المسلمون فريقان اختصما فمن أصحاب الصراط السوي ومن الضالون،أعظم الضلال الضلال عن الله في الأرض المقدسة.

 المسلمون فريقان اختصما فمن أصحاب الصراط السوي ومن الضالون،أعظم الضلال الضلال عن الله في الأرض المقدسة.

ليكن في علم الناس عامة والمسلمين خاصة أن الله ما أرسل نــــــــــذيرا إلا أنه يعلم مُسبقا أن قومه سيكفرون برسالته وبه وبعبادة الله وسيكونون أعداء لدينه وله وسيحاربونه بدون هوادة حتى يقتلوه أو يُبيدهم الله ويُنجيه إلى الأرض المقدسة وتكون الرسالة التي أُرسل بها مُأجلة حتى يأتي من بعده من يُحقق عدالتها هذا إذا قُتل النذير .

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ.34.سورة سبأ. 

وما أرسل الله من نذير إلا رفض قومه ترك عبادة أصنامهم وشعائرهم التي كانوا يأدونها حجا ورفضوا بذلك عبادة الله وحده في الأرض المقدسة.

وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ.23.الزخرف.

ومن المأكد عند كل الناس أن رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام كان نذيرا للعالم بأسره وهذا يُبين لنا أن كل العالم كفر به ورفض عبادة الله في الأرض المُقدسة وبقي اليهود على ضلالهم والمسيحيون على ضلالهم والعرب على ضلالهم.

وهذا ما يأكد أن أهل الكتاب زمن نُزول القرآن 

لا يعبدون الله في الأرض المقدسة.

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ

يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ.21.المائدة.

كما بين القرآن أن العرب تمسكوا بما كانوا يعبدون قبل الإسلام ورفضوا عبادة الله .

وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُورًا

اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا.43.سورة فاطر.

فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ

أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ

فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ.56.الذاريات.

وكما كان رسول الله نذيرا كان أيضا بشيرا ،فكان نذيرا للذين غلبوا وملكوا واختاروا الدنيا عن الآخرة والكفر على الإيمان وعبادة أصنامهم على عبادة الله في الأرض المقدسة،

وكان بشيرا للذين غُلبوا واضطُهدوا وهاجروا وهُجروا وشُردوا وأقصاهم من غَلبوهم من الحكم بشريعة الله كما أنزلها من المسلمين واليهود والمسيحيين وهؤلاء من لهم البُشرى بجمعهم في الأرض المقدسة لعبادة الله فيها بعكس ما عبد الذين كفروا بعبادة الله وحجوا في هياكلهم التي اختاروها لأنفسهم لجلب المال والسياحة .

وقد بين القرآن أن المسامين سيكونون فريقان يختصمان فينتصر فريق الكفر على فريق الإيمان وعلى رأس فريق الإيمان محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ولذلك كان الحوار بينه وبين قومه العرب ،

حم

تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ

بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ

وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْــــــــــــــــــــــمَلْ إِنَّنَا عَامِلُـــــــــــــونَ.5.فُصلت.

وفعلا بين لنا القرآن أن العرب عملوا على أن يبقى معتقدهم حيا بالحج إليه تذكارا لآلهتهم التي نصروها على الله وعلى دينه ورسوله وصبروا عليها حتى غَلــــــبوا من بعد ما هُزموا 

وأعادوا إليها مجدها الذي استـــــــمر 1400 سنة

يحج إليها المسلمون ظنا منهم أنهم يحجون

إلى الله .

وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولا

إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلا

أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلا

أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا.44.الفرقان.

وفعلا بقي الفريقان متربصان ببعضهما ويعلمان أن لكل منها كرة ينتصر فيها وعُصبة ينتصر بها على الاخر .

وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الأُولَى

وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى

قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى.135.سورة ،طــــــه.

الصراط السوي هو الصراط المستقيم ،صراط المعراج ،باب السماء والطريق إلى الجانب الحي من الكون ويُمكن أن نقول فهو الطريق الوحيد لإكتشاف الكواكب الحية في الكون لأنه الطريق الوحيد في الكون الذي لا ينعرج الصاعد فيه 

بآلة أو بدونها،وهو في الأرض المقدسة ومن هنا نعلم أن الجانب الذي أُضطهد من المؤمنين سيكون ملكهم في الأرض المقدسة وسيكون أنصارهم أكبر من أنصار العرب .

حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا

قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا

عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا

إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا


لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا.28.سورة الجن.

وقد بين الله العظيم أن محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام وآله والذين اتبعوه حق الاتباع وأطاعوه سيُغلبون وسينصرهم الله،

أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ

قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ

قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ

قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ

فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ


قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ.29.سورة الملك.

وفعلا ظهر أن العرب في الضلال المبين، وليس أضل من قوم لا يعبدون الله في أرضه المقدسة لأن أعظم الضلال أن يضل الناس عن الله فلا يعرفون له مكانا ولا يعرفون مكان صراطه المستقيم مركز عبادة الله ومركز القداسة الكاملة.

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ

إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ

قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ

فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاء وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ

إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ

وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ


قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ.112.الانبياء.

الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.