الثلاثاء، 19 يوليو 2016

القرآن يُبين القِبلة التي يرضاها رسول الله محمد،لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ.


القرآن يُبين القِبلة التي يرضاها رسول الله محمد،لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ.

ما تحدث القرآن عن أمر من الأمور إلا بينه مُفصلا في سور مُختلفة ولهذا قال عن آياته أنها آيات مُبينات مُفصلات لتكون بينة حجة يقين.

للمسلمين قِبلتين، قِبلة كانت مجرد فتنة للمسلمين العرب بداية نزول الوحي وقِبلة هي التي أمر الله بها كل المرسلين 
وجعلها الله مركزا لعبادته يحجون إليها 
ويتجوهون إليها في صـــــــلاتهم 
ويذبحون نحوها ذبائحهم.
وبين الله العظيم أن هناك قِبلة يرضاها رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وبالتالي لا بدا أن يكون الله من أمر بها رسوله ليرضاها لأن رضا الرسول بما يرضى الله الذي أرسله.

قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ

وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ.147.سورة البقرة.

ورد في الآيات ذِكر قِبلة يرضاها وهي نفسها التي سماها قِبلته 
(فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا  )  ( مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ ) .

وقد بينت الآيات أن هناك قِبلة لأهل الكتاب، وقِبلة للعرب ،وقِبلة للرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام يرضاها دون الإثنين.

ومن المعلوم أن رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام لم يُمكن له الله  ولآله الحكم بالدين كما مكن الله لرسول الله ابراهيم وآله وحكم العرب بالإسلام بدل آل الرسول كما قضت سنة الله في رسالاته جميعا بحيث لم يختر الله لرسالاته إلا آل المرسلين.

وقد أجل الله حكم آل رسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام إلى وعد الآخرة للإسلام أي الوعد الأخير الذي سيتم الله فيه دينه على الدين كله ولو كره المجرمون.

وقد أكد الله في القرآن أن خلافة الله بقيادة آل الرسول وعلى رأسها الإمام المهدي ستكون في القِبلة التي التي يرضاها رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وذلك لما يُمكن لهم في الأرض ليحكموا بأمره وبدينه الحق ملة إبراهيم التي كفر بها العرب فقال،

وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ

الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ

وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ

وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ

ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.60.سورة الحج.

يُبين الله أن العرب سيكنون في شك من القرآن حتى تأتيهم الساعة أو عذاب يوم عظيم ،وهو أجل انتهاء عهدهم مع الله لما يسلب منهم كل ما أعطاهم كما فعل مع اليهود ،وحينها سينزع منهم الحج إلى بلادهم وآلهتهم ويُعيد المسلمين إلى الحج إلى القِبلة التي يرضاها رسولهم وهي قِبلة الإسراء والمعراج قِبلة المغرب شمال أفريقيا وذلك لقوله،لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ،
ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ.
والعقاب المشار إليه هو رد فعل من الإمام المهدي على العرب الذين بدلوا الحج إلى بلادهم وسيُحول هو الحج من بلادهم إلى بلاده الأرض التي بارك الله فيها للعالمين دار السلام في القرآن والتي يدعو الله إليها في القرآن وهي أورشليم في الكتاب المقدس.
كما بين أنهم سيجمعون له الجيوش بعد ذلك وسينصره الله عليهم وذلك لقوله،ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ.

كما بين الله تبارك وتعالى رب الجنود أنه سيُمحي كل ما ألقى الشيطان في الإسلام عبر الذين صدوا عن سبيل الله من العرب وسيعود الإسلام كما أنزله الله أول مرة وذلك لقوله،

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ

وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.54.سورة الحج.

وفي هذه الآيات وعد من الله مفاده أن الله سيهدي الذين أُتوا العلم وهم  آل البيت وأهل الكتاب وليس الأميين العرب 
إلى الصراط المستقيم الذي هو صراط المعراج 
في المسجد الأقصى قِبلة المغرب.
وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.

وتلك هي دعوة رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام التي سألها الله ليلة الإسراء والمعراج بين يدي الله أن يهديه وآله والمؤمنين إلى الصراط المستقيم ،الأرض التي بارك الله فيها للعالمين وتخلى عنها اليهود والمسيحيون والعرب وتُركت خرابا مهجورة بلا زائر وعطلوا الحج إليها .

جاء في الحديث.
 أتينا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ في مجلسِه إذ سمعَ دويُّ الهواءِ فإذا جبريلُ هبطَ إليهِ يذفُّ بجناحينِ أخضرينِ منسوجينِ بالدُّرِّ والياقوتِ قال فجلسَ عندَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال يا محمد إنَّ القُدسَ شَكت إلى ربِّها بتعطيلِها وافتخرتِ الكعبةُ بِكثرةِ حجَّاجِها وزوَّارِها فاطَّلعَ اللَّهُ عليهِ في ظللٍ منَ الغمامِ والملائِكةُ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عدي | المصدر : الكامل في الضعفاء
الصفحة أو الرقم: 9/90.

فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ.109.سورة هود.

هؤلاء تُشير إلى المسلمين الذين أسلموا مع الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام ،وبين الله أنهم لا يعبدون إلا كما يعبدوا آبائهم في الجاهلية ولذا توعدهم بعذاب غير منقوص .

الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.

ليست هناك تعليقات: