نريد بالإسلام خلاص البشرية ولا خلاص لنا إلا بوحدتنا.
كلما نزلت البشرية إلى المستوى الذي يمكن أن يسبب لها الانهيار التام
وذلك بكثرة الظلم والفساد إلا وتدخل الله العظيم في أمرهم ليغير اتجاه
الشر إلى نقيضة .
وكلما أعطى الله عهدا لأمة ليمتحنها ففشلت أبدلها الله العظيم بأمة أخرى
ليمتحنها أيضا.
ولنا العهد القديم .اليهود.
والعهد الجديد.المسيحيين.
والعهد الحديث.المسلمون.
كل هؤلاء خانوا عهد الله وبدلوا دينهم وحكموا بما لم يحكم الله العظيم.
وكل أمة جعلت لها كتابا أو كتبا اتبعتها وتركوا كتاب العهد الحق الذي
لن تُسأل أمة عن غيره.
ولنا اليوم في ما نشهد أقوى مثال على أن أبناء العهد الحديث قد ضلوا عن دينهم
حتى أنهم لم يعرفوه أو هو لم يعرفهم .
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ.45.فصلت.
ها هم اليوم وصلوا للسلطة فهل كان للمسلمين ما كان لهم في فترة رسول الله محمد
عليه وآله الصلاة والسلام رغم الفوارق الإقتصادية والعلمية ؟
قال الله العلي الأعز.
قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ
قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ
قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ
وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ
وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ
وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ
وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ.54.سبأ.
قال وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد وقد كفروا به من قبل.
أي أن الإسلام بعيد عنهم وهم بعيدين عنه خاصة وهم قد كفروا به من قبل.
أي منذ أمد بعيد حتى أنهم لم يجدوه وما وجدوا إلا الباطل بين أيديهم مما افترى
الأولون منهم على الإسلام وبدلوه فلم يقوموا به ولم يقيمهم.
وسينزعهم الله العظيم عن الحكم كما نزع سابقيهم بغضب
جعله الله العظيم في قلوب شعوبهم الذين انتظروا خلاصا
وما وجدوه.
عندما يريد صاحب أي مشروع آمن به ودرسه حتى تيقن من نجاعته لا بدا له أن
يدرس بيئة ذلك المشروع وامتداده قبل البدء فيه.
وعندما ننظر اليوم إلى حالة البلاد الإسلامية على الأقل لا نجد من يعبد الأصنام
أو قوما سقطوا في الرذيلة حتى أفنتهم .بل نجد صحوة دينية عارمة الله العظيم من أسس لها
بعد كل النكال الذي أصاب الجميع من التجارب البشرية التي أثبتت فشلها في العالم.
كما نجد اليهودي والمسيحي والمسلم وكلهم أبناء بلدنا ولا حل بيننا إلا أن يعمل كل بما آمن
ويلتزم به التزاما تاما ليكون الأمر كله لله وتلك الكلمة السواء التي أمر بها القرآن العزيز.
ونكون بحق نعمل في وطن لنا كلنا تكفل بنا ونتكلف به.
والذي يتطلبه مجتمعنا هو فتح اقتصادي لا فتح ديني.
فالمشروع الأجدى هو العدالة التي جاء بها الإسلام والجهاد الأكبر الذي يحيي الأرض
فتحيا بها الناس. فعندما يرى الناس ثمار المشروع قد أفادت فلا تستحق أن تدعوا إلى مشروعك فستقبله كل البشرية ويدخلون في دين الله أفواجا.
وإن كل رسالة أنزلها الله العظيم لنا قد أسست مباديء لو طبقت لما وجدنا جائعا على الأرض.
قال الله العلي الأعز.
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ
وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.69.المائدة.
فمن كان مع الله العظيم كان معه فأغدقت السماء وأخصبت الأرض فأكل من فوقه ومن تحت رجله .
ومن أراد أن يكون مع الله العظيم لم يشرك في حكمه حاكما أبدا .
وطبق كل أوامره دون نقصان ولا زيادة ليكون بحق عبدا لله عاملا بأمره وحده.
والإسلام قضى أن كل من أتباع الرسلات السماوية هم اخوة مؤمنون يحكمون
بنظام الله الواحد في كتبهم التي هي من عنده والتي لا تختلف في أحكامها أبدا.
ولذلك أطلق الله العلي الأعز عن الإسلام ـ ملة إبراهيم ـ عليه وآله الصلاة والسلام.
فالمسلم يشهد أن لا اله إلا الله وأن إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد رسل الله.
(عليهم وآلهم الصلاة والسلام)
فهم على ملة إبراهيم بهذا الإيمان وبهذه الشهادة.
وبأي نقصان بهذا ما أسلموا ولا آمنوا.
ولو طبقنا ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام والتي أسس الله العظيم لها ليجمعنا أمة واحدة
في أن جعل لنا قبلة واحدة يعمرها كل المؤمنين بعودة الرسول عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام.
كما أبعد عنها كل الذين خانوا عهد الله من أصحاب العهد القديم والجديد والحديث ليجعلها في أمة أخرى
انتخبها لتكون أهدى من كل الأمم.
جاء في القرآن العزيز.
إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ
فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ
وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ
فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ
إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ
هَاأَنتُمْ هَؤُلاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ.38.سورة.محمد.
(قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)
وهم أبناء شمال أفريقيا إن شاء الله ذلك قريبا.
ومن أعظم ما نبه إليه الإسلام هو احياء الأرض ولا حياة للأرض إلا بالعمل الذي جعله الله العظيم فرضا على كل البشر.ولم يترك رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام العمل ولا جنده حتى في أحلك الظروف.
كما أنه أكد أن الأرض وضعها للأنام أم للجميع .
كما فرض على الجميع الزكاة التي تدفع للدولة من الأغنياء إلى القفراء لتقوم بها المشاريع
بدل صندوق النقد الدولي .وبحسن التصرف فيها لن يبقى جائع على الأرض أبدا.
فقد جرى هذا الأمر مرتين حين عدل الحاكم في الإسلام مرة على يد علي ابن أبي طالب عليه الصلاة والسلام. ومرة على يد عمر ابن غبد العزيز رغم قصر الفترة التي حكموها.
كما جعل الإسلام كل خبايا الأرض لكل البشر من النفط والذهب وكل المعادن فلا يمكن أن تسلم لشركات
غير حكومية لتستغلها دون الدولة.
كما أن الذي ورث الأمانة في الإسلام وهو الإمام مسؤول عن كل الكوكب بما حمل لأنه خليفة الله في الأرض.
فالناس عنده سواسي لا ينظر إلى ايمانهم ولكن إلى ما يتطلبه عيشهم.
جاء في القرآن العزيز.
كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا.20. الإسراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق