الثلاثاء، 23 فبراير 2010

حفـظ النفس في الإسلام.والحل الوحيد لمكافحة الإرهاب.


            
      حفـظ النفس في الإسلام.والحل الوحيد لمكافحة الإرهاب.

بسم الله الرحمان الرحيم.الحمد لله رب البشر ملكهم الذي قضى وقدر وقدم وأخر وحكم بما أراد وأمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر وعلى إخوانه الذين اصطفاهم الله من بين البشر وعلى من صلح من خلقه جميعا ما خبرنا منهم وما لم نخبر.

- متى ألقى إخواني فقيل يا رسول الله ألسنا إخوانك قال أنتم أصحابي وإخواني قوم من أمتي لم يروني يؤمنون بي ويصدقونني ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الخلق أعجب إيمانا . . .

الراوي: أبو صالح المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 7/656

خلاصة حكم المحدث: مرسل جيد.

أي الخلق أعجب إيمانا ؟ قالوا : الملائكة . قال : الملائكة كيف لا يؤمنون ؟ ! قالوا : النبيون . قال : النبيون يوحى إليهم فكيف لا يؤمنون ؟ ! قالوا : الصحابة . قال : الصحابة مع الأنبياء فكيف لا يؤمنون ؟ ! ولكن أعجب الناس إيمانا : قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا من الوحي ؛ فيؤمنون به ويتبعونه ، فهم أعجب الناس إيمانا – أو الخلق إيمانا -

الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3215

خلاصة حكم المحدث: رجاله ثقات

قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا من الوحي ؛ فيؤمنون به ويتبعونه ، فهم أعجب الناس إيمانا – أو الخلق إيمانا.

أثنى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قوم يعملون بما في كتاب الله

وجعلهم إخوانه وفضلهم على صحابته بجعلهم إخوة له واخوة الأنبياء الأنبياء وهم في درجتهم .فمن تمسك بكتاب الله جعل الله له فرقانا فلا يصل إليه الباطل إذ أنه تمسك بالحجة الأوفى. والتي أكملها الله ولم يجعل فيها اختلافا. وهم من أخبر عنهم المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام في حديثه .علماء أمتي أنبياء بني إسرائيل.



نرى اليوم في العالم عامة وفي بلاد الإسلام خاصة كثرة القتل بدون سبب حتى أن النفس البشرية أضحت بلا قيمة تذكر .بل أصبح البشر كالذباب يقتلون لأنهم يأكلون .بل أصبح كوكبنا مثل الغابة من اقتدر افترس.وفي أمتنا الإسلامية تفشى هذا الأمر بل أمر به من لبسوا عباءة الدين وضنوا أنهم على حق في ما أمروا.قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

- والذي نفسي بيده ! لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم ، لا يدري القاتل فيما قتل . ولا المقتول فيم قتل . فقيل : كيف يكون ذلك ؟ قال : الهرج . القاتل والمقتول في النار

الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2908

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

قد حرم الله العلي العظيم على المسلمين قتل المؤمن وما أباح ذلك إلا في قتل النفس انتصارا للنفس .ومع ذلك أمر ولي النفس ألا يسرف في القتل

وجعل الدية جنة من الموت كي لا تقتل نفس أخرى .

والمؤمن هنا كل من قال لا إله إلا الله فهو مؤمن آمن بالله .قال الله العلي العظيم. الزَّانِي لا يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.3.النور. ذكر الزاني والزانية والمشرك

واستثنى أهل الكتاب والمسلمين ووصفهم بالمؤمنين.

قال الله العلي العظيم.

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا.97.



وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا.98.



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا.94.النساء.

هذا الخطاب موجه للمسلمين لقوله وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ.

بينكم للمسلمين والقوم أي المشركين والكافرين .والمؤمنين من غير المسلمين من الذين ذكرهم الله في هذه الآية. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.62.البقرة.

فقد حرم الله قتل المسلم و اليهودي والنصراني والصابئ .



وحتى في الحرب من ألقى إليكم السلام قلتم له لست مؤمنا لأن لكم غاية من وراء ذلك وهي أن تأخذوا المغانم .هنا انقلب الجهاد إلى عملية سطو مسلح.

كما حرم الله قتل النفس بصفة عامة مهما كانت حتى من الحيوان إذا

كان ليس للأكل أي عبثا .لأن النفس هنا كل ذي نفس أي كل حي.

قال الله العلي العظيم.

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ.32.المائدة.

فلا يحق لأي مؤمن أن يقتل نفسا بغير نفس إلا بحق واحد لا ثاني له وهو 

القتل العمد. ونلاحظ من هذه الآية أن اليهود فعلوا ما فعل المسلمون بعد

أنبياءهم فأباحوا القتل  في الزنى .لأن الله تبارك وتعالى حدد القتل

في شيء واحد فقط.

جاء في خطبة الوداع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

فأتي بطن الوادي . فخطب الناس وقال : إن دماؤكم وأموالم حرام عليكم . كحرمة يومكم هذا . في شهركم هذا . في بلدكم هذا . ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع . ودماء الجاهلية موضوعة . وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث . كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل . وربا الجاهلية موضوع . وأول ربا أضع ربانا . ربا عباس بن عبدا لمطلب . فإنه موضوع كله . فاتقوا الله في النساء . فإنكم أخذتموهن بأمان الله . واستحللتم فروجهن بكلمة الله . ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه . فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح . ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف . وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به . كتاب الله . وأنتم تسألون عني . فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت . فقال بإصبعه السبابة ، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم ! اشهد اللهم ! اشهد ثلاث مرات.

أشار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الزنا في قوله. . ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه . فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح.وقد أضافوا كلمة تكرهونه لأنها جاءت في حديث آخر هكذا.

أيها الناس ! إن النساء عندكم عوان ، أخذتموهن بأمانة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكم عليهن حق ، ومن حقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا ، ولا يعصينكم في معروف ، فإذا فعلن ذلك فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف

الراوي: عبد الله بن عمر المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: تفسير الطبري - الصفحة أو الرقم: 3/2/392

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

ووطئ فلان فرش فلان فعل ما يفعل فلان على فرشه .ونقول أيضا وطىء الرجل المرأة أي جامعها ولذلك قال . فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح.والضرب هو الجلد هنا والضرب الغير المبرح الضرب الذي لا يؤدي إلى الموت.

وإذا كان الحكم موجودا في القرآن استغنينا عن السنة .لأن الله لم يجعل لأي عذاب حكمين .ولكنهم اتبعوا بعض الصحابة وتركوا الله ورسوله وأولي الأمر منهم وكان ما فعلوا كأنه فعل رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.

والحقيقة في الدين الله ورسوله وآل البيت. وأضرب بعض الأمثلة في ما صنع بعض الصحابة.

أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أمر بمسلم قتل كافرا أن يقتل ، فقام إليه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعوه ، ففداه بألف دينار ، ولم يقتله

الراوي: - المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: الأم - الصفحة أو الرقم: 9/139

خلاصة حكم المحدث: غير ثابت.

أصبح  حكم الله أيضا شورى بينهم كما أصبح حكم الله في الخلافة بزعمهم شورى.والشورى في الحقيقة لا تكون إلا في ما يخص الحرب والسلم .أي ما يخص مصالح المسلمين.

وهذا حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

أن رجلا من المسلمين قتل رجلا من أهل الذمة ، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : أنا أحق من وفى بذمته ، ثم أمر به فقتل

الراوي: عبد الرحمن بن البيلماني المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: الأم - الصفحة أو الرقم: 9/128

وكل ما يعارض تعصبهم ألغوا العمل به وأطلقوا عليه من الصفات ما يجعله فاقدا لقيمته .والحال أن رسول الله قال .

قتل المؤمن يعدل عند الله زوال الدنيا

الراوي: - المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: الأم - الصفحة أو الرقم: 7/9

وهذا حديث آخر قالوا عليه منقطع.

- أن النبي صلى الله عليه وسلم قتل مؤمنا بكافر

الراوي: ابن البيلماني المحدث: الإمام الشافعي - المصدر: الأم - الصفحة أو الرقم: 9/137

.وفي هذا الحديث برهان على ما أقول.

أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل قال فلما كان زمن الردة حدثت بهذا الحديث أبا بكر فقال لو منعوني عقالا لقاتلتهم عليه

الراوي: أبو هريرة المحدث: الطحاوي - المصدر: شرح مشكل الآثار - الصفحة أو الرقم: 15/82

خلاصة حكم المحدث: الأولى بهذا الحديث هو العناق لا العقال.

وفي هذا بدعة ابتدعها وعمل بها كما عمل بها الكثير ويعمل إلى الآن.

والحال أن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال.

من أحدث في أمرنا هذا ، ما ليس منه ، فهو رد

الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5970

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وهو الذي أحدث الرجم في الزنا بدل الجلد وادعى أنها في القرآن

وأي حكم في القرآن  قضى فيه الله بحدين . خطب عمر بن الخطاب وقال هشيم مرة : خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ، فذكر الرجم فقال : لا تخدعن عنه ، فإنه حد من حدود الله عز وجل ، ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده ، ولولا أن يقول قائلون : زاد عمر في كتاب الله ما ليس منه لكتبت في ناحية من المصحف : شهد عمر بن الخطاب ، وقال هشيم مرة : وعبد الرحمن بن عوف ، وفلان وفلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا من بعده ، ألا وإنه سيكون من بعدكم قوم يكذبون بالرجم ، وبالدجال وبالشفاعة وبعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعد ما امتحشوا

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: مسند الفاروق - الصفحة أو الرقم: 2/503

خلاصة حكم المحدث: له شاهد في الصحيح.

وذلك الأمر نفسه هو ما يجري اليوم تقريبا ومن هنا كانت الكارثة التي يستدل بها الذين يقتلون الناس في بيوتهم وفي الأسواق من دون ان يفعلوا شيئا إلا أنهم ربما منعوا عقالا لم يعطوه .أصبحت النفس التي حرم الله قتلها  تقتل من أجل عقال.فهل هذا من الشريعة في شيء

؟





ولا يمكن لنا الخروج من هذه الفتن المتلاحقة بعضها وراء بعض إلا بالعودة لكتاب الله نصا نصا وفصلا فصلا والالتزام بأحكامه التي ما فرط الله

فيها من شيء.وما الحديث إلا تفسيرا لما جاء به القرآن فإن تعارض مع القرآن أخرجناه من الحديث ولا ننسبه له بل ونزيله من أقوال رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام كي لا يكون في أي زمن سببا للرجوع إليه .

وعدم جعل ما فعل أمراء المسلمين سنة بدل سنة رسول  الله عليه وآله وسلم.جاء في الحديث.

- إن من أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو طلب بدم الجاهلية في الإسلام أو بصر عينيه في النوم ما لم تبصر

الراوي: أبو شريح خويلد بن عمرو الخزاعي الكعبي المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/177

خلاصة حكم المحدث: رجاله رجال الصحيح.

هنا يظهر أن الرجل لا يحل له إلا قتل قاتله أي قبل وفاته وهو ما يزال جريح .وذلك دفاعا عن النفس إن أمكنه ذلك.

ومعنى بصر عينيه ما لم يبصر .هو الكذب على الله وعلى الناس في الرؤية.ومن الناس من يزعم أنه رأى ربه .وفي الحقيقة أن من يرى ربه في المنام فقد  رأى سيده أو ملكه وليس الله .فمن كان يرجع إلى إماما في طاعة رأى إمامه ومن كان يرجع إلى ملك رأى ملكه .ولا يمكن لبشر أن يرى الله تبارك وتعالى كما لا يمكن لبشر أن يكلمه الله إلا من وراء حجاب

ومن يدعي أنه رأى نور الله فهو كاذب .لأن نور الله يزلزل الجبال فكيف

لعين أن تراه.قال الله العلي العظيم.

وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ.51.الشورى. وهذا في الكلام.

أما المشاهدة فقد طلب موسى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرى ربه فلما تجلى نوره للجبل جعله دكا  وخر موسى صعقا . ولو تجلى نوره لموسى لأندثر.قال الله العلي العظيم.

وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.143. الأعراف.

والفرق شاسع بين تصرفات رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وبين عمر الذي يهدد دائما بضرب العنق كأن الناس أمامه دجاج بينما يقف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند حدود الله مهما كان الأمر.

وأذكر بعض المواقف من بعض الحديث.



عن علي قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا هلمي الكتاب قالت ما عندي من كتاب فقلت لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا حاطب فقال يا رسول الله لا تعجل علي فإني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وإن قريشا لهم بها قرابات يحمون بها أهليهم بمكة فأحببت إذ فاتني ذلك أن أتخذ فيهم يدا يحمون قرابتي بها والله يا رسول الله ما كان بي من كفر ولا ارتداد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقكم فقال عمر دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2650

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

كنا في غزاة قال سفيان يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال المهاجري ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللأنصار فسمع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما بال دعوى الجاهلية قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبي ابن سلول فقال أوقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وقال غير عمر فقال له ابنه عبد الله بن عبد الله والله لا تنقلب حتى تقر أنك الذليل ورسول الله صلى الله عليه وسلم العزيز ففعل

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3315

خلاصة حكم المحدث: صحيح.

وفي حديث آخر يستنجد أباكر وعمر وجماعة ممن معهم بعبد الله بن عمر

في مسألة أعظم الكبائر والسلام.

أن أبا بكر وعمر وناسا جلسوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو أسأله فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر ، فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك ووثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره فأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزني أو يأكل لحم خنزير أو يقتلوه ، فاختار الخمر وأنه لما شرب الخمر لم يمتنع من شيء أرادوه منه ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ، ولا يموت وفي مثانته منه شيء إلا حرمت بها عليه الجنة فإن من مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية

الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الهيتمي المكي - المصدر: الزواجر - الصفحة أو الرقم: 2/153

خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح.

وهنا نرى النقاط التي أبدى فيها عمر الندم وهي التي لم يعدل فيها .



دخلت على أبي بكر أعوده فاستوى جالسا ، فقلت : أصبحت بحمد الله بارئا ، فقال : أما إني على ما ترى بي ، جعلت لي معشر المهاجرين شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلكم من ذلك ورم أنفه ، رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيتم الدنيا وقد أقبلت ولما تقبل وهي جاثية فتتخذون ستور الحرير ونضائد الديباج وتألمون من ضجائع الصوف الأذربي ، حتى كأن أحدكم على حسك السعدان ، والله لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه في غير حد خير له من أن يسبح في غمرة الدنيا ، وأنتم أول ضال بالناس تصفقون بهم عن الطريق يمينا وشمالا ، يا هادي الطريق إنما هو الفجر أو البحر . فقال له عبد الرحمن : لا تكثر على ما بك ، فوالله ما أردت إلا الخير ، وما الناس إلا رجلان : رجل رأى ما رأيت ورجل رأى غير ذلك ، فإنما يشير عليك برأيه . فسكت ثم قال عبد الرحمن : ما أرى بك بأسا والحمد لله ، فلا تأس على الدنيا فوالله إن علمناك إلا كنت صالحا مصلحا ، فقال : إني لا آسى على شيء إلا على ثلاث وددت أني لم أفعلهن : وددت أني لم أكشف بيت فاطمة وتركته ، وأن أغلق علي الحرب ، وددت أني يوم السقيفة كنت قذفت الأمر في عنق أبي عبيدة أو عمر فكان أميرا وكنت وزيرا ، وددت أني كنت حيث وجهت خالد بن الوليد إلى أهل الردة أقمت بذي القصة ، فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت بصدد اللقاء أو مددا ، وثلاث تركتها وددت أني كنت فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت عنقه ، فإنه قد خيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه ، وددت أني يوم أتيت بالفجاءة لم أكن حرقته وقتلته سريحا أو أطلقته نجيحا ، وددت أني حيث وجهت خالدا إلى الشام كنت وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يميني وشمالي في سبيل الله . وثلاث وددت أني سألت عنهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : وددت أني سألت فيمن هذا الأمر ؟ فلا يتنازعه أهله ، وددت أني كنت سألته : هل للأنصار في هذا من شيء ؟ وددت أني سألته عن ميراث العمة وبنت الأخت فإن في نفسي منها حاجة

الراوي: عبدالرحمن بن عوف المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 3/109

خلاصة حكم المحدث: [فيه علوان بن داود ذكر من جرحه.

الذنب الأول كشفه بيت بنت رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام الذي

كان صاحبه وحري بالصاحب حفظ ذمة الصاحب.وقضية الحرق الذي هو حرام .وجهله بأمر الخلافة الذي قضى بها بلا حكم حيا  وعند موته لقوله

واخترت لكم خيركم في نفسي.

فكيف يؤخذ برأي من جهل الشيء واعترف بجهله له.



إذا كان مصدر الفقه عند المنظرين مصدرا غير معصوم من الخطأ لوثوقهم بما فعل الذين من قبلهم لما وجدوا عليهم من هالة القداسة فرأوا أن من

يخالفهم فقد كفر . والحال أنهم أساس التفرقة بين المسلمين الذين جعلهم الله أمة واحدة وحرم الفرقة بينهم .كما أنهم هم السبب في إراقة دماء المسلمين وأهل الكتاب والناس أجمعين إلى اليوم .وقد قالوا مثل ما قال آباءهم من قبل.

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ.104.المائدة.

ولا سبيل للخروج من هذه الفتن إلا القطع مع نهجهم والعمل بما ثبت عن الرسول عليه وآله الصلاة والسلام بعد القرآن العظيم الذي لا فيه فرقة ولا باطل ولا إرهاب ولا تقتيل وإنما هو دين السلام .

وما هذه القداسة إلا قداسة السيف والعنف  وليس قداسة ما قدس الله

تبارك وتعالى .ومن زكوا إلا الذين زكى بعضهم بعضا على تزكية الله تبارك وتعالى  الذي يختار من كانت لهم الخيرة من الأنبياء والمرسلين ومن أبناء الأنبياء والمرسلين عملا بسنة الله في الأنبياء والمرسلين جميعا .ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد  لسنة الله تحويلا.



عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أنه ذكر عنده رجل . فقال رجل : يا رسول الله ! ما من رجل ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أفضل منه في كذا وكذا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ويحك ! قطعت عنق صاحبك " مرارا يقول ذلك . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن كان أحدكم مادحا أخاه ، لا محالة ، فليقل : أحسب فلانا ، إن كان يرى أنه كذلك . ولا أزكى على الله أحدا " . وفي رواية : بهذا الإسناد ، نحو حديث يزيد بن زريع . وليس في حديثهما : فقال رجل : ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه .

الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 3000

خلاصة حكم المحدث: صحيح



وما التزكية إلا من الله تبارك وتعالى .فهو الذي يزكي من يشاء.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً.49.النساء.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.21.النور.



كما أذكر حديث لأحد الصحابة وهو ابن عباس.



            ولما أفتى ابن عباس في متعة الحج بفعل رسول الله

 قال له الناس : قال أبو بكر وقال عمر ، فقال : توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم قال رسول الله ، وأنتم تقولون :قال أبو بكر وقال عمر.

وهذا الذي يجري اليوم تمسك أهل الطوائف بأسيادهم وتركوا التمسك بالله ورسوله.وعملوا ما عملوا وكانوا لهم إسوة بدل الرسول عليه وآله الصلاة والسلام .وكانهم رسلا بدله.
*****************
محمد علام الدين العسكري.

ليست هناك تعليقات: