أصحاب الكهف،السبعة النائمون،في مدينة فريانة ولاية القصرين.
https://www.facebook.com/photo.php?v=639615222719118&ref=notif¬if_t=like
وكأى قصة تروى فلا بد من رموز وعناصر وهدف تصل إليه الحكاية فى نهايتها، وأهم رموز القصة أنها تحمل معانى اللجوء والخوف، ثم الانفراج والعودة للحياة مرة أخرى، ولو تأملنا حال عدد من رجال الدين والأنبياء سنجد أن لهم حكايات مع الكهوف أيضا..
على الجانب الآخر، نجد الأطروحات التى قدمها رجال الدين وعلماء الآثار لم تستطع أن تحدد مكان الكهف الذى نام به الفتية السبعة، فقد وجد فى كاتدرائية فى إيطاليا ترجع إلى 1300-1400م نقش رسم على جداره أهل الكهف السبعة، كذلك فى كاتدرائية أخرى فى لندن، لكن أربعة كهوف مما يزيد على 30 كهفا حول العالم موجودة بتركيا فقط فى كل من مدينة (سلجوق – ليجة - أفشن – طرسوس) وكل من أهل المدن الأربع يرجح أحد هذه الكهوف على أنه كهف النيام السبعة، معتمدا على أدلة تاريخية ودينية وأثرية، فيقدمون معلومات عن مكان الكهف وفقا لمعطيات تعود لأزمنة مختلفة.
كما يقال أنه موجود في الأردن أيضا .
يسعى أهالى كل منطقة لكل كهف لإثبات صحة روايتهم؛ لأن ذلك سيكون مهما فى منطقتهم على الصعيد الجغرافى والثقافى والدينى، وبالطبع السياحى والاقتصادى، وستتحول أنظار العالم إلى هذا المكان، وستزداد المنطقة وجاهة وسيطا؛ حيث سيرتاد عليها مسلمو ومسيحيو العالم لمشاهدة كهف ذكر بالقرآن وسكنه مسيحيون موحدون.
ومن القصص والأمثال, ومن الإشارات الكونية, ونركز هنا علي الإعجاز التاريخي للقرآن في ذكر قصة اصحاب الكهف والرقيم, والتي أنكرها الكثيرون وكان منهم المؤرخ البريطاني إدوارد جيبونEdwardGibbon في كتابه ، سقوط روما وانحطاطها ،الذي اعتبر القصة من خرافات الإغريق.
وقصة أهل الكهف لها ذكر في بعض المصادر المسيحية القديمة تحت عنوان، النائمون السبعة، وإن كانت المصادر اليهودية لم تذكر شيئا عنها. وكان أول من ذكر القصة من المسيحيين هو الكاهن العراقي جيمس الساروغي الساروجي(JamesofSarac=JacquesdeSaroug)(452 م ـ518 م) الذي عاش بمقاطعة ساروغ( ساروج) وكتب القصة شعرا باللغة السريانية دون إشارة الي المصدر الذي استقاها عنه ثم نقلها عنه الي اللغة اللاتينية القس جريجوري أسقف مدينة تور الفرنسية في نحو القرن السادس الميلادي.
ــــــــــــــ
ولو نظرنا إلى كل هذه الكهوف التي ذكرت في العالم لم نجد أيا منها يطابق ما جاء به النص القرآني.
والذي أتى بوصف إعجازي تفصيلي وكأنه مصورا أمامك لتراه.
- إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا
- فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا
- ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا
- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى
- وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا
- هَؤُلاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا
- وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِه ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا.17.
وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا.18.سورة . الكهف
الفسير.
أصحاب الكهف والرقيم.أي الكهف والجبل المرقوم. وفي الصورة ترون الجبل مرقوم بنقوش فيه وحفر فيرى زكأنه توشى بصور .
وترى الشمس إذا طلعت، تزاور عن كهفهم ذات اليمين .أي إذا طلعت الشمس فإنك ترى أن ما أطلق الله العظيم عليها ،ذات اليمين ، تزاور أي تكون لهم إزارا واقيا من أشعتها .وليس الشمس هي التي تزاور عن الكهف ، وكيف تزوار الشمس عن كهف وهي التي تسير في مدار متقلب صيفا وشتاء ثابتا لا تميل عليه شيئا.
كما أن الشمس لا تظهر في كهف أبدا خاصة والسبعة هاربين من الحاكم فلا بدا أن يكونوا في مكان مستتر.
كما ورد أن كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد الذي هو الباب والذي يكن للشمس أن تصله.
وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ .نحن نعلم أن للغروب معنيين الأول أنها اختفت والثاني أنها مالت إلى الغروب.
والمعنى أن الشمس حين تميل إلى الغروب فإن ،ذات الشمال ، هي التي تقرضهم ببصيص من نور الشمس لصغرها لتكون حرارة قليلة لتذهب عنهم الرطوبة.
كما قال وهم في فجوة منه .أي أنهم ليسوا في الكهف وإنما هم في فجوة من الكهف .أي في علية من الكهف.
ولنتصور ما استنتجنا من وصف القرآن العزيز للكهف فنقول.
أن هناك كهف في جبل مزين له باب يعرف به ويمكن دخوله وترى نهايته للمارين عليه، وفي نهاية الباب تجد طابقا ثانيا له فتحتان واحدة على اليمين وأخرى على الشمال ،لا يمكن الصعود اليهما لعلوهما عن الباب الأصلي للكهف الا بمشقة .
كما أننا لو دخلنا الكهف لم نجد فيه شيئا إلا كلبهم على الباب ،والمار بجانبه سيرى آخر الكهف فارغا . وكان الكلب يُرى للناس أنه لاجيء به لا غير .وهذا يبعد عنه الشبهات .
وبهذا الشكل لو جاءه حراس الملك لتركوه ولم يبحثوا به وهذا ما جعلهم في مأمن طوال 309سنوات.
وقد ذكرت تسميتهم المسيحية وهي الأصلية بالنائمين السبعة ، بلغتنا اليوم نقول، السبعة الرقود.
ولما كان عندي يقين أن هذا الكهف في مدينة فريانة لوجود جامع للصلاة يحمل هذا الإسم وكانت أعمدته حجارة رومانية سقف أول مرة بأعمدة خشبية ثم بعد ذلك أسقطت الأعمدة وسقف الجامع باللوح وبعد ذلك سقف بالإسمنت.
وقد استخرجت الرفاة وهم سبعة من الجامع مع قبرين حديثين ووضع الجميع في المكان المخصص للمحراب والذي علمت أنه أجلب قديما من ولاية سفاقص على القطار وحمل من مدينة تلابت بأهازيج البردة حتى الجامع.
محمد علام الدين العسكري .القصرين.تونس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق