الثلاثاء، 19 أبريل 2016

وعدكم الله بتبديل الأرض غير الأرض تأويلا وتفسيرا ،يُحقق الله فيه وعده لمحمد وأهل الصفة.


وعدكم الله بتبديل الأرض غير الأرض تأويلا وتفسيرا ،يُحقق الله فيه وعده لمحمد وأهل الصفة.

هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.52.سورة إبراهيم.

أرسل الله رسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام نذيرا للعالمين وهذا يعني أن العالمين كفروا برسالته التي سماها الله
 ( ملة إبراهيم) أي أُمة إبراهيم التي يُمثلها كل الرسل والأنبياء،ولذا أمر الله العلي في القرآن من أراد اعتناق الإسلام أن يؤمن بكل ما جاء به المرسلون وهذا يعني أن يتبع كل المرسلين ولا يختلف إثنان على أن كل المرسلين أخرجوا قومه من أي مكان كان إلى الأرض المقدسة ومن عصوا منهم دمرهم الله ونجى رُسلهم إلى الأرض المقدسة ليُباركه فيها ،كما أمر الله في كل الرسالات السماوية بعبادة الله في الأرض المقدسة وليس أكبر من إعلان العبودية لله من الحج إليه في صراطه المستقيم.
ولذا وصف الله كل من ترك الأرض المقدسة من الأمم الثلاث الذين أُرسل اليهم بالمرتدين،أي الخارجون عن العهد بعد قُبوله.
وقد بين الله أن العرب من تلك الأمم التي مكرت في عهد الله وتركت عبادته وأضلوا من اتبعهم طيلة 1400 سنة.

هذه شهادة الله عليهم لا يُنكرها إلا كافرا أو منافقا،


وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ

رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء

رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ

وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ

مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء

وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ

وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ

وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ

فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ

يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ

وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ

سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ

لِيَجْزِي اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ

هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.52.سورة إبراهيم.

قرن رسول الله إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام البلد الآمن بعبادة الأصنام كما سأل الله أن يُجنب أبنائه ،وأبنائه هم آله الذين اصطفاهم الله لرسالاته .وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ،رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.

كما أكد على أن من اتبعه فهو منه ومن لم يتبعه فليس منه،والإتباه هنا هو أن يفعل ما فعل إبراهيم الخليل،ونحن نعلم أن إبراهيم الخليل مكث في الأرض المقدسة حتى بلغ رسول الله إسماعيل عليه وآله الصلاة والسلام الأربعين سنة سن التكليف الطبيعي بالرسالة وقد أقام الحج في الأرض المقدسة التي بنى فيها مسجدين وهما المسجد الأقصى والبيت العتيق مسجد السامريين ( الأفارقة ) والذي أكد الله الحج إليه في القرآن ،
ويسمى الميمرا في الكتاب المقدس وأشار إليه القرآن أيضا باسم ( المر ) وتنطق بنفس الإسم في الكتاب المقدس ( الميم را) ،ولو قرأناها لكانت  ( الميمرا)،ثم أنه اتجه جنوابا من الأرض المقدسة اتجاها متتاليا حتى وصل الكعبة المقدسة ،وهذا يجعل مكان الأرض المقدسى في خذ جنوب شمال والذي بينه ببناء الكعبة بحيث يقف الذي يريد الجمع بين القِبلتين بباب الكعبة وأين كان اتجاهه كان اتجاه الأرض المقدسة ،

كما حدد رسول الله إبراهيم عليه وآله الصلاة والسلام ما يخص الكعبة وما الأمر الذي بُنيت له فأكد أنها جُعلت للصلاة وليس للحج لقوله.رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ،رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء.
لكن العرب الذين أكد الله أنهم هجروا القرآن لغيره فعلوا كما فعل اليهود والمسيحيون الرومان فآثروا الحج إلى أحد جبالهم تاركين الكعبة ليُجهروا بعبادة الأصنام ورفضوا الخروج من الحجاز إلى الأرض المقدسة وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ،مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء،وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ،وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ،وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ.

تظهر الحجة في القرآن بينة عليهم ليُأكد الله أنهم رفضوا الحج إلى الله في قوله (  رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ) وهذا يعني أنهم لم يتبعوا المرسلين ومهم رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام لأنه أحد المرسلين .والحج تلبية دعوة الله إليه ليغفر للمؤمنين ،

قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ.10.إبراهيم.

وهل خرج العرب عما كان يعبد آبائهم ؟؟؟ نفس الذي كان يجري في الجاهلية يجري الآن في ما حول الكعبة الذي لم يُقدس الله فيه حتى مكانا واحدا في القرآن فأي كتاب اتبع العرب وأي كتاب هجروا؟؟؟
كما بين القرآن أن العرب مكروا بالأرض المقدسة وبدلو جبالها بجبال آلهتهم وشعائر الله بشعائر آلهتهم وأرض الله المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين بأرضهم وأن الله سيُبدل أمرهم بأمر الله ويُحقق وعده لرسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج فيُبدل أرض السعودية وأرض فلسطين بأرض الله المقدسة .وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ،فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ.

وهذا هو السر الذي أخبر الله به رسوله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وأخبر به أهل الصفة ( الصوفية ) أبناء القبائل العشر المفقودة والسامريين الأفارقة الذين آمنوا بعيسى رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام.
إنَّ الرَّسولَ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ استأذَنَ على أَهلِ الصُّفَّةِ فقالوا اذْهَب إلى مَن أنتَ رسولٌ إليهِ وقالَ بعضُهم إنَّهم أصبحوا ليلةَ المعراجِ فأخبروهُ بالسِّرِّ الَّذي ناجاهُ اللَّهُ بِهِ وأنَّ اللَّهَ أعلمَهم بذلِكَ بدونِ إعلامِ الرَّسولِ وقولُ بعضِهم إنَّهم قاتلوهُ في بعضِ الغزواتِ معَ الكفَّارِ وقالوا من كانَ اللَّهُ معَهُ كنَّا معَهُ
الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى

الصفحة أو الرقم: 24/339.

ولا يُمكن أن يكون لليهود إله وللمسيحيين إله وللمسلمين إله فيحج كل منهم إلى إلهه بينما رب كل المرسلين الله الذي بينت كل الرسالات السماوية أنه في الأرض المقدسة على الصراط المستقيم صراط المعراج الذي يعلم كل الذين أُرسل إليهم أنه في الأرض المقدسة .هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ.52.سورة إبراهيم.



إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّواْ ضَلالاً بَعِيدًا

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا


إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا.169.النساء.

وقد بدأ الله سورة الحج بالزلزلة التي سيُبدل الله فيها الأرض مما هي عليه الآن إلى جنة لا موت عليها حتى يوم الطامة الكبرى التي لن يبقى فيها كوكب حي .
وبين فيها أن من العرب من جادل في الله بغير علم ،أي بدون أن يأمرهم الله وبدون أن يُعلمهم وبدون أن يُكلفهم برسالاته وما يفعلون ذلك إلا ليُضلوا عن سبيل الله إلى الأرض المقدسة 
وتراهم بدأوا الأمر منذ غادرهم رسول الله محمد عليه
وآله الصلاة والسلام حتى الآن وهم ينهون عن القرآن وينأون عنه لكي لا يعلم المسلمون الحقيقة فيثورون على مكرهم ويُعيدون الإسلام إلى مكانه.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ

يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ

وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ


كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ.4.سورة الحج.

وقد فُتن العرب بتبديل القِبلة من الكعبة إلى الأرض المقدسة فجرهم ذلك للكفر بعبادة الله التي هي أهم ما في كل رسالة.


وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ

يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُ وَمَا لا يَنفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ


يَدْعُو لَمَن ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ.13.الحج.


كما بين الله العظيم خيبة رسول الله محمد في قومه وانتظاره النصر عليهم خاصة بعد ما علم من الله أنهم سيرتدون عن الإسلام بعده ويقتلون أهله ويُشردونهم في العالم 
فأكد له أنه سينصره لا محال مهما طال الزمن،

مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ


وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ.16.الحج.

وقد أكد الله أن أن العرب يصدون عن سبيل الله ،وقال يصدون وليس صدوا فقط لإستمرارهم في الصد عن سبيل الله إلى الأرض المقدسة والمسجد الحرام ،المسجد الأقصى لأن الله عرفه بأداة التعريف ( الذي) ليفصل بينه وبين المسجد الحرام ( الكعبة) فقال،


إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.

وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ

وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ

ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ

ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ

حُنَفَاء لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاء فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ

ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ

لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ


وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ.34.الحج.

وقد دعا الله إبراهيم الخليل إلى الأرض المقدسة لما عصاه قومه وبشره فيها بإسماعيل ويعقوب وإسحاق عليهم وآلهم الصلاة والسلام وأمره ببناء المسجد الأقصى والبيت العتيق 
كما أمره بالحج إليهما الإثنين كما جاء في شريعة الإسلام 
ونرى من قوله (  وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) أن البيتين كانا في رؤوس الجبال حتى يكون كل ما دونهما عُمق .

قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ

وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ

وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ

وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلا جَعَلْنَا صَالِحِينَ


وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ.73.سورة الأنبياء.

وقد بين القرآن أن الله في الأرض المقدسة لقوله،

وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ

رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ


فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ.101.الصافات.

فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون؟؟؟

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا

وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا


فَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا.52.الفرقان.

وأكد الله في القرآن أن الأرض المقدسة وسط الأرض لا شرقية ولا غربية كما جاء عنها في الكتاب المقدس على أنها بين الشعوب وسط الأرض وهي تونس اليوم وقديما ترشيش.



جاءفي الحديث عن تبديل الأرض إلى الأرض المقدسة ،
حدثنا ابن أبي الشوارب وحميد بن مسعدة وابن بزيع ، قالوا : حدثنا يزيد بن زريع ، عن داود ، عن عامر ، عن عائشة ، قالت : قلت : يا رسول الله ، إذا بدلت الأرض غير الأرض ، وبرزوا لله الواحد القهار ، أين الناس يومئذ؟ قال : على الصراط " . 

حدثني محمد بن عون ، قال : ثنا أبو المغيرة ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، [ ص: 52 ] قال : ثنا سعيد بن ثوبان الكلاعي ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم حبر من اليهود ، وقال : أرأيت إذ يقول الله في كتابه ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات ) فأين الخلق عند ذلك؟ قال : أضياف الله فلن يعجزهم ما لديه " . 

ولا يكون الضيوف على الله إلا في الحج .

وأما تبديل الأرض والسماء فسيكون يوم القيامة الصغرى ليجعل الله الأرض جنة.

الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.


ليست هناك تعليقات: