السبت، 20 فبراير 2010

لا رجم في الإسلام ومن يرجم فهو قاتل


يا قتلة ما هكذا حكم الله الرحيم بل هو حكم الضالين الذين اتخذتموهم أربابا من دون الله


بسم الله الرحمان الرجيم.

يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا.42.النساء.



نزل القرآن ليحكم بين الناس جميعا وخاصة المؤمنين من أهل الكتاب والمسلمين.قال الله العلي العظيم. تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.63.

وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ.64.النحل.

كلما أنزل الله رسالة للبشر إلا وتدخل فيها من ليسوا أهلها، طمعا

في بلوغ مراتب الذين اصطفاهم الله من الناس وأخصهم برسالاته.

وهم يعلمون جيدا أن الهدى من الله يعطى وليس كسبا يجتنى .وأنهم

لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء .قال الله العلي العظيم.

وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ.8.

ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ.9.

ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ.10.الحج.

لا يجب التدخل في رسالة الله من دون اجتماع العناصر الثلاث.

العلم والهدى والكتاب .أما العلم فلا يكتمل إلا بتقوى الله . واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم.وأما الهدى قطعا لا يكون أبدا إلا من الله . أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين.والكتاب هو أحد الكتب السماوية.

ومن تدخل في رسالة الله يطلب فيها أمرا إلا التفقه في ما وجد مبينا

وليس لديه العناصر الثلاث المذكورة فقد ظلم نفسه .وله في الدنيا خزي وله في الآخرة عذاب الحريق.

وهؤلاء هم الذين كانوا السبب في تحريف الكتب السماوية وتحريف أحكامها والتفريق بين المؤمنين وبين المسلمين. وهم السبب في الطائفية عند اليهود والنصارى والمسلمين .فكانوا العامل الأكبر

في خروج الرسالات عن مسارها الطبيعي .فعندما يجدون النص لا يتصرفون فيه بهدي من الله وتقوى بل بما حملت صدورهم من الهوى خدمة لأنفسهم أو لطائفتهم أو تعصبا لملة أو لدين .

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاكما على اليهود والمسلمين وكان حقا عليه أن يحكم على اليهودي بما آمن وعلى المسلم بما آمن . وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّه مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ.48. المائدة.

جاء في الحديث.

- أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له أن رجلا منهم وامرأة زنيا ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تجدون في التوراة في شأن الرجم ) . فقالوا : نفضحهم ويجلدون ، فقال عبد الله بن سلام : كذبتم ، إن فيها الرجم ، فأتوا بالتوراة فنشروها ، فوضع أحدهم يده على آية الرجم ، فقرأ ما قبلها وما بعدها ، فقال له عبد الله بن سلام : ارفع يدك ، فرفع يده فإذا فيها آية الرجم ، فقالوا : صدقت يا محمد ، فيها آية الرجم ، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما ، قال عبد الله : فرأيت الرجل يجنأ على المرأة يقيها الحجارة .

الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3635

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

هنا يتبين لنا أن الرسول فعلا أمر بالرجم ولكن لليهود في ما بينهم وليس في المسلمين.

أما هذا الحديث.

أن رجلين اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أحدهما : اقض بيننا بكتاب الله ، وقال الآخر ، وهو أفقههما : أجل يا رسول الله ، فاقض بيننا بكتاب الله ، وأذن لي أن أتكلم ، قال : ( تكلم ) . قال : إن ابني كان عسيفا على هذا - قال مالك : والعسيف الأجير - فزنى بامرأته ، فأخبروني أن على ابني الرجم ، فافتديت منه بمائة شاة وبجارية لي ، ثم إني سألت أهل العلم ، فأخبروني أن ما على ابني جلد مائة وتغريب عام ، وإنما الرجم على امرأته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما والذي نفسي بيده ، لأقضين بينكما بكتاب الله ، أما غنمك وجاريتك فرد عليك ) . وجلد ابنه مائة وغربه عاما ، وأمر أنيسا الأسلمي أن يأتي امرأة الآخر : ( فإن اعترفت فارجمها ) . فاعترفت فرجمها .

الراوي: أبو هريرة و زيد بن خالد الجهني المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6842

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

فالعسيف أي الابن مسلم والمرأة يهودية .وحكم رسول الله فعلا بكتاب الله .القرآن للمسلم وهو كتاب الله . والتوراة لليهودية والتوراة كتاب الله.وفي الحديث الذي سبق حكم على الاثنين بالرجم لأنهما يهوديين .ولو لم يكن المذنب في هذا الحديث مسلما

لحكم عليه بالرجم مع التي زنى بها .

أما ما ورد في هذا الحديث.

عن أبي بن كعب أنه سأل عن سورة الأحزاب قال فقال نعدها ثلاثا وسبعين آية فقال أبي فو الذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن كانت لتوازي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة وإن كان فيها لآية الرجم قال قلت وما آية الرجم يا أبا المنذر قال الشيخ والشيخة فارجموهما البتة

الراوي: زر المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم: 2/873

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.

هذا الحديث لو صح فالقرآن  غير كامل أو إن ما جاء   في تلك السورة  نسخه الله أو أنساه الناس والله على كل شيء قدير .ما ننسخ من آية أو ننسها نأتي بخير منها أو مثلها.وما نسخ لا يعمل به. وكيف نعمل بما رفعه الله ؟ فمن المشرع ؟ أليس الله وحده؟

والحقيقة  لو كانت الآية التي ذكرت صحيحة لصح الحديث .

وهي هذه.( الشيخ والشيخة فارجموهما البتة ). جاءت الآية تقريبا على وزن الزانية والزاني فاجلدوهما  لكن بتقديم المذكر على المؤنث.وهنا أصبح كل من صار شيخا ارتكب جرما يرجم لأجله .ولا أضن هذه الآية إلا هتلرية . لأن كلمة الزاني صفة لجرم وكذلك الزانية والتي تتطابقان مع الشيخ والشيخة .

ولا وجود للرجم في الإسلام وإنما هو أذى أي عذابا غير الموت.

قال الله العلي العظيم. وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً.15.

وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا.16.النساء.

والأذى هو العذاب دون الموت تأكيدا لقوله فإن تابا وأصلحا .ولا توبة ولا صلاحا بعد الموت في الدنيا.قال الله العلي العظيم.

وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.25.النساء.

ولم يكن نصف العذاب نصف رجم أو نصف قتل .وما هو الا الجلد.

كما أن السنة هي من القرآن وليس القرآن من السنة.كما أن السنة تتعلق بالنسك وليس بالشريعة إلا أن يكون تفسيرا لما جاء في القرآن. لأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مبلغا عن الله ليس إلا. ولا يكون الرجم في السنة والجلد في القرآن وما كان لذنب واحد عقوبتان فرضهما الله.

وكل من رجم مسلم عليه الدية شرعا كما يحق لأهل المقتول أن

يطالبوا بقتله.

فالإسلام دين مرت عليه قرون من الزمان علق به من الشوائب

الكثير وربما حان وقت إظهار نصاعته وسلامه وسماحته كما آن لتلك الشوائب أن تنذي بعيدا عنه.

ليست هناك تعليقات: