الخلافة ضرورة لن تتحق إلا بامامة، ووحدة الدين لن تكون بــ 100رسول.
الخلافة خلافة الله وليس خلافة الرسول فمن أحق بالخلافة ؟
وردت كلمة الخلافة في القرآن العظيم خاصة وعامة.
منها من هو مشتق من كلمة .خلف أي نبت بعد ما انقطع.
خلف –الخلف ،العوض والبدل و الخَلَفُ الخَلَفُ الولَدُ، و خَلِفَت الناقةُ : حملت. فهي خَلِفَةً . والجمع : خَلِفات ، وخَلِفٌ .
فتكون أمة مكان أمة أو جنس مكان جنس أو أغصان مكان أغصان.
فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا.59.مريم.
ولا علاقة للخلافة المتعارف عليها بهذا أبدا .
والخليفة كلمة تقال لرسول أو نبي أو رتبة دينية فوضها الله تبارك وتعالى للحكم بشريعته وتنفيذ أحكامه ليكون الحكم لله في الأرض.
يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب.26.ص.
كما قالها الله تبارك وتعالى لأدم عليه وآله الصلاة والسلام لأنه أول المرسلين.
وقد أطلق الله على كل حاكم لم يفوضه الله تبارك وتعالى طاغوت .
الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.ذكر هنا ولاية الله وولاية الطاغوت . ولو كان هذا الحاكم مسلما عادلا لن تنفعه عدالته لأنه تولى الله دون إذن منه.
وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وان تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون .70.الأنعام.
قال وغرتهم الحياة الدنيا التي من أعظم غرورها طلب الحكم .وقال وذكر بالقرآن أن تبسل نفس بما كسبت ،الذين أبسلوا. وكلمة بسل تعني تغير وجهه. البَسْلُ الرجلُ الكريهُ الوجهِ.نقول بسل الرجل : عبس من غضب أو شجاعة.أي تغير وجهه .أُغيض فأبسل من غيضه.قال الله العلي الأعز.
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.105.
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ.106.آل عمران.
إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ.196.الأعراف.
وقد جاء في نهج البلاغة.
فَقَدْ طَلَعَ طَالِعٌ، وَلَمَعَ لاَمِعٌ، وَلاَحَ (7) لاَئِحٌ، وَاعْتَدَلَ مَائِلٌ، وَاسْتَبْدَلَ اللهُ بِقَوْمٍ قَوْماً، وَبِيَومٍ يَوْماً، وَانْتَظَرْنَا الْغِيَرَ (8) انْتِظَارَ الْمُجْدِبِ الْمَطَرَ.
وَإِنَّمَا الْأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، وَعُرَفَاؤُهُ عَلَى عِبَادِهِ، لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ منْ أَنْكَرَهُمْ وَأَنْكَرُوهُ.
وفي هذه المقالة حقيقة أنكرها العرب كما أكدوا أن عليا عليه الصلاة والسلام لم ينكر ما فعله الصحابة بعد وفاة رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
طلع طالع أي ظهر ظاهر ولمع منا نقول لمع نجم فلان ولاح لائح أي برز واعتدل مائل، أي ظهر بما ليس له وبان رغم اعوجاجه ،واستبدل الله بقوم قوما أي كانوا مكانهم ،ويوم بيوم وتلك الأيام نداولها بين الناس.يوم لنا ويوم علينا،وانتظرنا الغير أي غيرنا انتضار المجدب للمطر.هنا يعلن أن أبا بكر طلع نجمه فلمع فظهر وتقمص العدل وهو ليس له فبدل الله آل البيت بالصحابة فكان عهدهم المجدب الذي لا ينتظر منه غيثا.
وقوله . وَإِنَّمَا الْأَئِمَّةُ قُوَّامُ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ. القِوَامُ قِوامُ كلّ شيء : عِمادُه ونظامه.فالإمامة رتبة دينية أو صفة أو منزلة الله من يقرها ولا تكون في كل الأرض إلا واحدة.وهي بمثابة كاهن الرب عند اليهود والتي تتقدم على النبي وأحيانا الرسول نفسه .فقد كان اليعازر ابن هارون منصبا من الله كاهنا على بني إسرائيل أي برتبة إمام عند المسلمين وكذلك كان مع يوشع عليه الصلاة والسلام إماما.
وكذلك كان عليا إماما مع رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
وما اختلفت سنة الله في رسالاته كما أن الله أطلق على الإسلام ملة إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام.كما أنه ما فرض علينا إلا ما فرض على غيرنا من الأمم .قال الله العلي الأعز.
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا.8.الأحزاب.
الآية صريحة تبين من يرث رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام لكنهم اتخذوها شورى في أمر الله تبارك وتعالى والذي لا تحل الشورى في أمره.بل جعلها الله في أمرنا الذي فيه معاشنا.
فكونوا مع الصادقين لتكونوا مع الله وتتجنبوا الوبال الأكبر.
الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق