الخميس، 23 يوليو 2015

هل حرف العرب هذه الآية بأمر من إمامهم كعب الأحبار ليبرئوا اليهود ؟ أم إن عيسى ابن مريم عليه وأمه الصلاة والسلام أُغمي عليه من التعذيب قبل صلبه فظن الرومان واليهود أنه مات؟


هل حرف العرب هذه  الآية بأمر من إمامهم كعب الأحبار ليبرئوا اليهود ؟ أم إن عيسى ابن مريم عليه وأمه الصلاة والسلام  أُغمي عليه  من التعذيب قبل صلبه فظن الرومان واليهود أنه مات؟ 


جاءت الآية .
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.)..157.النساء.

تكررت فيها كلمة (وما قتلوه مرتين) وكانت كلمة واحدة كافية .وتقول الآية أنهم ما قتلوه يقينا .فما الذي تفيده كلمة ( يقينا)؟
عندما نقول ،وما قتلناه يقينا ،هذا يعني أننا لم نتأكد من موته بعد ما أُغمي عليه .
وان كنا في صدد قتله فلا بدا أن يكون الإغماؤ جراء  تسليط العذاب.

ولو أننا أوردنا الآية بصفة أخرى لتكون كالآتي.( وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا ) 
لكانت الآية متطابقة مع المعقول لأن الحدث حدث تاريخي شاهده الناس كفارا ومؤمنين وكلهم أجمعوا على عذابه على الصليب .
كما لا يتنافى مع الدين الذي لا يمكن أن يكون فيه الله أو عيسى ظالما ليُحمل إزر أحد أحدا ،أو فتنة أحد أحدا آخر ،أو جزاء أحد لأحد آخر،وما كان لرسول أن يهرب مما أراده الله له وقد عرفنا كيف عاقب يونس نبي الله عليه الصلاة والسلام إذ فر من العذاب الذي كان سيُصيب قومه ولو أن في هروبه كان إيمان قومه.

والله بين في القرآن أن اليهود قتلوا عيسى ابن مريم عليه وآله الصلاة والسلام وكذبوا رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام وبدقة لا تقبل الشك أبدا فقال،

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ

وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ


وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ.89.سورة البقرة.

يبدأ الخبر المنقول مُباشرة بعد أن أرسل الله عيسى عليه وأمه الصلاة والسلام لقوله ،وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.

وهذا يعني أن المقتول هو عيسى رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام ،والذي كُذب هو محمد رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام لكونه أكد ذلك بعد ذكر القتل في قوله ،وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ.

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى

أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى

وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى

وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى

ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى

وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى

وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى

وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا.44.النجم.

والموت في سبيل الله شهادة أي أنها منزلة من أعظم المنازل ولا يُمكن لله أن يُعطيها لأحد لا يرضى  عنه كما أنه لا يُمكن لعيسى عليه الصلاة والسلام أن يُعطي ذلك الفضل لآخر ويُحرم منه.

الباحث التونسي محمد علام الدين العسكري.



ليست هناك تعليقات: