الخميس، 7 يوليو 2016

من لم يتبع رسول الله محمد في إسرائه مشرك بالله سواء من المسلمين أو من أهل الكتاب.


من لم يتبع رسول الله محمد في إسرائه مشرك بالله سواء من المسلمين أو من أهل الكتاب.

كان سبيل الإسراء وغايته لقاء الله وهو سبيل كل رسول أرسله الله ،وكان الإسراء بمثابة الهجرة إلى الله والتي قام بها كل رسول ونبي كلفه الله بأمره ،فقد هاجر إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام إلى الله بعد أن كذبه قومه ورفضوا الهجرة معه إلى الله في الأرض المقدسة ،

وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ

فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.26.سورة العنكبوت.

تظهر هنا دعوة إبراهيم الخليل وكل المرسلين لقومهم بأن يتركوا عبادة آلهتهم ويُهاجروا إلى الله في الأرض المقدسة ليُقروا بوحدانيته ويسجدون بين يديه اعترافا بجميل صنعه وخلقه ورزقه لهم ،فلما رفض قومه هاجر مع لوط إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.كما بين الله العظيم الهجرة وسببها الرئيسي فأكد أنه ذهاب رحلة إلى الله وللقائه والتقرب منه والتقي عنه والتحدث إليه ولا يتسنى ذلك إلا في أرض صراط المعراج الصراط المستقيم الرابط بين المسجد الأقصى والعرش والذي تتنزل عبره الملائكة والروح وأوامر الله إلى خليفته على الأرض عبر تابوت عهد الله الذي لا يكتمل عهد إلا به ولا يمكن ووجوده خارج الأرض المقدسة، فقال عن إبراهيم الخليل،

فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ

وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ

رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ

فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ.101.سورة الصافات.
هنا اجتمعت الهجرة إلى الأرض المقدسة وتكليم الله وبشارة الله.

والله أمر في القرآن باتباع سير الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام ليكون إسراؤه هجرة للمسلمين فريضة لا يُمكن إسقاطها لأنها تُحدد الإيمان برسول الله أو الكفر به وبما جاء به .



قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ.32.آل عمران.

ولا يُعرف للإتباع معنى إلا اتباع خط السير المعروف للرسول ومسيرته كانت تطهير الكعبة مما حولها من الأوثان والهجرة إلى الله في الإسراء .

وقد أكد الله فرض الهجرة إلى الله في القرآن والتي رفضها العرب لأنها تُلغي حجهم المزعوم إلى آلهتهم حول الكعبة والذي قدس عرفة على الكعبة نفسها .

بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ

فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ

وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.3.سورة التوبة.

ما عرف المسلمون هجرة مفروضة تُشد لها الرحال سوى الحج ولكنهم اتبعوا أهواء العرب الذين قدسوهم فأضلوهم عن الله وعبادته طوال 1400 سنة.

وقد بين الله في القرآن أن المسافة بين الكعبة والأرض المقدسة مسيرة أربعة أشهر في اتجاه الغرب لتكون الرحلة 4000كلم .
وقد أثبت الكتاب المقدس والتاريخ هذه المسافة في رحلة عودة السبي البابلي من العراق التي تتوافق مع السعودية إلى أورشليم كانت في 4 أشهر،كما ان خروج بني اسرائيل الى الأرض المقدسة كان في رحلة دامت 3 أشهر يعني 3000كلم .

إذا تظهر قِبلة الإسراء والمعراج هي ٌقِبلة المغرب الزيتونة المباركة ترشيش تونس.


وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِن مَّكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ

قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ

يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ

وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ

أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ


فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ.35.سورة الأحقاف.
نرى من قول الله تبارك وتعالى (((  وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ،فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ )))أن الخطاب موجه للعرب لقوله ( مَا حَوْلَكُم ) وكان من الأصح أن تنتهي ألاية بــ (لَعَلَّكمْ تَرْجِعُونَ،  )وليس لعلهم يرجوعون ،لأنه لو كان الأمل في رجوع الذين أهلكهم الله قائما لصح ذلك ولكن الأمل القائم الذي يُرجى هو على الأمة العربية ،كما أن خطأ الذين أهلكهم الله كان نصرهم الذين حجوا إلى آلهتهم لأن القربان لا يُقدم إلا في الحج وذلك لقوله،فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً .
وهذا ما وقع فيه العرب إذ جروا المسلمين غلى الحج إلى آلهتهم والطواف بها رغم أنهم يعلمون أن الطواف لا يكون إلا بمكان أقبت الله وجوده فيه وكأن المؤمن يطوف كما تطوف الملائكة بالعرش.
وقد طلب العرب من الرسول محمد عليه وآله الصلاة والسلام ان يجعل الحج في الحجاز السعودية فرد عليهم رسول الله بالقول التالي،


 سُبحان اللهِ ! هذا كَما قال قومُ موسَى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً والَّذي نَفسي بِيَدِه لَتركبُنَّ سَنَنَ مَن كان قَبلَكم
الراوي : أبو واقد الليثي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 3601 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وقد بين الله أن القرآن كتاب يهدي إلى الأرض المقدسة أرض صراط المعراج ( الصراط المستقيم) وأن من تركها فقد ضل سواء السبيل فقال،
قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ

يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ
وَمَن لّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ.

وقد فرض الله على المسلمين الهجرة إلى الله إلى الأرض المقدسة في القرآن في رحلة تُشد لها الرحال تدوم أربعة أشهر لتصل غلى قِبلة المغرب ترشيش تونس فقال،


بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ

فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ


وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.3.سورة التوبة.
عطف الله فعل ( عاهدتم على الأمر بالسياحة ( فسيحوا) على فعل ( واعلموا) أنكم غير معجزي الله وأن الله مُخزي الكافرين ،وهذا يعني أنهم عصوا الله ورسوله .

الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.


ليست هناك تعليقات: