الإنجيل الصحيح ليسوع المسمى المسيح
نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا.
الإنجيل الصحيح ليسوع المسمى المسيح
نبي جديد مرسل من الله إلى العالم بحسب رواية برنابا رسوله
برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء.
أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما ، مجوزين كل لحم نجس ، الذين ضل في عدادهم أيضا بولس الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله ، وعليه فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا .
وليكن الله العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر آمين .
الفصل الأول[عدل]
لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجـابت العذراء : وكيف ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، فامنعيه الخمر والمسكر وكل لحم نجس لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأني القدير صيّرني عظيمة ، فليتبارك اسمه القدوس لأني رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ، لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد .
الفصل الثاني[عدل]
أما مريم فإذ كانت عالمة مشيئة الله وموجسة خيفة أن يغضب الشعب عليها لأنه حبلى ليرجمها كأنها ارتكبت الزنا اتخذت لها عشيرا من عشيرتها قويم السيرة يدعى يوسف ، لأنه كان بارا متقيا لله يتقرب إليه بالصيام والصلوات ويرتزق بعمل يديه لأنه كان نجارا ، هذا هو الرجل الذي كانت تعرفه العذراء واتخذته عشيرا وكاشفته بالإلهام الإلهي ، ولما كان يوسف بارا عزم إذ رأى مريم حبلى على إبعادها لأنه كان يتقي الله ، وبينا هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلا : لماذا عزمت على إبعاد امرأتك ، فاعلم أن ما كون فيها إنما كوّن بمشيئة الله فستلد العذراء ابنا ، وستدعونه يسوع ، وتمنع عنه الخمر والمسكر وكل لحم نجس ، لأنه قدوس الله من رحم أمه فإنه نبي من الله أرسل إلى شعب إسرائيل ليحول يهوذا إلى قلبه ، ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى ، وسيجيء بقوة عظيمة يمنحها له الله ، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين . فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله وأقام مع مريم كل حياته خادما لله بكل إخلاص .
الفصل الثالث[عدل]
كان هيرودس في ذلك الوقت ملكا على اليهودية بأمـر قيصر أوغسطس ، وكان بيلاطس حاكما في زمن الرياسة الكهنوتية لحنان وقيافا ، فعملا بأمر قيصر اكتتب جميع العالم ، فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه وقدموا نفوسهم بحسب أسباطهم لكي يكتتبوا ، فسافر يوسف من الناصرة إحدى مدن الجليل مع امرأته وهي حبلى ذاهبا إلى بيت لحم ( لأنه كانت مدينته وهو من عشيرة داود ) ليكتتب عملا بأمر قيصر ، ولما بلغ بيت لحم لم يجد فيها مأوى إذ كانت المدينة صغيرة وحشد جماهير الغرباء كثيرا ، فنزل خارج المدينة في نزل جعل مأوى للرعاة ، وبينما كان يوسف مقيما هناك تمت أيام مريم لتلد ، فأحاط بالعذراء نور شديد التألق ، وولدت ابنها بدون ألم ، وأخذته على ذراعيها ، وبعد أن ربطته بأقمطة وضعته في المذود ، إذ لم يوجد موضع في النزل ، فجاء جوق غفير من الملائكة إلى النزل بطرب يسبحون الله ويذيعون بشرى السلام لخائفي الله ، وحمدت مريم ويوسف الله على ولادة يسوع وقاما على تربيته بأعظم سرور .
الفصل الرابع[عدل]
كان الرعاة في ذلك الوقت يحرسون قطيعهم على عادتهم ، وإذا بنور متألق قد أحاط بهم وخرج من خلاله ملاك سبح الله ، فارتاع الرعاة بسبب النور الفجائي وظهور الملاك ، فسكن روعهم ملاك الرب قائلا : ها آنذا أبشركم بفرح عظيم ، لأنه قد ولد في مدينة داود طفل نبي للرب الذي سيحرز لبيت إسرائيل خلاصا عظيما ، وتجدون الطفل في المذود مع أمه التي تسبح الله ، وإذ قال هذا حضر جوق عظيم من الملائكة يسبحون الله ، ويبشرون الأخيار بسلام ، ولمـا انصرفت الملائكة تكلم الرعاة فيما بينهم قائلين : لنذهب إلى بيت لحم وننظر الكلمة التي كلمنا بها الله بواسطة ملاكه ، وجاء رعاة كثيرون إلى بيت لحم يطلبون الطفل المولود حديثا ، فوجدوا الطفل المولود مضطجعا في المذود خارج المدينة حسب كلمة الملاك ، فسجدوا له وقدموا للأم ما كان معهم وأخبروها بما سمعوا وأبصروا ، فأسرّت مريم هذه الأمور في قلبها ويوسف أيضا شاكرين لله ، فعاد الرعاة إلى قطيعهم يقولون لكل أحد ما أعظم ما رأوا ، فارتاعت جبال اليهودية كلها ، ووضع كل رجل الكلمة في قلبه قائلا : ما سيكون هذا الطفل يا ترى .
الفصل الخامس[عدل]
فلما تمت الأيام الثمانية حسب شريعة الرب كما هو مكتوب في كتاب موسى أخذا الطفل واحتملاه إلى الهيكل ليختناه ، فختنا الطفل وسمياه يسوع كما قال الملاك قبل أن حبل به في الرحم ، فعلمت مريم ويوسف أن الطفل سيكون لخلاص وهلاك كثيرين ، لذلك اتقيا الله وحفظا الطفل وربياه على خوف الله .
الفصل السادس[عدل]
لما ولد يسوع في زمن هيرودس ملك اليهودية كان ثلاثة من المجوس في أنحاء المشرق يرقبون نجوم السماء ، فتبدى لهم نجم شديد التألق فتشاوروا من ثم فيما بينهم وجاءوا إلى اليهودية يهديهم النجم الذي يتقدمهم ، فلما بلغوا أورشليم سألوا : أين ولد ملك اليهود . فلما سمع هيرودس ذلك ارتاع واضطربت المدينة كلها فجمع من ثم هيرودس الكهنة والكتبة قائلا : أين يولد المسيح . فأجابوا : إنه يولد في بيت لحم لأنه مكتوب في النبي هكذا ( وأنت يا بيت لحم لست صغيرة بين رؤساء يهوذا لأنه سيخرج منك مدبر يرعى شعبي إسرائيل ) ، فاستحضر هيرودس إذ ذاك المجوس وسألهم عن مجيئهم ، فأجابوا : أنهم رأوا نجما في المشرق هداهم إلى هناك ، فلذلك أحبوا أن يقدموا هدايا ويسجدوا لهذا الملك الجديد الذي تبدى لهم نجمه . فقال حينئذ هيرودس : اذهبوا إلى بيت لحم وابحثوا بتدقيق عن الصبي ، ومتى وجدتموه تعالوا وأخبروني لأني أنا أيضا أريد أن أسجد له ، وهو إنما قال ذلك مكرا .
الفصل السابع[عدل]
وانصرف المجوس من أورشليم ، وإذا بالنجم الذي ظهر لهم في المشرق يتقدمهم ، فلما رأوا النجم امتلأوا سرورا ، ولما بلغوا بيت لحم وهم خارج المدينة وجدوا النجم واقفا فوق النزل حيث ولد يسوع ، فذهب المجوس إلى هناك ، ولما دخلوا المنزل وجدوا الطفل مع أمه ، فانحنوا وسجدوا له ، وقدموا له المجوس طيوبا مع فضة وذهب ، وقصوا على العذراء كل ما رأوا ، وبينما كانوا نياما حذرهم الطفل من الذهاب إلى هيرودس ، فانصرفوا في طريق أخرى وعادوا إلى وطنهم وأخبروا بما رأوا في اليهودية .
الفصل الثامن[عدل]
فلما رأى هيرودس أن المجوس لم يعودوا إليه ظن أنهم سخروا منه ، فعقد النية على قتل الطفل الذي ولد ، ولكن بينما كان يوسف نائما ظهر له ملاك الرب قائلا : انهض عاجلا وخذ الطفل وأمه واذهب إلى مصر لأني هيرودس يريد أن يقتله . فنهض يوسف بخوف عظيم وأخذ مريم والطفل وذهبوا إلى مصر ، ولبثوا هناك حتى موت هيرودس الذي حسب أن المجوس قد سخروا منه ، فأرسل جنوده ليقتلوا كل الأطفال المولودين حديثا في بيت لحـم ، فجاء الجنود وقتلوا كل الأطفال الذين كانوا هناك كما أمرهم هيرودس ، حينئذ تمَّت كلمات النبي القائل ( نواح وبكاء في الرامة ، راحيل تندب أبناءها وليس لها تعزية لأنهم ليسوا بموجودين ) .
الفصل التاسع[عدل]
ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب في حلم ليوسف قائلا : عد إلى اليهودية لأنه قد مات الذين كانوا يريدون موت الصبي ، فأخذ يوسف الطفل ومريم ( وكان الطفل بالغا سبع سنين من العمر ) وجاء إلى اليهودية حيث سمع أن أرخيلاوس بن هيرودس كان حاكما في اليهودية ، فذهب إلى الجليل لأنه خاف أن يبقى في اليهودية ، فذهبوا ليسكنوا في الناصرة ، فنما الصبي في النعمة والحكمة أمام الله والناس ، ولما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة من العمر صعد مع مريم ويوسف إلى أورشليم ليسجد هناك حسب شريعة الرب المكتوبة في كتاب موسى ، ولما تمت صلواتهم انصرفوا بعد أن فقدوا يسوع ، لأنهم ظنوا أنه عاد إلى الوطن مع أقربائهم ، ولذلك عادت مريم مع يوسف إلى أورشليم ينشدان يسوع بين الأقرباء والجيران ، وفي اليوم الثالث وجدوا الصبي في الهيكل وسط العلماء يحاجهم في أمر الناموس ، وأعجب كل أحد بأسئلته وأجوبته قائلا : كيف أوتي مثل هذا العلم وهو حدث ولم يتعلم القراءة .
فعنفته مريم قائلة : يا بني ماذا فعلت بنا فقد نشدتك وأبوك ثلاثة أيام ونحن حزينان . فأجاب يسوع : ألا تعلمين أن خدمة الله يجب أن تقدم على الأب وألام . ثم نزل يسوع مع أمه ويوسف إلى الناصرة ، وكان مطيعا لهما بتواضع واحترام .
الفصل العاشر[عدل]
ولما بلغ يسوع ثلاثين سنة من العمر كما أخبرني بذلك نفسه صعد إلى جبل الزيتون مع أمه ليجني زيتونا ، وبينما كان يصلي في الظهيرة وبلغ هذه الكلمات ( يارب برحمه .. ) وإذا بنور باهر قد أحاط به وجوق لا يحصى من الملائكة كانوا يقولون ( ليتمجد الله ) ، فقدم له الملاك جبريل كتابا كأنه مرآة براقة ، فنزل إلى قلب يسوع الذي عرف به ما فعل الله وما قال الله وما يريد الله حتى أن كل شيء كان عريانا ومكشوفا له ، ولقد قال لي : ( صدق يا برنابا أني أعرف كل نبي وكل نبوة وكل مـا أقوله إنما قد جاء من ذلك الكتاب ) . ولما تجلت هذه الرؤيا ليسوع وعلم أنه نبي مرسل إلى بيت إسرائيل كاشف مريم أمه بكل ذلك قائلا لها : أنه يترتب عليه احتمال اضطهاد عظيم لمجد الله وأنه لا يقدر فيما بعد أن يقيم معها ويخدمها . فلما سمعت مريم هذا أجابت : ( يا بني إني نبئت بكل ذلك قبل أن تولد فليتمجد اسم الله القدوس ) . ومن ذلك اليوم انصرف يسوع عن أمه ليمارس وظيفته النبوية .
الفصل الحادي عشر[عدل]
ولما نزل يسوع من الجبل ليذهب إلى أورشليم التقى بأبرص علم بإلهام إلهي أن يسوع نبي ، فتضرع إليه باكيا قائلا : يا يسوع بن داود ارحمني ، فأجاب يسوع : ماذا تريد أيها الأخ أن أفعل لك ، فأجاب الأبرص : يا سيدي أعطني صحة ، فوبخه يسوع قائلا : إنك لغبي اضرع إلى الله الذي خلقك وهو يعطيك صحة لأني رجل نظيرك ، فأجاب الأبرص أعلم يا سيدي أنك إنسان ولكنك قدوس الرب فاضرع إذا إلى الله وهو يعطيني صحة ، فتنهد يسوع وقال : أيها الرب الإله القدير لأجل محبة أنبيائك الأطهار أبرئ هذا العليل ، ولما قال ذلك لمس العليل بيديه وقال : باسم الله أيها الأخ ابرأ ، ولما قال ذلك برئ من برصه حتى أن جسده الأبرص أصبح كجسد طفل ، فلما رأى الأبرص ذلك وعلم أنه قد برئ صرخ بصوت عال : تعال إلى هنا يا إسرائيل وتقبل النبي الذي بعثه الله إليك ، فرجاه يسوع قائلا : أيها ألاخ أصمت ولا تقل شيئا ، فلم يزده الرجاء إلا صراخا قائلا : هاهو ذا النبي هاهو ذا قدوس الله ، فلما سمع هذه الكلمات كثيرون من الذين كانوا ذاهبين إلى أورشليم رجعوا مسرعين ، ودخلوا أورشليم مع يسوع وقصوا ما صنع الله للأبرص بواسطة يسوع .
الفصل الثاني عشر[عدل]
فاضطربت المدينة كلها لهذه الكلمات ، وأسرع الجميع إلى الهيكل ليروا يسوع الذي دخل إليه ليصلي حتى ضاق بهم المكان ، فتقدم الكهنة إلى يسوع قائلين : أن هذا الشعب يحب أن يراك ويسمعك فارتقي إذا الدكة وإذا أعطاك الله كلمة فتكلم بها باسم الرب ، فارتقى يسوع الموضع الذي إعتاد الكتبة التكلم فيه ، وإذ أشار بيده إيماءا للصمت فتح فاه قائلا : تبارك اسم الله القدوس الذي من بسرّه ورحمته أراد فخلق خلائقه ليمجدوه ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق نور جميع القديسين والأنبياء قبل كل الأشياء ليرسله لخلاص العالم كما تكلم بواسطة عبده داود قائلا : ( قبل كوكب الصبح في ضياء القديسين خلقتك ) ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الملائكة ليخدموه ، وتبارك الله الذي قاص وخذل الشيطان وأتباعه الذين لم يسجدوا لمن أحب الله يسجد له ، تبارك اسم الله القدوس الذي خلق الإنسان من طين الأرض وجعله قيما على أعماله ، تبارك اسم الله القدوس الذي طرد الإنسان من الفردوس لأنه عصا أوامره الطاهرة ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته نظر بإشفاق إلى دموع آدم وحواء أبوي الجنس البشري ، تبارك اسم الله القدوس الذي قاص بعدل قايين قاتل أخيه وأرسل الطوفان على الأرض وأحرق ثلاث مدن شريرة وضرب مصر وأغرق فرعون في البحر الأحمر وبدد شمل أعداء شعبه وأدب الكفرة وقاص غير التائبين ، تبارك اسم الله القدوس الذي برحمته أشفق على خلائقه فأرسل إليهم أنبياءه ليسيروا في الحق والبر أمامه ، الذي أنقذ عبيده من كل شر وأعطاهم هذه الأرض كما وعد أبانا إبراهيم وابنه إلى الأبد ، ثم أعطانا ناموسه الطاهر على يد عبده موسى لكي لا يغشنا الشيطان ورفعنا فوق جميع الشعوب ، ولكن أيها الإخوة ماذا نفعل اليوم لكي لا نجازى على خطايانا ؟ وحينئذ وبخ يسوع الشعب بأشد عنف لأنهم نسوا كلمة الله وأسلموا أنفسهم للغرور فقط ، ووبخ الكهنة لإهمالهم خدمة الله ولجشعهم ، ووبخ الكتبه لأنهم علَّموا تعاليم فاسدة وتركوا شريعة الله ، ووبخ العلماء لأنهم ابطلوا شريعة الله بواسطة تقاليدهم ، وأثر كلام يسوع في الشعب حتى أنهم بكوا جميعهم من صغيرهم إلى كبيرهم يستصرخون رحمته ويضرعون إلى يسوع لكي يصلي لأجلهم ، ما خلا كهنتهم ورؤساءهم الذين أضمروا في ذلك اليوم العداء ليسوع لأنه تكلم هكذا ضد الكهنة والكتبة والعلماء فصمموا على قتله ، ولكنهم لم ينبسوا بكلمة خوفا من الشعب الذي قبله نبيا من الله ، ورفع يسوع يديه إلى الرب الإله وصلى ، فبكى الشعب وقالوا ( ليكن كذلك يارب ليكن كذلك ) ، ولما انتهت الصلاة نزل يسوع من الهيكل وسافر ذلك اليوم من أورشليم مع كثيرين من الذين تبعوه ، وتكلم الكهنة فيما بينهم بالسوء في يسوع
الفصل الثالث عشر[عدل]
لما مضت بعض الأيام و كان يسوع عالما بالروح رغبة الكهنة صعد جبل الزيتون ليصلي ، و بعد أن صرف الليل كله في الصلاة صلى يسوع صلى يسوع في الصباح قائلا : يا رب إني عالم أن الكهنة يبغضونني ، و الكهنة مصممون على قتلي أنا عبدك ، لذلك أيها الرب الإله القدير الرحيم إسمع برحمة صلوات عبدك ، و أنقضني من حبائلهم لأنك أنت خلاصي ، و أنت تعلم يارب أني أنا عبدك إياك أطلب يا رب و كلمتك أتكلم ، لأني كلمتك حقا هي تدوم إلى الأبد ، و لما أتم يسوع هذه الكلمات إذا بالملاك جبريل قد جاء إليه قائلا: لا تخف يا يسوع لأني ألف ألف من الذين يسكونون فوق السماء يحرسون ثيابك ، ولا تموت حتى يكمل كل شيء و يمسي العالم على وشك النهاية، فخر يسوع على وجهه إلى الأرض قائلا : أيها الإله الرب العظيم ما أعظم رحمتك لي ، و ماذا أعطيك يا رب مقابل ما أحسنت به إلي ، فأجاب الملاك جبريل أنهض يا يسوع و اذكر إبراهيم الذي كان يريد أن يقدم ابنه الوحيد إسماعيل ذبيحة الله ليتم كلمات الله، فلما لم تقوى المدية عل ذبح ابنه قدم عملا بكلمتي كبشا ، فعليك أن تفعل ذلك يا يسوع خادم الله ، فأجابه يسوع سمعا و طاعة ، و لكن أين أجد الحمل و ليس معي نقود و لا تجوز سرقته ، فدله إذ ذاك الملاك جبريل على كبش فقدمه يسوع ذبيحة حامدا و مسبحا لله الممجد إلى الأبد .
الفصل الرابع عشر[عدل]
ونزل يسوع من الجبل وعبر وحده ليلا إلى الجانب الأقصى من عبر الأردن ، وصام أربعين يوما وأربعين ليلة لم يأكل شيئا ليلا ولا نهارا ضارعا دوما إلى الرب لخلاص شعبه الذي أرسله الله إليه ، فلما انقضت الأربعون يوما جاع ، فظهر له حينئذ الشيطان وجربه بكلمات كثيرة ، ولكن يسوع طرده بقوة كلمات الله ، فلما انصرف الشيطان جاءت الملائكة وقدمت ليسوع كل ما يحتاج ، أما يسوع فعاد إلى نواحي أورشليم ووجده الشعب مرة أخرى بفرح عظيم ، ورجاه أن يمكث معهم لأني كلماته لم تكن ككلمات الكتبة بل كانت قويه لأنه أثرت في القلب ، فلما رأى يسوع أن الجمهور الذي عاد إلى نفسه ليسلك في شريعة الله جمهور غفير صعد الجبل ومكث كل الليل بالصلاة ، فلما طلع النهار نزل من الجبل وأنتخب اثني عشر سماهم رسلا منهم يهوذا الذي صلب ، أما أسماؤهم فهي ، اندراوس واخوه بطرس الصياد ، وبرنابا الذي كتب هذا مع متى العشار الذي كان يجلس للجباية ، يوحنا ويعقوب ابنا زبدى ، تداوس ويهوذا ، برتولوماوس وفيلبس ، يعقوب ويهوذا الاسخريوطي الخائن ، فهؤلاء كاشفهم على الدوام بالاسرار الإلهية ، أما يهوذا الاسخريوطي فأقامه وكيلا على ما كان يعطى للصدقات فكان يختلس العشر من كل شيء .
الفصل الخامس عشر[عدل]
ولما اقترب عيد المظال دعا غني يسوع وتلاميذه وأمه إلى العروس ، فذهب يسوع ، وبينما هم في الوليمة فرغت الخمر ، فكلمت أم يسوع إياه قائلة : ليس لهم خمر ، فأجاب يسوع : ما شأني في ذلك يا أماه ؟ فأوصت امه الخدمة أن يطيعوا يسوع المسيح في كل ما يأمرهم به ، وكانت هناك ستة أجران للماء حسب عادة إسرائيل ليطهروا أنفسهم للصلاة ، فقال يسوع : املأوا هذه الاجران ماءا ، ففعل الخدمة هكذا ، فقال لهم يسوع : باسم الله اسقوا المدعوين ، فقدم الخدمة إلى مدبر الحفلة الذي وبخ الاتباع قائلا : أيها الخدمة الاخساء لماذا ابقيتم الخمر الجيدة حتى الآن ؟ لأنه لم يعرف شيئا مما فعل يسوع ، فأجاب الخدمة : يوجد هنا رجل قدوس الله لأنه جعل من الماء خمرا ، غير ان مدبر الحفلة ظن ان الخدمة سكارى ، أما الذين كانوا جالسين بجانب يسوع فلما رأوا الحقيقة نهضوا عن المائدة واحتفوا به قائلين : حقا انك قدوس الله ونبي صادق مرسل الينا من الله ، حينئذ آمن به تلاميذه ، وعاد كثيرون إلى أنفسهم قائلين : الحمد لله الذي أظهر رحمة لإسرائيل وافتقد بيت يهوذا بمحبته تبارك اسمه الاقدس .
الفصل السادس عشر[عدل]
وجمع يسوع ذات يوم تلاميذه وصعد إلى الجبل ، فلما جلس هناك دنا منه التلاميذ ففتح فاه وعلمهم قائلا : عظيمة هي النعم التي أنعم بها الله علينا فترتب علينا من ثم أن نعبده بإخلاص قلب ، وكما ان الخمر الجديدة توضع في أوعية جديدة هكذا يترتب عليكم أن تكونوا رجالا جددا إذا إرادة أن تعوا التعاليم الجديدة التي ستخرج من فمي ، الحق أقول لكم كما أنه لا يتأتى للإنسان أن ينظر بعينه السماء والأرض معا في وقت واحد فكذلك يستحيل عليه أن يحب الله والعالم . لا يقدر رجل أبدا أن يخدم سيدين أحدهما عدو للآخرين لأنه إذا أحبك أحدهما أبغضك الآخر ، فكذلك أقول لكم حقا أنكم لا تقدرون أن تخدموا الله والعالم ، لأني العالم موضوع في النفاق والجشع والخبث ، لذلك لا تجدون راحة في العالم بل تجدون بدلا منها اضطهادا أو خسارة ، إذا فاعبدوا الله واحتقروا العالم ، إذ مني تجدون راحة لنفوسكم ، أصيخوا السمع لكلامي لأني أكلمكم بالحق ، طوبى للذين ينوحون في هذه الحياة لأنهم يتعزون ، طوبى للمساكين الذين يعرضون حقا عن ملاذ العالم لأنهم سيتنعمون بملاذ ملكوت الله ، طوبى للذين يأكلون على مائدة الله لأني الملائكة ستقوم على خدمتهم ، أنتم مسافرون كسياح ، أيتخذ السائح لنفسه على الطريق قصورا وحقولا وغيرها من حطام العالم ، كلا ثم كلا ولكنه يحمل أشياء خفيفة ذات فائدة وجدوى في الطريق ، فليكن هذا مثلا لكم ، وإذا أحببتم مثلا آخر فاني أضربه لكم لكي تفعلوا كل ما أقوله لكم ، لا تثقلوا قلوبكم بالرغائب العالمية قائلين من يكسونا او من يطعمنا ، بل انظروا الزهور والأشجار مع الطيور التي كساها وغذاها الله ربنا بمجد أعظم من كل مجد سليمان ، والله الذي خلقكم ودعاكم إلى خدمته هو قادر أن يغذيكم ، الذي أنزل المن من السماء على شعبه إسرائيل في البرية أربعين سنة وحفظ أثوابهم من أن تعتق أو تبلى ، أولئك الذين كانوا ستمائة وأربعين ألف رجل خلا النساء والأطفال ، الحق أقول لكم أن السماء والأرض تهنان بيد أن رحمته لاتهن للذين يتقونه ، أغنياء العالم هم على رخائهم جياع وسيهلكون ، كان غني ازدادت ثروته فقال : ماذا أفعل يا نفسي ، اني أهدم اهرائي لأنه صغيرة وابني أخرى جديدة أكبر منها فتظفرين بمناك يا نفسي ، انه لخاسر لأنه في تلك الليلة توفى ، ولقد كان يجب عليه العطف على المسكين وأن يجعل لنفسه أصدقاء من صدقات أموال الظلم في هذا العالم لأنهـا تأتي بكنوز في عالم السماء ، وقولوا لي من فضلكم إذا وضعتم دراهمكم في مصرف عشار فأعطاكم عشرة أضعاف وعشرين ضعفا أفلا تعطون رجلا كهذا كل مالكم ، ولكن الحق أقول لكم أنكم مهما أعطيتم وتركتم لاجل محبة الله فستستردونه مئة ضعف مع الحياة الأبدية ، فانظروا إذا كم يجب عليكم ان تكونوا مسرورين في خدمة الله .
الفصل السابع عشر[عدل]
ولما قال يسوع ذلك أجاب فيلبس : إننا لراغبون في خدمة الله ولكننا نرغب أيضا أن نعرف الله ، لأني أشعيا النبي قال ( حقا إنك لإله محتجب ) ، وقال الله لموسى عبده ( أنا الذي هو أنا ) أجاب يسوع : يا فيلبس إن الله صلاح بدونه لا صلاح ، إن الله موجود بدونه لاوجود ، إن الله حياة بدونها لا أحياء ، هو عظيم حتى أنه يملأ الجميع وهو في كل مكان ، هو وحده لا ند له ، لا بداية ولا نهاية له ولكنه جعل لكل شيء بداية وسيجعل لكل شيء نهاية ، لا أب و لا أم له ، لا أبناء ولا أخوة ولا عشراء له ، ولما كان ليس لله جسم فهو لا يأكل ولا ينام ولا يموت ولا يمشي ولا يتحرك ، ولكنه يدوم إلى الأبد بدون شبيه بشري ، لأنه غير ذي جسد وغير مركب وغير مادي وأبسط البسائط ، وهو جواد لا يحب إلا الجود ، وهو مقسط حتى إذا هو قاص أو صفح فلا مرد له ، وبالاختصار أقول لك يا فيلبس أنه لا يمكنك أن تراه وتعرفه على الأرض تمام المعرفة ، ولكنك ستراه في مملكته إلى الأبد حيث يكون قوام سعادتنا ومجدنا ، أجاب فيلبس : ماذا تقول يا سيد حقا لقد كتب في أشعيا أن الله أبونا فكيف لا يكون له بنون ؟ ، أجاب يسوع: إنه في الأنبياء مكتوب أمثال كثيرة لا يجب أن تأخذها بالحرف بل بالمعنى ، لأني كل الأنبياء البالغين مئة وأربعة وأربعين ألفا الذين أرسلهم الله إلى العالم قد تكلموا بالمعميات بظلام ، ولكن سيأتي بعد بهاء كل الأنبياء الأطهار فيشرق نورا على ظلمات سائر ما قال الأنبياء ، لأنه رسـول الله ولما قال هذا تنهد يسوع وقال : أرأف بإسرائيل أيها الرب الإله وانظر بشفقة على إبراهيم وعلى ذريته لكي يخدموك بإخلاص قلب فأجاب تلاميذه : ليكن كذلك أيها الرب الإله ، وقال يسوع : الحق أقول لكم أن الكتبة والعلماء قد أبطلوا شريعة الله بنبواتهم الكاذبة المخالفة لنبوات أنبياء الله الصادقين ، لذلك غضب الله على بيت إسرائيل وعلى هذا الجيل القليل الإيمان ، فبكى تلاميذه لهـذه الكلمات وقالوا : ارحمنا يا الله ترأف على الهيكل والمدينة المقدسة ولا تدفعها إلى احتقار الأمم لكي لا يحتقروا عهدك ، فأجاب يسوع: وليكن كذلك أيها الرب إله آبائنا .
الفصل الثامن عشر[عدل]
وبعد أن قال يسوع هذا قال : لستم أنتم الذين اخترتموني بل أنا اخترتكم لتكونوا تلاميذي ، فإذا أبغضكم العالم تكونون حقا تلاميذي ، لأني العالم كان دائما عدو عبيد خدمة الله ، تذكروا الأنبياء والأطهار الذين قتلهم العالم، كما حدث في أيام ايليا إذ قتلت إيزابل عشرة آلاف نبي حتى بالجهد نجا ايليا المسكين وسبعة آلاف من أبناء الأنبياء الذين خبأهم رئيس جيش أخاب ، أواه من العالم الفاجر الذي لا يعرف الله ، إذا لا تخافوا أنتم لأني شعور رؤوسكم محصاة كي لا تهلك ، انظروا العصفور الدوري الطيور الأخرى التي لا تسقط منها ريشة بدون إرادة الله ، أيعتني الله بالطيور أكثر من اعتنائه بالإنسان الذي لأجله خلق كل شيء ؟ أيتفق وجود إنسان اشد اعتناءا بحذائه منه بابنه ، كلا ثم كلا ، أفلا يجب عليكم بالأولى أن تظنوا أن الله لا يهملكم وهو المعتني بالطيور ، وليكن لماذا أتكلم عن الطيور بل لا تسقط ورقة من شجرة بدون إرادة الله.
صدقوني لأني أقول لكم الحق أن العالم يرهبكم إذا حفظتم كلامي ، لأنه لو لم يخشى فضيحة فجوره لما أبغضكم ولكنه يخشى فضيحته ولذلك يبغضكم ويضطهدكم ، فإذا رأيتم العالم يستهين بكلامكم فلا تحزنوا بل تأملوا كيف أن الله وهو أعظم منكم قد استهان به أيضا العالم حتى حسبت حكمته جهالة ، فإذا كان الله يحتمل العالم بصبر فلماذا تحزنون أنتم يا تراب وطين الأرض ، فصبركم تملكون أنفسكم ، فإذا لطمكم أحد على خد فحولوا له الآخر ليلطمه ، لا تجازوا شرا بشر لأني ذلك ما تفعله شر الحيوانات كلها ، ولكن جازوا الشر بالخير وصلوا لله لأجـل الذين يبغضونكم ، النار لا تطفأ بالنار بل بالماء لذلك أقول لكم لا تغلبوا الشر بالشر بل بالخير ، انظروا الله الذي جعل شمسه تطلع على الصالحين والطالحين وكذلك المطر ، فكذلك يجب عليكم أن تفعلوا خيرا مع الجميع لأنه مكتوب في الناموس كونوا قديسين لأني أنا إلهكم قدوس كونوا أنقياء لأني أنا نقي وكونوا كاملين لأني أنا كامـل ، الحق أقول لكم أن الخادم يحاول إرضاء سيده ، وأثوابكم هي إرادة ومحبتكم ، احذروا إذا من أن تريدوا أو تحبوا شيئا غير مرضي من الله ربنا ، أيقنوا أن الله يبغض بهرجة وشهوات العالم لذلك أبغضوا أنتم العالم
الفصل التاسع عشر[عدل]
ولما قال يسوع ذلك أجاب بطرس : يا معلم لقد تركنا كل شيء لنتبعك فما مصيرنا ؟ أجاب يسوع : أنكم لتجلسون يوم الدينونة بجانبي لتشهدوا على أسباط إسرائيل الاثني عشر ، ولما قال يسوع ذلك تنهد قائلا : يارب ما هذا ؟ إني قد اخترت اثني عشر فكان واحد منهم شيطانا ، فحزن التلاميذ جدا لهذه الكلمة ، فعند ذلك سأل الذي يكتب يسوع سرا بدموع قائلا : يا سيد أيخدعني الشيطان وهل أكون منبوذا ، فأجاب يسوع : لا تأسف يا برنابا لأني الذين أختارهم الله قبل خلق العالم لا يهلكون تهلل لأني اسمك مكتوب في سفر الحياة ، وعزى يسوع تلاميذه قائلا : لا تخافوا لأني الذي سيبغضني لا يحزن لكلامي لأنه ليس فيه الشعور الإلهي ، فتعزى المختارون بكلامه ، وأدى يسوع صلواته ، وقال التلاميذ : آمين ليكن هكذا أيها الرب الإله القدير الرحيم ، ولما انتهى يسوع من العبادة نزل من الجبل مع تلاميذه ، والتقى بعشرة برص صرخوا من بعيد : يا يسوع ابن داود ارحمنا ، فدعاهم يسوع إلى قربه وقال لهم : ماذا تريدون مني أيها الأخوة ؟ فصرخوا جميعهم : أعطنا صحة ، أجاب يسوع : أيها الأغبياء أفقدتم عقلكم حتى تقولوا : أعطنا صحة ، ألا ترون أني إنسان نظيركم ؟ ادعوا إلهنا الذي خلقكم وهو القدير الرحيم يشفكم ، فأجاب البرص بدموع : إننا نعلم أنك إنسان نظيرنا ، ولكنك قدوس الله ونبي الرب فصلي لله يشفينا، فتضرع الرسل إلى يسوع قائلين يا معلم أرحمهم ، حينئذ أنّ يسوع وصلى قائلا : أيها الرب الإله القدير الرحيم ، أرحم واصخ السمع إلى كلمات عبدك أرحم رجـاء هؤلاء الرجال ، وامنحهم صحة لأجل محبة إبراهيم أبينا وعهدك المقدس ، إذ قال يسوع ذلك تحول إلى البرص وقال: اذهبوا وأروا أنفسكم للكهنة بحسب شريعة الله ، فانصرف البرص وبرئوا على الطريق ، فلما رأى أحدهم أنه برئ عاد ينشد يسوع ، وكان إسماعيليا، وإذ وجد يسوع انحنى احترامـا له قائلا : أنك حقا قدوس الله ، وتضرع إليه بشكر لكي يقبله خادما ، أجاب يسوع : قد برئ عشرة فأين التسعة ؟ وقال للذي برئ : إني ما أتيت لأُخدَم بل لأخدِم ، فاذهب إذا إلى بيتك ، واذكر ما أعظم ما فعل الله بك لكي يعلموا أن الوعود الموعود بها إبراهيم وابنه مع ملكوت الله آخذة في الاقتراب ، فانصرف الأبرص المبرأ ولما بلغ جيرة حية قص ما صنع الله به بواسطة يسوع .
الفصل العشرين[عدل]
و ذهب يسوع إلى بحر الجليل و نزل في المركب مسافرا إلى الناصرة مدينته ، فحدث نؤ عظيم في البحر حتى اشرف المركب على الغرق ، و كان يسوع نائما في مقدمة المركب ، فدنا منه تلاميذه و أيقظوه قائلين : يا سيد خلص نفسك فإننا هالكون ، و أحاط بهم خوف عظيم بسبب الريح الشديدة التي كانت مضادة و عجيج البحر ، فنهض يسوع و رفع عينيه نحو السماء و قال : يا ألوهيم الصباؤت ارحم عبيدك ، و لما قال يسوع هذا سكنت الريح حالا و هدأ البحر ، فجزع النوتية قائلين : و من هو هذا حتى أن البحر و الريح يطيعانه ، و لما بلغ مدينة الناصرة أذاع النوتية في المدينة كل ما فعله يسوع ، فمثل بين يديه الكتبة و العلماء و قالوا : لقد سمعنا كم فعلت في البحر و اليهودية فأتنا إذا بآية من الآيات هنا في وطنك ، فأجاب يسوع : يطلب هذا الجيل العديم الإيمان آية و لكن لأني تعطى لأنه لا يقبل نبي في وطنه و لقد كانت في زمن إيليا أرامل كثيرات في يهودية و لكنه لم يرسل ليقاتل إلا إلى أرملة صيدا ، و لكن البرص في زمن اليشع في يهودية كثيرين و لكن لم يبرأ إلى نعمان السرياني ، فحنق أهل المدينة و أمسكوه و احتملوه إلى شفا جرف ليرموه و لكن يسوع مشى في وسطهم و انصرف عنهم . الفصل الحادي و العشرون صعد يسوع إلى كفر ناحوم و دنا من المدينة ، و إذا بشخص خرج من بين القبور كان شيطان تمكن منه حتى لم تقو سلسلة على إمساكه فألحق بالناس ضررا كثيرا ، فصرخت الشياطين من فيه قائلة : يا قدوس الله لماذا جئت قبل الوقت لتزعجنا ، و تضرعوا إليه ألا يخرجهم، فسألهم يسوع كم عددكم، فأجابوا: ستة آلاف و ستمائة و ستة و ستون، فلما سمع التلاميذ هذا ارتاعوا و تضرعوا إلى يسوع أن ينصرف، حينئذ أجاب يسوع، أين إيمانكم ؟ يجب عل الشيطان أن ينصر ف لا أنا ، فحينئذ صرخت الشياطين قائلة : إننا نخرج و لكن اسمح لأني أن ندخل نلك الخنازير ، و كان يرعى هناك بجانب البحر نحو عشرة آلاف خنزير للكنعانيين ، فقال يسوع : أخرجوا و ادخلوا في الخنازير ، فدخلت الشياطين الخنازير بجئير و قذفت بها إلى البحر ، حينئذ هرب إلى المدينة رعاة الخنازير و قصوا كل ما جرى على يد يسوع ، فخرج من ثم رجال المدينة فوجدوا يسوع و الرجل الذي شفي ، فارتاح الرجال و ضرعوا إلى يسوع أن ينصرف عن تخومهم ، فانصرف من ثم عنهم و صعد إلى نواحي صور و صيدا ، و إذا بامرأة من كنعان مع ابنيها قد جاءت من بلادها يسوع ، فلما رأته آتيا مع تلاميذه صرخت : يا يسوع ابن داود ارحم ابنتي التي يعذبها الشيطان ، فلم يجب يسوع بكلمة واحدة لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فتحنن التلاميذ و قالوا : يا معلم تحنن عليهم انظر ما أشد صراخهم و عويلهم ، فأجاب يسوع : إني لم أرسل إلا إلى شعب إسرائيل ، فتقدمت المرأة و ابنها إلى يسوع معولة قائلة : يا يسوع بن داود ارحمني ، أجاب يسوع لا يحسن أن يأخذ الخبز من أيدي الأطفال و يطرح للكلاب ، و إنما قال يسوع هذا لنجاستهم لأنهم كانوا من غير أهل الختان ، فأجابت المرأة : يا رب إن الكلاب تأكل الفتات الذي يسقط من مائدة أصحابها ، حينئذ أنذهل يسوع من كلام المرأة و قال : أيتها المرأة إن إيمانك لعظيم ، ثم رفع يديه إلى السماء و صلى لله ثم قال : أيتها المرأة قد حررت ابنتك فاذهبي في طريقك بسلام ، فانصرفت المرأة و لما عادت إلى بيتها وجدت ابنتها التي تسبح الله ،لذلك قالت المرأة : حقا لا إله إلا إله إسرائيل ، فأنظم من ثم أقرباؤها إلى الشريعة عملا بالشريعة المسطورة في كتاب موسى. الفصل الثاني و العشرون فسأل التلاميذ يسوع في ذلك النهار قائلين : يا معلم لماذا أجبت المرأة بهذا الجواب قائلا أنهم كلاب ، أجاب يسوع : الحق أقول لكم أن الكلب أفضل من الرجل الغير مختون ، فحزن التلاميذ قائلين : إن هذا كلام ثقيل و من يقوى على قبوله ، أجاب يسوع : إذا لاحظتم أيها الجهال ما يفعل الكلب الذي لا عقل له لخدمة صاحبه علمتم أن كلامي صادق ، فقولوا لي أيحرس الكلب بيت صاحبه و يعرض نفسه للص ؟ نعم و لكن ما جزاؤه ؟ ضرب كثير و أذى مع قليل من الخبز و هو يظهر لصاحبه وجها مسرورا أصحيح هذا ؟ فأجاب التلاميذ: إنه لصحيح يا معلم ، حينئذ قال يسوع : تأملوا إذا ما أعظم ما وهب الله الإنسان فتروا إذا ما أكفره لعدم وفائه بعهد الله مع عبده إبراهيم ، اذكروا ما قال داود لشاول ملك إسرائيل ضد جليلت الفلسطيني ، قال داود ( يا سيدي بينما كان يرعى عبدك قطيعه جاء ذئب و دب و أسد و انقضت على غنم عبدك ، فجاء عبدك و قتلها و أنقذ الغنم ، و ما هذا الأغلف إلا كواحد منها ، لذلك يذهب عبدك باسم الرب إله إسرائيل و يقتل هذا النجس الذي يجدف على شعب الله الطاهر ) ، حينئذ قال التلاميذ: قل لأني يا معلم لأي سبب يجب على الإنسان الختان ؟ فأجاب يسوع: يكفيكم أن الله أمر به إبراهيم قائلا : ( يا إبراهيم اقطع غزلتك و غزلة كل بيتك لأني هذا عهد بيني و بينك إلى الأبد ) .
الفصل الثالث و العشرون[عدل]
و لما قال ذلك يسوع جلس قريبا من الجبل الذي كانوا يشرفون عليه ، فجاء تلاميذه إلى جانبه ليصغوا إلى كلامه ، حينئذ قال يسوع : انه لما أكل آدم الإنسان الأول الطعام الذي نهاه الله عنه في الفردوس مخدوعا من الشيطان عصى جسده الروح ، فأقسم قائلا : ( تالله لأقطعنك ) ، فكسر شظية من صخر و أمسك جسده ليقطعه بحد الشظية ، فوبخه الملاك جبريل على ذلك ، فأجاب ( لقد أقسمت بالله أن أقطعه فلا أكون حانثا ) ، حينئذ أراه الملاك زائدة جسده فقطعها ، فكما أن جسد كل إنسان من جسد آدم وجب عليه أن يراعي كل عهد اقسم آدم ليقومن به ، و حافظ آدم على فعل ذلك في أولاده ، فتسلسلت سنة الختان من جيل إلى جيل ، إلا أنه لم يكن في زمن إبراهيم سوى النزر القليل من المختونين على الأرض ، لأني عبادة الأوثان تكاثرت على الأرض ، و عليه فقد اخبر الله إبراهيم بحقيقة الختان ، و أثبت هذا العهد قائلا : ( النفس التي لا تختن جسدها إياها أبدد من بين شعبي إلى الأبد ) ، فأرتجف التلاميذ خوفا من كلمات يسوع لأنه تكلم باحتدام الروح ، ثم قال يسوع : دعوا الخوف للذي لم يقطع غزلته لأنه محروم من الفردوس ، و إذا قال هذا تكلم يسوع أيضا قائلا : إن الروح في كثيرين نشيط في خدمة الله أما الجسد فضعيف ، فيجب على من يخاف الله أن يتأمل ما هو الجسد و أين كان أصله و أين مصيره ، من طين الأرض خلق الله الجسد ، و فيه نفخ نسمة الحياة بنفخة فيه ، فمتى اعترض الجسد خدمة الله يجب أن يمتهن و يداس كالطين ، لأني من يبتغض نفسه في هذا العالم يجدها في الحياة الأبدية ، أما ماهية الجسد الآن فواضح من رغائبه أنه العدو الألد لكل صلاح فانه وحده يتوق إلى الخطيئة ، أيجب إذا على الإنسان مرضاة الله خالقه ، تأملوا هذا عن كل القديسين و الأنبياء كانوا أعداء جسدهم لخدمة الله ، لذلك جروا بطيب خاطر إلى حتفهم ، لكي لا يتعدوا شريعة الله المعطاة لموسى عبده و يخدموا الإلهة الباطلة الكاذبة ، اذكروا إيليا الذي هرب جائبا قفار الجبال مقتاتا بالعشب و مرتديا جلد المعز ، واواه كم من يوم لم يأكل ، اواه ما أشد البرد الذي احتمله ، اواه كم من شؤبوب بلله ، و لقد عانى مدة سبع سنين شظف اضطهاد تلك المرآة النجسة إيزابيل ، اذكروا إليشع الذي أكل خبز الشعير و لبس أخشن الأثواب ، الحق أقول لكم إنهم إذ لم يخشوا أن يمتهنوا الجسد روعوا الملوك و الرؤساء و كفى بهذا امتهانا للجسد أيها القوم ، و إذا نظرتم إلى القبور تعلمون ما هو الجسد .
الفصل الرابع و العشرون[عدل]
لما قال يسوع ذلك بكى قائلا: الويل للذين هم خدمة أجسادهم ، لأنهم حقا لا ينالون خيرا في الحياة الأخرى بل عذابا لخطاياهم ، أقول لكم أنه كان نهم غني لم يهمه سوى النهم ، و كان يولم وليمة عظيمة كل يوم ، و كان واقفا على بابه فقير يدعى لعازر و هو ممتلئ قروحا يشتهي أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة النهم ، و لكن لم يعطه أحد إياه بل سخر به الجميع ، و لم يتحنن عليه إلى الكلاب لإنه كانت تلحس قروحه ، و حدث أن مات الفقير و احتملته الملائكة إلى ذراعي إبراهيم أبانا ، و مات الغني و احتملته الشياطين إلى ذراعي إبليس حيث عانى أشد العذاب ، فرفع عينيه و رأى لعازر من بعيد على ذراعي أبراهيم ، فصرخ حينئذ الغني : ( يا أبتاه إبراهيم ارحمني و ابعث لعازر ليحمل لي على أطراف بنانه قطرة ماء تبرد لساني الذي يعذب في هذا اللهيب ) ، فأجاب إبراهيم :( يا بني اذكر انك استوفيت طيباتك في حياتك و لعازر البلايا ، لذلك أنت الآن في الشقاء و هو في العزاء ) ، فصرخ الغني أيضا : ( يا أبتاه إبراهيم إن لي في بيت أبي ثلاثة أخوة فأرسل إذا لعازر ليخبرهم بما أعانيه لكي يتوبوا و لا يأتوا إلى هنا ) ، فأجاب إبراهيم : ( عندهم موسى و الأنبياء فليسمعوا منهم ) ، أجاب الغني : ( كلا يا أبتاه إبراهيم بل إذا قام واحد من الأموات يصدقون ) ، فأجاب إبراهيم: (إن من لا يصدق موسى و الأنبياء لا يصدق الأموات ولو قاموا ) ، و قال يسوع : ( انظروا أليس الفقراء الصابرون مباركين الذين يشتهون ما هو ضروري فقط كارهين الجسد ،ما أشقى الذين يحملون للدف ليعطوا أجسادهم طعاما للدود و لا يتعلمون الحق ، بل هم بعيدون عن ذلك بعدا عظيما حتى إنهم يعيشون هنا كأنهم خالدون ، لأنهم يبنون بيوتا كبيرة و يشترون أملاكا كثيرة و يعيشون في كبرياء ).
الفصل الخامس و العشرون[عدل]
حينئذ قال الكاتب: يا معلم إن كلامك لحق و لذلك قد تركنا كل شيء لنتبعك، فقل لأني إذا كيف يجب علينا أن نبغض جسدنا، الانتحار غير جائز و لما كنا أحياء و جب علينا أن تنقيته، أجاب يسوع: أحفظ جسدك كفرس تغش في أمن ، لأني القوت يعطي للفرش بالمكيال و الشغل بلا قياس ، و يوضع اللجام في فيه ليسير بحسب إرادة ، و يربط لكي لا يزعج أحدا و يحبس في مكان حقير و يضرب إذا عصى ، فهكذا افعل أنت يا برنابا تعيش دوما مع الله ، و لا يغيظنك كلامي لأني داود النبي فعل هذا الشيء نفسه كما يعترف قائلا : ( إني كفرس عندك و إني دائما معك ) ، ألا قل لي أيهما أفقر ؟ الذي يقتنع بالقليل أم الذي يشتهي الكثير ؟ ، الحق أقول لكم لو كان للعالم عقل سليم لم يجمع أحد شيئا لنفسه ، بل كان كل شيء شركة ، و لكن بهذا يعلم جنونه أنه كلما جمع زاد رغبة ، و أن ما يجمعه فإنما يجمعه لراحة الآخرين الجسدية ، فليكفكم إذا ثوب واحد ، و أرموا كيسكم ، لا تحملوا مزودا و لا حذاء في أرجلكم ، و لا تفكروا قائلين : ( مادا يحدث لأني ) بل فكروا أن تفعلوا إرادة الله ، و هو يقدم لكم حاجتكم حتى لا تكونوا في حاجة إلى شيء ، الحق أقول لكم إن الجمع كثيرا في هذه الحياة يكون شهادة أكيدة على عدم وجود شيء يؤخذ في الحياة الأخرى ، لأني من كانت أورشليم وطنا له لا يبني بيوتا في السامرة ، لأنه يوجد عداوة بين المدينتين ، أتفقهون ؟ فأجاب التلاميذ ( بلى). ا
لفصل السادس و العشرون[عدل]
ثم قال يسوع: كان رجل على سفر و بينما كان سائرا وجد كنزا في حقل معروض للبيع بخمسة قطع من النقود هم، فلما علم الرجل ذلك ذهب توا و باع رداءه ليشتري ذلك الحقل فهل يصدق ذلك؟ فأجاب التلاميذ: أن من لا يصدق هذا فهو مجنون ، فقال عندئذ يسوع : أنكم تكونون مجانين إذا كنتم لا تعطون حواسكم الله لتشتروا نفسكم حيث يستقر كنز المحبة ، لأني المحبة كنز لا نظير له ، لأني من يحب الله كان الله له ، ومن كان الله له كان له كل شيء ، أجاب بطرس: قل لأني يا معلم كيف يجب على الإنسان أن يحب الله محبة خالصة ، فأجاب يسوع: الحق أقول لكم أن من لا يبغض أباه و لا أمه و حياته و أولاده و امرأته لأجل محبة الله فمثل هذا ليس أهلا أن يحبه الله ، أجاب بطرس: يا معلم لقد كتب في ناموس الله في كتاب موسى ( أكرم أباك لتعيش طويلا على الأرض ) ، ثم يقول أيضا ( ليكن ملعونا الابن الذي لا يطيع أباه و أمه ) ، و لذلك أمر الله بأن يرجم مثل هذا الابن العقوق أمام باب المدينة وجوبا بغضب الشعب ، فكيف تأمرنا أن نبغض أبانا و أمنا ؟ أجاب يسوع: كل كلمة من كلماتي صادقة ، لأنه ليست مني بل من الله الذي أرسلني إلى بيت إسرائيل ، لذلك أقول لكم إن كل ما عندكم قد أنعم الله به عليكم ، فأي الأمرين أعظم قيمة ؟ العطية أم المعطي؟، فمتى كان أبوك و أمك أو غيرهما عثرة لك في خدمة الله فانبذهم كأنهم أعداء، ألم يقل الله لإبراهيم: ( اخرج من بيت أبيك و أهلك و تعال اسكن في الأرض التي أعطيها لك و لنسلك )، و لماذا قال الله ذلك ؟ ، أليس لأني أبا إبراهيم كان صانع تماثيل يصنع و يعبد آلهة كاذبة؟ و لذلك بلغ العداء بينهما حدا أراد معه الأب أن يحرق ابنه، أجاب بطرس: إن كلماتك صادقة، و إني أضرع إليك أن تقص علينا كيف سخر إبراهيم من أبيه؟ ، أجاب يسوع: كان إبراهيم ابن سبع سنين لما ابتدأ يطلب الله ، فقال يوما لأبيه :( يا أبتاه من صنع الإنسان؟) أجاب الوالد الغبي : ( الإنسان ، لأني صنعتك و أبي صنعني ) ، فأجاب إبراهيم : ( يا أبي ليس الأمر كذلك ، لأني سمعت شيخا ينتحب و يقول: (( يا إلهي لماذا لم تعطني أولادا)). أجاب أبوه:( حقا يا بني الله يساعد الإنسان ليصنع إنسانا و لكنه لا يضع يده فيه، فلا يلزم الإنسان إلا أن يتقدم و يضرع إلى إلهه و يقدم حملانا و غنما ز يساعده إلهه)، أجاب إبراهيم: ( كم إلها هنالك يا أبي؟) ، أجاب الشيخ: (لا عدد لهم يا بني)، فحينئذ أجاب إبراهيم : ( ماذا أفعل يا أبي إذا خدمت إلها و أراد بي الأخر شرا لأني لا أخدمه؟ ، و مهما يكن من الأمر فإنه يصل شقاق و يقع الخصام بين الآلهة و لكن إذا قتل الإله الذي يريد بي شرا إلهي فماذا أفعل ؟ ؟، من المؤكد أنه يقتلني أنا أيضا؟) ، فأجاب الشيخ ضاحكا: ( لا تخف يا بني لأنه لا يخاصم إله إلها ، كلا فإن في الهيكل الكبير الوفاء من الآلهة مع الإله الكبير بعل ، و قد بلغت الآن من العمر سبعين سنة من العمر و مع ذلك فاني لم أر إلها ضرب إلها آخرا ومن المؤكد إن الناس كلهم لا يعبدون إلها واحدا ، بل يعبد واحدا إلها و آخر آخر ) ، أجاب إبراهيم : ( فإذا يوجد وفاق بينهم؟) ، أجاب أبوه (نعم يوجد) ، فقال حينئذ إبراهيم : ( يا أبي أي شيء تشبه الآلهة ؟) و أجاب الشيخ :( يا غبي إني كل يوم اصنع إلها أبيعه لآخرين لأشتري خبزا و أنت لا تعلم كيف تكون الآلهة) ، و كان في تلك الدقيقة يصنع تمثالا فقال( هذا من أخشب النخل و ذاك من الزيتون و ذلك التمثال الصغير من العاج ، انظر ما أجمله ألا يظهر كأنه حي ، حقا لا يعوزه إلا نفس ) ، أجاب إبراهيم: ( إذا يا أبي ليس للآلهة نفس فكيف يهبون الأنفاس؟ و لما لم تكن لهم حياة فكيف يعطون إذا حياة فمن المؤكد يا أبي أنت هؤلاء ليسوا هم الله؟) ، فحنق الشيخ لهذا الكلام قائلا: ( لو كنت بالغا من العمر ما تتمكن من الإدراك لشجبت رأسك بهذه الفأس ، و لكن اصمت إذ ليس لك إدراك ) ، أجاب إبراهيم: ( يا أبي إن كانت الآلهة تساعد على صنع الإنسان فكيف يتأتى لإنسان أن يصنع الآلهة ؟ ، و إذا كانت الآلهة مصنوعة من خشب فان إحراق الخشب خطيئة كبرى ، و لكن قل لي يا أبت كيف و أنت قد صنعت آلهة هذا عديدها لم تساعدك الآلهة لتصنع أولادا كثيرين فتصير أقوى رجل في العالم؟) ، فحنق الأب لما سمع ابنه يتكلم هكذا ، فأكمل الابن قائلا: ( يا أبت هل وجد العالم حينا من الدهر بدون بشر ؟ ) أجاب الشيخ: (نعم و لماذا؟) ، قال إبراهيم : ( لأني أحب أن أعرف من صنع الإله الأول) فقال الشيخ : ( أنصرف الآن من بيتي و دعني أصنع هذه الإله سريعا و تكلمني كلاما ، فمتى كنت جائعا فإنك تشتهي خبزا لا كلاما ) ، فقال إبراهيم : ( إنه لإله عظيم فإنك تقطعه كما تريد و هو لا يدافع عن نفسه ) فغضب الشيخ و قال : ( إن العالم بأسره يقول إنه إله و أنت أيها الغلام الغبي تقول كلا؟ فو آلهتي لو كنت رجلا لقتلتك)، و لما قال ذلك ضرب إبراهيم و رفسه و طرده من البيت.
الفصل السابع و العشرون[عدل]
فضحك التلاميذ من حمق الشيخ ووقفوا منذهلين من فطنة إبراهيم ، و لكن يسوع وبخهم قائلا: لقد نسيتم كلام النبي القائل: (الضحك العاجل نذير البكاء الآجل) ، و أيضا(لا تذهب إلى حيث الضحك بل اجلس حيث ينوحون، لأني هذه الحياة تنقضي في الشقاء)، ثم قال يسوع : ألا تعلمون أن الله في زمن موسى مسخ أناسا كثيرين في مصر حيوانات مخوفة ، لأنهم ضحكوا و استهزؤوا بالآخرين ، احذروا من أن تضحكوا من أحد ما لأنكم بكاءا تبكون بسببه ، فأجاب التلاميذ : أننا ضحكنا من حماقة الشيخ، فأجاب حينئذ يسوع: و لذلك لو لم تكونوا أغبياء لما ضحكتم من الغباوة ، أجابوا : ليرحمنا الله ، قال يسوع ليكن كذلك ، حينئذ قال فيلبس : يا معلم كيف حدث أن أبا إبراهيم أحب أن يحرق ابنه ؟ ، أجاب يسوع: لما بلغ إبراهيم اثنتي عشرة سنة من العمر قال أبوه يوما ( غدا عيد كل الآلهة ، فلذلك سنذهب إلى الهيكل الكبير و نحمل هدية لإلهي بعل العظيم ، و أنت تنتخب لنفسك إلها ، لأنك بلغت سنا يحق لك معه اتخاذ إله ) ، فأجاب إبراهيم بمكر( سمع و طاعة يا أبي )، فبكر في الصباح إلى الهيكل قبل كل أحد ، و لكن إبراهيم كان يحمل تحت صدرته فأسا مستورة ، فلما دخلا الهيكل و ازداد الجمع خبأ إبراهيم نفسه وراء صنم في ناحية مظلمة في الهيكل ، فلما انصرف أبوه ظن أن إبراهيم سبقه إلى البيت و لذلك لم يمكث ليفتش عليه.
الفصل الثامن و العشرون[عدل]
و لما انصرف كل أحد من الهيكل أقفل الكهنة الهيكل و انصرفوا، فأخذ إبراهيم إذ ذاك الفأس و قطع قوائم جميع الأصنام إلا الكبير بعلا، فوضع الفأس عند قوائمه بين جذاذ التماثيل التي تساقطت قطعا لأنه كانت قديمة العهد و مؤلفة من أجزاء ، و لما كان إبراهيم خارجا من الهيكل رآه جماعة من الناس فظنوا انه دخل ليسرق شيئا من الهيكل فأمسكوه، و لما بلغوا به الهيكل و رأوا آلهتهم محطمة قطعا صرخوا منتحبين : ( أسرعوا يا قوم و لنقتل الذي قتل آلهتنا) ، فهرع إلى هنالك نحو عشرة آلاف رجل من الكهنة و سألوا إبراهيم عن السبب الذي لأجله حطم آلهتهم ، أجاب إبراهيم :( إنكم لأغبياء ، أيقتل الإنسان الله ، إن الذي قتلها إنما هو الإله الكبير ، ألا ترون الفأس التي عند قدميه إنه لا يبتغي له أندادا ) فوصل أبو إبراهيم الذي ذكر أحاديث إبراهيم في آلهتهم ، و عرف الفأس التي حطم بها إبراهيم الأصنام ، فصرخ: إنما قتل آلهتنا ابني الخائن هذا لأني هذه الفأس فأسي ، و قص عليهم كل ما جرى بينه و بين ابنه ، فجمع القوم مقدارا كبيرا من الحطب ، و ربطوا يدي إبراهيم و رجليه ، ووضعوه على الحطب ووضعوا نارا تحته ، فإذا الله قد أمر النار بواسطة ملاكه جبريل ألا تحرق عبده إبراهيم ، فأضرمت النار باحتدام و حرقت نحو ألفي رجل من الذين حكموا على إبراهيم بالموت ، و أما إبراهيم فقد وجد نفسه مطلق السراح إذ حمله ملاك الله إلى مقربة من بيت أبيه دون أن يرى من حمله ، و هكذا نجا إبراهيم من الموت.
الفصل التاسع و العشرون[عدل]
حينئذ قال فيلبس: ما أعظم هي الرحمة الله للذين يحبونه، قل يا معلم كيف و صل إلى معرفة الله، أجاب يسوع: لما بلغ إبراهيم جوار بيت أبيه خاف أن يدخل البيت ، فانتقل إلى بعد البيت و جلس تحت شجرة نخل حيث لبث منفردا ، و قال:( لا بد من وجود إله ذي حياة و قوة أكثر من الإنسان لأنه يصنع الإنسان ، و الإنسان بدون الله لا يقدر أن يصنع الإنسان ) ، حينئذ التفت حوله و أجال نظره في النجوم و القمر و الشمس فظن أنها هي الله و لكن بعد تبصر في تغيراتها و حركتها قال : ( يجب ألا تطرأ على الله الحركة و لا تحجبه الغيوم و إلا فني الناس ) ، و بينما هو متحير سمع اسمه ينادي: ( يا إبراهيم) ، فلما التفت و لم ير أحد في جهة قال: ( إني قد سمعت يا إبراهيم )، ثم سمع كذلك اسمه ينادى مرتين أخريين ( يا إبراهيم )، فأجاب: ( من يناديني؟)، حينئذ سمع قائلا يقول: ( إنه أنا ملاك الله جبريل )، فارتاع إبراهيم ، و لكن الملاك سكن روعه قائلا: ( لا تخف يا إبراهيم لأنك خليل الله ، فإنك لما حطمت آلهة الناس تحطيما اصطفاك إله الملائكة و الأنبياء حتى إنك كتبت في سفر الحياة)، حينئذ قال إبراهيم( ماذا يجب علي أن أفعل لأعبد إله الملائكة و الأنبياء الأطهار؟)، فأجاب الملاك: ( اذهب إلى ذلك الينبوع و اغتسل ، لأني الله يريد أن يكلمك )، أجاب إبراهيم: ( كيف ينبغي أن اغتسل ؟)، فتبدى له حينئذ الملاك يافعا جميلا و اغتسل من الينبوع قائلا: (افعل ذلك بنفسك يا إبراهيم)، فلما اغتسل إبراهيم قال الملاك ( ارتق ذلك الجبل لأني الله يريد أن يكلمك هناك)، فارتقى إبراهيم الجبل كما قال له الملاك ، ولما جثا على ركبتيه قال لنفسه ( متى يا ترى يكلمني إله الملائكة؟)، فسمع صوتا يناديه ( يا إبراهيم)، فأجابه إبراهيم: (من يناديني؟)، فأجاب الصوت: ( أنا إلهك يا إبراهيم)، أما إبراهيم فارتاع و عفر بوجهه الأرض قائلا: (كيف يصغي عبدك إليك و هو تراب ورماد؟) ، حينئذ قال الله ( لا تخف بل انهض لأني قد اصطفيتك عبدا لي و إني أريد أن أباركك و أجعلك شعبا عظيما، فاخرج إذا من بيت أبيك و أهلك و تعالى اسكن في الأرض التي أطيكها أنت و نسلك ، فأجاب إبراهيم: ( إني لفاعل كل ذلك يا رب و لكن أحرسني لكي لا يضربني إله آخر)، فتكلم الله قائلا: ( أنا الله أحد، ولا إله غيري ، أضرب و أشفي ، أميت و أحي ، أنزل الجحيم و أخرج منه ، ولا يقدر أحد أن ينقذ نفسه من يدي)، ثم أعطاه الله عهد الختان و هكذا عرف الله أبونا إبراهيم ، و لما قال يسوع هذا رفع يديه قائلا: الكرامة و المجد لك يا الله، ليكن كذلك.
الفصل الثلاثون[عدل]
و ذهب يسوع إلى أورشليم قرب المظال و هو أحد أعياد أمتنا ، فلما علم هذا الكتبة و الفريسيون تشاوروا ليتسقطوه بكلامه ، فلذلك جاء إليه فقيه قائلا: يا معلم ماذا يجب أن أفعل لأحصل على الحياة الأبدية؟ ، أجاب يسوع: كيف كتب في الناموس ؟أجاب قائلا: أحب إلهك و قريبك، أحب إلهك فوق كل شيء بكل قلبك و عقلك، و قريبك كنفسك، أجاب يسوع: أجبت حسنا،و إني أقول لك اذهب و أفعل هكذا تكن لك الحياة الأبدية،فقال له: من هو قريبي؟، أجاب يسوع رافعا طرفه: كان رجل نازلا من أورشليم ليذهب إلى أريحا مدينة أعيد بناؤها تحت لعنة، فأمسك اللصوص هذا الرجل على الطريق و جرحوه و عروه، ثم انصرفوا و تركوه مشرفا على الموت، فاتفق أن مر كاهن بذلك الموضع، فلما رأى الجريح سار دون أن يحييه، و مر مثله لاوي دون أن يقول كلمة، و اتفق أن مر(أيضا) سامري،فلما رأى الجريح عطف عليه و ترجل عن فرسه و أخذ الجريح و غسل جراحه بخمر و دهنها بدهن، و بعد أن ضمد جراحه و عزاه أركبه على فرسه، و لما بلغ في المساء النزل سلمه إلى عناية صاحبه،\و لما نهض صباحا قال: اعتن بهذا الرجل و أنا أدفع لك كل شيء، و بعد أن قدم أربع قطع من الذهب للعليل لأجل صاحب النزل قال: تعز لأني أعود سريعا و اذهب بك إلى بيتي ، قال يسوع: قل لي أيهما كان القريب؟ أجاب الفقيه: الذي أظهر الرحمة ، حينئذ قال يسوع: قد أجبت بالصواب، فاذهب و أفعل كذلك، فانصرف الفقيه بالخيبة.
الفصل الحادي و العشرون[عدل]
فاقترب الكهنة حينئذ إلى يسوع و قالوا يا معلم أيجوز أن تعطي جزية لقيصر؟، فالتفت يسوع ليهوذا و قال:هل معك نقود؟ ثم أخذ يسوع بيده فلسا و التفت إلى الكهنة و قال لهم: إن على هذا الفلس صورة فقولوا لي صورة من هي؟ فأجابوا: صورة قيصر، فقال يسوع: أعطوا إذا ما لقيصر لقيصر و أعطوا ما لله لله ، حينئذ انصرفوا بالخيبة ، و اقترب قائد مئة قائلا: يا سيد إن ابني مريض فارحم شيخوختي ، أجاب يسوع ليرحمك الرب إله إسرائيل، و لما كان الرجل منصرف قال يسوع: انتظرني، لأني آت إلى بيتك لأصلي على ابنك، أجاب قائد المئة : يا سيد إني لست أهلا و أنت نبي الله تأتي إلى بيتي ، تكفيني كلمتك التي تكلمت بها لشفاء ابني ، لأني إلهك قد جعلك سيدا على كال مرض كما قال لي ملاكه في المنام، فتعجب حينئذ يسوع كثيرا، و قال ملتفتا إلى الجمع: أنظروا هذا الأجنبي لأني فيه إيمان أكثر من وجد في إسرائيل، ثم التفت إلى قائد المئة و قال : اذهب بسلام لأني الله منح ابنك صحة لأجل الإيمان العظيم الذي اعطاكه، فمضى قائد المئة في طريقه ، و التقى في الطريق بخدمته الذين أخبروه أن ابنه قد بريء، أجاب الرجل : في أي ساعة تركته الحمى؟ فقالوا: أمس في الساعة السادسة انصرفت عنه الحمى ، فعلم الرجل انه لما قال يسوع ( ليرحمك الرب إله إسرائيل) استرد ابنه صحته، لذلك آمن الرجل بإلهنا ، و لما دخل بيته حطم كل آلهته تحطيما قائلا: ليس الإله الحقيقي الحي سوى إله إسرائيل، لذلك قال: ( لا يأكل خبزي أحد لم يعبد إله إسرائيل).
الفصل الثاني و الثلاثون[عدل]
و دعا أحد المتضلعين من الشريعة يسوع للعشاء ليجربه، فجاء يسوع إلى هناك مع تلاميذه، و كثيرون من الكتبة انتظروه في البيت ليجربوه ، فجلس التلاميذ إلى المائدة دون أن يغسلوا أيديهم، فدعا الكتبة يسوع قائلين: لماذا لا يحفظ تلاميذك تقاليد شيوخنا بعدم غسل أيديهم قبل أن يأكلوا خبزا؟، أجاب يسوع: و أنا أسألكم لأي سبب أبطلتم شريعة الله لتحفظوا تقاليدكم؟، تقولون لأولاد الآباء الفقراء ( قدموا و أنذروا نذورا للهيكل) و هم إنما يجعلون نذورا من النزر الذي يجب أن يعولوا به آبائهم، إذا أحب آبائهم أن يأخذوا نقودا يصرخ الأبناء ( أن هذه النقود نذر الله )، فيصيب الآباء بسبب ذلك ضيق، أيها الكتبة الكاذبون المراؤون
أيستعمل الله هذه النقود؟ كلا ثم كلا، لأني الله لا يأكل كما يقول بواسطة عبده داود النبي ( هل آكل لحم الثيران و أشرب دم الغنم أعطني ذبيحة الحمد و قدم لي نذورك، لأني إن جعت لا أطلب منك شيئا لأني كل الأشياء في يدي و عندي وفرة الجنة)، أيها المراؤون إنكم إنما تفعلون ذلك لتملأوا كيسكم و لذلك تعشرون السذاب و النعنع ، ما أشقاكم لأنكم تظهرون لآخرون أشد الطرق وضوحا و لا تسيرون فيها، أبها الكتبة و الفقهاء إنكم تضعون عل عواتق الآخرين أحمالا لا يطاق حملها ، و لكنكم أنفسكم لا تحركونها بإحدى أصابعكم ، الحق أقول لكم أن كل شر إنما دخل العالم بوسيلة الشيوخ، قولوا لي من أدخل عبادة الأصنام إلا طريقة الشيوخ ، انه كان ملك أحب أباه كثيرا و كان اسمه بعلا، فلما مات الأب أمر ابنه بصنع تمثال شبه أبيه تعزية لنفسه ، و نصبه في سوق المدينة ، و أمر بأن يكون كل من اقترب من ذلك التمثال إلى مسافة خمسة عشر ذراعا في مأمن لا يلحق أحد به أذى على الإطلاق ، و عليه أخذ الأشرار بسبب الفوائد التي جنوها من التمثال يقدمون له وردا و زهورا ، تم تحولت هذه الهدايا في ومن قصير إلى نقود و طعام حتى سموه إلها تكريما له، و هذا الشيء تحول من عادة إلى شريعة حتى إن الصنم بعلا انتشر في العالم كله، و قد ندب الله على هذا بواسطة أشعيا قائلا: ( حقا إن الشعب يعبدني باطلا، لأنهم أبطلوا شريعتي التي أعطاهم إياها عبدي موسى و يتعبدون تقاليد شيوخهم)، الحق أقول لكم أن أكل الخبز بأيد غير نظيفة لا ينجس إنسانا لأني ما يدخل الإنسان لا ينجس الإنسان بل الذي يخرج من الإنسان ينجس الإنسان ، فقال حينئذ أحد الكتبة: إن أكلت لحم الخنزير أو لحوما أخرى نجسة أفلا تنجس هذه ضميري ؟، أجاب يسوع : إن العصيان لا يدخل الإنسان بل يخرج من الإنسان من قلبه، ولذلك يكون نجسا متى أكل طعاما محرما ، حينئذ قال أحد الفقهاء: يا معلم لقد تكلمت كثيرا في عبادة الأصنام كأن عند شعب إسرائيل أصناما،و عليه فقد أسأت إلينا ، أجاب يسوع: أعلم جيدا انه لا يوجد اليوم تماثيل من خشب في إسرائيل و لكن توجد تماثيل من جسد ، فأجاب حينئذ جميع الكتبة بخنق: أنحن إذا عبدة أصنام؟، أجاب يسوع: الحق أقول لكم لا تقول الشريعة اعبد بل أحب الرب إلهك بكل نفسك و بكل قلبك و بكل عقلك، ثم قال يسوع:أصحيح هذا؟ فأجاب كل واحد: إنه لصحيح.
الفصل الثالث و الثلاثون[عدل]
ثم قال يسوع حقا إن كل ما يحبه الإنسان و يترك لأجله كل شيء سواه فهو إلهه، و هكذا فإن صنم الزاني هو الزانية و صنم النهم و السكير جسده ، و صنم الطماع الفضة و الذهب ، و قس عليه كل خاطئ آخر ، فقال حينئذ الذي دعاه: يا معلم ما هي أعظم خطيئة ؟ن أجاب يسوع: أي الخراب أعظم في البيت؟،فسكت كل واحد ، ثم أشار يسوع بإصبعه إلى الأساس و قال: إذا تزعزع أساس سقط البيت خرابا، فيلزم إذ ذاك أن يبني جديدا ، و لكن إذا تداعى أي جزء سواه يمكن ترميمه ، و لذلك أقول لكم أن عبادة الأصنام هي أعظم خطيئة، لأنه تجرد الإنسان بالمرة من الإيمان، فتجرده من الله بحيث لا تكون له محبة روحية ، و لكن كل خطيئة أخرى تترك للإنسان أمل نيل الرحمة،ولذلك أقول إن عبادة الأصنام أعظم خطيئة، فوقف الجميع مبهوتين من حديث يسوع لأنهم علموا أنه لا يمكن الرد عليه مطلقا،ثم أتم يسوع: تذكروا ما تكلم الله به و ما كتبه موسى و يشوع في الناموس فتعلموا ما أعظم هذه الخطيئة ، قال الله مخاطبا إسرائيل: لا تصنع لك تمثالا مما في السماء و لا مما تحت السماء، و لا تصنعه مما فوق الأرض و لا مما تحت الأرض، و لا مما فوق الماء و لا مما تحت الماء ، إني إلهك قوي و غيور ينتقم لهذه الخطيئة من الآباء و أبنائهم حتى الجيل الرابع، فاذكروا كيف لما صنع آباؤنا العجل و عبدوه أخد يشوع و سبط لاوي السيف بأمر الله و قتلوا ألف و عشرين ألفا من أولئك الذين لم يطلبوا الرحمة من الله، ما أشد دينونة الله على عبدة الأوثان.
الفصل الرابع و الثلاثون[عدل]
و كان أمام الباب الواحد كانت يده اليمنى متيبسة إلى حد لم يتمكن معه من استعمالها، فوجه يسوع قلبه لله و صلى ثم قال: لتعلموا أن كلماتي حق أقول باسم الله امدد يا رجل يدك المريضة ، فمدها صحيحة كأن لم تصبها علة، حينئذ إبتدأوا يأكلون بخوف الله،و بعد أن أكلوا قليلا قال يسوع أيضا: الحق أقول لكم أن إحراق مدينة لأفضل من أن يترك فيها عادة رديئة، لأني لأجل مثل هذا يغضب الله على رؤساء و ملوك الأرض الذين أعطاهم الله سيفا ليفنوا الآثام،ثم قال بعد ذلك يسوع: متى دعيت فأذكر ألا تضع نفسك في الموضع الأعلى ، حتى إذا جاء صديق لصاحب البيت أعظم منك لا يقول لك صاحب البيت(قم و اجلس أسفل ) فيكون باعثا لك على الخجل،بل اذهب و أجلس في أحقر موضع ليجيء الذي دعاك و يقول( قم يا صديق و اجلس هنا في الأعلى ) فيكون لك حينئذ فخر عظيم ، لأني من يرفع نفسه يتضع و من يضع نفسه يرتفع، الحق أقول لكم إن الشيطان لم يخذل إلا بخطيئة الكبرياء،كما يقول النبي إشعيا موبخا إياه بهذه الكلمات: (كيف سقطت من السماء يا كوكب الصبح يا من كنت جمال الملائكة و أشرقت كالفجر، حقا إن كبرياءك قد سقطت للأرض)، الحق أقول لكم إذا عرف إنسان شقاءه فإنه يبكي هنا على الأرض دائما، و يحسب نفسه أحقر من كل شيء آخر، و لا سبب وراء هذا لبكاء الإنسان الأول و امرأته مئة سنة بدون انقطاع طالبين رحمة من الله، لأنهما علما يقينا أين سقطا بكبريائهما، و لما سمع يسوع هذا الشكر، و ذاع ذلك اليوم في أورشليم الأشياء العظيمة التي قالها يسوع و الآية التي صنعها ، فشكر الشعب الله مباركين اسمه القدوس، أما الكتبة و الكهنة فلما أدركوا أنه ندد بتقاليد الشيوخ أضطرموا ببغضاء أشد، و قسوا قلوبهم نظير فرعون، و لذلك طلبوا فرصة ليقتلوه و لكنهم لم يجدوها.
الفصل الخامس و الثلاثون[عدل]
و انصرف يسوع من أورشليم، و ذهب إلى البرية وراء الأردن، فقال تلاميذه الذين كانوا جالسين حوله: يا معلم قل لأني كيف سقط الشيطان بكبريائه، لأني كنا نعلم انه سقط بسبب العصيان، و لأنه كان دائما يفتن الإنسان ليفعل شرا ، أجاب يسوع: لما خلق الله كتلة من التراب، و تركها خمسا و عشرين ألف سنة بدون أن يفعل شيئا آخر، علم الشيطان الذي كان بمثابة كاهن و رئيس للملائكة لما كان عليه من الإدراك العظيم أن الله سيأخذ من تلك الكتلة مئة و أربعة و أربعين ألفا موسومين بسمة النبوة و رسول الله الذي خلق الله روحه قبل كل شيء آخر بستين آلف سنة، و لذلك غضب الشيطان فأغرى الملائكة قائلا: ( انظروا سيريد الله يوما ما أن نسجد لهذا التراب ، و عليه فتبصروا في أننا روح و أنه لا يليق أن نفعل ذلك)، لذلك ترك الله كثيرون، من ثم قال الله يوما لما التأمت الملائكة كلهم ( ليسجد توا كل من اتخذني ربا لهذا التراب ، و الذين كانوا على شاكلته فقالوا: ( يا رب إننا روح و لذلك ليس من العدل أن نسجد لهذه الطينة )، و لما قال الشيطان ذلك أصبح هائلا و مخوف النظر ، و أصبح أتباعه مقبوحين، لأني الله أزال بسبب عصيانهم الجمال الذي جملهم به لما خلقهم ، فلما رفع الملائكة الأطهار رؤوسهم رأوا شدة قبح الهولة التي تحول الشيطان إليها، و خر أتباعه على وجوههم إلى الأرض خائفين، حينئذ قال الشيطان: ( يا رب جعلتني قبيحا ظلما و لكنني راض بذلك لأني أروم أن أبطل كل ما فعلت)، و قالت الشياطين الأخرى: ( لا تدعه ربا يا كوكب الصبح لأنك أنت الرب)حينئذ قال الله لأتباع الشيطان: ( توبوا و اعترفوا بأنني أنا الله خالقكم) أجابوا( إننا نتوب عن سجودنا لك لأنك غير عادل ،و لكن الشيطان عادل و بريء و هو ربنا) حينئذ قال الله: ( انصرفوا عني أيها الملاعين لأنه ليس عندي رحمة لكم )و بصق الشيطان أثناء انصرافه على كتلة التراب، فرفع جبريل ذبك البصاق مع شيء من التراب فكان للإنسان بسبب ذلك سرة في بطنه .
الفصل السادس و الثلاثون[عدل]
فدهش التلاميذ دهشا عظيم لعصيان الملائكة،حينئذ قال يسوع: الحق أقول لكم إن من لا يصلي فهو من شيطان، و سيحل به عذاب أعظم، لأنه لم يكن للشيطان قبل سقوطه عبر في الخوف ، و لم يرسل الله له رسولا يدعوه إلى التوبة، و لكن الإنسان و قد جاء الأنبياء كلهم إلا رسول الله الذي سيتأتي بعدي لأني الله يريد ذلك حتى أهيئ طريقه، يعيش بإهمال بدون أدنى خوف كأنه لا يوجد إله مع إن له أمثلة لا عدد لها على عدل الله ، فعن مثل هؤلاء قال داود النبي: ( قال الجاهل في قلبه ليس إله لذلك كانوا يفسدون و أمسوا رجسا دون أن يكون فيهم واحد يفعل صلاحا) صلوا بدون انقطاع يا تلاميذي لتعطوا، لأني من يطلب يجد،و من يقرع يفتح له، ومن يسأل يعط، و لا تنتظروا في صلواتكم إلى كثرة الكلام لأني الله ينظر إلى القلب كما قال سليمان ( يا عبدي أعطني قلبك) الحق أقول لكم لعمر الله إن المرائين يصلون كثيرا في كل أنحاء المدينة لينظرهم الجمهور ويعدهم قديسين و لكن قلوبهم ممتلئة شرا، فهم ليسوا على جد في ما يطلبون ، فمن الضروري أن تكون مخلصا في صلاتك إذا أحببت أن يقبلها الله، فقولوا لي من يذهب ليكلم الحاكم الروماني أو هيرودس و لا يكون قصده موجها إلى من هو ذاهب إليه و إلى ما هو عازم أن يطلبه منه؟،لا أحد مطلقا، فإذا كان الإنسان يفعل كذلك ليكلم رجلا فماذا على الإنسان أن يفعل ليكلم الله،و يطلب منه رحمة لخطاياه شاكرا إياه على كل ما أعطاه ، الحق أقول لكم إن الذين يقيمون الصلاة قليلون،و لذلك كان للشيطان تسلط عليهم ، لأني الله لا يحب أولئك الذين يكرمونه بشفاههم، و لكن قلوبهم تستصرخ العدل ،كما تكلم إشعيا النبي قائلا: ( ابعد هذا الشعب الثقيل على ، لأنهم يحترمونني بشفاههم أما قلبهم فمبتعد عني)، الحق أقول لكم إن الذي يذهب ليصلي بدون تدبر يستهزئ بالله ، من يذهب ليكلم هيرودس و يوليه ظهره؟ و يمدح أمامه بيلاطس الحاكم الذي يكرهه حتى الموت؟،لا أحد مطلقا،و لكن الإنسان الذي يذهب ليصلي و لا يعد نفسه لا يكون فعله دون هذا، فإنه يولي الله ظهره و الشيطان وجههن لأني في قلبه محبة الإثم التي لم يتب عنها، فإذا أساء إليك أحد و قال لك بشقتيه: ( اغفر لي )و ضربك ضربة بيديه فكيف تغفر له؟ هكذا يرحم الله الذين يقولون بشفاههم ( يا رب ارحمنا) و يحبون بقلوبهم الإثم و يهمون بخطايا جديدة.
الفصل السابع و الثلاثون[عدل]
فبكى التلاميذ لكلام يسوع، و تضرعوا إليه قائلين: يا سيد علمنا لنصلي، أجاب يسوع: تأملوا ماذا تفعلون إذا ألقي القبض عليكم الحاكم الروماني ليعدمكم، فافعلوا نظير ذلك حينما تصلون ، وليكن كلامكم هذا ، أبها الرب إلهنا ، ليتقدس اسمك القدوس، ليأت ملكوتك فينا، لتنفذ مشيئتك دائما، و كما هي نافذة في السماء لتكن نافذة كذلك على الأرض ، أعطنا الخبز لكل يوم ، و اغفر لأني خطايانا، كما نغفر نحن لمن يخطئون إلينا،و لا تسمح بدخولنا في التجارب،و لكن نجنا من الشرير، لأنك أنت وحدك إلهنا الذي يجب له المجد و الإكرام إلى الأبد.
الفصل الثامن و الثلاثون[عدل]
حينئذ أجاب يوحنا: يا معلم لنغتسل كما أمر الله على لسان موسى، قال يسوع: أتظنون إني جئت لأجل الشريعة و الأنبياء؟، الحق أقول لكم لعمر الله إني لم آت لإبطالها و لكن لأحفظها، لأني كل نبي حفظ شريعة الله و كل ما تكلم الله به على لسان الأنبياء الآخرين، لعمر الله الذي تقف نفسي في حضرته لا يمكن أن يكون مرضيا الله من يخالف أقل وصاياه،و لكنه يكون الأصغر في ملكوت الله، بل لا يكون له نصيب هناك، و أقول لكم أيضا أنه لا يمكن مخالفة حرف واحد من شريعة الله إلا بإجتراح أكبر الآثام، و لكني أحب أن تفقهوا أنه ضروري أن تحافظوا على هذه الكلمات التي قالها الله على لسان إشعيا النبي(اغتسلوا و كونوا أنقياء أبعدوا أفكاركم عن عيني) الحق أقول لكم إن ماء البحر كله لا يغسل من يحب الآثام بقلبه، و أقول لكم أيضا إنه لا يقدم أحد صلاة مرضية لله إن لم يغتسل، و لكنه يحمل نفسه خطيئة شبيهة بعبادة الأوثان، صدقوني بالحق انه إذا صلى إنسان لله كما يجب ينال كل ما يطلب ، اذكروا موسى عبد الله الذي ضرب بصلاته مصر و شق البحر الأحمر و أغرق هناك فرعون و جيشه ،و اذكروا يشوع الذي أوقف الشمس،و صموئيل الذي أوقع الرعب في الجيش الفلسطينيين الذي لا يحصى ، و إيليا الذي أمطر نارا من السماء، و أقام اليشع ميتا ، و كثيرون غيرهم من الأنبياء الأطهار الذين بواسطة الصلاة نالوا كل ما طلبوا، و لكن هؤلاء الناس لم يطلبوا في الحقيقة شيئا لهم أنفسهم، بل إنما طلبوا الله و مجده.
الفصل التاسع و الثلاثون[عدل]
حينئذ قال يوحنا: حسنا تكلمت يا معلم ، و لكن ينقصنا أن نعرف كيف أخطأ الإنسان بسبب الكبرياء، أجاب يسوع:لما طرد الله الشيطان،و طهر الملاك جبريل تلك الكتلة من التراب التي بصق عليها الشيطان، خلق الله كل شيء حي من الحيوانات التي تطير ومن التي تطير ومن التي تدب و تسبح ،و زين العالم بكل ما فيه، فاقترب الشيطان يوما ما من أبواب الجنة، فلما رأى الخيل تأكل العشب أخبرها إنه إذا تأتي لتلك الكتلة من التراب أن يصير لها نفس أصابها ضنك، و لذلك كان من مصلحتها أن تدوس تلك القطعة من التراب. على طريقة لا تكون بعدها صالحة لشيء، فثارت الخيل و أخذت تعدو بشدة على تلك القطعة من التراب التي كانت بين الزنابق و الورود، فأعطى الله من ثم روحا لذلك الجزء النجس من التراب الذي وقع عليه بصاق الشيطان الذي كان أخذه جبريل من الكتلة ، و أنشأ الكلب فأخذ ينبح فروع الخيل فهربت، ثم أعطى الله نفسه للإنسان و كانت الملائكة كلها ترنم : ( اللهم ربنا تبارك اسمك القدوس) فلما انتصب آدم على قدميه رأى في الهواء كتابة تتألق كالشمس نصها (( لا إله إلا الله و محمد رسول الله ))، ففتح حينئذ آدم فاه و قال: ( أشكرك أيها الرب إلهي لأنك تفضلت فخلقتني، و لمن أضرع إليك أن تنبآني ما معنى هذه الكلمات (( محمد رسول الله ))، فأجاب الله: ( مرحبا بك يا عبدي آدم ، و أني أقول لك أنك أول إنسان خلقت، و هذا الذي رأيته إنما هو ابنك الذي سيأتي إلى العالم بعد الآن بسنين عديدة ، و سيكون رسولي الذي لأجله خلقت كل الأشياء، الذي متى جاء سيعطي نورا للعالم، الذي كانت نفسه موضوعة في بهاء سماوي ستين ألف سنة قبل أن أخلق شيئا) فضرع آدم إلى الله قائلا: ( يا ربي هبني هذه الكتابة على أظافر أصابع يدي ) فمنح الله الإنسان الأول تلك الكتابة على إبهاميه، على ظفر إبهامه اليد اليمنى ما نصه ((لا إله إلا الله))، و على ظفر إبهام اليد اليسرى ما نصه ((محمد رسول الله))، فقبل الإنسان الأول بحنو أبوي هذه الكلمات، و مسح عينيه و قال: (بورك ذلك اليوم الذي سيأتي فيه إلى العالم) فلما رأى الله الإنسان وحده قال: (ليس حسنا أن يكون وحده) فلذلك نومه، و أخذ ضلعا من جهة القلب، و ملأ الموضع لحما، فخلق من تلك الضلع حواء، و جعلها امرأة لآدم، و أقام الزوجين سيدي الجنة ، وقال لهما : ( أنظروا إني أعطيكما كل ثمر لتأكلا منه خلا التفاح و الحنطة)ثم قال: ( احذروا أن تأكلا شيئا من هذه الأثمار ، لأنكما تصيران نجسين، فلا اسمح لكما بالبقاء هنا بل أطردكما و يحل بكما شقاء عظيم).
الفصل الأربعون[عدل]
فلما علم الشيطان بذلك تميز غيظا، فاقترب إلى باب الجنة حيث كان الحارس حية مخوفة لها قوائم كجمل و أظافر أقدامها محددة من كل جانب كموسى، فقال لها العدو: (اسمحي لي بأن ادخل الجنة) أجابت الحية: (و كيف أسمح لك بالدخول و قد أمرني الله بأن أطردك؟) أجاب الشيطان : ( ألا ترين كم يحبك الله إذ أقامك خارج الجنة لتحرسي كتلة الطين و هي الإنسان؟، فإذا أدخلتني الجنة أجعلك رهيبة حتى أن كل أحد يهرب منك، فتذهبين و تقيمين حسب إرادة) فقالت الحية( و كيف أدخلك) أجاب الشيطان: (إنك كبيرة فافتحي فاك فأدخل بطنك ، فمتى دخلت الجنة ضعيني بجانب هاتين الكتلتين من الطين اللتين تمشيان حديثا على الأرض) ففعلت عندئذ الحية ذلك، ووضعت الشيطان بجانب حواء لأني آدم زوجها كان نائما، فتمثل الشيطان للمرأة ملاك جميلا و قال لها: (لماذا لا تأكلان من هذه التفاح و هذه الحنطة؟) أجابت حواء: ( قال لأني إلهنا إنا إذا أكلنا منها صرنا نجسين و لذلك يطردنا من الجنة) فأجاب الشيطان: ( انه لم يقل الصدق، فيجب أن تعرفي أن الله شرير و حسود،ولذلك لا يحتمل أندادا،و لكنه يستبعد كل أحد، و هو إنما قال لكما ذلك لكيلا تصيرا ندين له، و لكن إذا كنت و عشيرك تعملان بنصيحتي فإنكما تأكلان من هذه الأثمار كما تأكلان من غيرها،و لا تلبثا خاضعين لآخرين،بل تعرفان الخير و الشر كالله و تفعلان ما تريدان ، لأنكما تصيران ندين لله) فأخذت حينئذ حواء و أكلت من الأثمار، و لما استيقظ زوجها أخبرته بكل ما قال الشيطان، فتناول منها ما قدمته له و أكل ،و بينما كان الطعام نازلا ذكر كلام الله، فلذلك أراد أن يوقف الطعام فوضع يده في حلقه حيث كل إنسان له علامة.
الفصل الحادي و الأربعون[عدل]
حينئذ علم كلاهما أنهما كانا عريانين، فلذلك استحيا و أخذ أوراق التين و صنعا ثوبا لسوأتهما، فلما مالت الظهيرة إذا بالله قد ظهر لهما و نادى آدم قائلا: (آدم أين أنت) فأجاب: (يا رب تخبأت من حضرتك لأني و امرأتي عريانان فلذلك نستحي أن نتقدم أمامك)فقال الله: (ومن اغتصب منكما براءتكما إلا أن تكونا أكلتما التمر فصرتما بسببه نجسين، و لا يمكنكما أن تمكثا بعد في الجنة)، أجاب آدم: (يا رب إن الزوجة التي أعطيتني طلبت مني أن آكل فأكلت منه) حينئذ قال الله للمرأة: (لماذا أعطيت كهذا لزوجك؟) أجابت حواء: (إن الشيطان خدعني فأكلت) قال الله: (كيف دخل ذلك الرجيم إلى هنا؟)أجابت حواء: (إن الحية التي تقف على الباب الشمالي من الجنة أحضرته إلى جانبي)فقال الله لآدم: (لتكن الأرض ملعونة بعملك لأنك أصغيت لصوت امرأتك و أكلت الثمر، لتنبت لك حسكا و شوكا،و لتأكل الخبز بعرق وجهك، وأذكر إنك تراب وإلى التراب تعود)و كلم حواء قائلا: (و أنت أصغيت للشيطان،و أعطيت زوجك الطعام تلبثين تحت تسلط الرجل الذي يعاملك كأمة،و تحملين الأولاد بالألم،و لما دعا الحية دعا الملاك ميخائيل الذي يحمل سيف الله و قال: (اطرد أولا من الجنة هذه الحية الخبيثة،و متى صارت خارجا فاقطع قوائمها،فإذا إرادة أن تمشي يجب أن تزحف)ثم نادى الله بعد ذلك الشيطان فأتى ضاحكا فقال له: (لأنك أيها الرجيم خدعت هذين و صيرتهما نجسين أريد أن تدخل في فمك كل نجاسة فيهما و في كل أولادهما متى تابوا عنها و عبدوني حقا فخرجت منهم فتصير مكتظا بالنجاسة) فجأر الشيطان حينئذ مخوفا و قال: (لما كنت تريد أن تصيرني أردأ مما أنا عليه فإني سأجعل نفسي كما أقدر أن أكون) حينئذ قال الله: (انصرف أيها اللعين من حضرتي)فانصرف الشيطان،ثم قال الله لآدم و حواء الذين كانا ينتحبان: (أخرجا من الجنة، و جاهدا أبدانكما و لا يضعف رجاؤكما ، لأني أرسل ابنكما على كيفية يمكن بها لذريتكما أن ترفع سلطة الشيطان عن الجنس البشري، لأني سأعطي رسولي الذي سيأتي كل شيء،فاحتجب الله و طردهما الملاك ميخائيل من الفردوس، فلما التفت آدم رأى مكتوبا فوق الباب: ((لا إله إلا الله محمد رسول الله))فبكى عند ذلك و قال: (أيها الابن عسى الله أن يريد أن تأتي سريعا و تخلصنا من هذا الشقاء)قال يسوع:هكذا أخطأ الشيطان وآدم بسبب الكبرياء،أما أحدهما فلأنه احتقر الإنسان،و أما الآخر فلأنه أراد أن يجعل نفسه ندا لله.
الفصل الثاني و الأربعون[عدل]
فبكى التلاميذ بعد هذا الخطاب،و كان يسوع باكيا لما رأوا كثيرين من الذين جاءوا يفتشون عليه، فإن رؤساء الكهنة تشاوروا فيما بينهم ليتسقطوه بكلامه،لذلك أرسلوا اللاويين و بعض الكتبة يسألونه قائلين: من أنت؟فاعترف يسوع و قال:الحق إني لست المسيا،فقالوا:أأنت إيليا أو أرميا أو أحد الأنبياء القدماء؟أجاب يسوع:كلا، حينئذ قالوا:من أنت،قل لنشهد للذين أرسلونا؟،فقال حينئذ يسوع: أنا صوت صارخ في اليهودية كلها،يصرخ:أعدوا طريق رسول الرب كما هو مكتوب في اشعيا، قالوا:إذا لم تكن المسيح و لا إيليا أو نبيا ما فلماذا تبشر بتعليم جديد و تجعل نفسك أعظم شأنا من المسيا؟،أجاب يسوع:إن الآيات التي يفعلها الله على يدي تظهر إني أتكلم بما يريد الله،و لست أحسب نفسي نظير الذي تقولون عنه،لأني لست أهلا أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا الذي خلق قبلي و سيأتي بعدي و سيأتي بكلام الحق و لا لدينه نهاية)فانصرف اللاويون الكتبة بالخيبة و قصوا كل شيء على رؤساء الكهنة الذين قالوا:إن الشيطان على ظهره و هو يتلوا شيء عليه،ثم قال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم إن الرؤساء و شيخ شعبنا يتربصون بي الدوائر،فقال بطرس:لا تذهب فيما بعد إلى أورشليم،فقال له يسوع: إنك لغبي و لا تدري ما تقول فإن علي أن أحتمل إضطهادات كثيرة لأنه هكذا احتمل جميع الأنبياء و أطهار الله و لكن لا تخف لأنه يوجد قوم معنا و قوم علينا،ولما قال يسوع هذا انصرف و ذهب إلى جبل طابور و صعد معه بطرس ويعقوب ويوحنا أخوه مع الذي يكتب هذا،فأشرق هناك فوقهم نور عظيم ، وصارت ثيابه بيضاء كالثلج،و لمع وجهه كالشمس،و إذا بموسى و إيليا قد جاءا يكلمان يسوع بشأن ما سيحل بشعبنا و بالمدينة المقدسة، فتكلم بطرس قائلا: يا رب حسن أن تكون هاهنا، فإذا إرادة نضع ثلاث مظال لك واحدة و لموسى واحدة و الأخرى لإيليا، و بينما كان يتكلم غشيته سحابة بيضاء، و سمعوا صوتا قائلا: انظروا خادمي الذي به سررت ،اسمعوا له،فارتاع التلاميذ و سقطوا على وجوههم إلى الأرض كأنهم أموات، فنزل يسوع وأنهض تلاميذه قائلا: لا تخافوا لأني الله يحبكم و قد فعل هذا لكي تؤمنوا بكلامي.
الفصل الثالث و الأربعون[عدل]
و نزل يسوع إلى التلاميذ الثمانية الذين كانوا ينتظرونه أسفل، و قص الأربعة على الثمانية كل ما رأوا، و هكذا زال في ذلك اليوم من قلوبهم كل شك في يسوع إلا يهوذا الأسخريوطي الذي لم يؤمن بشيء، وجلس يسوع على سفح الجبل و أكلوا من الأثمار البرية لأنه لم يكن عندهم خبز، حينئذ قال أندراوس: لقد حدثنا بأشياء كثيرة عن مسيا فتكرم بالتصريح لأن بكل شيء،فأجاب يسوع:كل من يعمل لغاية يجد فيها غناء، لذلك أقول لكم أن الله لما كان بالحقيقة كاملا لم يكن له حاجة إلى غناء،لأنه الغناء عنده نفسه،و هكذا لما أراد أن يعمل خلق قبل كل شيء نفس رسوله الذي لأجله قصد إلى خلق الكل، لكي تجد الخلائق فرحا و بركة الله، و يسر رسوله بكل خلائقه التي قدر أن تكون عبيدا ،و لماذا و هل كان هذا هكذا إلا لأني الله أراد ذلك؟، الحق أقول لكم إن كل نبي جاء فإنه إنما يحمل لأمة واحدة فقط علامة رحمة الله، و لذلك لم يتجاوز كلامهم الشعب الذي أرسلوا إليه، و لكن رسول الله متي جاء يعطيه الله ما هو بمثابة خاتم يده، فيحمل خلاصا و رحمة لأمم الأرض الذين يقبلون تعليمه، و سيأتي بقوة على الظالمين ،و يبيد عبادة الأصنام بحيث يخزي الشيطان،لأنه هكذا وعد الله إبراهيم قائلا: ( أنظر فإني بنسلك أبارك كل قبائل الأرض و كما حطمت يا إبراهيم الأصنام تحطيما هكذا سيفعل نسلك)أجاب يعقوب:يا معلم قل لأني بمن صنع هذا العهد؟،فإن اليهود يقولون((بإسحاق))و الإسماعيليون يقولون ((بإسماعيل))،أجاب يسوع:ابن من كان داود و من أي ذرية؟،أجاب يعقوب:من إسحاق لأني إسحاق كان أبا يعقوب و يعقوب كان أبا يهوذا الذي من ذريته داود، فحينئذ قال يسوع:و متى جاء رسول الله فمن نسل من يكون،أجاب التلاميذ:من داود، أجاب يسوع:لا تغشوا أنفسكم،لأني داود يدعوه في الروح ربا قائلا هكذا: (قال الله لربي اجلس عن يميني حتى أجعل أعدائك موطئا لقدميك،يرسل الرب قضيبك الذي سيكون ذا سلطان في وسط أعدائك)فإذا كان رسول الله الذي تسمونه مسيا بن داود فكيف يسميه داود ربا، صدقوني لأني أقول لكم أن العهد صنع بإسماعيل لا بإسحاق.
الفصل الرابع و الأربعون[عدل]
حينئذ قال التلاميذ:يا معلم هكذا كتب في كتاب موسى أن العهد صنع بإسحاق،أجاب يسوع متأوها:هذا هو المكتوب،و لكن موسى لم يكتبه و لا يشوع، بل أحبارنا الذين لا يخافون الله، الحق أقول لكم إنكم إذا أعملتم النظر في كلام الملاك جبريل تعلمون خبث كتبتنا و فقهائنا، لأني الملاك قال: (يا إبراهيم سيعلم العالم كله كيف يحبك الله،و لكن كيف يعلم العالم محبتك لله، حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله، حقا يجب عليك أن تفعل شيئا لأجل محبة الله)،أجاب إبراهيم: (ها هو ذا عبد الله مستعد أن يفعل كل ما يريد الله)فكلم الله حينئذ إبراهيم قائلا: (خذ ابنك بكرك إسماعيل و اصعد الجبل لتقدمه ذبيحة )فكيف يكون إسحاق البكر و هو لما ولد كان إسماعيل ابن سبع سنين؟،فقال حينئذ التلاميذ:إن خداع الفقهاء لجلي،لذلك قل لأني أنت الحق لأني نعلم أنك مرسل من الله،فأجاب حينئذ يسوع: الحق أقول لكم أن الشيطان يحاول دائما إبطال شريعة الله، فلذلك قد نجس هو و أتباعه و المراؤون و صانعوا الشر كل شيء اليوم، الأولون بالتعليم الكاذب و الآخرون بمعيشة الخلاعة، حتى لا يكاد يوجد الحق تقريبا،ويل للمرائين لأني مدح هذا العالم سينقلب عليهم إهانة وعذابا في الجحيم،لذلك أقول لكم بهاء يسر كل ما صنع الله تقريبا،لأنه مزدان بروح الفهم و المشورة،روح الحكمة و القوة،روح الخوف و المحبة،روح التبصر و الاعتدال،مزدان بروح المحبة و الرحمة،روح العدل و التقوى،روح اللطف و الصبر التي أخذ منها من الله ثلاثة أضعاف ما أعطى لسائر خلقه،ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم،صدقوني إني رأيته و قدمت له الاحترام كما رآه كل نبي،لأني الله يعطيهم روحه نبوة،ولما رأيته امتلأت عزاءا قائلا:يا محمد ليكن الله معك و ليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك،لأني إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما و قدوس الله،و لما قال يسوع هذا شكر الله.
الفصل الخامس و الأربعون[عدل]
ثم جاء الملاك جبريل يسوع و كلمه بصراحة حتى إننا نحن أيضا سمعنا صوته يقول: (قم واذهب إلى أورشليم)فانصرف يسوع و صعد إلى أورشليم،و دخل يوم السبت الهيكل و ابتدأ يعلم الشعب، فأسرع الشعب إلى الهيكل مع رئيس الكهنة و الكهنة الذين اقتربوا من يسوع قائلين:يا معلم قيل لأني إنك تقول سوءا فينا لذلك احذر أن يحل بك سوء،أجاب يسوع: الحق أقول لكم أني أقول سوءا عن المرائين فإذا كنتم مرائين فإني أتكلم عنكم،فقالوا: من هو المرائي قل لأني صريحا،قال يسوع: الحق أقول لكم إن كل من يفعل حسنا لكي يراه الناس فهو مراء،لأني عمله لا ينفذ إلى القلب الذي لا يراه الناس فيترك فيه كل فكر نجس و كل شهوة قذرة،أتعلمون من هو المرائي،هو الذي يعبد بلسانه الله و يعبد بقلبه الناس، إنه بغي لأنه متى مات يخسر كل جزاء،لأني في هذا الموضوع يقول النبي داود: (لا تثقوا بالرؤساء و لا بأبناء الناس الذين بهم خلاص لأنه عند الموت تهلك أفكارهم)بل قبل الموت يرون أنفسهم محرومين من الجزاء،لأني ((الإنسان))كما قال أيوب نبي الله:(غير ثابت فلا يستقر على حال،فإذا مدحك اليوم ذمك غدا،و إذا أراد أن يجزيك اليوم سلبك غدا)، ويل إذا للمرائين لأني جزائهم باطل، لعمر الله الذي أقف في حضرته إن المرائي لص،و يرتكب التجديف لأنه يتذرع بالشريعة ليظهر صالحا، و يختلس مجد الله الذي له وحده الحمد و المجد إلى الأبد،ثم يقول لكم أيضا أنه ليس للمرائي إيمان، لأنه لو آمن بأن الله يرى كل شيء و أنه يقاص الإثم بدينونة مخوفة لكان ينقي قلبه الذي يبقيه ممتلئا بالإثم لأنه لا إيمان له،الحق أقول لكم أن المرائي كقبر أبيض من الخارج ،و لكنه مملوء فسادا و ديدانا، فإذا كنتم أيها الكهنة تعبدون الله لأني الله خلقكم و يطلب ذلك منكم فلا أندد بكم لأنكم خدمة الله،و لكن إذا كنتم تفعلون كل شيء لأجل الربح ،و تبيعون و تشترون في الهيكل كما في السوق، غير حاسبين أن هيكل الله بيت للصلاة لا للتجارة و أنتم تحولونه مغارة لصوص، و إذا كنتم تفعلون كل شيء لترضوا الناس ، و أخرجتم الله من عقلكم، فإني أصيح بكم أنكم أبناء شيطان، لا أبناء إبراهيم الذي ترك بيت أبيه حبا في الله، و كان راضيا أن يذبح ابنه ، ويل لكم أيها الكهنة و الفقهاء إذا كنتم هكذا لأي الله يأخذ منكم الكهنوت.
الفصل السادس و الأربعون[عدل]
و تكلم يسوع أيضا قائلا: أضرب لكم مثلا، غرس رب بيت كرما و جعل له سياجا لكي لا تدوسه الحيوانات، و بنى في وسطه معصرة للخمر،و أجره للكرامين،و لما حان الوقت ليجمع الخمر أرسل عبيده ، فلما رآهم الكرامون رجموا بعضا و أحرقوا بعضا و بقروا الآخرين بمدية، وفعلوا هذا مرارا عديدة،فقولوا لي ماذا يفعل صاحب الكرام بالكرامين؟،فأجاب كل واحد: إنه ليهلكهم شر هلكة و يسلم الكرام لكرامين آخرين ،لذلك قال يسوع: ألا تعلمون إن الكرم هو بيت إسرائيل و الكرامين شعب يهوذا و أورشليم؟،ويل لكم لأني الله غاضب عليكم، لأنكم برتم كثيرين من أنبياء الله حتى أنه لم يوجد في زمن أخاب واحد يدفن قديسي الله،و لما قال هذا أراد رؤساء الكهنة أن يمسكوه و لكنهم خافوا العامة الذين عظموه،ثم رأى يسوع امرأة كان رأسها منحنيا نحو الأرض منذ ولادتها،فقال:ارفعي رأسك أيتها المرأة باسم إلهنا ليعرف هؤلاء أني أقول الحق و أنه يريد أن أذيعه،فاستقامت حينئذ المرأة صحيحة معظمة الله،فصرخ رؤساء الكهنة قائلين: ليس هذا الإنسان مرسلا من الله، لأنه لا يحفظ السبت إذ قد أبرأ اليوم مريضا،أجاب يسوع:ألا فقولوا لي ألا يحل التكلم في السبت و تقديم الصلاة لخلاص الآخرين؟،و من منكم إذا سقط حماره يوم السبت في حفرة لا ينتاشه يوم السبت؟، لا أحد مطلقا، فهل أكون قد كسرت يوم السبت بإبراء ابنة من بني إسرائيل؟، حقا قد علم هنا رؤياكم،كم من هنا
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق