السبت، 16 يوليو 2016

الله العلي يأكد أن القرآن هو الذي سيهدي أهل الكتاب إلى الهيكل ،الأرض المقدسة ليعيد الحج إليها.


الله العلي يأكد أن القرآن هو الذي سيهدي أهل الكتاب إلى الهيكل ،الأرض المقدسة ليعيد الحج إليها.

بما أن القرآن رسالة عالمية بنذير أرسله الله للعالم كله فلا بدا أن يكون قد قضى الله فيه بين كل الأمم وأظهر ما أخفى أهل الكتاب عن المؤمنين في العالم وبيّن ضلالهم وكشف أسرارهم، وجعل من القرآن رسالة تهدي إلى الله وإلى صراطه المستقيم في مركز عبادته الذي أمر كل العالم أن يعبدوه فيه ،ومن هنا من أراد التحقق من أي أمر ديني في جميع الرسالات السماوية فلا بدا أن يلجأ إلى القرآن ليجد اليقين فيه قد بينه الله فيه.

وبما أن الله ما أرسل نذيرا إلا كذبه قومه والعرب قوم محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام أيضا من اليقين أنهم كذبوه ولم يتبعوا الكتاب الذي أُنزل معه ،ولذا لا بدا أنه كشف ضلالهم وبهتانهم وتزويرهم لحقائق الرسالة .

ومن هنا نقول أن القرآن حجة حجج الله على اليهود والمسيحيين والمسلمين وأنه لم يُطبق كما أتنزله الله أبدا وفي أي وقت بعد رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وأن كل ما قيل في الأحاديث لا بدا أن يحمل شيئا من الباطل لأن أهل الباطل لا يُمكن أن يتخلصوا من الباطل.

أكد الله العلي العظيم أن أهل الكتاب تركوا الأرض المقدسة مقر عبادة الله في التوراة والانجيل والقرآن والذي لا يقبل الله قربانا في بيت خارجها أبدا لأن القربان إنما يبُقدم إلى الله وفي بيت الله الذي عند الصراط في الأرض المقدسة،وبين الله أن القرآن هو من سيهدي أهل الكتاب إلى الأرض المقدسة فقال،


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ

يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.16. المائدة.

يظهر من الآيتين أن أهل الكتاب يُخفون أمورا كثيرة عن الناس سواء أكانوا أتباعهم أو غيرهم فأكد أن القرآن فيه ما يكشف بعض الأمور التي يُخفيها الناطقون باسم اليهودية والمسيحية على اليهود والمسيحيين وغيرهم ،ومن أهم تلك الأمور أمر الأرض المقدسة التي هي مركز عبادة الله في الديانات الثلاث لأن الله فرض فيها الحج ودعا إليها كل عباده ليغفر لهم فيها ،
وقد بُنيت دعوة الله في القرآن إلى أورشليم وليس إلى مكة فقال الله ،

وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ

فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ

هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ.30.سورة يونس.

ترجم القرآن معنى أورشليم الذي حار في تفسيره أهل الكتاب فبن الله أن معناها ( دار السلام ) أي دار الله لأن السلام اسم من أسماء الله وفي عبادة الله فيها نضمن السلام من عقاب الله .
كما بين أنه يدعو أي ( يستدعي) إليها عباده ليغفر لهم وليعبدوه عند صراط المعراج الذي أكد الله أنه عليه أي فوقه تماما .
كما نعلم أن الصراط هو الطريق الذي تنزل عبره الملائكة والروح أي أن مدد الله فيه دائما أبدا.
كما اكد الله في هذه الآيات أن العرب يعبدون آلهة غير الله في حجهم إلى ما حول الكعبة وأكد أنهم سيرجعون عن عبادتها إلى عبادة الله بعد كشف افترائهم وكذبهم على الله.

كما أكد لليهود والمسيحيين أن القرآن من سيهديهم إلى الأرض المقدسة ويُخرجهم من الظلمات إلى النور كما خرجوا من قبل من مصر إلى الأرض المقدسة بقسيادة دينية كالتي كانت معهم زمن رسول الله موسى عليه وآله الصلاة والسلام لأن الهدى هُدى الله كما ذُكر في الآية أن الله هو من سيُخرجهم وهذا يُبين لنا أنه سيُرسل من يهديهم بالقرآن إلى الأرض المقدسة وهو الإمام المهدي المسيا في الكتاب المقدس والذي سيُحل الله له الأرض المقدسة وما حولها جنات تجري من تحتها الأنهار وقصورا .


يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ

يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.

هنا نرى أن الله ذكر سُبل السلام وصراط المعراج والسلام هي دار السلام ( أورشليم) والصراط هو باب السماء الرابط بين الأقصى وعرش الله،وهذا يأكد أن الهداية ستكون غلى الأرض المقدسة والتي لن تكون طبعا فلسطين لأنها عند نزول الوحي قِبلة لأهل الكتاب حذر الله رسوله من اتباعها .

وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ( يعرفونها)  كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ.147.سورة البقرة.ذ

وبانكاره القِبلتين وتحذير الرسول من اتباعها يتبين لنا أن القِبلة التي رفض أهل الكتاب اتباعها وهم يعرفونها كما يعرفون ابنائهم وكذلك رفضها العرب وهي قِبلة رسولهم التي أُسري به إليها وفيها صلى بالأنبياء إماما ومنها عرج إلى العرش ومع ذلك أبوا الحج إليها وجعلوا الحج إلى آلهتهم بدل الحج إلى الله هي قِبلة المغرب التي ذكرها القرآن وربطها بالصراط.

سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.142.سورة البقرة.

والسفيه من ينكر أين المغرب ،وأيضا السفيه من ينكر قِبلة الله في الأرض التي بارك الله فيها للعالمين والتي هدى إليها كل المرسلين وباركهم فيها وأظهر إليهم آياته فيها.

الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.


ليست هناك تعليقات: