ابليس دل آدم وحواء الى الحقيقة التي ارادها سببا لمعصية الله((((فدلاهما بغرور))))وجودنا السبب.
إن الله إذا اختار رسله اختارهم على علم مسبق وصنع فيهم ارادته بحيث لا يمكن لرسول أن يُخطيء أو يعمل بخلاف اوامر الله ولو اصر على ذلك ،فكل ما فعله المرسلين سبق في علم الله واراد الله بفعلهم خيرا هو اراده مسبقا ،
ولنا مثلا في النبي يونس عليه الصلاة والسلام لما فرّ من عذاب الله أو بالأحرى من (الينوان) خوفا من انتقام الله القادم
والذي يوقن بمجيئه كما أخبره الله،فالله اراد ان يخبر
النبي يونس لما هرب انه ارحم منه وان انقذت نفسك فاني سانقذهم واعفو عنهم وكما كان عذابي شديد على الكافرين فرحمتي اوسع للمؤمنين اذ لا يمكن ان الله كان لا يعلم بايمان قومه قبل ان يرسله اليهم ومع ذلك عاتب النبي يونس كما عاتب آدم لأنهما جنديان من جنده لا يمكن لهما معصية اي امر له رغم أن
الله هو من خطط لذلك قبل خلقه اصلا.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ .30.سورة البقرة.
لم يحدد الله تبارك وتعالى اي ارض سيكون فيها آدم خليفة لله عليها
وبهذا نعلم أنها كل الارض التي خلقها الله من الفردوس الاعلى الى الحياة السفلى (الدنيا) ارضنا هذه.
ليس شهوة الشجرة كما ادعى المنافقون هي التي كانت السبب في معصية (ابانا آدم وامنا حواء) لربهما بل وجودنا نحن هو السبب الحقيقي.
كان الفصل الاول لابليس هو الكشف عن وسيلة الانجاب لآدم وحواء واللتان كانتا محجوبتان بلباس الملائكة الذي ياخذ الطاقة من الغازات عبر ثقب الجلد او اقتناء الغلال التي لا تنتج فضلات وتتحول كلها بروتينات وفي هذه الحال لا مجالة لوجود عورة لاخراج الفضلات.
وقد اخبر ابليس آدم بأن ابنائه سيرثون كل الأرض التي خلقها الله في الكون أي 7 اراضي جنات حية في كل سماء أرض
وهو الملك الذي قال عنه (وملك لا يبلى).
ولن يحصل ذلك حتى تنجب عددا من ابنائك يمكنهم الانتشار في كل اقطار الاراضي السبعة كما لا يمكنك ان تنجب الا لما تظهر آلة الانجاب او وسيلة الانجاب التي يجب ان يكون في اجتماعهما
تلقيح يتحول الى ابناء بعدد اكثر من رمل البحر كما اكد له ان في اجتماعهما لذة ووصال لا يمكن تصوره فكانت الغاية اكبر
من ان يصمد امامها أبانا آدم خاصة والله اكد ان زينة الدنيا الابناء وان الملك لا يقام الا بعدد كبير وقوة ضاربة في الكون تفوق الجن والملائكة عددا.
ومن المأكد ان ابليس اخبره بالحقيقة كاملة والتي منها ان البشر امة اقوى من الجن والملائكة وان الملائكة والجن امتين ضد
البشر والله يقول،
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ.107.سورة البقرة.
يعني انه لا ناصر للبشرية من سكان العالم الخارجي الا الله الذي فضلنا عليهم وخلقنا آخر خليقة واقدر على النفاذ في الكون كله باختلاف طبائعه ،
لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ،ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ.5.سورة التين.
قال أحسن ما خلق لأن التقويم البشري يتاقلم مع كل الطبيعة حتى انه يخلق لكل شيء وسيلة ينفذ بها في اي مجال اراده.
وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
(اكل الشجرة يكشف العورة ويبدا الانجاب)
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ
وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ
(((ولا يمكن لابليس ان يقسم بالله كذبا لان ايمانه بالله ليس مكل شك بل مشكلته عداوة البشر لان الله فضلهم عليه)))))
فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ.22.الاعراف.
وقد اكد لنا الله انه سيورثنا كل الكون من ادناه (دنياه) الى فردوسه (اعلاه) وذلك في قوله،
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ.33.آل عمران.
اي انه وصف الكون بالسبع سماوات والاراضي السبع بجنة البشر وسيبدا هذا الامر قريبا من ارضنا حيث سياتينا الله ليوم الحساب بعد ما يهيء الارض وتصبح جنة لا موت ولا ابليس ولا بحر عليها ولا زمهرير ولا شمس .
وسينتصب عرش الله في الارض المقدسة وتفتح السماء ويعرج البشر عبر الصراط المستقيم لرب المعارج وسيرسلنا الله الى كل الاراضي الحية في الفضاء الخارجي تماما كما كان يُرسل الينا بالملائكة والروح.
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.