الخميس، 27 مايو 2021





وادي الشواعر ( وادي مرقص ) الأثرون ليبيا ،سياحة دينية
ستشمل كل شمال افريقا قريبا.


Ahawaar Wadi(Wadi discotheque)Alotheron Libya

مرقس،أو مرقص،احد تلاميذ المسيح الفركسيس.

ولد في أورشليم (مدينة السيلوام) القصرين حاليا عُرفت أمه في المدينة وكانت ذات اعتبار بين المسيحيين الأولين فإن بطرس لما أطلق من السجن ذهب إلى بيتها. ويرَّجح أن مرقس اتبع الرب بواسطة بطرس لأنه يدعوه ابنه (1 بط 5: 13). ويظن أن مرقس هو الشاب الذي تبع المسيح ليلة تسليمه (مر 14: 51 و52). وتوجه مرقس مع بولس وبرنابا نسيبيه (كو 4: 10). في رحلتهم التبشيرية الأولى (أع 12: 25) غير أنه فارقهما في برجة (مدينة باجة التونسية)(أع 13: 13). فصارت مشاجرة قوية بين بولس وبرنابا (أع 15: 36 - 40).برنابا أيضا أحد تلاميذ عيسى رسول الله عليه وأمه الصلاة والسلام الفركسيس (الفرشيش) حاليا، وبعد ذلك تصالح مع بولس فرافقه إلى رومية (مدينة قسنطينة الجزائرية عاصمة البربر)(كو 4: 10 وفل 24). وكان مع بطرس لما كتب رسالته الأولى (1بط 5: 13)، ثم مع تيموثاوس في أفسس قرب تبسة بالجزائر (2 تي 4: 11). ولا يعرف شيء حقيقي عن حياته بعد ذلك إلا أن بعض المشككين قالوا أنه مترجم بطرس، وربما كان يترجم له في بعض المواضع أو أنه كتب إنجيله تحت إرشاد الرسول كما يستدل من بعض الآيات. فظن بعضهم أن بطرس كتب بعض الآيات والحوادث التي شاهَدها وأن مرقس كتب إنجيله بعد مطالعة هذه الكتابات، وهذا ما لا تقبله كنيستنا الأرثوذكسية القويمة.


وفي اكتشافنا أثار وجوده في ليبيا تبين لنا أنه سافر الى ليبيا ليبشر بالمسيحية ومن ثم اجتاز الى مصر .





وادي مرقس يوجد فيه كهف و بيت صغير على بعد 10 كلم من الكهف، ويقال ان مرقس كان يسكن في البيت الصغير ويمشي كل يوم للكهف ليكتب الانجيل .

هذه صورته،


كان مرقس واحد من الاربعة الذين نقلوا الانجيل عن نبي الله عيسى عليه السلام مرقس كتب الانجيل  في المكان المسمى باسمه وادي مرقس شرق راس الهلال ،




 هناك اكثر من مكان حمل اسم مرقس الانجيلي في ليبيا منها
- وادي مرقس .. جنوب سوسة بحوالي 7 كيلومتر بالجبل الاخضر ليبيا
- وادي الانجيلي .. جنوب كرسة وقرب مدينة درنة ليبيا
- نبع مرقس .. بين شحات وسوسة
- صرح مرقس .. قرب البحر بين الاثرون وراس الهلال ليبيا


-منطقة بلسفكا في الجبل الاخضر .. اسمها الحقيقي (بولي أسكفا) ومعناها المدينة الاسقفية او اسقفية المدينة وهي حاليا المنطقة التي تضم القرى الثلاثة المتجاورة (منطقةاسكفا_ وبيت ثامر_ والمرازيق) بين القبة وعين مارة بليبيا.

عــــــن مارة في الكتاب المقدس.

Marah اسم عبري معناه "مرارة" وهو موضع في برية شور وليثام على بُعد 3 أيام من موضع عبور بني إسرائيل البحر (عد 33: 8 و9). وكان فيها ينبوع مرّ جعله موسى عذبًا بطرحه فيه شجرة أراه الرب إياها (خر 15: 23 - 25). 


سفر الخروج 15: 23
فَجَاءُوا إِلَى مَارَّةَ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْرَبُوا مَاءً مِنْ مَارَّةَ لأَنَّهُ مُرٌّ. لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «مَارَّةَ».




- توجد  قرية في الاثرون وبقرب الكنيستين هناك خليج صغير يعرف باسم (بحر مريم) فهل هذه التيمية نسبة لمريم العذراء ام نسبه لمريم والدة مرقس .. هذا الخليج لا يبعد عن وادي مرقس باكثر من 4 كيلومتر
في ليبيا في بلدة لاثرون والأثرون تتبع مدينة درنة والمكان هذا مشهور جدا في العالم على هذا المعلم التاريخي لكنيستين مسيحيتين ،والأثرون هي بلدة ليبية تبعد نحو 9 كلم إلى الشرق من رأس الهلال ونحو 50 كلم شرقي مدينة البيضاء في الجبل الأخضر شمال شرق ليبيا وتتبع شعبية درنة. اسمها يعود إلى عهد الإغريق بمسمى (Erythron) والتي تعني (الحمراء) واخذ الاسم من لون تربتها الحمراء،

مرص هو ابن أخـت برنابا.
أقيم العشاء الأخير في بيته.
خروجه مع بولس وبرنـابا ثم رجـع (أع 13:13)
في الرحـلة الثانية خرج مع برنابا إلى قبرص.
جاء إلى مصر سنة 55 م وكرز فيها.
أسس في مصر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقد كان أول بطريرك لها.
رسم إنيانوس أسقفا.
قتل سنة 68 م.






في بداية انتشار المسيحية في شمال أفريقيا بدأت الدعوة تأخذ في التنامي في منطقة برقة “سيرنيكا ” في القرن الأول للميلاد و خاصة مع عودة مرقص الرسول  وانتشار العنف ضد الموحدين المسيحيين ولجوء المؤمنين الى 
الكهوف المعلقة على منحدرات الأودية و تتميز بها منطقة الجبل الأخضر و رأس الهلال تحديدا فقد أكتشف المؤرخ الراحل (داوود حلاق) من مدينة شحات رفقة فريقه مابين عامي 1985 و 1987 كهوفا و كنائس معلقة لجاء إليها المسيحيون الأوائل هربا من جنود الإمبراطورية الرومانية و أشهرها على الإطلاق ما تم اكتشافه بوادي مرقص تحديدا من صروح و كنائس و بيوت معلقة أعلى منحدرات الوادي الذي يبلغ طوله حوالي 9 كيلومتر.

 


دواد حلاق عام 1987 داخل صرح مرقص الأنجيلي بوادي مرقص
مرقص الإنجيلي

لم يكن أحد يعلم تماما لما أطلق على الوادي أسم وادي مرقص فهو أسم قديم و لصيق بالوادي منذ قرون حتى تم هذا الاكتشاف على يدي حلاق و فريقه فقد عثروا على كنائس معلقة و تمثالا لرأس الأسد في أصل الصخر مهشما و المعروف أن الأسد هو رمز القديس مرقص , كما عثروا على ماقد يكون معمودية على مستوى قاع الوادي قرب مجرى مياه عين أم الناموس بالإضافة إلى صرح ديني متكامل محفور في الصخر أطلق عليه المكتشفين أسم صرح مرقص الإنجيلي.

مرقص الإنجيلي هو مؤسس كنيسة الإسكندرية و يعتبره أقباط مصر من أقدس الشخصيات الدينية لديهم وأحد كتاب الأناجيل الأربعة المعتمدة لدى الديانة المسيحية “إنجيل مرقص” , والذي يعتقد (داوود حلاق) أنه كتبه في وادي غير بعيد عن أودية رأس الهلال بمنطقة كرسة المجاورة يسمى وادي الإنجيل بمغارة معلقة أيضا تسمى مغارة الإنجيل و يبعد الوادي عن وادي مرقص حوالي 15 كيلومترا , و يرجح حلاق أن مرقص اختلى بنفسه بعيدا عن أتباعه و قومه بوادي الإنجيل لكتابة سفره.


توجد العديد من ينابيع وعيون الماء بوادي مرقص
مقر مرقص

صرح مرقص كما يصفه (داوود حلاق) في كتابه أوشاز الأسلاف بمقر متعدد الأدوار أو الطبقات محفور في جرف صخري سحيق على ارتفاع حوالي 40 مترا من قعر الوادي و أهم دورين أو طبقتين في مقر مرقص هما الدور العلوي و الطبقة الواقعة أسفل هذا الدور و حسب وجهة نظر حلاق أن الدور العلوي يتكون من عدة غرف محفورة في الصخر كان مقر إقامة لإدارة الأعمال بدليل وجود خزان لحفظ المياه خلال موسم الشتاء مما دل على أن مجموعة من البشر كانت مستقرة في المقر لإدارة أعمال متواصلة وأعد هذا الدور العلوي بطريقة مخفية كليا عن الأنظار .

كما يحوي عددا من الغرف متابينة الأحجام و خزانات المياه و مخازن الغلال و يعتبره حلاق مقرا لإدارة أعمال مرقص الإنجيلي و ملاذا مخفيا لسنوات بعيدا عن ملاحقة الرومان .

أما الطبقة السفلى تمثل مرفقا هاما حيث يوجد به الحنية الرئيسية و الحنية هي ماتشبه المحراب و توجد بالكنائس و التي يحوط بكل جانب منها رأس أسد منحوت في أصل الصخر و المعروف أن الأسد هو رمز مرقص الإنجيلي كما هو معروف بالمراجع .

 


وادي مرقص

مقر الناموس بوادي مرقص يرجع للقرن الأول ميلادي , محفور في الصخر قرب مجرى عين ماء أم الناموس
 

إغلاق الوادي

بعد إعلان داوود حلاق عن اكتشافه و تردد رجال الدين من الكنيسة القبطية على تلك الأماكن برأس الهلال وأمر معمر القذافي بإغلاق الوادي ووضع حراسة مشددة عليه الأمر الذي يفسر ندرة الصور أو التغطيات لذلك الوادي وتلك الصروح الدينية المسيحية و أغلق منطقة الأودية بالكامل فترة التسعينيات القرن الماضي بسبب هروب الكثير من أفراد الجماعات المتطرفة التي تلاحقها أجهزة الأمن الليبية وخاصة في مدينة درنة القريبة و ظل الوادي مغلقا رغم محاولات ابنه سيف الإسلام بتنشيط المنطقة وإنجاز بعض مشروعات السياحة الدينية إلا أن ثورة فبراير أوقفت تلك المشاريع و فتح الوادي لفترة قصيرة لم تستمر طويلا حتى سيطرت عليه الجماعات المسلحة الإرهابية مجددا بداية من عام 2014 و رغم طرد الجيش لتلك الجماعات الإرهابية بداية من عام 2016 من الوادي وسيطرته عليه إلا أن الوادي مازال مغلقا بسبب الشكوك في هروب بعض أفراد تلك الجماعات و تحصنها بالوادي الوعر والسحيق فالمنطقة تعتبر من أصعب المناطق بتضاريسها و منحدراتها.

وادي مرقص

تميز وادي مرقص لايكمن فقط في هذه الصروح الصخرية التي يعود تاريخها للمسيحية الأولى , بل في كثرة منابع المياه و السواقي و الغطاء النباتي المتنوع و هو كغيره من أودية رأس الهلال المعروفة كوادي بالفو ووادي المهبول و حتى وادي مريم و غيرها كلها تحتوي على ينابيع مياه طبيعية ساهمت في كثافة الغابات و تنوع النباتات بالإضافة إلى انتشار الأشجار المثمرة قرب الينابيع المائية كالتين والعنب والرمان و التي فيما يبدو زرعت منذ قرون في تلك المناطق .



الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.

ليست هناك تعليقات: