الله يصف حال الأمة اليوم ويؤكد أنهم تركوا
الإسلام واتبعوا أهواءهم
وكيف ستنتقل الأمانة من المشرق إلى المغرب.
جاء في القرآن العزيز
وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ
لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ
وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ.109.
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ
كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.110.
وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ
الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً
مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ.111.
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا
شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ
غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ.112.
وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ.113.
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ
الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ
يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ.114.
وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً
لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.115.
وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ
يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ
يَخْرُصُونَ.116.الأنعام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأل العرب الرسول محمد عليه
وآله الصلاة والسلام أن يأتهم بآية وكان المسلمون منهم أيضا ينتظرون آية يأتي بها
رسول الله محمد لقربهم من اليهود الذين كانوا يذكرون لهم الآيات التي نزلت في
عهدهم وكذلك مما سرد القرآن منها .فأقسموا أنه إذا جاءتهم آية فسيؤمنون بها رغم شك
بعضهم في الإسراء فأراد الله العظيم الذي كان خبيرا بعباده أن يريهم أنهم كاذبون
فأظهر لهم آية يستيقن بها كل عقل سمعها فما بالك بمن رآها.؟
وها هي الآية البينة والتي كفر بها أكثر المؤمنين.
- عن أبي رافعٍ رضي اللهُ عنه مولَى رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : خرجنا مع عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه حين
بعثه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم برايتِه – يعني يومَ خيْبرَ – فلمَّا دنا
من الحِصنِ خرجوا إليه فقاتلهم ، فضرب رجلٌ من يهودِ خيْبرَ عليًّا ضربةً فألقَى تِرسَه
من يدِه ، فتناول عليٌّ بابًا كان عند الحِصنِ فترَّس به ، فلم يزَلْ في يدِه وهو يُقاتلُ
: حتَّى فتح اللهُ عليه فألقاه ، فلقد رأيتني في سبعةٍ سواي نجتهِدُ على أن نَقلِبَ
ذلك البابَ فلا نقلِبُه
الراوي: أسلم القبطي أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه
وسلم المحدث:ابن حجر العسقلاني - المصدر: موافقة الخبر الخبر - الصفحة أو الرقم:
1/193
خلاصة حكم المحدث: حسن
وشدد الراوي أنه في
سبعة لم يقدروا على يقلبوا الباب الذي لا بدا أن يكون صنع خصيصا ليرد ضربات
المعتدين .لقوله.
فلقد رأيتني في سبعةٍ سواي نجتهِدُ على
أن نَقلِبَ ذلك البابَ فلا نقلِبُه.
وأكد الله العظيم أن قلوبهم ستتقلب من
الإيمان إلى الكفر كما لم يؤمنوا بالقرآن من قبل . وهذا ظاهر اليوم فلا توجد طائفة
أو أمة تحتكم لكتاب الله وحده كما أنزله الله العلي الأعز.
وما ظهر منهم أحدا إلا دعا في الناس
بكتاب رسوله الذي أسس دين طائفته ولا أمر يقبل من سواه ولو كان الله الخالق رب
الدين.
وذلك في قوله.
وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ
كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ.110.
كما أكد الله العلي الأعز أنهم لو
أتتهم الملائكة أو كلمهم الموتى ما كانوا ليؤمنوا به لأنه علم مسبقا أنهم لا يهتدون.
وهم الذين قال الله العظيم فيهم.
لتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ
فَهُمْ غَافِلُونَ.6.
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ
فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ.7.يــــس.
وأن الله تبارك وتعالى يهدي من اهتدى .
إِنَّمَا تُنذِرُ
مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ
وَأَجْرٍ كَرِيمٍ.11.يـــس.
وقد جرت سنة الله في خلقه أن يجعل لكل نبي
عدوا يحارب دينه ويحرفه وقد جرى ذلك في المسيحية واليهودية والإسلام .
وكان أول من حرف الإسلام هم البطانة التي
اتخذها رسول الله وآل بيته عليه وآله الصلاة والسلام والقرآن يخبرنا بهم فيقول.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ
بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ
بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا
لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ.
هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ
يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا
وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ
إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ.
إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن
تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ
كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ.
وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ
الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.
إِذْ هَمَّت طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن
تَفْشَلاَ وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ
أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.123.آل عمران.
وبعد وفاته ارتدوا على أدبارهم طلبا للملك بدل الله العظيم ورضاه وما
تعانيه الأمة اليوم إلا من مكرهم في دين الله الذي أصبح دينا محرفا في التفسير ككل
الأديان التي سطى عليها غير أهلها الذين وكلهم الله العظيم برسالاته وأمانته التي
هي كل لا يتجزأ.
فتم القول على كل أمة أنها لم تفي بعهد الله فكان منها من هم في النار
وكان منها من هم في جنة الفردوس خالدون.
ــــــــــــــــــ
ويذكر الله العلي الأعز أنهم لن يؤمنوا بالإمام المهدي وسيحاربونه
فقال.
أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ
وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ
لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ
أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ
وَمَا يَشْعُرُونَ
وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن
نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ
يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ
شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ
فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ
صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا
كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ
لاَ يُؤْمِنُونَ
وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ
فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ.126.الأنعام.
نرى اليوم كل الأمم تعمل للمستقبل وتهيئ
له عملا بما جاء في دينهم إلا العرب.
نرى الفرس الذي لن يكون الإمام منهم
يعملون بكل جد يقينا بما وعد الله به إيمانا بالله العظيم .بينما لا يصدق العرب أي
كلمة عن الإمام بل يستهزؤون بالأمر وهم يتلون الكتاب الذي أكد الله العظيم أنه
سيكون وقرا في آذانهم وهو عليهم عمى.
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا
لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ
آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ
عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ.44.فصلت.
وكذلك كان المسيحيون واليهود وكل الأمم
إلا العرب.
فالذي جعل الله العظيم له نورا يمشي به في الناس هو الإمام بعد ما هداه الله
العلي الأعز إلى الهدى .
وقد جعله الله العظيم آية للأمة
وللعالمين ليحي دين الله العظيم في الأرض
وأمانته كاملة ودون استثناء ليظهر الإيمان في الأرض والنعمة والسلام وهل مثل هذا
الأمر يترك ولا يعمل من أجله؟
ونرى أن أكابر القوم من العرب اليوم
كما كان أكبار كل أمة من يسعون في الأرض فسادا وفتنة وقد أخبر الله العزيز عنهم.
وذلك لقوله.
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ
أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ
وَمَا يَشْعُرُونَ.
وقد أكد الله العظيم في نفس السورة أنه
مهلكهم ومعذبهم فقال.
ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ
الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ
وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ
وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن
يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُم مِّن
ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ
إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنتُم
بِمُعْجِزِينَ
قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ
إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ
لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ.135. الأنعام.
وإذا دعوتهم الآن إلى كتاب الله العظيم
أخرجوا كتبا ما أنزل الله بها من سلطان ألفوها لتكون ضد القرآن العزيز وما أمرنا
الله بغير كتاب الله ولن يسأل الله أمة عن غير كتابها وكانت كتب أربابهم أعز من
كتاب الله العزيز.ولم تكن هذه وليدة هذا الزمن بل هي منذ فارقهم الرسول محمد عليه
وآله الصلاة والسلام.
جاء في القرآن العزيز.
وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ
فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ
عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ
أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا
الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى
وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي
الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ
الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي
بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ
شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم
بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.159.الأنعام.
ولما
تركوا القرآن تركهم الله وشأنهم وأذلهم لما أشركوا به أربابا اتبعوا ما
افتروا عليهم كذبا على الله وما جعلهم الله العظيم ناطقين باسمه وما نصبهم منذرين
.
ولو أنهم كانوا مؤمنين ما اتخذوا كتابا
غير كتاب الله العزيز.
وقد أكد الله العلي الأعز على فرض
القرآن وما جاء فيه كعهد معه ومن خرج عليه لغيره فقد كفر بالله .
كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي
صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن
رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ
وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا
بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ.4.الأعراف.
وكل طائفة اتخذت لها وليا من دون الله
العظيم فعملت بما ألف وتركت ما أنزل الله لأنه لا يتطابق مع أهوائهم.
والقرآن هو الدين وهو الإسلام وهو حجة
حجج الله على المسلمين واليهود والنصارى لعالميته ولاعترافه بكل الكتب وهو يأمر
بها لأنه عهد الأمانة العظمى والعهد الأخير الذي ألف بين كل أتباع الأديان
السماوية خاصة والبشرية عامة .
فأخرجوه مما سخر إليه وجعلوه خاص
بالعرب وحدهم وما حملوه إلا كما تحمل بضاعة على ظهورهم وليس في قلوبهم.
وهم الذين قال الله فيهم.
الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا
وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ
لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ51.
وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ
عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.52.
هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ
يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا
بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ
غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ
يَفْتَرُونَ.53.الأعراف.
الله يقول كتبا فصلناه على علم وما دام
فصله الله على علم فكيف يطلبون غيره لو كانوا مؤمنين به.
وقد بين الله العلي الأعز في كتابه
العزيز اختلافا يحدث بين مشرق الإسلام وبين مغربه .كما بين كفر المشرق وخروجه عن
الدين . وهذا الأمر بدأ اليوم يتحقق وسيكبر إلى حد بعيد .ثم يحكم الله آياته ويبدل
السيئة بالحسنة في المغرب كما يبدل الحسنى بالشر في المشرق.
جاء في القرآن العزيز.
2.
كِلْتَا
الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا
خِلالَهُمَا نَهَرًا
3.
وَكَانَ لَهُ
ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالا
وَأَعَزُّ نَفَرًا
4.
وَدَخَلَ
جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ
أَبَدًا
5.
وَمَا
أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا
مِّنْهَا مُنقَلَبًا
6.
قَالَ
لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ
ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا
7.
لَّكِنَّا
هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
8.
وَلَوْلا
إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِن
تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا
9.
فَعَسَى
رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا
مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
10.
أَوْ
يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
11.
وَأُحِيطَ
بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ
خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي
أَحَدًا
12.
وَلَمْ
تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا
13.
هُنَالِكَ
الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا.سورة الكهف.
وفي قوله.
فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا
مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا
زَلَقًا.
يظهر أن الله العظيم سيأتي المغرب بخير
أكبر مما أتاه إلى المشرق.
ويذهب بكل ما أتاهم الله من خير ومن
بركة ويورثها للمغرب .
ويؤكد ذلك قول الله العلي الأعز.
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن
نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ
قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ.38.محمد.
وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ
قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ
وإذا سلبت الأمانة من قوم وأعطيت لقوم
آخرين فلا بدا أن يكون للجد بيتا لله يحجون إليها بعد ما سلب ذلك من القوم
الظالمين.
وقد كان هذا مع بني إسرائيل لما كفروا
بعيسى رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام فاستبدلهم الله العظيم بالعرب .
وقد كان عهد العرب مع الله 14قرنا وقد
انتهى ذلك.
وقد أخبر الله العلي الأعز عن بناء قدس
الأقداس في المغرب أين تمسك الصالحون .
جاء في القرآن العزيز.
لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ
وَمَثَلا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ
وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى
نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ
وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ
رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا
بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا
تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا
وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ.38.النور.
وعندما يأذن الله ببناء بيت فهذا يعني
أنه بيت للحج.
وهم الذين قال الله فيهم.
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ
بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ.181.الأعراف.
أما العرب فقال فيهم.
وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم
مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ.182.
وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ.183.
أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِم
مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ.184
أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ
أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ.185.الأعراف.
وقد حان الأجل بأمر الله العظيم.
وقد حدد الموعد لكي لا يقول قائل هذا
لمن سبقونا من العرب بقوله .
أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ. ولم يكن النظر في ملكوت
السماوات والأرض قبل هذا الزمان أبدا وقد أصبح للعرب أقمارا صناعية في السماء.
وستكون فتنة سوريا هي الفاصل بين الحق
والباطل وسيظهر الله آياته للناس ليقضي أمرا أراده للعالم ككل بحوله وقوته العزيز
الحكيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق