الجمعة، 30 نوفمبر 2012

الإمام المهدي في سورة النور .أمثال.علامات.تسميات.أحوال الأمة زمن ظهوره.

علم التأويل هو إظهار باطن الكلام لا ظاهره والأمثال في القرآن هي نبوءات جاء بها محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام .وهي رسائل من الله إليه ثم إلينا لا يعلمها الناس إلا بهدي من الله تبارك وتعالى .وقد كان الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه يتلقون الوحي بالرؤية فيؤولونها أو تؤول لهم أيضا في المنام .ولنأخذ مثلا عن هذا الأمر في نبوءات النبي زكرياء عليه الصلاة والسلام.
جاء
في سفر.4.
. 1 فَرَجَعَ الْمَلاَكُ الَّذِي كَلَّمَنِي وَأَيْقَظَنِي كَرَجُل أُوقِظَ مِنْ نَوْمِهِ.
2 وَقَالَ لِي: «مَاذَا تَرَى؟» فَقُلْتُ: «قَدْ نَظَرْتُ وَإِذَا بِمَنَارَةٍ كُلُّهَا ذَهَبٌ، وَكُوزُهَا عَلَى رَأْسِهَا، وَسَبْعَةُ سُرُجٍ عَلَيْهَا، وَسَبْعُ أَنَابِيبَ لِلسُّرْجِ الَّتِي عَلَى رَأْسِهَا.
.3 وَعِنْدَهَا زَيْتُونَتَانِ، إِحْدَاهُمَا عَنْ يَمِينِ الْكُوزِ، وَالأُخْرَى عَنْ يَسَارِهِ».
وهي بالضبط كما جاء في القرآن العزيز عن المصباح الذي يوقد من شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية.

وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ.34.
هذه إشارة وتنبيه إلى أمر بينه الله في الآيات عن مثل جرى في الذين خلوا من قبلنا وسيجري فينا فعرفه في هذه الآيات لنعرفه ونتبعه لأن الله يجب أن يخبر عن أمر سيفعله في أمتنا أمر بطاعته إذ لا يمكن أن يحاسب المؤمن بما لم ينذر. ومثل الإمام المهدي عجل الله ظهوره في الذين خلوا من قبلنا هو ذي القرنين أو الخضر عليهما السلام.الأول لملكه العالم والثاني لعلمه الذي لم يسبقه إليه أحد ومنه العلم بأمور كل الرسل والأنبياء وما تركوا وكشف السر التابوت المقدس والذي فيه كل ما ترك جميع الأنبياء والمرسلين.وهو آية المهدي.

اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .35.
لكي نعلم هذه الرسالة التي تخبر عن أمر عظيم نضع ما نقرأه في صورة رؤية فنقول لقد جاء في الرؤية أن هناك مشكاة فيها مصباح تحيط بها زجاجة ليست كالزجاج وإنما هي كالكوكب الدري يوقد من زيتونة عن يمينها زيتونة وعن يسارها زيتونة يكاد زيت تلك الزيتونة أن يضيء فهو نور علا منه نور.
نحن نعلم أن النور علم ،والله هو علام السماوات والأرض فهو إذا نور السماوات والأرض.والعلم لله ، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء. يهدي الله لنوره من يشاء.وهو من يعلم الإمام وضرب لنا هذا المثل لنرى كيف يعلم الله عباده الذين أراد لهم العلم. فالمشكاة هي نور يحتوي على متطلبات الإنارة جميعا .ومتطلبات الرسالة أن يكون المرسل إليه من آل إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام وآل محمد عليه وآله الصلاة والسلام من آل إبراهيم وقد بارك الله عليهم كما بارك على آل إبراهيم .ولا ينال عهد الله الظالمين من ذرية إبراهيم ومن ذرية محمد عليهما الصلاة والسلام والذي بارك الله عليه كما بارك على آل إبراهيم. وقد ذكر الله ذلك في آية أخرى.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.28.
لِئَلا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّن فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .29.الحديد.
ويجعل لكم نورا يكفلكم به كما كفلكم من قبل حين كنتم تتخطفكم الناس بين الفرس والروم زمن رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
ويؤكد أن أهل الكتاب لن يقدروا على شيء مهما بلغت قوتهم وعلمهم وأن الفضل بيد الله وحده يرتيه من يشاء.
فالمشكاة هي مصدر النور في الأرض وهم آل بيت رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.وفي هذه المشكاة الإمام المهدي القائم بأمر الله .وأما الشجرة فهي الأرض المقدسة لأن الشجرة مباركة .قال الله العلي العظيم. وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون.137.الأعراف.
وانتهت الآية والله بكل شيء عليم ليخبر أنه عالم بهذا الأمر وهو من أخبر عنه.
فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال.36.ِ
كما تؤكد هذه الآية مكان الظهور أو المكان الذي يحيا فيه الإمام المهدي فهو في بيت أذن الله أن ترفع وهي ليت قائمة الآن لأنها سترفع بعد ما أذن الله برفعها ولا نجد غير قدس الأقداس التي عاش فيها زكرياء ويحيا وعيسى وداود وأقامها سلين عليهم الصلاة والسلام والتي أخبر عنها عيسى أنها سترفع في الألف الثالثة بعد وفاته.ولا يقولن أحد أنها بيت المقدس لأنها مرفوعة فعلا.وهي التي أسري برسةل الله محمد إليها وصلى فيها بكل الأنبياء والمرسلين هليهم الصلاة والسلام لتكون قبلة لجميع المؤمنين عند عودة المسيح ويبنيها الإمام المهدي تحضيرا له .ويتي المدينة التي سجن وعذب فيها كما أتلها أصحاب الكهف وذلك مثلا له.
رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ.37. وهذا وصف للمؤمنين في ذلك العصر.
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ.38.
وهذا وصف لما يفيضه الله من نعمته على هذه البلاد وأهلها من الخيرات وما جاء عن زمن المهدي الذي تمناه جميع الأنبياء والمرسلين.
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ.39.
ويصف هنا حال العرب الذين كفروا بدين الله وكانوا شيعا وأباحوا قتل بعضهم واتخذوا القرآن مهجورا .والذين يجمعون قواتهم لفعل أي شيء ولحمايتهم وما تلبق أن تكون سرابا لم يجديهم نفعا.
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ.40.
وفي هذه حال الأمة اليوم بالتفصيل حرب داخلية وحرب خارجية في جهل مطبق ليس لهم منه مخرجا ولو حاولوا لأنهم لن يستطيعوا أن يتجمعوا وإن أصروا . لأنهم بلا نور بلا علم.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ.41.
نسوا الله فنسيهم .
وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير.42.ُ
وهنا يصف كيفية ظهور ذلك الملك الذي سيتم الله فيه نوره على الدين كله ولو كره الكافرون.
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ.43.
فقال أنه يكون سحابا وهذا السحاب ليس كالسحاب الأول دون نور ولكنه ركام كثير الغيث له نور البرق ثم يجمع الله له من كل الجهات .
يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الأَبْصَارِ.44.
ويبدل الله تلك الحالة المظلمة للأمة بحال يكاد نورها يخطف الأبصار.
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.45.
وهنا إشارة لما أخبر عنه رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وجاء به القرآن عن الدابة والتي يبين في هذه الآية أنم الدابة أيضا تكون بشرا كما تكون روحا أو ملائكة .
واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون.82.النمل.
فلا يظنن أحد أن الناس تسمع لحيوان ولهم لم يسمعوا لبشر .والله يقول. ولو علم فيهم خيرا لأسمعهم.
لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ .46.
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ .47. .

وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ.48.
.49.• وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ .50.
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .51.
.52.• وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ
وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.53.
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ .54.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .55.
.56. وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
.57.النور لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ .
محمد علام الدين العسكري.القصرين.تونس الزيتونة

ليست هناك تعليقات: