الأمة البربرية ستحمل مشعل الإسلام الحق ملة إبراهيم وتسود العالم.
نبدا بما قاله الشيخ ابن عربي رحمة الله عليه وأرضاه.
وقد بين ان امر البربر سيكون بعد القرن الرابع عشر
لقوله بعد البشارة ،بدرا لأربعة وعشر لا يرى .
إن الذي ما زلت أطلب شخصه *** ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس *** الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه *** بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة *** من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية *** من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي *** فيه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى *** أبدا منور ليلة قمراء.
ولك ان تقراها كاملة اسفل النص.
فالمغاربة أكثر حزما من المشارقة، وأشد اتباعا وأصح نظرا…"
(الراعي الأندلسي)
• للغرب فضل شائع لا يجهل --- ولأهله شرف ودين مكمل.
ظهرت به أعلام حق حققت --- ما قاله خير الأنام المرسل.
فلأهله حتى القيامة لن يزالوا--- ظاهرين على الهدى لن يخذلوا.
(الراعي الأندلسي)
• ألا إن أرض الغرب أفضل موطن --- تساق إليه الواحدات النجائب.
ولو لم يكن في الغرب كل فضيلة --- لما حركت شوقا إليها الكواكب.
(ابن دانيال الموصلي)
قالوا: إن القرآن نزل بلغة العرب ففسره العجم وحفظه المغاربة ونطق به أهل مصر وأحسن الإستماع إليه الترك وعمل بالقسم الأخروي منه أهل اليمن…".
(عبد الحي الكتاني في التراتيب الإدارية
في نظام الحكومة النبوية)
وحدثنا محمد بن الصباح عن هشيم بن بشير الواسطي عن داود بن أبي هند عن عبد الرحمن بن مل النهدي عن سعد بن أبي وقاص قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا يزال أهل المغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة".
(أبو العرب القيرواني في فضائل أفريقية)
تنبيه : المقصود ببلاد المغرب في بحثنا هذا هي ماوراء بلاد مصر من الأمصار حيث مساكن البربر، فيشمل المغرب الأدنى (تونس والقيروان أو ما كان يعرف بأفريقية) والمغرب الأوسط ( و أشهر مراكزه العلمية قديما: بجاية وتلمسان) ، والمغرب الأقصى ( ويشمل كل ماوراء المغرب الأوسط) ، والأندلس . قال الذهبي في السير(18/448) : "المشرق في عرف المغاربة مصر وما بعدها من الشام والعراق وغير ذلك .."اهـ.
وبذلك تعرف خطأ من اقتصر في تعريف حد المغرب على المغرب الأقصى وموريتانيا والأندلس كصاحب تراث المغاربة وغيره.
ــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم . اللهم صلي وسلم على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.
تحدث القرآن كما السنة عن المغرب وأهل المغرب غير أن كتاب الحديث
كانوا يضنون أن المغرب هو الشام أي سوريا وما حولها . رغم أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يعرف الشام كما كان يذكرها في الحديث باسمها واسم عاصمتها دمشق.
ولكن العرب لديهم النزعة القبلية أو الجهوية حتى بعد الإسلام . فهم ولحد اليوم لا ينظرون إلى أهل المغرب كعرب وهذا الأمر متأصل في الجزيرة
العربية بصفة خاصة وفي الشرق الأوسط بصفة عامة.حتى بعد أن صار المغرب يكنى (بالمغرب العربي) . وبما أن الصحابة من العرب كانوا يعلمون جيدا مآل الرسالة إلى المغرب كانت لهم حساسية زائدة بل مفرطة من أهل المغرب وآل البيت عليهم السلام وكل الأجانب باعتبارهم ليس عربا .
وعن أهل المغرب أذكر دليلا على ذلك حدث مع عمر ابن الخطاب ورجل من أهل المغرب.
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : جاء رجل من أهل المغرب إلى عمر فقال : يا أمير المؤمنين لتحملني ، فنظر إليه ثم قال : وأنا أقسم ألا أحملك ، فأعاد وأعاد ثلاثين مرة ، فقال له عتيك بن بلال الأنصاري : والله إن تريد إلا الشر ألا ترى أن أمير المؤمنين قد حلف أيمانا لا أحصيها ؟ فذكر القصة …
الراوي: عبدالرحمن بن أبي ليلى المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 2/457
وهذا من أمير المؤمنين فكيف بغيره .
ومن أعظم ما يحز في نفوسهم حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة . قال فأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوم من قبل المغرب . عليهم ثياب الصوف . فوافقوه عند أكمة . فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعد . قال فقالت لي نفسي : ائتهم فقم بينهم وبينه . لا يغتالونه . قال : ثم قلت : لعله نجي معهم . فأتيتهم فقمت بينهم وبينه . قال فحفظت منه أربع كلمات . أعدهن في يدي . قال " تغزون جزيرة العرب ، فيفتحها الله . ثم فارس ، فيفتحها الله . ثم تغزون الروم ، فيفتحها الله . ثم تغزون الدجال ، فيفتحه الله " . قال فقال نافع : يا جابر ! لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم .
الراوي: نافع بن عتبة بن أبي وقاص المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: .2900
ومن هذا علموا أن لأهل المغرب كرة عليهم كما علموا أن مآل الرسالة سيكون في المغرب بدلا عن المشرق .لقول الله تبارك وتعالى.
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ.84.
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ.85.
وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ86.
وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.87.
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ.88.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ.89.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِين.90.الأنعام.
ومعنى إن يكفر بها هؤلاء .أي العرب الذين جاءتهم الرسالة وبعث فيهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين.
أي أن الله من بعد ما تخلى العرب عن الرسالة وكل بها غيرهم.
والذي يدعم هذا القول رؤية السيد عبد المطلب .
كان عبد المطلب عليه السلام قد رأى في منامه رؤيا رأى كأن سلسلةً من فضة خرجت من ظهره لها طرف في السماء وطرف في الأرض وطرف في المشرق وطرف في المغرب ثم عادت كأنها شجرة, على كل ورقة منها نور وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها.
خروج السلسلة من ظهر عبد المطلب عليه السلام يعني من صلبه وطرفيها واحد في الأرض والآخر في السماء هو اتصال الله بتلك السلسلة أي خلافة الله على الأرض وهي الأمانة .
كما أن لها طرف في المشرق وتلك البداية وطرفها في المغرب هي عودة الإسلام من جديد على يد المغاربة ومن أرض المغرب لذكر الطرف الذي بالمغرب . والذي وعدنا الله به في القرآن الكريم. قال الله العلي العظيم.
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ.85. القصص.
وكيف سيرد الله رسوله لميعاد إلا في عودة الإسلام من جديد .
ونحن نرى اليوم بوادر هذا الأمر حتى أصبح اسم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر في العالم كله كأنه القائد الحاضر مع المسلمين ومنهم من يشتمه ومنهم من يثني عليه . وتلك بوادر الميعاد.
قال الله العلي العظيم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.28. الحديد.
والكفل من الكفالة وقد كفل الله العرب عند ضعفهم وضياعهم فكونوا أمة بلغت نصف الدنيا وذلك الكفل الأول . أما الكفل الثاني فقد آن أوانه وسيبلغ كل الدنيا تحقيقا لوعد الله تبارك وتعالى .
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.33. التوبة.
ولم تكن قد تحققت تلك النبوة لحد الساعة . لكن الله وعدنا بها وجعل لها
علامات أذكر منها في القرآن.
حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ.77.
وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ.78.
وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.79.المؤمنون.
وقد فتح الباب الذي فيه العذاب على مصراعيه مناك فما زادهم غير طغيانا وتنكيلا بالمسلمين واعراضا على الله .وكذلك في سورة الملك.
قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.24.
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ.25.الملك.
وذرأ تعني زرع وقد زرع المسلمون في كافة أقطار العالم كما يتحركون في كافة أرجائه ويعانون في كل بقاعه.ومن التسائل عن الوعد نرى أن كل ما جاء قبل هذه الآية وبعدها هو أشراط لحصول الوعد.منها
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِير.19.ِ
هنا يتبين لنا أنهم يكذبون بالدين فيهجرونه إلى غيره .وقد جاء ذلك في القرآن على لسان الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم.ربي إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.
يقول ابن عربي شيخ اهل الصفة الذين انعم الله عليهم .
نادى فاسمع كل طالب حكمة *** يطوي لها بشملة وجناء
طي الذي يرجو لقاء مراده *** فيجوب كل مفازة بيداء
يا راحلا يقص المهامه قاصدا *** نحوي ليلحق رتبة السمراء
قل للذي تلقاه من شجرائي *** عني مقالة أنصح النصحاء
واعلم بأنك خاسر في حيرة *** لما جهلت رسالتي وندائي
إن الذي ما زلت أطلب شخصه *** ألفيته بالربوة الخضراء
البلدة الزهراء بلدة تونس *** الخضرة المزدانة الغراء
بمحله الأسنى المقدس تربه *** بحلوله ذي القبلة الزوراء
في عصبة مختصة مختارة *** من صفة النجباء والنقباء
يمشي بهم في نور علم هداية *** من هديه بالسنة البيضاء
والذكر يتلى والمعارف تنجلي *** فيه من الإمساء للامساء
بدرا لأربعة وعشر لا يرى *** أبدا منور ليلة قمراء
وابن المرابط فيه واحد شأنه *** جلت حقائقه عن الإفشاء
وبنوه قد حفوا بعرش مكانه *** فهو الإمام وهم من البدلاء
فكأنه وكأنهم في مجلس *** بدر تحف به نجوم سماء
وإذا أتاك بحكمة علوية *** فكأنه ينبي عن العنقاء
فلزمته حتى إذا حلت به *** أنثى لها نجل من الغرباء
حبر من الأحبار عاشق نفسه *** سر المجانة سيد الظرفاء
من عصبة النظار والفقهاء *** لكنه فيهم من الفضلاء
وافى وعندي للتنفل نية *** في كل وقت من دجى وضحاء
فتركته ورحلت عنه وعنده *** مني تغير غيرة الأدباء
وبدأ يخاطبني بأنك خنتني *** في عترتي وصحابتي القدماء
وأخذت تائبنا الذي قامت به *** داري ولم تخبر به سجرائي
والله يعلم نيتي وطويتي *** في أمر تائبه وصدق وفائي
فإنا على العهد القديم ملازم *** فوداده صاف من الأقذاء
ومتى وقعت على مفتش حكمة *** مستورة في الغضة الحوراء
متحير متشوف قلنا له *** يا طالب الأسرار في الإسراء
أسرع فقد ظفرت يداك بجامع *** لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله *** من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو لها *** إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزها وإزاره *** لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده *** من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبرا *** وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لنا *** صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذا ومن تعني به *** قلنا المحقق آمر الأمراء
شمس الحقيقة قطبها وإمامها *** سر العباد وعالم العلماء
عبد تسود وجهه من همه *** نور البصائر خاتم الخلفاء
سهل الخلائق طيب عذب الجنى *** غوث الخلائق أرحم الرحماء
جلت صفات جلاله وجماله *** وبهاء عزته عن النظراء
يمضي المشيئة في البنين مقسما *** بين العبيد الصم والأجراء
ما زال سائس أمة كانت به *** محفوظة الأنحاء والأرجاء
شري إذا نازعته في ملكه *** أرى إذا ما جئته لحباء
صلب ولكن لين لعفاته *** كالماء يجري من صفا صماء
يغني ويفقر من يشاء فأمره *** محيي الولاة ومهلك الأعداء
لا أنس إذ قال الإمام مقالة *** عنها يقصر أخطب الخطباء
كنا بنا ورداء وصلى جامع *** لذواتنا فإنا بحيث ردائي
فانظر إلى السر المكتم درة *** مجلوة في اللجة العمياء
حتى يحار الخلق في تكييفها *** عينا كحبرة عودة الإبداء
عجبا لها لم تخفها أصدافها *** الشمس تنفي حندس الظلماء
فإذا أتى بالسر عبد هكذا *** قيل اكتبوا عبدي من الأمناء
إن كان يبدي السر مستورا فما *** تدري به أرضي فكيف سمائي
لما أتيت ببعض وصف جلاله *** إذ كان عيي واقفا بحذائي
قالوا لقد ألحقته بإلهنا *** في الذات والأوصاف والأسماء
فبأي معنى تعرف الحق الذي *** سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محققا *** من موجد الكون الأعم سوائي
فإذا مدحت فإنما أثنى على *** نفسي فنفسي عين ذات ثنائي
وإذا أردت تعرفا بوجوده *** قسمت ما عندي على الغرماء
وعدمت من عيني فكان وجوده *** فظهوره وقف على إخفائي
جل الإله الحق أن يبدو لنا *** فردا وعيني ظاهر وبقائي
لو كان ذاك لكان فردا طالبا *** متجسسا متجسسا لثنائي
هذا محال فليصح وجوده *** في غيبتي عن عينه وفنائي
فمتى ظهرت إليكم أخفيته *** إخفاء عين الشمس في الأنواء
فالناظرون يرون نصب عيونهم *** سحبا تصرفها يد الأهواء
والشمس خلف الغيم تبدي نورها *** للسحب والأبصار في الظلماء
فيقول قد بخلت علي وإنها *** مشغولة بتحلل الأجزاء
لتجود بالمطر الغزير على الثرى *** من غير ما نصب ولا إعياء
وكذاك عند شروقها في نورها *** تمحو طوالع نجم كل سماء
فإذا مضت بعد الغروب بساعة *** ظهرت لعينك أنجم الجوزاء
هذا لميتها وذاك لحيها *** في ذاتها وتقول حسن رآء
فخفاؤه من أجلنا وظهوره *** من أجله والرمز في الأفياء
كخفائنا من أجله وظهورنا *** من أجلنا فسناه عين ضيائي
ثم التفت بالعكس رمزا ثانيا *** جلت عوارفه عن الإحصاء
فكأننا سيان في أعياننا *** كصفا الزجاجة في صفا الصهباء
فالعلم يشهد مخلصين تألفا *** والعين تعطي واحدا للرائي
فالروح ملتذ بمبدع ذاته *** وبذاته من جانب الأكفاء
والحس ملتذ برؤية ربه *** فإن عن الإحساس بالنعماء
فالله أكبر والكبير ردائي *** والنور بدري والضياء ذكائي
والشرق غربي والمغارب مشرقي *** والبعد قربى والدنو تنائي
والنار غيبي والجنان شهادتي *** وحقائق الخلق الجديد إمائي
فإذا أردت تنزها في روضتى *** أبصرت كل الخلق في مرائي
وإذا انصرفت أنا الإمام وليس لي *** أحد أخلفه يكون ورائي
فالحمد لله الذي أنا جامع *** لحقائق المنشئ والإنشاء
هذا قريضي منبئ بعجائب *** ضاقت مسالكها على الفصحاء
فاشكر معي عبد العزيز إلهنا *** ولتشكر أيضا إلى العذراء
شرعا فإن الله قال اشكر لنا *** ولوالديك وأنت عين قضائي
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق