الألمان (Allemands ) أفارقة هاجروا زمن اضطهاد المسيحيين من شمال أفريقيا وعادوا إليها فاتحين باسم الوندال.
لا توجد أمة على الأرض فتنت في دينها
كما فتن المسيحيون في دينهم ولا توجد أمة عذب مؤمنيها كما عذبت الأمة المسيحية
المؤمنة .
ولعل التقاء عاملين أساسيين ضد الديانة
المسيحية كانا السبب الرئيسي في التنكيل بها وهما كره وعداوة اليهود للمسيحية
ووثنية الإمبراطورية الرومانية واللذان يخافان من الدين الجديد والذي يعلمون جيدا
أنه السبب الأخطر على وجودهما معا.
فكانت الحرب وجودية إما المسيحية
الحقيقية أو اليهود والرومان.
وقد جرى أعظم تنكيل وهلوكست على وجه
الأرض للمسيحيين المؤمنين حقا بالمسيح كرسول لله العظيم خالق الكون والله ملكا
لمؤمنين.
حتى جرى طمس حقيقة المسيحية قبل وبعد
تبني الرومان للمسيحية طمعا في المال العائد من الكنيسة ، وما قبلوا المسيحية لأجل
الإيمان .
فقد جرت محاربة كل عالم لم يعترف
بالتحريف الذي خطط له اليهود ونفذه الرومان بالحرف الواحد رغم معارضة الكثيرين من
المؤمنين والعلماء في شمال أفريقيا ومصر فوصفوا كل من يخالف التثليث بالهرطقة وأحرقوا
كل الكتب التي تخالف رأيهم وقتلوا كل العلماء الذين دافعوا عن الإيمان الحق ووقفوا
ضد الحق بكل إسرار.
مما أدى بهروب المؤمنين في شمال
أفريقيا إلى الغرب حيث لا توجد الإمبراطورية الرومانية وكانت أكثر الهجرة إلى
ألمانيا حيث نشروا الدين المسيحي الحق هناك .وكان السبب في تآلفهم بالأمان. ومما
يعرف عند أهل شمال أفريقيا حمل الثأر وتذكر الأذى عمل الجميع طوال سنوات عديدة على
العمل لضرب الإمبراطورية الشيطانية حتى
كونوا قوة لا يستهان بها فعادوا بقوة الانتقام ليضربوا الشيطان الأكبر في شمال
أفريقيا وفي كل مكان حتى تمكنوا منه.
ولذلك يعرف الوندال على أنهم قبيلتان
متحالفتان وهما.
(الألانيون السرماتيون والسوفيون الجرمانيون)
السوفيون نسبة ( لنطقة سوف) بالجزائر.
وأطلق عليهم السوفيون الجرمانيون لأنهم
المهاجرون السوفيون لجرمانيا.
اعتنق الوندال الأريانية، وهو مذهب مسيحي
قائم على التوحيد مخالفا لما كان منتشرا وقتها في الإمبراطورية الرومانية من عقيدة
التثليث في الكنيسة (الكاثوليكية الأرثودكسية).
ونجد إلى اليوم أن مدينة إريانة
التونسية تحمل اسم حزبهم.
وهم في الحقيقة كانوا يعرفون في القرون
الأولى للمسيحية بالدوناتيين.
الدوناتيون هم الجهة الدينية السامرية ضد
اليهود والمسيحيين الذين أللهوى الرسول عيسى عليه الصلاة والسلام..
الدينيونDinaites : ورد هذا الاسم في الترجمة العربية المتداولة
بين أيدينا لقبيلة كانت تقطن في السامرة بدلًا من الإسرائيليين الذين ذهبوا إلى السبي.
لكن جاءت معظم الترجمات الحديثة تتفق مع الترجمة السبعينية على أنها تعني "قضاة"
أو الذين يدينون أو يحكمون في القضايا.
يرى البعض أنهم مستوطنون من Dayen، وهي بلد كثيرًا
ما أُشير إليها في النقوش الأشورية على أنها على حدود كيليكيا وكبادوكيا[39].
يرى آخرون أنهم شعب أرسله الملك آشوربانيبال Osnappar الذي يُدعى أيضًا أسنفر Ashurbanipal لاستعمار مدن السامرة[40].
يرى آخرون أنهم ربما يكونون من الشعوب الأرمنية
حيث عرفهم الأشوريون بأنهم Dayani[41].
وهم في الحقيقة كما ورد ذكرهم قبل الترجمة
التي زيفت.الدوناتيون وهم من الأمازيغ والذين حاربوا
الإستعمار بكل الوسائل ، خاصة بعد اخراجهم من خط اللميس وافتكوا أرضهم. علما أن هذه
التسمية موجودة في القرن الأول لظهور المسيح عليه وأمه الصلاة والسلام وذكر في شهداء
السيلوام في اسم دوناتا وهي احدى النساء المؤمنات من بنات القصرين والتي حكم عليها
في قرطاج مع إخوتها في الإيمان الإثناء عشر.
كما ذكروا مع ثورة الدوارين.
- نتائج ثورة الدوارين:
وأمام انتشار الثورة الدوارين واكتساح الثورة
الدوناتية شمال أفريقيا وخوف الملاكين الكبار والأساقفة على مصالحهم ومصالح الإمبراطورية
الرومانية، قررت روما إرسال القوات العسكرية وخيرة القواد المحنكين في مجال الحروب
وتدبير الشأن العسكري والمجال القتالي رفقة قوات كبيرة من المشاة والفرسان، فأرسلتهم
إلى الولايات الإفريقية سنة 411 م، وتم تشتيت الحركة الدوناتية والقضاء على حركة الدوارين،
وإخماد أنفاسها بالقوة والبطش والتنكيل والقهر.
وفي طريقهم
للعودة إلى بلاد أجدادهم أفريقيا
رحل الوندال إلى
الغرب على امتداد الدانوب ولم يواجهوا في طريقهم صعوبة تذكر سوى عند وصولهم لنهر الراين
حيث اصطدموا بالإفرنج الذين كانوا يسيطرون على الأجزاء الشمالية من بلاد الغال والتي
كانت تابعة للإمبراطورية الرومانية وقامت معركة بين الطرفين. قتل من الوندال 20 ألفا
من بينهم ملكهم جوديجيزل. بعد محاولات عدة وبعد معاونة الألانيون للوندال استطاعوا
هزيمة الإفرنج في 31 ديسمبر من سنة 406 م وعبروا الراين بقيادة جندريك ابن جوديجيزل
واتجهوا جنوبا نحوا أكوتين.
في أكتوبر 409
م عبر الوندال جبال البرانس نحو شبه الجزيرة الأيبيرية حيث منحوا تلك الأراضي كفويديراتي
(وفق معاهدة) من الإمبراطورية الرومانية في جالاسيا (في الشمال الغربي) وهسبانيا بايتكا
(الجنوب)، بينما أعطي الألانيون لوسيتانيا (الغرب) والمنطقة الواقعة حول قرطاج الجديدة.
كان للسوفي بعض النفوذ في بعض هذه المناطق. في سنة 426 م قام القوط الغربيون بغزو أيبيريا
وطرد الألانيين منها وقتل ملكهم أتاسس ودخل من تبقى من الألانيين تحت ملك الملك الواندلي
جندريك الذي سمي فيما بعد «ملك الوندال والألانيين».
كان أخو جندريك
غير الشقيق المدعو بجايسريك أعظم ملوك الواندل على الإطلاق. من أهم ما قام به هو بناء
أسطول بحري. في سنة 429 م عين ملكا على الوندال. قام بعبور مضيق جبل طارق واتجه شرقا
نحو قرطاج. في سنة 435 م منح الرومان جايسريك مناطق في شمال أفريقيا. في سنة 439 م
سقطت قرطاج في يد الوندال وبعدها قام جايسريك بغزو صقلية وسردانية وقرشقة وجزر البليار
وأدخلهم في ملكه.
ومما يظهر قوة
التنكيل المستمر فقد وجدوا إخوتهم من الدوناتيين قد انظموا لكذب الرومان واليهود
على الدين المسيحي حتى أنه كان اختلاف عقائد الواندل مع روما الكاثوليكية أو دوناتيي
القرطاجي مصدرا لتوتر وصراع دائم بينهم. أغلب ملوك الواندل باستثناء هلدريك قاموا باضطهاد
الكاثوليك إبان حكمهم في شمال أفريقيا إذ قاموا بنفي كهنتهم وتدمير كنائسهم وحتى تحريم
اعتناقهم للأريانية دين الواندل.
في سنة 455 م استولى
الوندال على روما وقاموا بنهبها وتخريبها خرابا هائلا، وكان من جملة ما نهبوه غنائم
معبد القدس التي جلبت إلى روما عن طريق الإمبراطور الروماني تيتوس.
محمد علام
الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق