الجمعة، 24 فبراير 2017

لما تخاصم العرب 66هــ في الملك بينوا ان الحج الى الاقصى وليس الى مكة وحجوا اليه.


لما تخاصم العرب 66هــ  في الملك بينوا ان الحج الى الاقصى وليس الى مكة وحجوا اليه.
: النص الذي أشار إليه الشيخ حسن فرحان المالكي عن المسجد الأقصى من كتاب البداية والنهاية لابن الأثير كاملاً.
قال ابن كثير في البداية والنهاية - الجزء الثامن، سنة 66 هـ فصل (مسير إبراهيم بن الأشتر إلى عبيد الله بن زياد ):
عبد الله بن الزبير كان قد استولى على مكة وكان يخطب في أيام منى وعرفة ومقام الناس بمكة وينال من عبد الملك ويذكر مساوى بنى مروان ويقول إن النبى ص لعن الحكم وما نسل وأنه طريد رسول الله ص ولعينه وكان يدعو إلى نفسه وكان فصيحا فمال معظم أهل الشام إليه وبلغ ذلك عبد الملك فمنع الناس من الحج فضجوا فبنى القبة على الصخرة والجامع الأقصى ليشغلهم بذلك عن الحج ويستعطف قلوبهم وكانوا يقفون عند الصخرة ويطوفون حولها كما يطوفون حول الكعبة وينحرون يوم العيد ويحلقون رؤسهم ففتح بذلك على نفسه بأن شنع ابن الزبير عليه وكان يشنع عليه بمكة ويقول ضاهى بها فعل الأكاسرة في إيوان كسرى والخضراء كما فعل معاوية. ولما أراد عبد الملك عمارة بيت المقدس وجه إليه بالأموال والعمال ووكل بالعمل رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس وأرسل إليه بالأموال الجزيلة الكثيرة وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يفرغا الأموال إفراغا ولا يتوقفا فيه فبثوا النفقات وأكثروا فبنوا القبة فجاءت من أحسن البناء وفرشاها بالرخام الملون وعملا للقبة جلالين أحدهما من اليود الأحمر للشتاء وآخر من أدم للصيف وحفا القبة بأنواع الستور وأقاما لها سدنة وخداما بأنواع الطيب والمسك والعنبر والماورد والزعفران ويعملون منه غالية ويبخرون القبة والمسجد من الليل وجعل فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل الذهب والفضة شيئا كثيرا وجعل فيها العود القمارى المغلف بالمسك وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة وكانوا إذا أطلقوا البخور شم من مسافة بعيدة وكان إذا رجع الرجل من بيت المقدس إلى بلاده توجد منه رائحة المسك والطيب والبخور أياما ويعرف أنه قد أقبل من بيت المقدس وأنه دخل الصخرة وكان فيه من السدنة والقوم القائمين بأمره خلق كثير ولم يكن يومئذ على وجه الأرض بناء أحسن ولا أبهى من قبة صخرة بيت المقدس بحيث إن الناس التهوا بها عن الكعبة والحج وبحيث كانوا لا يلتفتون في موسم الحج وغيره إلى غير المسير إلى بيت المقدس وافتن الناس بذلك افتنانا عظيما وأتوه من كل مكان وقد عملوا فيه من الأشارات والعلامات المكذوبة شيئا كثيرا مما في الآخرة فصوروا فيه صورة الصراط وباب الجنة وقدم رسول الله ص ووادي جهنم وكذلك في أبوابه ومواضع منه فاغتر الناس بذلك وإلى زماننا وبالجملة أن صخرة بيت المقدس لما فرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض ومنظرا وقد كان فيها من الفصوص والجواهر والف
[١٢/‏٨ ١٧:٢٤] Ahmed Abbas: والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير وأنواع باهرة ولما فرغ رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام من عمارتها على أكمل الوجوه فضل من المال الذي أنفقاه على ذلك ستمائة ألف مثقال وقيل ثلاثمائة ألف مثقال فكتبا إلى عبد الملك يخبرانه بذلك فكتب إليهما قد وهبته منكما فكتبا إليه إنا لو استطعنا لزدنا في عمارة هذا المسجد من حلى نسائنا فكتب إليهما إذ أبيتما أن تقبلاه فأفرغاه على القبة والأبواب فما كان أحد يستطيع أن يتأمل القبة مما عليها من الذهب القديم والحديث. فلما كان في خلافة أبى جعفر المنصور قدم بيت المقدس في سنة أربعين ومائة فوجد المسجد خرابا فأمر أن يقلع ذلك الذهب والصفائح التي على القبة والأبواب وأن يعمروا بها ما تشعت في المسجد ففعلوا ذلك. وكان المسجد طويلا فأمر أن يؤخذ من طوله ويزداد في عرضه ولما أكمل البناء كتب على القبة مما يلي الباب القبلي أمر ببنائه بعد تشعيثه أمير المؤمنين عبد الملك سنة اثنتين وستين من الهجرة النبوية وكان طول المسجد من القبلة إلى الشمال سبعمائة وخمسة وستون ذراعا وعرضه أربعمائة وستون ذراعا وكان فتوح القدس سنة ستة عشر والله سبحانه وتعالى أعلم.


ليست هناك تعليقات: