بالردة فأعملوا السيف في الناس إلى حد الساعة.
وهكذا ألقى الشيطان في أمنية كل رسول فخرب تلك الأمنية وجعلها فتنة للناس.
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ
ومنها نعلم ونتأكد أن الله توعدهم بالعذاب بعد سنين تتعدى الأف سنة لذكره ذلك باشارة اليوم الكوني .وقد أعطى مثالا على ذلك من عذاب القرى التي عذبها الله لضلالها بعد هداه وخانوا الأمانة الإلهية.في قوله.
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ.
ثم يعلن أن هذا بيان أطلق من لدن نذير حذرهم من الوقوع في مثل ما وقع فيه الأولون .جاء في الحديث.
ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك . وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ، قال من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2641
خلاصة حكم المحدث: حسن.
و نحن نعلم من القرآن أنه خرج من بني إسرائيل صاحب للرسول موسى عليه وآله الصلاة والسلام وهو السامري والذي استولى على الدين وعلى بني إسرائيل فقادهم بمكره هو وزينة القوم أي أغناء القوم أي الرأس مالية رغم وجود وصي موسى هارون عليهما وآلهما الصلاة والسلام .وهذا المثال لا بدا أن يكون له مثلا فينا.وهو أبوبكر الخليفة الأول مع زينة القوم من المهاجرين والأنصار.
فانقسمت الأمة إلى فئتين أولا وهما فئة الكفر ممثلين في من سطوا على الحكم بعيدا عن أمر الله وحكمه بشهادة ثاني رجل في تلك الفرقة وهو عمر ابن الخطاب.جاء في الحديث.
عن أنس بن مالك قال لما بويع أبو بكر في السقيفة وكان الغد جلس أبو بكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا يقول يكون آخرنا وإن الله قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول الله فإن اعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله وإن الله قد جمع أمركم على خيركم صاحب رسول الله وثاني اثنين إذ هما في الغار فقوموا فبايعوه فبايع الناس أبا بكر بعد بيعة السقيفة ثم تكلم أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه بالذي هو أهله ثم قال أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فان أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن كثير - المصدر: البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 6/305
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
وبقوله. فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهدا عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني قد كنت أرى أن رسول صلى الله عليه وسلم سيدبر أمرنا.
يعترف أن الأمر كان خارج أمر الله الذي لا تحل فيه الشورة أصلا .لأن الشورى تحل في أمر المسلمين عامة في الاقتصاد والحرب وغيره.ولا يمكن أن يتشاور المسلمون في فرض فرضه الله تبارك وتعالى أيا كان لأنه أمر مسلم به ليس فيه إلا السمع والطاعة.
والذين أشار الله إليهم في قوله.
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ.
والفرقة الثانية هم آل البيت خاصة ومن والاهم عامة وقد كانوا أقل عددا من الآخرين تصديقا لقول الله تبارك وتعالى.
إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا
قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا.25.الجن.
وقد أشار الله إليهم بقوله.
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.
كما أنه أظهر أنهم سيهاجرون ويقتل منهم وفعلا كان ذلك فتخللوا كل البلاد الإسلامية هربا بأرواحهم من بلد إلى بلد من في المشرق والمغرب .وقد أشار الله إلى ذلك في قوله.
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ.
وهذا اعلان بالفرج عن آل البيت والذي أكد الله تبارك وتعالى أنه سيدهلهم مدخلا يرضونه وهو سببا يكون لهم رضا في الدنيا والآخرة وتلك بشارة لظهور دولتهم العالمية بالرسالة العالمية التي أورثهم الله الأمانة كاملة فيها غير منقوصة شهداء على كل الناس مضطلعين بدين الله الذي أنزله في كل الكتب السماوية كما مرهم ربهم وسيدهم الذي اصطفاهم لذلك.وقد جاء في الآية التي تليها.ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.60.الحج.
وهذا بيان لما سيقوم به الإمام المهدي خليفة الله في أرضه والذي ستجتمع عليه كل الأمم عند اقتراب نزول الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام فينصره الله بأمر من هنده .
وهكذا كان ما ألقى الشيطان في أمنية كل رسول ونبي فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم ولا أشد قسوة من وأد ابنته حية وهي تزيل التراب عن لحيته .فالأب لا يستطيع أن يضع ابنته في القبر ميتة إلا مرغما .قال الله العلي العظيم.
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ
ومع كل ذلك وعد الله الذين أوتوا العلم وهم آل البيت عليهم الصلاة والسلام أن الله سيبين لهم الحق فيهدون به الذين آمنوا .
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.
محمد علام الدين العسكري.القصرين .تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق